إسرائيل في حالة حرب - اليوم 374

بحث

نجل عباس كان ضمن وفد السلطة الفلسطينية إلى اجتماعات في الرياض حول التطبيع مع إسرائيل

إدراج ياسر عباس في المحادثات مع المسؤولين السعوديين والأمريكيين “مثير للجدل” نظرا لافتقاره إلى دور رسمي، كما يقول باحث؛ لم تصدر الأطراف بيانات بشأن الرحلة، مما سمح بمرور حضوره دون أن يلاحظه أحد

مقابلة مع ياسر عباس بتاريخ 24فبراير، 2017. (Screen capture/Facebook; used in accordance with Clause 27a of the Copyright Law))
مقابلة مع ياسر عباس بتاريخ 24فبراير، 2017. (Screen capture/Facebook; used in accordance with Clause 27a of the Copyright Law))

أرسل رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس نجله ياسر ضمن وفد من مسؤولي حكومته إلى الرياض الأسبوع الماضي لمناقشة اتفاق تطبيع محتمل بين إسرائيل والمملكة العربية السعودية، حسبما قال مصدران مطلعان على الأمر لـ”تايمز أوف إسرائيل” يوم الخميس.

وضم الوفد ياسر عباس – إلى جانب وزير الشؤون المدنية في السلطة الفلسطينية حسين الشيخ، ورئيس المخابرات العامة الفلسطينية ماجد فرج، والمستشار الدبلوماسي لرئيس السلطة الفلسطينية مجدي الخالدي – على الرغم من أنه لا يُعتقد أنه يشغل حاليا دورا رسميا في الحكومة.

وشارك عباس الابن في اجتماعات الوفد الفلسطيني مع كبار المسؤولين السعوديين، بما في ذلك وزير الخارجية فيصل بن فرحان، إلى جانب اجتماع مع وفد أمريكي بقيادة منسق البيت الأبيض للشرق الأوسط بريت ماكغورك ومساعدة وزير الخارجية الأمريكي لشؤون الشرق الأدنى باربرا ليف.

وقد اختارت رام الله والرياض وواشنطن عدم إصدار بيانات أو صور من اجتماعات الأسبوع الماضي، مما سمح بإدراج عباس تحت الرادار.

ووصف غيث العمري، زميل أقدم في معهد واشنطن للسلام في الشرق الأوسط، ضم ياسر عباس إلى الوفد بأنه “مثير للجدل”، نظرا لأن نجل الرئيس “ليس لديه منصب رسمي وليس جزءا من الحياة السياسية الفلسطينية”.

وقال عمري إن ذلك “يعزز الشعور لدى الجمهور الفلسطيني بأن السلطة الفلسطينية تُدار بشكل سيء، وأن عملية صنع القرار مزاجية، وأن المحسوبية منتشرة. لا يوجد منطق حكومي لإشراك ياسر عباس في هذه الاجتماعات، وهذا يعزز صورة الفساد لدى الفلسطينيين تجاه السلطة الفلسطينية”، وأشار إلى استطلاع رأي أجري مؤخرا ووجد أن 81٪ من الفلسطينيين يعتبرون السلطة الفلسطينية فاسدة.

ولم يرد مكتب محمود عباس على طلب للتعليق.

ياسر عباس (62 عاما) هو رجل أعمال يعيش معظم أيام العام خارج الضفة الغربية.

على مر السنين، شارك عباس الابن في الاجتماعات الرسمية مع والده، وكان يتم إرساله بشكل دوري إلى الخارج بلقب مبعوث خاص للرئيس.

في عام 2009، كشف تحقيق لوكالة “رويترز” أن شركة “فالكون” للمقاولات الكهروميكانيكية التابعة لياسر عباس وقعت عقدا بقيمة 1.89 مليون دولار مع الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID) لبناء منشأة لمعالجة مياه الصرف الصحي في مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية.

وتم توقيع العقد بعد خمسة أشهر من تولي محمود عباس منصب الرئيس، إلا أن محامي ياسر عباس قال لرويترز في ذلك الوقت إن تقديم العروض على العقد بدأت قبل تولي والده منصبه.

رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس يلتقي بولي العهد السعودي محمد بن سلمان في الرياض، 12 فبراير 2019 (Wafa)

خلال اجتماعات وفد السلطة الفلسطينية الأسبوع الماضي في الرياض، أكد لهم القادة السعوديون أنهم “لن يتخلوا” عن القضية الفلسطينية أثناء انخراطهم في مفاوضات مع الولايات المتحدة حول اتفاق تطبيع محتمل مع إسرائيل، حسبما قال مسؤول أمريكي ومسؤول عربي لتايمز أوف إسرائيل يوم الأربعاء.

وقال المسؤولان إنه تم تمرير الرسالة في عدد من الاجتماعات التي عقدها الوفد الفلسطيني مع مسؤولين سعوديين كبار، من ضمنهم وزير الخارجية فيصل بن فرحان.

وناقش وفد السلطة الفلسطينية سلسلة من الإجراءات التي يود رؤيتها تحدث في سياق اتفاق التطبيع بين إسرائيل والسعودية، وأطلع المسؤولون السعوديون الوفد الفلسطيني على وضع المحادثات مع إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، والتي ركزت حتى الآن إلى حد كبير على العلاقات الثنائية بين الولايات المتحدة والسعودية.

وستكون هناك محادثات متابعة بين مسؤولين أمريكيين وإسرائيليين وفلسطينيين وسعوديين على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة الأسبوع المقبل، لكن من المرجح أن تحتاج الرياض إلى عدة أشهر لدراسة القضية بشكل أكبر قبل طرح مطالب محددة في محادثاتها مع إدارة بايدن، بحسب المسؤوليْن.

وأوضح المسؤول العربي أن الرياض أوضحت لرام الله أنها مستعدة للخروج عن موقفها العلني الرافض لتطبيع العلاقات مع إسرائيل في غياب حل الدولتين للصراع الإسرائيلي-الفلسطيني، لكن السلطة الفلسطينية تقبلت هذا التطور وبالتالي تطالب باتخاذ تدابير لا ترقى إلى مستوى إقامة دولة بشكل فوري.

ساهم في هذا التقرير جيانلوكا باكياني.

اقرأ المزيد عن