إسرائيل في حالة حرب - اليوم 374

بحث

نحو نصف مليون إسرائيلي غادروا البلاد منذ العام الماضي

عدد الإسرائيليين الذين غادروا البلاد من يوليو 2023 إلى أبريل من هذا العام يزيد بأكثر من نصف مليون عن عدد الإسرائيليين الذين دخلوا البلاد خلال تلك الفترة

صور الرهائن المحتجزين في غزة، في مطار بن غوريون، 19 فبراير 2024 (Nati Shohat / Flash90)
صور الرهائن المحتجزين في غزة، في مطار بن غوريون، 19 فبراير 2024 (Nati Shohat / Flash90)

هل الحرب والوضع في البلاد يدفعان الاسرائيليين إلى مغادرة إسرائيل؟ عدد الإسرائيليين الذين غادروا البلاد منذ شهر يوليو العام الماضي حتى نهاية أبريل من هذا العام يزيد بأكثر من نصف مليون عن عدد الإسرائيليين الذين عادوا خلال تلك الفترة، وذلك وفقا لبيانات حصل عليها موقع “زمان يسرائيل” العبري من سلطة السكان والهجرة.

وبحسب بيانات سلطة السكان، غادر في الربع الأول من عام 2024 نحو مليون و50 ألف إسرائيلي البلاد، ودخلها نحو مليون و30 ألف إسرائيلي، أي زاد عدد المغادرين على الداخلين بحوالي 20 ألف شخص. وفي أبريل، غادر حوالي 645 ألف إسرائيلي إسرائيل ودخلها حوالي 580 ألفا، وبالتالي فإن عدد الأشخاص الذين غادروا في أبريل كان أكبر بنحو 65 ألفا.

وفي المجمل، منذ السابع من أكتوبر، دخل إسرائيل 51 ألفا أكثر من الذين غادروها.

ولكن كان عدد الإسرائيليين الذين غادروا إسرائيل خلال أشهر الصيف والعطلات حتى السابع من أكتوبر أكبر بنحو 625 ألفا من عدد الإسرائيليين الذين دخلوا إسرائيل خلال تلك الفترة. بكلمات أخرى، غادر ما مجموعه 575 ألف إسرائيلي في العام الماضي، وما كان يمكن أن يعود لعطلا مؤقتة أو صعوبات في العودة إلى إسرائيل عند اندلاع الحرب، يتضح الآن أنه توجه.

في سبتمبر والأسبوع الأول من أكتوبر، كما هو الحال في كل موسم أعياد، غادر حوالي مليون إسرائيلي البلاد لقضاء العطلات والرحلات والزيارات العائلية في الخارج، وعاد حوالي 400 ألف منهم إلى إسرائيل خلال موسم الاعياد، وكان حوالي 600 ألف منهم لا يزالون في الخارج في 7 أكتوبر.

ولا تتابع السلطات دخول وخروج كل مواطن، بل تتابع العدد الإجمالي فقط. ولذلك، لا توجد وسيلة لمعرفة عدد الذين عادوا منذ ذلك الحين ممن قضوا العطلات في الخارج خلال موسم الأعياد. وتشير التقديرات إلى أن عددا كبيرا منهم – مئات الآلاف – قد عادوا. وينضم إليهم العديد من الإسرائيليين الذين انتقلوا إلى الخارج أو كانوا يقومون برحلات طويلة أو درسوا في الخارج وعادوا إلى إسرائيل للتجنيد أو التطوع أو التواجد مع عائلاتهم وأصدقائهم أثناء الحرب.

ولكن مقابل العائدون، غادر عدد أكبر من المواطنين إسرائيل. في الأشهر الأخيرة، تم نشر العديد من المقابلات في وسائل الإعلام مع مواطنين قرروا مغادرة البلاد، عرب ويهود، بما في ذلك النازحون من غلاف غزة والحدود الشمالية.

خلاصة القول، بحسب بيانات السلطة، فإن إجمالي عدد المواطنين الذين غادروا البلاد ولم يعودوا (من سافروا في الصيف وأثناء موسم الأعياد والذين غادروا لاحقاً أثناء الحرب) يزيد بنحو 550 ألفا عن إجمالي عدد المواطنين الذين عادوا إلى إسرائيل (كل من الذين عادوا من إقامات طويلة في الخارج والعائدين من إجازات خلال الأعياد).

منطقة كفار سولد بالقرب من الحدود مع لبنان، 14 يونيو 2024 (Ayal Margolin/Flash90)

في الأشهر الأولى من الحرب، كان عدد العائدين أكبر من عدد الذين غادروا؛ ثم انعكس الاتجاه. ومنذ 7 أكتوبر وحتى نهاية ذلك الشهر، عاد نحو 70 ألف إسرائيلي إلى إسرائيل، وهو أكثر من عدد الإسرائيليين الذين غادروا البلاد في ذلك الوقت. وفي نوفمبر، عاد 55 ألفاً أكثر من عدد الذين غادروا. وفي ديسمبر، دخل نحو 6000 أسرائيلي أكثر من الإسرائيليين الذين غادروا، وفي يناير حوالي 10 آلاف شخص.

وفي شهر فبراير، غادر إسرائيل نحو 20 ألف شخص أكثر من الذين دخلوا إليها؛ وفي مارس، غادر نحو 7000 شخص أكثر من عدد العائدين. وفي حال اضافة العائدين والمغادرين في أبريل، فيبدو أن الفجوة لصالح عدد المغادرين أكبر من ذلك ووصلت إلى نحو 550 ألفا.

ولكن لا يزال من غير الواضح عدد الأشخاص الذين غادروا في أبريل والذين سيعودون. انتهت عطلة عيد الفصح والعطلة في أماكن العمل والمدارس في 29 أبريل، ومن المرجح أن بعض المسافرين عادوا إلى إسرائيل بعد أيام قليلة. ليس لدى سلطة السكان حتى الآن بيانات عن شهر مايو.

وبحسب بيانات المكتب المركزي للإحصاء، فإن نحو 60 ألف مواطن غادروا إسرائيل عام 2022، ولم يعودوا إليها طوال عام 2023، باستثناء زيارات قصيرة، وتم تسجيلهم في سجلات الجهاز المركزي للإحصاء كـ”مهاجرين”. وبحسب المكتب، فإن عدد “المهاجرين” عام 2023 بلغ نحو 60 ألفا، مقابل نحو 40 ألفا في المتوسط ​​في السنوات السابقة.

نظام الدفاع الجوي الإسرائيلي “القبة الحديدية” يعترض صاروخ أطلق من قطاع غزة، في عسقلان، إسرائيل، 1 ديسمبر، 2023. (AP Photo/Tsafrir Abayov)

توقعات الهجرة الجماعية لم تتحقق

في ظل تزايد معاداة السامية في العالم والاحتجاجات ضد إسرائيل، أصدرت المنظمة الصهيونية والمنظمات المساعدة للهجرة العديد من التنبؤات خلال الحرب حول زيادة الهجرة لإسرائيل، حتى أن البعض توقع وصول “مليون مهاجر”. ولكن لم تتحقق هذه التوقعات حتى الآن، وعدد المهاجرين أقل بكثير مما كان عليه قبل الحرب.

ومن المعطيات التي كشفت عنها وزارة الهجرة والاستيعاب الأسبوع الماضي خلال مناقشة في الكنيست، يبدو أنه منذ بداية العام وصل إلى إسرائيل 14,982 مهاجرا، معظمهم من روسيا. وهذا يعني وصول ​​حوالي 2500 مهاجر شهريا في المتوسط. وهذا تحسن في أرقام الهجرة مقارنة بالأشهر الأولى من الحرب، عندما كان يصل إلى إسرائيل حوالي 1000 مهاجر شهريا، ولكنه انخفاض مقارنة بالأشهر من يناير إلى سبتمبر من العام الماضي، عندما وصل حوالي 4500 مهاجر شهريا.

وبدأ تراجع الهجرة حتى قبل الحرب. ووفقا لبيانات وزارة الاستيعاب، في عام 2022 والربع الأول من عام 2023 وصل إلى إسرائيل في المتوسط ​​6500 مهاجر شهريا. وهذا رقم قياسي لنحو عقدين من الزمن، ويرجع ذلك أساسًا إلى الحروب في أوكرانيا وإثيوبيا. لكن استقر الوضع في إثيوبيا وأوكرانيا في الربعين الثاني والثالث من عام 2023 وانخفض عدد المهاجرين إلى متوسط ​​4000 شهريا.

ولكن المواطنون الأجانب، الذين غادروا إسرائيل بأعداد كبيرة عند اندلاع الحرب، قد بدأوا بالعودة إلى إسرائيل في الأشهر الأخيرة.

عمال أجانب يعملون في الزراعة بالقرب من حدود إسرائيل مع قطاع غزة، 25 ديسمبر 2023 (Moshe Shai/Flash90)

بحسب بيانات هيئة السكان، غادر إسرائيل نحو 17 ألف عامل أجنبي في شهري أكتوبر ونوفمبر، منهم نحو 9800 عامل زراعي، معظمهم من تايلاند، ونحو 3000 عامل تمريض، معظمهم من الفلبين. كما غادر آلاف السياح ورواد الأعمال والدبلوماسيين.

لكن في ديسمبر، دخل إلى إسرائيل نحو 107 آلاف أجنبي وخرج نحو 91 ألفا، فكان عدد الأجانب الداخلين أكبر من عدد المغادرين بنحو 16 ألفا؛ وفي يناير دخل إسرائيل نحو 11 ألف أجنبي أكثر من عدد الأجانب الذين غادروها. وفي فبراير بلغت الفجوة حوالي 12 ألف شخص، وفي مارس نحو 10 آلاف. ولكن في شهر أبريل، غادر إسرائيل 6000 أجنبي أكثر من الذين دخلوا إليها.

وفي المجمل، دخل نحو 43 ألف أجنبي إلى إسرائيل في الأشهر من ديسمبر إلى أبريل أكثر من الأجانب الذين غادروها. وليس جميعهم عمالا مهاجرين، فمن بينهم دبلوماسيون ورواد أعمال وصحفيون وأقارب إسرائيليين جاءوا للزيارة – وحتى سياح. وفي قطاعي الزراعة والبناء، لا تزال هناك تقارير عن نقص حاد في العمال، وذلك بالأساس بسبب حظر دخول حوالي 120 ألف عامل فلسطيني من الضفة الغربية من دخول إسرائيل للعمل.

وتظهر أرقام سلطة الهجرة انخفاضا حادا في سفر الإسرائيليين لرحلات عمل أو سياحة في الخارج منذ اندلاع الحرب، على الرغم من أن عددهم بدأ في الارتفاع مرة أخرى في الأشهر الأخيرة.

توضيحية: ركاب يتجهون إلى بوابات الإقلاع في مطار بن غوريون الدولي، 6 يونيو 2022. (Gili Yaari / Flash90)

وقبل الحرب، في الأشهر التي لا توجد فيها أعياد أو عطلات، كان يذهب إلى إسرائيل ويعود إليها كل شهر أكثر من 800 ألف مواطن (لا يشمل الذين غادروا ولم يعودوا). وفي أشهر الأعياد والإجازات غادر وعاد نحو مليون مواطن. في الأشهر الأولى من الحرب، تقلصت حركة المواطنين الذين غادروا وعادوا إلى نحو 200 ألف شخص شهريا.

وفي شهر فبراير، ارتفع عدد السياح الإسرائيليين الذين سافروا وعادوا إلى حوالي 300 ألف؛ وفي مارس، عندما بدأ شهر رمضان، وصل إلى حوالي 400 ألف شخص، وفي أبريل، عندما بدأ رمضان وعيد الفصح، غادر إسرائيل وعاد إليها حوالي 580 ألف شخص.

اقرأ المزيد عن