إسرائيل في حالة حرب - اليوم 570

بحث

نتنياهو يوعز إلى فريق التفاوض الإسرائيلي بشأن الرهائن بالاستعداد لإجراء المزيد من المحادثات حول اقتراح ويتكوف

مكتب رئيس الوزراء يقول إن الاقتراح يقضي بالإفراج الفوري عن 11 رهينة على قيد الحياة، بالإضافة إلى نصف الرهائن القتلى؛ في وقت سابق ورد أن محادثات الدوحة على وشك الانهيار

رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يلتقي مبعوث الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، في مكتبه في القدس، 11 يناير، 2025. (Prime Minister’s Office Spokesperson)
رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يلتقي مبعوث الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، في مكتبه في القدس، 11 يناير، 2025. (Prime Minister’s Office Spokesperson)

أوعز رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إلى فريق التفاوض الإسرائيلي بشأن الرهائن مساء السبت بالاستعداد لإجراء مزيد من المحادثات في الدوحة بناء على ما قيل إنه اقتراح من المبعوث الأمريكي الخاص ستيف ويتكوف يتم بموجبه إطلاق سراح 11 رهينة على قيد الحياة على الفور.

وصدرت التوجيهات في ختام اجتماع عقده نتنياهو مع كبار مساعديه وقادة الأجهزة الأمنية، الذين أطلعهم فريق التفاوض على وضع المحادثات. وقد عاد الفريق من الدوحة يوم الجمعة.

ووفقًا لمكتب رئيس الوزراء، فإن الاقتراح الذي طرحه ويتكوف يقضي بالإفراج ”فورًا“ عن 11 رهينة على قيد الحياة، ونصف الرهائن القتلى.

وقالت إسرائيل إن ”اقتراح ويتكوف”، الذي طرحه المبعوث الأمريكي في الدوحة يوم الأربعاء وقدم تفاصيله جزئيا يوم الجمعة، يدعو إلى إطلاق سراح نصف الرهائن الأحياء في بداية وقف إطلاق النار الممدد الذي سيستمر حتى نهاية عيد الفصح اليهودي في منتصف أبريل، مع إمكانية إطلاق سراح بقية الرهائن في نهاية الفترة.

وبينما كان يستعد فريق التفاوض الإسرائيلي للاجتماع مع رئيس الوزراء مساء السبت، ذكرت القناة 12 أن المفاوضات في الدوحة قد تكون على وشك الانهيار، مع عدم قدرة الطرفين على الاتفاق على شروط استمرار وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في يناير.

وقد عرضت حماس يوم الجمعة إطلاق سراح آخر الرهائن الإسرائيليين الأمريكيين الأحياء، عيدان ألكسندر، وإعادة جثث أربعة آخرين يحملون الجنسية الإسرائيلية-الأمريكية – إيتاي حين، وعومر نوترا، وغادي حاغاي وجودي فاينشتاين – مقابل تمديد الهدنة وإطلاق سراح المزيد من الأسرى الأمنيين الفلسطينيين. رفضت كل من إسرائيل والولايات المتحدة عرض حماس، حيث أشار ويتكوف إلى أنه عرض مخادع.

وقد حذر مسؤولون في القدس من أن الجيش الإسرائيلي قد يعود إلى حملة عسكرية مكثفة في غزة إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق مع حماس قريبًا.

وكان الاتفاق بين إسرائيل وحماس قد دخل حيز التنفيذ في 19 يناير، على أن تبدأ مفاوضات المرحلة الثانية في اليوم السادس عشر من المرحلة الأولى. ومع ذلك، رفضت إسرائيل لمدة شهر تقريبًا إجراء مفاوضات حول شروط المرحلة الثانية التي تتطلب من إسرائيل الانسحاب الكامل من غزة والموافقة على إنهاء الحرب بشكل دائم.

وفي وقت سابق من يوم السبت، قال متحدث باسم حماس إن ”الكرة في ملعب إسرائيل“ بعد أن قدمت الحركة عرضها. وقال عبد اللطيف القانوع لوكالة فرانس برس: “نريد تثبيت اتفاق وقف إطلاق النار وإلزام الاحتلال بتنفيذ بنود الاتفاق”، متهمًا إسرائيل بـ”المماطلة“ في تطبيقه.

وأشار إلى استمرار منع دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة منذ 2 مارس. وكانت إسرائيل قد أوقفت المساعدات حينها، متذرعةً برفض حماس قبول اقتراح تمديد المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار.

وفي أعقاب العرض يوم الجمعة، قالت إسرائيل إن حماس ”لم تتزحزح مليمترا واحدا“ ردا على ما أسماه ويتكوف ”اقتراح التجسير“، في حين قبلته إسرائيل.

كما رفض ويتكوف عرض حماس. وقال في بيان له: “للأسف، اختارت حماس الرد بادعاء المرونة علناً بينما تقدم وراء أبواب مغلقة مطالب غير عملية تمامًا دون وقف دائم لإطلاق النار“.

وأوضح أنه ”من خلال شركائنا القطريين والمصريين، تم إبلاغ حماس بعبارات لا لبس فيها أن هذا ’التجسير‘ يجب أن ينفذ قريبًا – وأنه يجب إطلاق سراح المواطن الأمريكي الإسرائيلي المزدوج الجنسية عيدان ألكسندر على الفور“.

وحذر المساعد الكبير لترامب إن حماس في ردها ”تراهن رهانًا سيئًا للغاية على أن الوقت في صالحها. إنه ليس كذلك. فحماس تدرك جيدًا الموعد النهائي، وعليها أن تعلم أننا سنرد وفقًا لذلك إذا انقضت تلك المهلة”، دون أن يوضح ماهية تلك المهلة.

وقال دبلوماسي عربي رفيع المستوى لـ ”تايمز أوف إسرائيل“ إن اقتراح حماس صباح يوم الجمعة يستند إلى ما ناقشته المنظمة الفلسطينية مع المبعوث الأمريكي لشؤون الرهائن آدم بوهلر في 4 مارس. في ذلك الوقت، امتنعت حماس عن الموافقة على الاقتراح.

وقال مسؤول أمريكي لـ ”تايمز أوف إسرائيل“ في وقت سابق من هذا الأسبوع إن إسرائيل كانت غاضبة من عدم علمها بالمحادثات المباشرة بين الولايات المتحدة وحماس، وسربت وجودها في وقت لاحق من ذلك اليوم. وفي يوم الجمعة، انتقدت إسرائيل موافقة حماس المتأخرة على هذا الاقتراح واعتبرتها حيلة لتجنب الالتزام باقتراح ويتكوف الأحدث لتمديد المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار، التي انتهت في 2 مارس، حتى 19 أبريل.

وفي وقت لاحق يوم الجمعة، سحب بوهلر ترشيحه للعمل كمبعوث رئاسي خاص لشؤون الرهائن. وقال مسؤول أمريكي رفيع المستوى لـ ”تايمز أوف إسرائيل“ إن بوهلر سيواصل إدارة ملف الرهائن، الذي يتعامل مع جهود إطلاق سراح الأمريكيين المحتجزين أو المعتقلين ظلمًا في جميع أنحاء العالم، ولكن من منصب أقل مستوى لا يتطلب مصادقة مجلس الشيوخ.

المبعوث الرئاسي الأمريكي لشؤون الرهائن آدم بوهلر يتحدث خلال مراسم رفع علم الرهائن والمحتجزين ظلماً في وزارة الخارجية الأمريكية في واشنطن، 6 مارس، 2025. (AP Photo/Evan Vucci)

وقد أشار البيان النادر الذي أصدره ويتكوف يوم الجمعة إلى أن رد حماس على بوهلر ربما جاء متأخرًا بالنسبة لواشنطن التي تتخذ الآن موقفًا أكثر تشددًا تجاه حماس.

وقال ويتكوف إن ”اقتراح التجسير” الذي طرحه من شأنه أن يمدد المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار ويشهد إطلاق حماس سراح رهائن أحياء مقابل سجناء فلسطينيين. ولم يحدد عدد الرهائن الأحياء أو السجناء الأمنيين الفلسطينيين.

وأشارت العديد من التقارير إلى أن اقتراح ويتكوف يتطلب من حماس الإفراج عن خمسة رهائن أحياء ورفات 10 آخرين، ولكن لم يتم تأكيد ذلك. وتفيد التقارير بأن إسرائيل ضغطت من أجل إطلاق سراح المزيد من الرهائن الأحياء. ويُعتقد أن هناك 24 رهينة على الأكثر من الرهائن الأحياء في غزة، بالإضافة إلى 35 رهينة أكدت إسرائيل مقتلهم.

وقال ويتكوف إن ”تمديد المرحلة الأولى“ سيمنح إسرائيل وحماس المزيد من الوقت للتفاوض على وقف دائم لإطلاق النار. وأضاف أن ”الولايات المتحدة ستعمل من أجل التوصل إلى حل دائم لهذا الصراع المستعصي على الحل خلال فترة وقف إطلاق النار الممددة“.

كما سيشهد تمديد المرحلة الأولى الذي اقترحه ويتكوف استئناف إيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة، والتي أوقفتها إسرائيل في الموعد الأصلي لانتهاء المرحلة الأولى قبل نحو أسبوعين، بدعم إدارة ترامب لاحقا.

الرهائن الأربعة والعشرون الذين يفترض أنهم على قيد الحياة وما زالوا محتجزين لدى حماس: الصف العلوي، من اليسار: إلكانا بوحبوط، ماتان أنغريست، عيدان ألكسندر، أفيناتان أور، يوسف حاييم أوحانا، ألون أوهيل. الصف الثاني، من اليسار: إيفياتار دافيد، غاي غلبواع دلال، بيبين جوشي، روم براسلافسكي، زيف بيرمان، غالي بيرمان. الصف الثالث، من اليسار: عومري ميران، إيتان مور، سيغيف كالفون، نمرود كوهين، ماكسيم هركين، إيتان هورن. الصف السفلي، من اليسار: ماتان تسانغاوكر، بار كوبرشتين، دافيد كونيو، أرييل كونيو، تمير نمرودي، بينتا ناتابونج. (Hostages Families Forum)

وشهدت المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار إفراج حماس عن 33 امرأة وطفلا ورجلا مدنيا ومن يعتبرون ”حالات إنسانية“ مقابل نحو 1900 أسير فلسطيني، من بينهم أكثر من 270 أسيراا يقضون أحكاما بالسجن المؤبد.

أما المرحلة الثانية فستشهد قيام حماس بإطلاق سراح الرهائن الـ24 الذين يُعتقد أنهم ما زالوا على قيد الحياة، بمن فيهم ألكسندر. وجميعهم من الشباب الذين اختُطفوا في 7 أكتوبر 2023، عندما اقتحم آلاف المسلحين بقيادة حماس جنوب إسرائيل وقتلوا نحو 1200 شخص واحتجزوا 251 آخرين كرهائن، مما أدى إلى اندلاع الحرب في غزة.

ساهم جيكوب ماغيد في هذا التقرير

اقرأ المزيد عن