هجوم بطائرة مسيرة محملة بالمتفجرات انطلقت من لبنان على شمال إسرائيل
المسيرة ضربت بالقرب من مرغليوت، واعتراض مسيرة ثانية؛ الجيش الإسرائيلي يرد بالقصف؛ مسؤولون إسرائيليون يتعرضون بحسب تقرير للتوبيخ من قبل نظرائهم الأمريكيين بسبب غارات أصابت مواقع للجيش اللبناني
أعلن الجيش الإسرائيلي أن طائرة مسيرة محملة بالمتفجرات انطلقت من لبنان باتجاه إسرائيل ضربت بالقرب من بلدة مرغليوت الشمالية صباح السبت.
وقال الجيش إن نظام “القبة الحديدية” الدفاعي اعترض طائرة مسيرة ثانية.
ولم ينشر الجيش الإسرائيلي على الفور معلومات حول وقوع خسائر محتملة في هجوم الطائرة المسيرة.
وردت القوات بقصف مدفعي على أهداف في جنوب لبنان، وسط تبادل إطلاق النار المستمر مع منظمة حزب الله على طول الحدود الشمالية.
ولقد حذرت إسرائيل من أنها لن تقبل بعد الآن وجود منظمة حزب الله المدعومة من إيران على طول الحدود الشمالية، بعد أن اقتحم حوالي 3000 مسلح من حماس الحدود من قطاع غزة في 7 أكتوبر، وقتلوا 1200 شخص واختطفوا أكثر من 240 إلى غزة.
منذ ذلك التاريخ، قامت القوات التي يقودها حزب الله بمهاجمة البلدات الإسرائيلية والمواقع العسكرية على طول الحدود بشكل شبه يومي، رغم أنها حاولت الحد من نطاق الهجمات في محاولة على ما يبدو لتجنب حرب شاملة.
في الوقت نفسه، ذكرت شبكة CNN الجمعة أن مسؤولين إسرائيليين تعرضوا للتوبيخ من قبل نظرائهم الأمريكيين بسبب ضربات أصابت مواقع للجيش اللبناني.
وفي حين أن بعض الضربات قد تكون عرضية، إلا أن أحد المسؤولين قال للشبكة الإخبارية إنهم يعتقدون أن النية في حالات أخرى ربما كانت أقل وضوحا.
وقال متحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي لـ CNN: “لقد كانت الولايات المتحدة واضحة، نحن لا نريد أن نرى هذا الصراع يمتد إلى لبنان ونواصل حث الإسرائيليين على فعل كا ما في وسعهم ليكونوا موجهين وتجنب المدنيين، والبنى التحتية المدنية، والأراضي الزراعية المدنية، والأمم المتحدة، والقوات المسلحة اللبنانية”.
وأضاف أن “الولايات المتحدة فخورة بشراكتها مع الجيش اللبناني، وهي مؤسسة أساسية، ليس فقط لاستقرار وأمن لبنان، ولكن للمنطقة بأكملها”.
المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي نير دينار قال لـ CNN إن أي ضرر لحق بالجيش اللبناني أو بالمدنيين لم يكن متعمدا.
وأضاف: “ردا على عدوان حزب الله، يقوم الجيش الإسرائيلي بضرب البنية التحتية العسكرية للمنظمة الإرهابية ويعمل على القضاء على أي تهديد لدولة إسرائيل”.
“إن أي ضرر يلحق بالمدنيين والقوات الأخرى هو أمر غير مقصود. إن مثل هذه الحوادث تتم مراجعتها من أجل تحسين الاحتياطات العملياتية وضمان المساءلة عند الضرورة”.
وذكر التقرير إن المسؤولين الأمريكيين شعروا بالإحباط بسبب هذه الأحداث لأنهم يعتقدون أن الجيش اللبناني سيحتاج إلى لعب دور رئيسي في أي حل نهائي للقتال على الحدود الشمالية لإسرائيل.
وحذر الوزير في كابينت الحرب بيني غانتس يوم الجمعة من أن إسرائيل ستضطر إلى إبعاد منظمة حزب الله عن الحدود اللبنانية إذا لم يتمكن المجتمع الدولي من القيام بذلك عبر الوسائل الدبلوماسية.
وقال غانتس: “إذا لم يتمكن العالم من إبعاد حزب الله عن الحدود، فإن إسرائيل ستفعل ذلك”.
وفي تحذير واضح لحزب الله، أصدر الجيش الإسرائيلي بيانا يوم الجمعة قال فيه إنه يجري تدريبات مكثفة في شمال إسرائيل.
وقال الجيش إن التدريبات، التي أطلق عليها اسم “الوقت الثمين”، تهدف إلى إعداد الجنود لـ”سيناريوهات محتملة إضافية على الحدود الشمالية”، أثناء تنفيذ عملياتهم الروتينية في المنطقة.
وأضاف أن القوات تتدرب ليلا ونهارا في المناطق المفتوحة والحضرية، وعلى مستوى الفصائل حتى الكتائب. كما تم تعليم الجنود كيفية استخدام المركبات المدرعة والأسلحة الأخرى.
يوم الجمعة، قال مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان للصحفيين: “يجب أن يتمكن مواطنو إسرائيل الذين تم إجلاؤهم من الشمال من العودة إلى منازلهم، ويجب أن يكونوا قادرين على القيام بذلك بإحساس حقيقي بالأمن. وهذا يعني التعامل مع التهديد القادم من الطرف الآخر من الحدود”.
لكنه قال إن واشنطن لا تزال تعتقد أن “التهديد يمكن التعامل معه من خلال الدبلوماسية ولا يتطلب حربا جديدة”.
وأقر سوليفان بأن مثل هذا الجهد يتطلب “الردع أيضا، لأننا بحاجة إلى إرسال رسالة واضحة مفادها أننا لن نقبل أنواع التهديدات والأنشطة الإرهابية التي رأيناها من حزب الله ومن الأراضي اللبنانية”.
ويبدو أن الرسالة تعكس تكثيف الضغوط الإسرائيلية على الولايات المتحدة وأعضاء آخرين في المجتمع الدولي لاستعادة الهدوء على الحدود من خلال الوسائل الدبلوماسية.
وتأمل اسرائيل أن تتمكن الولايات المتحدة أو فرنسا أو وسطاء أجانب آخرون من التوسط في تطبيق قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701، الذي أنهى حرب لبنان الثانية في عام 2006.
القرار يدعو إلى نزع سلاح جميع القوات المسلحة غير التابعة للدولة في لبنان، وكذلك إلى جعل المنطقة بين الحدود الإسرائيلية-اللبنانية ونهر الليطاني خالية من جميع القوات المسلحة باستثناء الجيش اللبناني وبعثة الأمم المتحدة لحفظ السلام (اليونيفيل).
ولكن على مر السنين، انتهك حزب الله القرار مرارا، وقام بتجميع الأسلحة والقوات بالقرب من الحدود دون أي تطبيق لقرار الأمم المتحدة من جانب قوات اليونيفيل.
في غضون ذلك، أفاد سكان جنوب لبنان يوم الجمعة بأن الجيش الإسرائيلي أسقط منشورات تحذر السكان من مساعدة حزب الله، للمرة الأولى منذ بدء الحرب بين إسرائيل وحماس.
إسرائيل أسقطت أيضا منشورات فوق أجزاء من جنوب لبنان خلال حرب 2006 مع حزب الله، وأسقطت منشورات تشجع الفلسطينيين على عدم مساعدة حماس خلال الحرب الحالية في غزة.
وحتى الآن، أسفرت المناوشات على الحدود عن مقتل أربعة مدنيين على الجانب الإسرائيلي، فضلا عن مقتل ستة جنود من جيش الدفاع الإسرائيلي.
على الجانب اللبناني، قُتل أكثر من 120 شخص، بحسب معطيات جمعتها منظمة “فرانس برس”. تشمل الحصيلة 107 من عناصر حزب الله – بعضهم قُتل في سوريا – و16 مسلحا فلسطينيا، و14 مدنيا على الأقل، وثلاثة صحفيين.
ويقدّر مسؤولو الدفاع الإسرائيليون أن عدد القتلى في حزب الله أعلى وأن المنظمة اللبنانية تخفي العدد الحقيقي للقتلى في صفوفها.
ونزح أكثر من 64 ألف شخص في لبنان، معظمهم في الجنوب، بحسب أرقام منظمة الهجرة الدولية.
وفي إسرائيل، تم إجلاء ما يقدّر عددهم بنحو 100 ألف شخص من منازلهم على الحدود الشمالية مع لبنان.