إسرائيل في حالة حرب - اليوم 471

بحث

نيويورك تايمز: الجيش الإسرائيلي خفف قواعد الاشتباك بعد 7 أكتوبر، مما تسبب بمقتل المزيد من المدنيين

أفاد التقرير بأنه سمح للضباط تعريض ما يصل إلى 20 مدنياً للخطر من أجل قتل مقاتل منخفض المستوى بعد هجوم حماس مباشرة، وكثيراً ما كانوا يقصفون أهدافاً تم اختيارها بمساعدة أدوات الذكاء الاصطناعي

الدخان يتصاعد فوق خان يونس في جنوب قطاع غزة خلال غارات جوية إسرائيلية في 30 ديسمبر 2023. (AFP)
الدخان يتصاعد فوق خان يونس في جنوب قطاع غزة خلال غارات جوية إسرائيلية في 30 ديسمبر 2023. (AFP)

خفف الجيش الإسرائيلي قواعد الاشتباك بشكل كبير بعد هجوم حماس في 7 أكتوبر 2023، مما سمح للضباط بالموافقة على قصف أهداف في قطاع غزة كانت ذات أولوية منخفضة أو محظورة في الحروب السابقة، والسماح بضربات عرضت المدنيين للخطر أكثر مما كان مسموحًا به في السابق لأهداف مماثلة، وفقًا لتحقيق نُشر يوم الخميس في صحيفة نيويورك تايمز.

التحقيق، الذي استشهد بأكثر من 100 جندي ومسؤول، بما في ذلك حوالي 25 ساعدوا في التخطيط أو التدقيق أو الموافقة على الضربات، ردد بعض التقارير السابقة التي زعمت الاستخدام الواسع النطاق لبرامج ذكاء اصطناعي لاختيار الأهداف، فضلاً عن مزاعم بأن بعض الضربات التي استهدفت قادة حماس عرضت أكثر من 100 مدني للخطر.

وفي رده على المقال، أكد الجيش الإسرائيلي تغيير قواعد الاشتباك بعد اندلاع الحرب، لكنه أكد أن عمله لا يزال يتوافق مع القانون الدولي.

كما أكد الجيش على الطبيعة الفريدة للقتال في غزة، حيث يقاتل المسلحون من داخل المناطق المأهولة بالسكان ويستخدمون شبكة أنفاق واسعة تحت القطاع. كما دار القتال في الوقت الذي احتجزت فيه حماس حوالي 251 رهينة، لا يزال 100 منهم في الأسر.

وبحسب صحيفة نيويورك تايمز، أصدرت القيادة العسكرية الإسرائيلية أمراً في الواحدة ظهراً من يوم 7 أكتوبر ـ بينما كان غزو حماس جاريا ـ يمنح الضباط من ذوي الرتب المتوسطة سلطة استهداف مقاتلي حماس من ذوي الرتب الدنيا، ويسمح لهم بالمخاطرة بقتل ما يصل إلى عشرين مدنياً في كل ضربة. وكانت هذه القواعد أكثر مرونة من القواعد التي كانت متبعة خلال جولات القتال السابقة ضد الحركة، حسبما ذكرت الصحيفة.

انفجار في مبنى في أعقاب غارة إسرائيلية في رفح بجنوب قطاع غزة، 9 ديسمبر، 2023. (MAHMUD HAMS / AFP)

ولم تتم الموافقة على العديد من الضربات في الحروب السابقة ضد حماس قبل التأكد من عدم إلحاق الأذى بأي مدنيين على الإطلاق، في حين عرضت ضربات أخرى ما يصل إلى خمسة مدنيين للخطر، بحسب التقرير، الذي أضاف أنه كان يتم تعريض عشرة مدنيين أو أكثر للخطر من أجل قتل مقاتل واحد فقط في حالات نادرة.

وقالت الصحيفة أنه بعد تخفيف قواعد الاشتباك في البداية، أعادت إسرائيل تشديدها في 5 نوفمبر 2023، وطلبت من الضباط الحصول على إذن خاص لتعريض أكثر من 10 مدنيين للخطر عند قصف مسلحين من رتب منخفضة لا يشكلون تهديدًا وشيكًا للقوات الإسرائيلية. وقال التقرير إنه بحلول أواخر يناير، احتاج الضباط إلى إذن خاص “لجميع الغارات القاتلة تقريبًا، باستثناء تلك التي تستهدف كبار قادة حماس”.

وقال التقرير أيضا أنه في حين شهدت الحروب السابقة استهداف الجيش لمقاتلين أو مواقع تم بحثها واختيارها مسبقا، فإن وتيرة الهجوم الإسرائيلي ضد حماس في أعقاب هجومها عبر الحدود أدى إلى استنفاذ الأهداف الجاهزة بسرعة بعد 7 أكتوبر، وتم اختيار العديد من الأهداف الجديدة دون بحثها مسبقا، وأحيانا بمساعدة برامج الذكاء الاصطناعي.

وذكر التقرير أن برنامج الذكاء الاصطناعي المستخدم لاختيار الأهداف اعتمد جزئيا على معدلات استخدام الهاتف المحمول ومقاييس مماثلة منخفضة الدقة نسبيا لتحديد عدد المدنيين في منطقة ما، بدلا من المراقبة طويلة الأمد لمبنى معين، كما فعلت إسرائيل في الحملات السابقة.

وقال الجيش للصحيفة إن “الضباط كانوا يتحققون دائمًا من المعلومات التي قدمتها” أنظمة الذكاء الاصطناعي، ونفى أن تكون أدوات الذكاء الاصطناعي أكثر من “نقطة بداية” لعملية اختيار الهدف. ومع ذلك، أكد التقرير أن عملية التحقق كانت تتغير من وحدة إلى أخرى، وفقًا لضباط متعددين.

مروحية أباتشي إسرائيلية تطلق صاروخًا باتجاه قطاع غزة، كما ظهرت من جنوب إسرائيل، 29 ديسمبر 2023. (AP Photo/Ariel Schalit)

وذكرت الصحيفة أن إسرائيل قللت أيضاً من استخدام التحذيرات لحث المدنيين على الفرار قبل شن الغارات، بما في ذلك “طرق الأسطح”، حيث يتم تفجير عبوة صغيرة على سطح مبنى قبل إسقاط قنبلة مدمرة على نفس الموقع. ووفقاً للتقرير، قررت القيادة العليا للجيش الإسرائيلي الممارسة اختيارية في غضون ساعات من غزو حماس.

وأضاف التقرير أن الجيش الإسرائيلي أسقط قنابل على أهداف في غزة أكبر حجما من تلك التي أسقطها في الحروب السابقة، بما في ذلك قنابل تزن 1000 و2000 رطل، والتي شكلت 90% من الذخائر التي ألقيت في أول أسبوعين من الحرب.

وأشار مسؤول عسكري تحدث للصحيفة إلى أن الذخائر الثقيلة كانت ضرورية في كثير من الأحيان لتدمير أنفاق حماس في عمق الأرض.

فلسطينيون يتفقدون الدمار الذي خلفه القصف الإسرائيلي في رفح، جنوب قطاع غزة، 12 ديسمبر، 2023. (MOHAMMED ABED / AFP)

وفي تقريرها، قارنت صحيفة التايمز بين ضربتين استهدفتا القائد في حماس شلدان النجار، الأولى في أغسطس 2014، خلال الحرب البرية الأخيرة لإسرائيل ضد حماس في غزة، والثانية في 10 أكتوبر 2023، بعد ثلاثة أيام من هجوم الحركة العام الماضي.

في عام 2014، اتخذت إسرائيل احتياطات لتجنب وقوع إصابات بين المدنيين – حيث حذرت جيران النجار ثلاث مرات بالفرار، ثم أجرت “طرقًا على الأسطح” – وبالفعل لم يصب أحد بأذى على الإطلاق في الغارة، بما في ذلك النجار نفسه. وعلى النقيض من ذلك، عندما استهدفته إسرائيل في عام 2023، قُتل النجار إلى جانب 20 من أفراد عائلته الممتدة، وفقًا للتقرير.

وفي ضربة أخرى ذكرتها الصحيفة، قُتل نحو 42 فلسطينيا عندما قصفت إسرائيل مبنى سكنيًا أثناء استهداف نفق لحماس في حي الزيتون بمدينة غزة في 16 نوفمبر 2023.

جنود إسرائيليون وسط الدمار في شارع صلاح الدين في حي الزيتون، ضواحي مدينة غزة، في 28 نوفمبر 2023. (MAHMUD HAMS / AFP)

في ذلك الوقت، كانت المنطقة خالية من السكان إلى حد كبير ــ حيث كانت إسرائيل قد أمرت جميع سكان شمال غزة بإخلاء المنطقة جنوباً قبل بدء العملية البرية الإسرائيلية ــ وأشارت الصحيفة إلى أنه إذا كانت إسرائيل قد قامت بتقييم عدد المدنيين في المبنى على أساس استخدام الهاتف المحمول في المنطقة، فإنها فقد تكون قللت بشكل كبير من تقدير خطر الضربة على المدنيين.

وقال التقرير إن بعض الضباط بدأوا في “دق ناقوس الخطر”، حيث نادى محللو القوات الجوية ابتداء من نوفمبر 2023 إلى استخدام المزيد من مسيّرات المراقبة للتحقق من وجود مدنيين في مواقع التي تستهدفها الضربات، لكنه قال إنه لم يتم اتخاذ إجراءات تذكر في هذا الصدد.

صورة ملتقطة من جنوب إسرائيل بالقرب من الحدود مع قطاع غزة في 8 ديسمبر 2023، تظهر مروحية عسكرية إسرائيلية تطلق النار على هدف في شمال غزة. (JACK GUEZ / AFP)

وذكرت الصحيفة نقلا عن “11 ضابطا شاركوا في اختيار الأهداف”، أن الجيش نادرا ما بذل أي جهد لإحصاء عدد الضحايا المدنيين في كل ضربة.

وتقول وزارة الصحة في غزة التي تديرها حماس إن أكثر من 45 ألف فلسطيني في القطاع قتلوا خلال الحرب حتى الآن، رغم أنه لا يمكن التحقق من عدد القتلى والحصيلة لا تميز بين المدنيين والمقاتلين. وتقول إسرائيل إنها قتلت نحو 18 ألف مقاتل في المعارك حتى نوفمبر وألف مسلح آخر داخل إسرائيل في السابع من أكتوبر.

وقالت إسرائيل إنها تسعى إلى تقليل الخسائر في صفوف المدنيين، وأكدت أن حماس تستخدم المدنيين في غزة كدروع بشرية، وتقاتل من مناطق مدنية بما في ذلك المنازل والمستشفيات والمدارس والمساجد.

وبلغت حصيلة قتلى إسرائيل في الهجوم البري ضد حماس في غزة وفي العمليات العسكرية على طول الحدود مع القطاع إلى 392 قتيلاً.

الشمس تغرب خلف الخيام التي تؤوي الفلسطينيين النازحين بسبب الصراع في شمال خان يونس، جنوب قطاع غزة في 22 ديسمبر 2024. (Bashar TALEB / AFP)

ويعتقد أن 96 من أصل 251 رهينة اختطفتهم حماس في السابع من أكتوبر ما زالوا في غزة، بما في ذلك جثث ما لا يقل عن 34 شخصاً أكد الجيش الإسرائيلي مقتلهم.

أطلقت حماس سراح 105 مدنيين خلال هدنة استمرت أسبوعاً في أواخر نوفمبر، كما أفرجت عن أربعة رهائن قبل ذلك. وحررت القوات ثمانية رهائن أحياء، كما تم انتشال جثث 38 رهينة، بما في ذلك ثلاثة رهائن قتلوا بالخطأ على يد الجيش أثناء محاولتهم الفرار من خاطفيهم.

وتحتجز حماس أيضا إسرائيليين اثنين دخلا القطاع في عامي 2014 و2015، بالإضافة إلى جثتي جنديين إسرائيليين قتلا في عام 2014.

اقرأ المزيد عن