إسرائيل في حالة حرب - اليوم 396

بحث

نيويورك تايمز: إيران تستعد للحرب مع إسرائيل بينما تنتظر الرد على هجومها الصاروخي

هجوم على المنشآت النفطية أو النووية قد يدفع طهران إلى اتخاذ إجراءات حادة خوفاً من أن تبدو ضعيفة، ولكن الهجوم على مستودعات الأسلحة أو القواعد العسكرية قد لا يستدعي رد إضافي

قوات الجيش الإيراني تشارك في الموكب العسكري السنوي بمناسبة الذكرى السنوية للحرب مع العراق في عهد صدام حسين (1980-1988)، في طهران، 21 سبتمبر 2024. (Atta Kenare / AFP)
قوات الجيش الإيراني تشارك في الموكب العسكري السنوي بمناسبة الذكرى السنوية للحرب مع العراق في عهد صدام حسين (1980-1988)، في طهران، 21 سبتمبر 2024. (Atta Kenare / AFP)

ورد في تقرير صدر يوم الخميس أن إيران تستعد للحرب مع إسرائيل في حين تسعى في الوقت نفسه إلى تجنبها، وستحدد خطواتها التالية بناء على رد إسرائيل على الهجوم الصاروخي الباليستي الذي شنته طهران في الأول من أكتوبر، والذي ورد أنه تمت في الأيام الأخيرة الموافقة على خطوطه العريضة.

ونقلت صحيفة “نيويورك تايمز” عن أربعة مسؤولين إيرانيين قولهم إن المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي أمر القوات المسلحة الإيرانية بوضع خطط عديدة بناء على النتائج المحتملة لهجوم إسرائيل الانتقامي المتوقع، والذي يجري التحضير له منذ أسابيع. وقال التقرير إن “إيران أمرت القوات المسلحة بالاستعداد للحرب ولكن أيضا بمحاولة تجنبها”.

وقال المسؤولون، اثنان منهم ينتميان إلى الحرس الثوري الإيراني، أنه إذا ألحقت إسرائيل أضرارا كبيرة بمواقع حساسة، مثل المنشآت النفطية والنووية، أو إذا استهدفت مسؤولين إيرانيين، فإن إيران ستصعد بلا شك.

وفي هذه الحالة، قالت المصادر إن إيران قد تطلق وابلا من الصواريخ الباليستية يصل إلى ألف صاروخ ـ وهي قفزة كبيرة مقارنة بمائتي صاروخ أطلقتها في الأول من أكتوبر ـ أو حتى تعطل إمدادات الطاقة العالمية وطرق التجارة الدولية.

ولكن إذا اقتصرت إسرائيل ردها على ضرب مخازن الأسلحة أو القواعد العسكرية، فقد تقرر طهران أن من مصلحتها عدم فعل أي شيء، مما يضع حداً للجولة الأخيرة من الصراع المباشر بين البلدين.

وكان يعتقد في السابق أن إسرائيل تفكر في شن هجمات على البنية التحتية النفطية الإيرانية أو المنشآت النووية، ما عارضته الولايات المتحدة بسبب احتمال أن يؤدي إلى تصعيد القتال، بما في ذلك رد انتقامي إيرانية يستهدف البنية التحتية المدنية في إسرائيل أو غيرها من الدول الإقليمية المتحالفة مع الغرب.

ويؤكد القادة الإيرانيون علنا أنهم لا يسعون إلى إشعال حرب إقليمية شاملة، وقد قام وزير الخارجية عباس عراقجي بجولة إقليمية مكثفة الأسبوع الماضي للتأكيد على هذه النقطة. ومع ذلك، فإنهم يخشون أيضا أن يبدون ضعفاء، كما جاء في التقرير، وأن تعرض إيران لضربة قوية من إسرائيل قد تضعف مكانتها وتدفعها إلى إعادة تأكيد هيمنتها في المنطقة.

وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي (يمين) يلتقي وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي في عمان، 16 أكتوبر 2024. (Jordanian Foreign Ministry / AFP)

جهود إيران لإظهار القوة حتى في ظل الضربات الثقيلة التي وجهت إلى وكلائها حزب الله في لبنان وحماس في غزة واضحة في التهديدات التي وجهتها إلى إسرائيل وحلفائها، حتى مع محاولة عراقجي طمأنة العالم بأن التصعيد هو آخر شيء تريده طهران.

وحذر قائد الحرس الثوري الإيراني حسين سلامي الخميس من أنه حتى مع مساعدة نظام الدفاع الصاروخي الأمريكي المتقدم الذي تم نشره مؤخرا في إسرائيل، فلن تكون البلاد قادرة على صد الهجمات المستقبلية من طهران.

ونقلت وكالة أنباء تاس الروسية عن سلامي قوله: “كما لم تنجح أنظمة سهم المضادة للصواريخ خلال عملية “الوعد الصادق 2″، فلن تجنح أنظمة ثاد أيضًا. لا تعتمدوا على ثاد، قدراتها محدودة”.

وأطلقت إيران على هجومها الذي شنته في الأول من أكتوبر اسم “عملية الوعد الصادق 2″، بعد هجومها الذي شنته في أبريل والذي أطلقت عليه اسم “عملية الوعد الصادق 1”.

نظام الدفاع الصاروخي “ثاد” هو جزء أساسي من أنظمة الدفاع الجوي المتعددة الطبقات للجيش الأمريكي، ويضاف إلى دفاعات إسرائيل الصاروخية القوية بالفعل.

وهدد سلامي قائلا “لن تتمكنوا من الفوز في هذا الصراع، سوف ندمركم”.

وتستعد الجمهورية الإسلامية للانتقام الإسرائيلي بعد هجومها المباشر الأخير على إسرائيل، والذي أطلقت فيه 200 صاروخ باليستي أرسلت معظم سكان إسرائيل إلى الملاجئ في الأول من أكتوبر، وأسفرت عن مقتل رجل فلسطيني في الضفة الغربية، وتسببت في أضرار في المناطق السكنية والقواعد العسكرية – على الرغم من أن الجيش الإسرائيلي قال إن الهجوم لم يكن له تأثير عملياتي.

وقالت إيران إن الهجوم جاء ردا على الضربات في لبنان التي أسفرت عن مقتل أمين عام حزب الله حسن نصر الله ومعظم قادة الحزب الشهر الماضي، ومقتل زعيم المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في طهران في يوليو، والذي اتهمت فيه على نطاق واسع إسرائيل على الرغم من صمتها بشأن هذه المسألة.

نظام مضاد للصواريخ يطلق صواريخ اعتراضية على صواريخ أطلقت من إيران، كما يظهر في الضفة الغربية في 1 أكتوبر 2024. (Wisam Hashlamoun/Flash90)

وورد أن خطط إسرائيل للرد تعثرت مؤخرا بعد تسريب وثائق أميركية سرية بشأن الهجوم يوم الجمعة الماضي، والتي كشفت عن ملاحظات أميركية عن التدابير التي اتخذها سلاح الجو الإسرائيلي يومي 15 و16 أكتوبر في الفترة التي سبقت الهجوم.

وفي ظل التقارير التي تفيد بأن إسرائيل اضطرت إلى تغيير تكتيكاتها وتأخير خططها نتيجة للتسريب، نقلت إذاعة الجيش عن مسؤول إسرائيلي لم تسمه يوم الخميس نفيه ذلك.

وقال المسؤول “لا توجد علاقة بين تسريب الوثائق من البنتاغون واختيار توقيت الهجوم على إيران”.

وبينما تمت مناقشة عدة مواعيد، قال المسؤول إنه لم يتم تحديد موعد نهائي لرد إسرائيل، وسيتم اتخاذ القرار “وفقا للفرص العملياتية”.

وفي الوقت نفسه، ذكرت هيئة البث العام “كان” الخميس أن سلاح الجو الإسرائيلي أكمل استعداداته للرد، وينتظر الآن لأوامر القيادة السياسية لبدء تنفيذه.

وقال مسؤول أمني لـ”كان” إن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي ووزير الدفاع يوآف غالانت وافقا على الخطط، والآن يتوجب فقط تحديد الوقت المناسب لشن الهجوم.

اقرأ المزيد عن