نشطاء يمنعون إجراء صلاة يوم الغفران في تل أبيب بعد قيام مجموعة حريدية بفصل الرجال والنساء
مشاهد غاضبة في تجمعات في ساحة ديزنغوف يومي الأحد والإثنين بعد أن وضعت مجموعة "روش يهودي" حاجز من أعلام للفصل بين الرجال والنساء في تحدي للمحاكم؛ اندلاع مواجهات مماثلة في أماكن أخرى
تحدت جماعة دينية حريدية بلدية تل أبيب وأمرا من المحكمة العليا وأقامت فاصلا مرتجلا بين الرجال والنساء في صلاة جماعية في ساحة ديزنغوف بوسط تل أبيب في بداية يوم الغفران مساء الأحد، مما أثار رد فعل غاضب من النشطاء الليبراليين وأدى إلى الغاء الحدث.
وقد شهد حدث مماثل ليلة الاثنين، بمناسبة نهاية اليوم الأكثر قداسة في التقويم اليهودي، اعتراضات من النشطاء وتم الغائه. وكانت هناك مواجهات واحتكاكات في العديد من الأحداث العامة الأخرى التي تفصل بين الجنسين مساء الاثنين.
وفي حدث يوم الأحد، قام أعضاء “روش يهودي” بتعليق الأعلام الإسرائيلية كحاجز مؤقت بين المصلين الرجال والنساء في ساحة ديزنغوف بالمدينة.
ثم قام المتظاهرون بإنزال الأعلام وإزالة الكراسي التي نصبها المنظمون، مما أدى فعليًا إلى منع إجراء الصلاة.
وأثار الحادث مشادات كلامية بين الناشطين من الجانبين، واعتقلت الشرطة أحد المتظاهرين العلمانيين لمدة ثلاث ساعات قبل إطلاق سراحه.
وشوهد مئات المتظاهرين يقفون بجوار منطقة الصلاة ويهتفون “عار، عار”. وغادر معظم المصلين بعد فترة وجيزة.
وبعد تفرق المجموعة الحريدية، تجمع مئات الناشطين العلمانيين في الساحة وهم يقرعون الطبول وينفخون في الأبواق ويرددون الهتافات.
كما أصدر المتظاهرون، والعديد منهم ينتمون إلى حركات الاحتجاج الجماهيرية المناهضة للإصلاح القضائي التي هزت البلاد في الأشهر الأخيرة، دعوة الاحتجاج على جميع جلسات الصلاة العامة التي تفصل بين الجنسين مساء الاثنين، عندما ينتهي يوم الغفران اليهودي.
وظهرت مشاهد مماثلة بالفعل في ساحة ديزنغوف، وفي عدد من أحياء تل أبيب، وأماكن أخرى في البلاد مع انتهاء يوم الصيام مساء الاثنين، عندما حاولت مجموعات إقامة فواصل بين الجنسين في المناسبات العامة على الرغم من حكم المحكمة وتدخل النشطاء.
وفي ديزنغوف يوم الاثنين، ترددت أصداء المواجهات الغاضبة في أنحاء الساحة المركزية في تل أبيب، حيث أجبر حوالي 200 متظاهر المصلين مرة أخرى على التخلي عن خططهم لإقامة صلاة مفصولة.
גרעין תורני עלה על תל-אביב. https://t.co/Nuk3DWVKcb
— אילנה מנדיל (@ilanamandil) September 25, 2023
في حي “رمات أبيب” شمال تل أبيب ليلة الإثنين، تجمع العشرات من السكان لمنع إقامة فاصل في مركز تسوق، خارج كنيس يهودي، من قبل مجموعة “حاباد” المحلية.
وفي البداية، انخرط الجانبان في مناقشات، التي ادت إلى بكاء بعض الناس من الجانبين، حتى بدأ رجال من “حاباد” في الغناء والرقص وسط الحشد، الذي رد بالهتاف “الديمقراطية”.
وذكرت صحيفة “هآرتس” أن مفتشي بلدية تل أبيب منعوا أيضًا إنشاء كنيس مؤقت منفصل في ملعب رياضي في حي “ماعوز أبيب”.
كما تم الإبلاغ عن حوادث مماثلة في يافا، حيث تم نقل حدث عام مخطط له يفصل بين الجنسين إلى كنيس يهودي، وكذلك في حيفا وهرتسليا وهود هشارون وزخرون يعقوب.
وتقيم مجموعة “روش يهودي” حدثين لصلاة يوم الغفران في ميدان ديزنغوف منذ عام 2020: صلاة “كول نيدري” الصغيرة نسبيا تفتتح الصيام، وصلاة “نعيلة” في نهاية العيد، والتي اجتذبت حوالي 2000 مصل في السنوات الأخيرة.
עכשיו בכיכר דיזנגוף. pic.twitter.com/EV2LJiYV7K
— Or Kashti אור קשתי (@OrKashti) September 24, 2023
ورفضت المحكمة العليا يوم الجمعة التماسا للسماح بإقامة صلاة تفصل بين الجنسين في الميدان. وأيد القضاة بذلك حكم محكمة أدنى لصالح بلدية تل أبيب، الذي منع “روش يهودي” من إقامة الحدث مع الفصل بين الجنسين.
ويأتي الصراع الدائر حول إقامة الصلاة وسط نقاش وطني متزايد حول دور الدين في الأماكن العامة، والذي تفاقم وسط الاحتجاجات ضد الإصلاح القضائي.
وكتب القاضي يتسحاق عميت، الذي ترأس اللجنة المكونة من ثلاثة قضاة، أن الحظر على الفصل بين الجنسين في الأماكن العامة هو “معتمد”.
وأشار إلى أن بلدية تل أبيب تتبنى سياسة ضد الفصل الجسدي بين الجنسين في مثل هذه الأماكن منذ عام 2018.
وجاء في الحكم: “كقاعدة عامة، يرتبط الفصل بين الجنسين في المساحات العامة بالتمييز المحظور، وانعدام المساواة واستبعاد المرأة في الحيز العام”.
“بالنظر إلى الحظر المعتمد للفصل بين الجنسين في الحيز العام، فإن حكم المحكمة الأدنى يتماشى مع حكم هذه المحكمة ومع السياسة العامة السائدة”.
وأشار الحكم أيضًا إلى أن الأفراد الذين يعتبرون الفصل بين الجنسين جانبًا مهمًا للصلاة يمكنهم العبادة في أي من مئات المعابد اليهودية في جميع أنحاء المدينة.
منذ عام 2019، نظمت منظمة “روش يهودي”، وهي منظمة غير ربحية تشجع اليهود على تبني أسلوب حياة ديني، ضلوات في نهاية يوم الغفران.
وعلى الرغم من قرار المحكمة، قالت “روش يهودي” إنها ستنظم الأحداث، بعد أن أعلنت في وقت سابق أنها لن تفعل ذلك إذا لم يُسمح لها بوضع حاجز فاصل.
“بعد العديد من المشاورات، قررنا إقامة الصلاة بطريقة تلتزم بالشريعة اليهودية والقانون… الصلاة في ساحة ديزنغوف أصبحت رمزا مؤثرا للحب والوحدة ونحن على يقين من أن الأمر سيكون كذلك هذا العام”، قالت.
כיכר דיזנגוף ת"א: עימותים בין חילונים למנכ"ל ראש יהודי, ישראל זעירא. pic.twitter.com/uChFOxhwRa
— חזקי ברוך (@HezkeiB) September 24, 2023
والـ”محيتسا” هي حاجز جسدي يستخدم أثناء الصلاة لفصل الرجال عن النساء وفقًا للشريعة اليهودية. وفي حين أن معظم الحاخامات يتفقون على أن الـ”محيتسا”، أي فاصل في العبري، ضرورية لإجراء الصلاة، لا يوجد إجماع على ما يمكن اعتباره “محيتسا”. وهذا يسمح بمرونة كبيرة بشأن هذه المسألة، مما يؤدي في بعض الأحيان إلى حلول إبداعية تستخدم مساحة الصلاة بطرق تجعل الفواصل غير ضرورية.
وأظهرت صور من الأحداث السابقة استخدام فواصل مصنوعة من مواد مختلفة مثل الخشب والمعدن والخوص وتمتد لعدة أمتار.
في الشهر الماضي، أبلغت بلدية تل أبيب المنظمين أنهم لا يستطيعون إقامة فاصل في الساحة.
وفي حين أشاد مؤيدو حظر المدينة للفواصل في هذا الحدث بهذه الخطوة باعتبارها ضربة ضد الإكراه الديني، أعرب المنتقدون عن قلقهم بشأن التعددية وعدم إدراج الأنشطة الدينية في المدينة.
ووسط الصدام بين القيم الدينية والعلمانية، حاصر مئات المتظاهرين الأسبوع الماضي كنيسًا يهوديًا في تل أبيب تستخدمه “روش يهودي” للاحتجاج على ظهور الحاخام ييجال ليفنشتاين، وهو شخصية بارزة في أكاديمية “بني ديفيد” قبل العسكرية، والذي وصف أعضاء مجتمع الميم بالـ“منحرفين” والنساء اللاتي يخدمن في الجيش الإسرائيلي بالـ“مجنونات”.
وفي عام 2000، قضت المحكمة العليا بأن فرض الفصل بين الجنسين في الأماكن العامة أمر غير قانوني إذا كان ينتهك بشكل مفرط حرية الأفراد في الحركة. لكن تضمن الحكم استثناءات كبيرة، حيث نص على إمكانية حدوث ذلك في حالة وجود بدائل وبناء ذلك على درجة الاضطراب الناتج.