إسرائيل في حالة حرب - اليوم 466

بحث

نيويورك تايمز: وثائق تظهر أن أفراد طاقم إدارة بعض مدارس الأونروا كانوا مقاتلين في حماس

تشير سجلات الحركة إلى أن 24 موظفًا في المدرسة هم من عناصرها، وقد تم توزيع بنادق وقنابل يدوية على نصفهم؛ وكان من المعروف أن أحد المديرين يرتدي زي حماس العسكري بعد المدرسة

فلسطينيون في موقع غارة جوية إسرائيلية على مبنى مدرسة تابعة للأمم المتحدة (أونروا) في النصيرات، وسط قطاع غزة، 15 يوليو 2024. (Abed Rahim Khatib/Flash90)
فلسطينيون في موقع غارة جوية إسرائيلية على مبنى مدرسة تابعة للأمم المتحدة (أونروا) في النصيرات، وسط قطاع غزة، 15 يوليو 2024. (Abed Rahim Khatib/Flash90)

أفاد تقرير إعلامي أجنبي نشر الأحد واستندا إلى وثائق قدمتها إسرائيل، أن نحو عشرين معلماً ومستشاراً وإدارياً في مدارس الأونروا في غزة هم أعضاء في حركة حماس أو فصائل مسلحة أخرى.

وتسلط المواد، التي تم مصادرتها من فصائل مسلحها خلال الحرب المستمرة التي أعقبت مذبحة حماس في 7 أكتوبر 2023، المزيد من الضوء على ادعاءات إسرائيل بأن وكالة الأمم المتحدة المسؤولة عن المساعدات للفلسطينيين – والتي كانت تدير حوالي 288 مدرسة في القطاع قبل الحرب – عززت التطرف، واستخدمتها الفصائل المسلحة في جهودها ضد إسرائيل.

وتحدد الوثائق التي اطلعت عليها صحيفة نيويورك تايمز 24 موظفا في 24 مدرسة مختلفة تابعة للأونروا – غالبيتهم من المديرين أو نواب المديرين – وهم أعضاء مسجلون في حماس أو الجهاد الإسلامي الفلسطيني؛ وهناك توثيق لحيازة حوالي نصفهم أسلحة فتاكة، بما في ذلك بنادق هجومية وقنابل يدوية، قدمتها لهم الفصائل، أو شاركوا في تدريباتها.

وقال سكان غزة الذين أجرت صحيفة نيويورك تايمز مقابلات معهم إن وجود حماس في مدارس الأمم المتحدة كان بمثابة سر مفتوح، حيث كان أحد المعلمين في الأونروا “يظهر بانتظام بعد ساعات العمل مرتديًا زي حماس العسكري ويحمل بندقية كلاشينكوف”، بحسب التقرير.

وورد إن مدير مدرسة آخر، وهو عضو في حماس حصل منها على بندقية هجومية ومسدس، لديه صورة على صفحته على الفيسبوك يظهر فيها واقفا أمام لافتة لحماس.

وأشار التقرير أيضاً إلى وجود أنفاق لحماس تحت مدارس الأونروا، واستشهد بوثائق داخلية لحماس تشير إلى مدرستين على وجه الخصوص كانتا تستخدمان لإخفاء الأسلحة، ووصفت مدارس ومواقع مدنية أخرى بأنها “أفضل العقبات لحماية المقاومة”. وكثيراً ما واجهت إسرائيل عناصر من حماس في المباني المدرسية طوال الحرب.

نازحون فلسطينيون في مدرسة تابعة لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) في خان يونس جنوب قطاع غزة، 18 نوفمبر 2024. (Abed Rahim Khatib/Flash90)

وكان مدير المدرسة الذي يظهر في صورته على فيسبوك أمام لافتة حماس يشرف على مدرسة تقع مباشرة فوق نفق. واكتشفت الأونروا النفق في عام 2017 وأصدرت بيانًا في ذلك الوقت تدين فيه حماس لاستخدامها للمدرسة، وقالت إنها أغلقت مداخل النفق.

ومع ذلك، في العديد من الحالات التي بحثتها صحيفة نيويورك تايمز، قدمت الحكومة الإسرائيلية تحذيرات مكتوبة للأونروا مفادها أن موظفين محددين كانوا أعضاء في فصائل مسلحة، لكن لم يتم فصل الموظفين.

على سبيل المثال، نبهت وزارة الخارجية الأونروا في عام 2011 إلى أن ناجي أبو عزيز، مدير مدرسة خزاعة الإعدادية للبنين، مرتبط بحماس. وقد أظهرت السجلات التي تم الاستيلاء عليها مؤخراً أن أبو عزيز جزء من وحدة الكيمياء التابعة لقسم التصنيع العسكري التابع لحماس. ولا يزال مدرجاً على أنه مدير المدرسة.

وقال المفوض العام للوكالة فيليب لازاريني لصحيفة نيويورك تايمز إن الأونروا تواجه صعوبة في الحصول على معلومات من إسرائيل تسمح لها باتخاذ إجراءات ضد الموظفين. كما قال إنه “من المثير للاهتمام واستثنائي” أن إسرائيل شاركت وثائق حماس مع الصحيفة، وليس مع الأمم المتحدة نفسها.

ولطالما شاب العداء العلاقة بين إسرائيل والأونروا، حيث تتهم إسرائيل الوكالة بإدامة أزمة اللاجئين الفلسطينيين من خلال السماح بنقل مكانة لاجئ من جيل إلى آخر. وقد تزايد إحباط القدس تجاه الأونروا على مدى العقد الماضي حيث وجدت إسرائيل أن حماس التي تحكم غزة أصبحت جزءًا من البنية التحتية للوكالة.

وقد بلغ الغضب ذروته بعد الهجوم الذي شنته حماس في السابع من أكتوبر، والذي تبين أن عدداً من موظفي الأونروا شاركوا فيه، بما في ذلك المشاركة في اختطاف وقتل إسرائيليين. وزعمت إسرائيل أن 10% من موظفي الوكالة التابعة للأمم المتحدة في غزة لهم علاقات بفصائل مسلحة ــ وهو ما تقول الوكالة إنها لم تحصل على أي دليل عليه.

المفوض العام للأونروا فيليب لازاريني خلال مؤتمر صحفي حول الوضع في غزة في مكاتب الأمم المتحدة في جنيف في 18 نوفمبر 2024. (Fabrice Coffrini/AFP)

في الأول من نوفمبر، أقر الكنيست مشروع قانون يحظر على الأونروا العمل داخل الأراضي الإسرائيلية ويحظر على الهيئات الحكومية العمل مع الأونروا. ومن المقرر أن يدخل مشروع القانون حيز التنفيذ في أوائل عام 2025.

وكانت الأمم المتحدة قد قالت في وقت سابق إن تسعة من موظفي الأونروا ربما شاركوا في الهجوم وتم فصلهم من العمل. كما قتلت إسرائيل مؤخرا رئيس نقابة المعلمين التابعة للأونروا في لبنان، لاعتباره قائدا في حماس.

وفي أكتوبر، أكدت الأونروا أن قائد قوات نخبة في حماس قُتل في غارة إسرائيلية، والذي قاد عملية قتل واختطاف إسرائيليين من ملجأ على جانب الطريق بالقرب من كيبوتس رعيم خلال هجوم حماس العام الماضي، كان يعمل لدى الوكالة منذ يوليو 2022.

وفي فبراير، كشف الجيش الإسرائيلي عن وجود مركز بيانات تابع لحماس مباشرة تحت مقر الأونروا في قطاع غزة. كما استهدف الجيش عدة مراكز قيادة ومسلحين تابعين لحماس داخل مدارس الأونروا.

إسرائيليون يتظاهرون ضد وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) خارج مكاتب المنظمة في القدس، 13 مارس 2024. (Arie Leib Abrams/Flash90)

تأسست الأونروا في عام 1949 في أعقاب حرب الاستقلال الإسرائيلية عام 1948. وهي تقدم المساعدات وخدمات الرعاية الصحية والتعليم لملايين الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية والدول العربية المجاورة – سوريا ولبنان والأردن.

وهي واحدة من وكالتي الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين. ففي حين تقدم الأونروا خدماتها للفلسطينيين، فإن مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين مسؤولة عن جميع اللاجئين الآخرين في جميع أنحاء العالم.

وتؤكد الأمم المتحدة إنه لا يوجد بديل للأونروا. وتقول إسرائيل إن وكالات أخرى يمكنها القيام بمهامها.

اقرأ المزيد عن