إسرائيل في حالة حرب - اليوم 588

بحث

”نحن أحرار جسديا، لكننا لسنا أحرارا في الروح“: رهائن سابقون يطالبون بالإفراج عن البقية

عشرات الآلاف يشاركون في مظاهرات في أنحاء البلاد تطالب بإعادة الرهائن وضد الحكومة؛ نجل أحد الرهائن القتلى يقول إن جثة والده ”يُدفع فدية من قبل حماس ورئيس الورزاء“

(من اليسار إلى اليمين): الرهائن المحررون عومر شيم طوف، وإيتاي ريغيف، ومايا ريجيف يتحدثون إلى المتظاهرين في ساحة المختطفين في تل أبيب، 3 مايو 2025. (Alon Gilboa/Pro-Democracy Protest Movement)
(من اليسار إلى اليمين): الرهائن المحررون عومر شيم طوف، وإيتاي ريغيف، ومايا ريجيف يتحدثون إلى المتظاهرين في ساحة المختطفين في تل أبيب، 3 مايو 2025. (Alon Gilboa/Pro-Democracy Protest Movement)

تظاهر عشرات الآلاف من الأشخاص في مدن مختلفة في إسرائيل ليلة السبت، مواصلين الاحتجاجات والمظاهرات الأسبوعية ضد حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وللمطالبة بعودة الرهائن المحتجزين لدى حركة حماس في غزة.

وركزت المظاهرات على ”الاستقلال غير الكامل“ الذي تواجهه إسرائيل هذا العام، في الوقت الذي لا يزال 59 رهينة محتجزين في غزة لدى حماس، بعد أيام من احتفال البلاد بالذكرى 77 لاستقلالها.

وفي بيان صدر يوم الخميس، دعا منتدى عائلات المختطفين الجمهور إلى التوجه إلى ساحة المختطفين في تل أبيب، مضيفا أنه بدون الرهائن ”لن يكون هناك استقلال كامل للبلاد، ولا إعادة تأهيل وطني“.

جاءت مظاهرات السبت بعد ساعات من نشر حماس فيديو دعائي يظهر الرهينة مكسيم هيركين، وهو ثاني مقطع فيديو للرهنية الروسي-الإسرائيلي تنشره الحركة خلال الشهر الأخير. في أحدث فيديو، بدا هيركين مضمدا. زعمت حماس أنه كان في نفق استهدفته غارة جوية إسرائيلية.

وطلب منتدى عائلات المختطفين من وسائل الإعلام عدم نشر الفيديو أو لقطات منه ما لم توافق عائلة هيركين على ذلك.

وشهدت التجمعات الرئيسية في تل أبيب كلمات ألقاها عدد من الرهائن السابقين، منهم عومر شيم طوف، الذي أطلق سراحه من أسر حماس في فبراير في إطار اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، ومايا وإيتاي ريغيف، شقيقان أطلق سراحهما خلال الهدنة الأولى في نوفمبر 2023.

متظاهرون يتظاهرون ضد الحكومة وتأييدًا لصفقة لإطلاق سراح الرهائن خلال مظاهرة أسبوعية في شارع بيغن في تل أبيب، 3 مايو 2025. (Naama Zeevi Rivlin/Pro-Democracy Protest Movement)

وروى الرهائن الثلاثة السابقون للحشد في ساحة المختطفين قصة الرهينة القتيل أوري دانينو، الذي التقوا به جميعا في الليلة التي سبقت هجوم حماس في 7 أكتوبر 2023، قائلين إنه عاد إلى ساحة المعركة في مهرجان “نوفا” الموسيقي لإنقاذهم أثناء هجوم حماس.

وقالت مايا ريغيف: ”لم يكن مضطرا إلى ذلك، لكنه فعل. لأن هذا هو معنى الشجاعة. دفع أوري ثمن هذا الخيار بفقدان استقلاله، وبعد 11 شهرا من الأسر القاسي، دفع حياته ثمنا لذلك“.

وأضاف إيتاي ريغيف: ”أوري… يرمز إلى الروح الإسرائيلية الحقيقية، الروح التي يجب أن تستمر في توجيهنا: نحن لا نترك أحدا وراءنا“.

عندما أُطلق سراحه هو وشقيقته مايا، ”عدنا إلى الحياة، لكننا لم نستطع المضي قدما والاهتمام بأنفسنا عندما كان جزء كبير من قلوبنا هناك ينتظر الإنقاذ“، على حد قوله.

وقال شيم طوف: ”وبقيتُ وراءهم، أشعر بالهجران والنسيان. وحتى الآن، بعد أن حصلنا نحن الثلاثة على حريتنا، نحن أحرار جسديا، لكننا لسنا أحرارا في الروح“.

ثم خاطبت مايا ريغيف صناع القرار في إسرائيل قائلة: ”إن القدرة على إعادة الرهائن بأيديكم. المسؤولية تقع على عاتقكم“.

وتحدث الثلاثة أمام آلاف المتظاهرين الذين رفعوا أعلام إسرائيل وأعلام الرهائن الصفراء ولافتات كُتب عليها ”نتنياهو خطر على إسرائيل“ وأخرى كُتب عليها ”لا يمكن أن يكون هناك استقلال“ طالما أن الرهائن محتجزون في غزة.

متظاهرون يحتجون ضد الحكومة الإسرائيلية ويطالبون بالإفراج عن الرهائن المحتجزين في قطاع غزة، في تل أبيب، 3 مايو 2025. (Tomer Neuberg/Flash90)

في التجمع المناهض للحكومة الذي أقيم في مكان قريب، قال بوعز زلمانوفيتش، نجل الرهينة القتيل أرييه زلمانوفيتش، إن جثمان والده ”يُدفع فدية من قبل حماس ورئيس الوزراء“، مثيرا صيحات الاستهجان من الحشد الذي قُدر عدده بنحو 1500 شخص خارج مقر الجيش الإسرائيلي في شارع بيغن في تل أبيب.

وقال: ”والدي يرقد صامتا في حفرة في خان يونس، ونحن نضطر إلى الصراخ والعويل“.

وتابع زلمانوفيتش قائلا إن يوم الاستقلال تركه يتمنى أمرين: ألا ينضم أي من الرهائن الـ 24 الأحياء إلى صفوف ”ضحايا التخلي عنهم في أسر حماس“، وأن يتم دفن الـ 35 قتيلا المؤكدين في إسرائيل.

وأضاف ”لن يتم التخلي عن أحبائنا. لن تبقى أرواحهم أسيرة في أيدي تحالف الموت“.

متظاهرون يطالبون بالإفراج عن الرهائن المحتجزين في غزة، في ساحة المختطفين في تل أبيب، 3 مايو 2025. (Avshalom Sassoni/Flash90)

وأضاف أنه يتمنى أن يتحمل نتنياهو مسؤولية الفشل في منع هجوم حماس في 7 أكتوبر 2023، وهو ما رفضه رئيس الوزراء مرارا وتكرارا.

وقال زلمانوفيتش: ”من الواضح أنه لا مجال. إذا قبل المسؤولية عن فشل 7 أكتوبر، وعن المجزرة، وعن الرهائن الذين قُتلوا والرهائن الذين ما زالوا هناك، فسوف يرى شخصية قاسية وغير إنسانية، وقعت في عهدها أسوأ مجزرة لليهود منذ الهولوكوست – وسوف يفهم أن هذه الشخصية هي هو نفسه“.

متظاهرون في ميدان هبيما في تل أبيب في 3 مايو 2025، يطالبون بإجراء انتخابات فورية وإطلاق سراح جميع الرهائن. (Gilad Furst / Pro-Democracy Movement)

في مظاهرة منفصلة في كريات غات، أعرب الرهينة السابق غادي موزيس عن أسفه قائلا: ”لأول مرة في حياتي، لم أستطع أن أقول ’المجد لدولة إسرائيل‘ في يوم الاستقلال“.

وانتقد الحكومة ”الشريرة“ التي لم تحم الإسرائيليين في 7 أكتوبر، و”قادتنا كالخراف إلى المسلخ“ ولا تتحمل مسؤولية ما سمحت بحدوثه في 7 أكتوبر.

وقال موزيس، البالغ من العمر 80 عاما: ”هذه الحرب لا طائل منها وتهدر موارد الدولة. لن يختفي مليونا غزي من الوجود“.

وشدد على أن الجيش الإسرائيلي يجب أن يلاحق أي جهة معادية، ولكن في الوقت نفسه، يجب على إسرائيل إعطاء الأولوية للرهائن. ”يجب أن ينتهي الصراع العسكري وأن يعود الجميع إلى ديارهم“.

قبل التظاهرات، أشارت عيناف تسانغاوكر، إحدى القادة البارزين للاحتجاجات ووالدة الرهينة ماتان تسانغاوكر، إلى أن الجيش الإسرائيلي يستدعي عشرات الآلاف من جنود الاحتياط لتوسيع نطاق القتال في قطاع غزة.

وقالت تسانغاوكر: ”نتنياهو يستدعي جنود الاحتياط للقتال مرة أخرى في غزة، الأمر الذي لن يؤدي إلا إلى مقتل الرهائن. هذا أمر لا يصدق ولا يغتفر. إنه يرسل الجنود إلى حرب لا داعي لها، حرب يرفض إنهاءها“.

وأضافت ”لقد أوضح نتنياهو بالفعل أن إعادة الرهائن هدف ثانوي؛ حياة ابني ثانوية بالنسبة له“، في إشارة إلى تصريحات رئيس الوزراء في وقت سابق من الأسبوع بأن هزيمة حماس هي ”الهدف الأسمى“ للحرب، وليس إعادة الرهائن إلى ديارهم.

متظاهرون يحتجون ضد الحكومة الإسرائيلية ويطالبون بالإفراج عن الرهائن المحتجزين في قطاع غزة، في تل أبيب، 3 مايو 2025. (Tomer Neuberg/Flash90)

وقد تناقضت تصريحاته مع تصريحات رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، اللفتنانت جنرال إيال زمير، الذي قال في اليوم السابق إن الهدف الأساسي للجيش في الحرب هو إعادة جميع الرهائن، الأحياء والأموات.

تحتجز الفصائل المسلحة في غزة في الوقت الحالي 59 رهينة، جميعهم باستثناء واحد تم اختطافهم خلال الهجوم الذي شنته حماس على جنوب إسرائيل في 7 أكتوبر 2023.

خلال الهجوم، اختطف المسلحون 251 شخصا وقتلوا نحو 1200 آخرين، معظمهم من المدنيين.

ويشمل الرهائن جثث ما لا يقل عن 35 شخصا أكد الجيش الإسرائيلي مقتلهم.

مظاهرة للمطالبة بالإفراج عن الرهائن المحتجزين لدى حماس في غزة، في ساحة المختطفين في تل أبيب، 3 مايو 2025. (Avshalom Sassoni/Flash90)

يُعتقد أن هناك 24 رهينة على قيد الحياة كان من المقرر إطلاق سراحهم في المرحلة الثانية المقترحة من اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه في يناير، والذي انهار بعد انتهاء مرحلته الأولى في مارس، مع استئناف إسرائيل القتال في غزة.

وتعثرت الجهود الرامية إلى التوصل إلى اتفاق آخر لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن في الأسابيع الأخيرة، حيث لم تتزحزح إسرائيل ولا حماس عن مواقفهما في المحادثات.

وتصر حماس على أن أي اتفاق لإطلاق سراح الرهائن يتطلب إنهاء الحرب وانسحاب إسرائيل من غزة، بينما تقول إسرائيل منذ فترة طويلة إنها ترفض الموافقة على إنهاء الصراع طالما بقيت حماس في السلطة في القطاع.

اقرأ المزيد عن