إسرائيل في حالة حرب - اليوم 371

بحث

إسرائيل تغتال قائد وحدة المسيّرات في حزب الله في بيروت واستمرار إطلاق الصواريخ نحو شمال البلاد مع رفض الهدنة

الجيش الإسرائيلي يؤكد الضربة “الدقيقة” في معقل حزب الله، ويستهدف شحنة أسلحة على الحدود السورية اللبنانية؛ بيروت تقول إن ما يقرب من 20 سوريا قُتلوا في الهجوم على قرية بمنطقة بعلبك

تُظهر اللقطات المنشورة على وسائل التواصل الاجتماعي مشاهد من غارة جوية “مستهدفة” للجيش الإسرائيلي في العاصمة اللبنانية بيروت، في ضاحية الضاحية، معقل معروف لحزب الله، 26 سبتمبر، 2024.  (Israel Defense Forces/X; used in accordance with Clause 27a of the Copyright Law)
تُظهر اللقطات المنشورة على وسائل التواصل الاجتماعي مشاهد من غارة جوية “مستهدفة” للجيش الإسرائيلي في العاصمة اللبنانية بيروت، في ضاحية الضاحية، معقل معروف لحزب الله، 26 سبتمبر، 2024. (Israel Defense Forces/X; used in accordance with Clause 27a of the Copyright Law)

أعلن الجيش الإسرائيلي أن قياديا بارزا في حزب الله قُتل في غارة على الضاحية الجنوبية لبيروت بعد ظهر الخميس، في حين لم تظهر أي علامة تذكر على تراجع حدة القتال بين إسرائيل والجماعة المدعومة من إيران مع انهيار محاولة دولية لتأمين وقف لإطلاق النار.

وقالت مصادر إن الضربة في معقل حزب الله في الضاحية الجنوبية لبيروت استهدفت قائد الوحدة الجوية في حزب الله، المسؤول إلى حد كبير عن أسطول المسيرات وصواريخ الكروز والدفاعات الجوية في المنظمة.

وأكد مصدر أمني لبناني مقرب من الجماعة أن الهجوم استهدف قياديا في حزب الله، حسبما ذكرت وكالة “فرانس برس”.

وقال المصدر، الذي طلب عدم الكشف عن هويته لأنه غير مخول بالتحدث إلى وسائل الإعلام، إن “الغارة الإسرائيلية استهدفت قائد وحدة المسيّرات في حزب الله محمّد سرور الملقب بأبو صالح، من دون أن يتضح مصيره بعد”.

وقالت وزارة الصحة اللبنانية إن شخصين قُتلا في الهجوم.

جنود لبنانيون يطوقون المنطقة في موقع غارة جوية إسرائيلية في الضاحية الجنوبية لبيروت في 26 سبتمبر. (AP Photo/Hassan Ammar)

بحسب الجيش فإن سرور وجه وقاد العديد من الهجمات الجوية المختلفة على إسرائيل، والتي شملت مسيرات مفخخة وصواريخ كروز.

في السنوات الأخيرة، بحسب الجيش الإسرائيلي، قاد تصنيع مسيرات حزب الله، وأنشأ مواقع في لبنان تسمح للجماعة ببناء مسيرات مفخخة، بعضها تحت مبان مدنية في بيروت.

انضم سرور إلى حزب الله في الثمانينات، وتولى مناصب مختلفة، من ضمنها في الدفاعات الجوية للمنظمة، في وحدة “عزيزة” التابعة لقوة “الرضوان”، وكملحق لحزب الله في اليمن كان منخرطا في القوات الجوية للحوثيين، بحسب الجيش.

ويقول الجيش الإسرائيلي إنه خلال الحرب قام بتنفيذ العديد من هجمات المسيرات المفخخة على إسرائيل، بالإضافة إلى مسيرات الاستطلاع.

مبنى متضرر في موقع غارة جوية إسرائيلية في الضاحية الجنوبية لبيروت، 26 سبتمبر، 2024. (AP Photo/Hassan Ammar)

الهجوم هو المرة الرابعة على الأقل التي تستهدف فيها إسرائيل قياديا كبيرا في الجماعة في الأيام الأخيرة، بما في ذلك في غارة يوم الثلاثاء استهدفت قائد منظومة الصواريخ إبراهيم قبيسي، وهجوم يوم الجمعة على إبراهيم عقيل، قائد العمليات العسكرية في حزب الله. ولقد قُتل الرجلان في الهجومين.

يوم الخميس أيضا، قالت إسرائيل إن طائراتها الحربية قصفت أهدافا في أرجاء جنوب لبنان وعلى الحدود السورية-اللبنانية، في حين أطلق حزب الله عشرات الصواريخ على مدن في شمال إسرائيل.

وأنهى إطلاق نحو 45 صاروخا على مدينة عكا الساحلية الإسرائيلية صباح الخميس فترة هدوء نادرة استمرت 19 ساعة في النيران التي يطلقها حزب الله على شمال إسرائيل والتي عززت لفترة وجيزة الآمال في وقف القتال بوساطة دولية.

وقال الجيش الإسرائيلي إنه تم اعتراض عدد من الصواريخ وأن البقية هبطت في مناطق مفتوحة. وأظهرت مقاطع فيديو سقوط بعض القذائف في البحر المتوسط.

وتم إطلاق 10 صواريخ أخرى على مدينة كريات شمونه بعد وقت قصير، حسبما أعلن الجيش الإسرائيلي، وزعم حزب الله أنه أطلق وابلا من صواريخ “فلق 2” على المدينة.

وتم إطلاق صاروخ واحد على صفد في نفس الوقت تقريبا وتم اعتراضه بواسطة الدفاعات الجوية.

ولم ترد تقارير عن سقوط إصابات أو أضرار في الهجمات.

أشخاص يركضون للاحتماء في منطقة آمنة في مدينة صفد شمال إسرائيل، في 26 سبتمبر، 2024، أثناء هجوم صاروخي من لبنان وسط القتال بين إسرائيل وحزب الله. (Menahem KAHANA / AFP)

وفي وقت سابق، قال مسؤولون لبنانيون إن غارة جوية إسرائيلية ليلا على مبنى يسكنه عمال سوريون وعائلاتهم أسفرت عن مقتل ما يصل إلى 23 شخصاً بالقرب من بعلبك على الحدود اللبنانية السورية، في واحدة من أعنف الضربات الجوية التي تم الإبلاغ عنها في الحملة الجوية المكثفة ضد جماعة حزب الله.

تظهر هذه الصورة موقع غارة جوية إسرائيلية على الجانب السوري من معبر مطربا بين لبنان وسوريا، في 26 سبتمبر، 2024 في بلدة القاع شرقي لبنان. (AFP)

وقال رئيس بلدية بلدة يونين علي قصاص إن أغلب القتلى في الغارة على المبنى المكون من ثلاثة طوابق في البلدة كانوا من النساء والأطفال. ويعيش في لبنان نحو 1.5 مليون سوري فروا من الحرب الأهلية هناك، إلا أن آلاف اللبنانيين نزحوا إلى سوريا في الأيام الأخيرة.

تظهر هذه الصورة الدمار في منطقة استهدفتها الغارات الجوية الإسرائيلية ليلا في بلدة السكسكية اللبنانية، في 26 سبتمبر، 2024.(Mahmoud ZAYYAT / AFP)

ولم يصدر أي تعليق من إسرائيل على الغارة، التي قالت إنها ضربت نحو 75 هدفا لحزب الله خلال الليل في جنوب لبنان ووادي البقاع، معقل حزب الله بالقرب من الحدود السورية.

وقال الجيش الإسرائيلي، الذي نشر لقطات للضربات، إن الأهداف شملت مسلحين ومبان عسكرية ومستودعات أسلحة.

وقال الجيش في وقت لاحق الخميس إنه نفذ غارة جوية على الحدود اللبنانية-السورية مستهدفا شحنة أسلحة كان من المقرر استخدامها ضد إسرائيل.

وقال وزير المواصلات اللبناني علي حمية إن الغارة أصابت الطرف السوري من جسر صغير يوفر معبرا إلى لبنان. ولم يعرف الوزير على الفور ما إذا كان المعبر لا يزال صالحا للاستخدام.

وتقول إسرائيل إنها تبذل قصارى جهدها لتجنب سقوط ضحايا من المدنيين، وقد حذرت اللبنانيين وطلبت منهم مغادرة المناطق التي قد يخزن فيها حزب الله أسلحة قبل إطلاق حملتها المكثفة يوم الاثنين، والتي استهدفت إلى حد كبير مبان سكنية.

تصاعد سحابة من الدخان أثناء غارة جوية إسرائيلية على قرية خارج صور في جنوب لبنان بينما يقصف الجيش الإسرائيلي أهدافا لحزب الله، 26 سبتمبر، 2024. (Photo by Kawnat HAJU / AFP)

ويتهم الجيش الإسرائيلي حزب الله باستخدام المدنيين كدروع بشرية من خلال إخفاء الصواريخ وأسلحة أخرى في المنازل.

يوم الأربعاء، نشر صورا قبل وبعد لمنازل قصفها في الأيام الأخيرة في قرى ميفدون والحميرة وبرعشيت وطير دبّا، والتي قال إنها تظهر أدلة على أن حزب الله قام بتخزين ذخائر ومنصات لإطلاق الصواريخ داخل المنازل.

صور أصدرها جيش الدفاع الإسرائيلي في 25 سبتمبر 2024، تظهر منزلا في قرية الحميرة اللبنانية قبل وبعد الغارات الجوية الإسرائيلية قبل أيام، مما يكشف بحسب الجيش أن حزب الله كان يخزن الذخائر وقاذفات الصواريخ فيه. (Israel Defense Forces)

وفي أعقاب تقرير يفيد بأن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أمر الجيش بتقليص هجماته مع تبلور الجهود الدولية لتأمين وقف لإطلاق النار، أصدر مكتبه نفيا، قائلا إن القتال هناك وفي غزة مستمر بكامل قوته.

وقال وزير الخارجية يسرائيل كاتس في وقت لاحق إن إسرائيل لن توقف عملياتها، وسط معارضة واسعة في إسرائيل لوقف إطلاق النار يقول المنتقدون إن من شأنه ان يسمح لحزب الله بإعادة تجميع صفوفه مع إبقاء شمال إسرائيل تحت التهديد المستمر.

يوم الأربعاء، أمر رئيس أركان الجيش الإسرائيلي اللفتنانت كولونيل هرتسي هليفي وقائد المنطقة الشمالية الميجر جنرال أوري غوردين القوات بالاستعداد لتوغل بري محتمل، بعد ساعات من قيام حزب الله بإطلاق صاروخ بعيد المدى على تل أبيب لأول مرة.

وقال هليفي “ستدخل أحذيتكم أرض العدو، وتدخل القرى التي أعدها حزب الله كمواقع عسكرية كبيرة، مع بنى تحتية تحت الأرض، ونقاط تجمع، ومنصات إطلاق إلى داخل أراضينا [التي يعتزم حزب الله منها] أن ينفذ هجمات على المدنيين الإسرائيليين”.

منزل أصيب بصاروخ أطلقه حزب الله في مدينة صفد الشمالية، 25 سبتمبر، 2024. (David Cohen/Flash90)

وقال الجيش الإسرائيلي بعد ظهر الأربعاء إنه استدعى لواءين احتياطيين لنشرهما في شمال إسرائيل.

وتقول إسرائيل إنها نفذت غارات جوية ضد أكثر من 2000 هدف لحزب الله في لبنان منذ يوم الإثنين، بهدف وقف الهجمات الصاروخية المستمرة منذ نحو عام على شمال إسرائيل والتي بدأتها الجماعة في الثامن من أكتوبر دعما لحركة حماس.

ويقول حزب الله إن 512 عنصرا على الأقل من مقاتليه قُتلوا منذ بداية القتال في الثامن من أكتوبر. ويعتقد الجيش الإسرائيلي إن الحصيلة أعلى بكثير.

وقُتل أكثر من 600 شخص في لبنان منذ يوم الإثنين، بحسب وزارة الصحة اللبنانية، التي لا تفرق بين المدنيين والمقاتلين.

اقرأ المزيد عن