إسرائيل في حالة حرب - اليوم 584

بحث

نشطاء يمين متطرف يقتحمون كنيسًا في رعنانا خلال عرض لمراسم ذكرى إسرائيلية-فلسطينية مشتركة

إصابة 4 عناصر شرطة و3 مشاركين، واعتقال 3 نشطاء يمينيين بعد الهجوم على مبنى "بيت شمويلي" الإصلاحي؛ النائب غلعاد كاريف، وهو حاخام، يصف الحادث بأنه "محاولة بوغروم"

قالت الشرطة الإسرائيلية إنها اعتقلت ثلاثة أشخاص يُشتبه في تورطهم في اعتداء خلال أعمال شغب نفذها نشطاء يمينيون في كنيس إصلاحي في مدينة رعنانا، حيث تجمع مساء الثلاثاء أشخاص لحضور عرض لمراسم ذكرى مشتركة إسرائيلية-فلسطينية.

وأصيب أربعة من عناصر الشرطة وثلاثة من المشاركين بجروح طفيفة في أعمال العنف.

وألقى المتظاهرون أشياء ومفرقعات على المبنى، واقتحموه بالقوة واعتدوا على المشاركين. وبعد وصول قوات إضافية، تم إخلاء الحضور على دفعات صغيرة بحماية عناصر الشرطة، الذين شقوا طريقهم عبر حشد من نحو 200 متظاهر. وقال بعض المشاركين إن المتظاهرين هاجموا مركباتهم أثناء مغادرتهم، ما تسبب في أضرار وإصابات.

ووصف عضو الكنيست غلعاد كاريف (حزب العمل)، وهو حاخام إصلاحي رافق أحد المصابين إلى المستشفى، الحادث بأنه “محاولة بوغروم”.

وحذّر رئيس فرع حزب الليكود الحاكم في المدينة من أن ما حدث هو فقط “الطلقة الافتتاحية” لحملة مقبلة.

وقال متحدث باسم الشرطة إن شرطة كفار سابا المجاورة كانت من المفترض أن توفر الحماية للمراسم. وادعى المشاركون أنهم أبلغوا الشرطة مسبقًا بوجود دعوات لمظاهرة، لكن لم يتم نشر سوى عدد قليل من الضباط لحراسة الحدث، ولم يكونوا قادرين على مواجهة المتظاهرين البالغ عددهم 200.

وقالت الشرطة في بيان: “نشب شجار بين المتظاهرين والمشاركين. وقام عناصر الشرطة الذين تواجدوا في المكان بالفصل بين الطرفين واعتقلوا ثلاثة مشتبهين بالاعتداء”.

وتم نقل المعتقلين الثلاثة إلى مركز شرطة قريب للتحقيق، حيث من المتوقع أن يقرر الضباط ما إذا كانوا سيطلبون تمديد اعتقالهم.

وكان العرض في كنيس بيت شمويلي هو بث حيّ لمراسم الذكرة السنوية الإسرائيلية-الفلسطينية المشتركة، والتي أقيمت في يافا ونظمتها حركتا “مقاتلون من أجل السلام” و”منتدى العائلات الثكلى”، وهي منظمة شعبية تضم عائلات إسرائيلية وفلسطينية فقدت أحباءها في النزاع.

وبحسب تقرير قناة 12، حضر الحدث في الكنيس نحو 80 شخصًا.

وأظهرت لقطات منشورة على الإنترنت متظاهرين يحتشدون في ساحة الكنيس وعلى الدرج المؤدي إلى مدخله، يحمل كثيرون منهم الأعلام الإسرائيلية.

وقد اقتحم عدد من المتظاهرين المبنى، ووجّهوا الشتائم للمشاركين، قائلين لهم “اذهبوا إلى غزة”، وطاردوهم، بحسب ما أفادت صحيفة “هآرتس”.

وصاح أحدهم: “أنتم نازيون! نازيون!”، بينما التقط أحد المشاركين المشهد بهاتفه.

وردد آخرون: “الموت للإرهابيين! الموت للإرهابيين!”، وهتفوا بتصريحات أخرى مثل “كل العرب عاهرات!”.

وتم استدعاء الشرطة إلى الموقع لإخلاء المشاركين، بينما استمر المتظاهرون في الصراخ والإهانات.

وقالت شوفيت، إحدى المشاركات، لقناة 12 بعد إجلائها: “ظننت أنني سأموت. مررنا بجحيم. نحن نرتجف ولا نستطيع التنفس. تعرضنا لحجارة، مفرقعات، بيض، ركلات، بصق، ضرب”.

وأضافت أن المتظاهرين بصقوا عليها أثناء خروجها من المبنى، وألقى أحدهم حجرًا على رأسها مما تسبب بإصابتها، كما رأت امرأة مسنّة أُصيبت أيضًا بحجر في الرأس.

وقالت أن الشرطة لم تتمكن من السيطرة على الوضع.

وقالت: “كان هناك العشرات من عناصر الشرطة الذين لم يعرفوا ماذا يفعلون”، وقالت أن عدد من الضباط أحاطوا بكل مشارك لحمايته أثناء خروجه من المبنى.

وأضافت: “لولاهم لما كنا على قيد الحياة”، مشيرة إلى أن بعض عناصر الشرطة تعرضوا هم أيضًا للضرب المبرح من قبل المتظاهرين.

وذكرت “هآرتس” أن امرأة محجبة مرت بسيارتها بجانب مكان الحادث تعرضت للاعتداء من قبل نشطاء هاجموا نوافذ وأبواب السيارة ووجهوا الشتائم وبصقوا على السيارة، قبل أن تصل الشرطة وتُخرجها من وسط الحشود.

وأصيبت أورلي إيريز-ليخوفسكي، مديرة مركز العمل الديني اليهودي ونائبة رئيس حركة الإصلاح في إسرائيل، بجروح طفيفة بعد أن تحطم الزجاج الأمامي لسيارتها، وقد احتاجت إلى العلاج في المستشفى.

وقالت لصحيفة “هآرتس”: “ركل الناس السيارة، وألقى أحدهم حجرًا علينا، وطارَدَنا راكبان على دراجات نارية”.

وأضافت أن الحركة أبلغت الشرطة بتلقيها تهديدات مسبقة، لكن لم يتم إرسال سوى خمسة عناصر فقط لتأمين الحدث.

ورغم الاضطرابات، قالت إيريز-ليخوفسكي إن الحدث أُقيم كما كان مخططًا له: “لم يتمكنوا من إفساده”.

وكانت مجموعة “بتسالمو” اليمينية قد دعت إلى التظاهر أمام عرض المراسم.

وجاء في منشور للدعوة إلى المظاهرة: “لا تسمحوا لمؤيدي الإرهاب بدخول رعنانا”، وقال أن المظاهرة سوف “تطالب بإلغاء تمويل البلدية واستعادة الأرض لسكان المدينة”.

وقالت إحدى سكان رعنانا، لم يُذكر اسمها في التقرير، إنها أرسلت المنشور إلى الشرطة بعد ظهر اليوم الذي سبق الحدث.

وذكر التقرير أن النائب غلعاد كاريف من حزب العمل تحدث أيضًا مع الشرطة المحلية وحذّرها من أن نشطاء يمينيين يخططون للتظاهر.

وقال كاريف في بيان: “في هذه الليلة، واجهنا مرة أخرى الوجه القبيح للتحريض والعنف والكراهية من أقصى اليمين. دور الشرطة لا يقتصر على حماية المواطنين الذين اختاروا إحياء يوم الذكرى بمراسم مشتركة، بل أيضًا توجيه رسالة واضحة إلى هؤلاء البلطجية الذين اختاروا العنف”.

وفي منشور على منصة إكس، قال كاريف إن الكنيس تعرض لـ”محاولة بوغروم” على يد “بلطجية مليئين بالكراهية يحظون بدعم غير مباشر وغض نظر” من قبل قادة الدولة، في إشارة إلى وزير الأمن القومي اليميني المتطرف إيتمار بن غفير المسؤول عن جهاز الشرطة.

وقالت منظمة “منتدى العائلات الثكلى”، التي تنظم المراسم السنوية، في بيان: “من المؤسف أنه في يوم نُحيي فيه ذكرى أحبائنا الذين فقدناهم بسبب دائرة الدم، يختار البعض إسكاتنا بالعنف. لن نتوقف عن نضالنا من أجل السلام والعدالة والأمن للشعبين”.

وقالت حركة “نقف معًا”، التي تسعى إلى التقارب بين المجتمعات اليهودية والعربية، إن “الترهيب ومحاولة منع العرض من قبل أقلية متطرفة لن تردعنا”.

وأضافت أن مراسم الذكرى المشتركة أُقيمت في عشرات المواقع في أنحاء البلاد.

وتابعت: “نحن ننشر الأمل ونرفع صوتًا يعترف بإنسانية الجميع — إسرائيليين وفلسطينيين — ويعمل من أجل حياة يسودها السلام والحرية والأمن للشعبين”.

في المقابل، أشادت رئيسة فرع حزب الليكود في رعنانا بأعمال الشغب.

وكتبت راخيلي بن آري ساكات على فيسبوك، مرفقةً مقطع فيديو لها وهي تخاطب المتظاهرين: “إلى اليسار في رعنانا، أُعلن أن هذه فقط الطلقة الافتتاحية. لا تختبرونا”.

وأضافت مهددة: “كل من يأتي من خارج رعنانا، اخرجوا من هنا. وأما من هم في رعنانا، فقد تم تحذيركم. لن نصمت بعد الآن وسنخرج بأعداد كبيرة”.

وتُقام مراسم الذكرى الإسرائيلية-الفلسطينية المشتركة سنويًا منذ 20 عامًا بالتوازي مع المراسم الرسمية لإحياء ذكرى الجنود الإسرائيليين وضحايا الهجمات.

اقرأ المزيد عن