هاكابي: الولايات المتحدة “ليست ملزمة بالحصول على إذن من إسرائيل” لعقد اتفاق مع الحوثيين
وسط الصدمة في إسرائيل من اتفاق ترامب مع الجماعة اليمنية، ألمح السفير في مقابلة تلفزيونية إلى أن الولايات المتحدة سترد على هجمات الحوثيين على إسرائيل فقط في حال إصابة مواطنين أمريكيين

قال السفير الأمريكي لدى إسرائيل مايك هاكابي في مقابلة بُث جزء منها على قناة 12 الإسرائيلية يوم الخميس إن رد الولايات المتحدة على هجمات الحوثيين المدعومين من إيران ضد إسرائيل يعتمد على ما إذا كانت تُلحق ضررًا بمواطنين أمريكيين.
وقال هاكابي في مقتطف من المقابلة الكاملة، المقرر بثها نهاية الأسبوع: “الولايات المتحدة ليست مطالبة بالحصول على إذن من إسرائيل لعقد تفاهمات من شأنها أن توقف الحوثيين عن إطلاق النار على سفننا”.
وجاءت تصريحاته عقب إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المفاجئ يوم الثلاثاء عن اتفاق هدنة ثنائي بين الحوثيين المدعومين من إيران في اليمن والولايات المتحدة، أعقبه تعهد من الجماعة بمواصلة هجماتها ضد إسرائيل.
وقالت مصادر رسمية إن إسرائيل لم تُبلّغ مسبقًا بالاتفاق. وقد أعلنه ترامب بعد يومين فقط من سقوط صاروخ حوثي في محيط مطار بن غوريون، على بُعد مئات الأمتار من برج المراقبة الرئيسي، مما أسفر عن إصابة عدد من الأشخاص بجراح طفيفة، ودفع معظم شركات الطيران الأجنبية إلى تعليق رحلاتها إلى إسرائيل.
وقال حاكم أركنساس السابق لقناة 12 إن فهمه للسياسة الأمريكية في هذا الشأن جاء بعد حديث مع ترامب ونائب الرئيس جيه دي فانس.
وأضاف: “هذا ما يمكنني قوله، لأنني تحدثت مع الرئيس ونائب الرئيس الليلة الماضية… يوجد 700 ألف أمريكي يعيشون في إسرائيل. إذا قرر الحوثيون الاستمرار في استهداف إسرائيل وتسببوا بأذى لمواطن أمريكي، فإن ذلك يصبح شأنًا أمريكيًا مباشرًا”.

وعندما سألته قناة 12 لتوضيح ما إذا كان ذلك يعني أن الولايات المتحدة ستتدخل ضد الجماعة المتمردة فقط إذا أصيب مواطن أمريكي بصاروخ حوثي، قال السفير: “المسألة تتعلق بما يصبح شأننا مباشرة”.
ورددت تعليقاته تصريحات ترامب، الذي رد على سؤال بشأن تعهد الحوثيين بمواصلة مهاجمة إسرائيل رغم اتفاقهم مع الولايات المتحدة بقوله: “سأتحدث عن ذلك إذا حدث شيء”.

وأطلق الحوثيون يوم الأربعاء طائرة مسيرة باتجاه إسرائيل، وقد تم اعتراضها.
بدأ الحوثيون — الذين شعارهم هو “الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل، اللعنة على اليهود” — مهاجمة إسرائيل وخطوط الشحن في البحر الأحمر منذ نوفمبر 2023، تضامنا مع الفلسطينيين في غزة، في أعقاب اندلاع الحرب بعد اقتحام آلاف المسلحين من حماس لجنوب إسرائيل في 7 أكتوبر 2023، في هجوم أسفر عن مقتل نحو 1200 شخص وأسر 251 رهينة.
وقد توقفت هجمات الحوثيين على سفن الشحن إلى حد كبير قبل ستة أشهر، بعدما قامت العديد من الشركات الدولية بتحويل مسارات سفنها لتفادي البحر الأحمر. أما الهجمات على إسرائيل والأهداف العسكرية الأخرى، فتوقفت لبضعة أسابيع أوائل هذا العام، لكنها استؤنفت مع انهيار الهدنة في غزة في أوائل مارس.

وكثفت الولايات المتحدة ضرباتها على الحوثيين المدعومين من إيران في اليمن في وقت سابق هذا العام لوقف الهجمات على الشحن في البحر الأحمر، بعد إعلان الحوثيين نيتهم استئناف الهجمات على السفن الإسرائيلية في البحرين الأحمر والعربي، ومضيق باب المندب، وخليج عدن.
وتقول القيادة العسكرية الأمريكية إنها استهدفت أكثر من ألف هدف منذ 15 مارس، مع إطلاق عملية “روف رايدر”، وأضافت أن الضربات أسفرت عن مقتل “مئات من مقاتلي الحوثيين وعدد كبير من قادتهم”.
وفي 28 أبريل، استهدفت ضربة جوية أمريكية مشتبه بها مركزًا للمهاجرين في اليمن، وقالت قناة الحوثيين إن 68 شخصا قُتلوا في واحدة من أعنف الهجمات خلال ستة أسابيع من الضربات الأمريكية المكثفة.

وتصاعد التوتر بين إسرائيل والحوثيين في الأيام الأخيرة، بعد أن سقط صاروخ باليستي أطلقه الحوثيون في محيط مطار بن غوريون يوم الأحد، ما دفع إسرائيل إلى شن سلسلة غارات مكثفة على ميناء الحديدة اليمني وبنية تحتية تابعة للحوثيين يوم الإثنين.

وتبع ذلك ضربات إضافية يوم الثلاثاء قالت القوات الإسرائيلية إنها “عطّلت بالكامل” مطار صنعاء الدولي.
ساهم جيكوب ماغيد ووكالات في إعداد هذا التقرير