إسرائيل في حالة حرب - اليوم 338

بحث
تحليل

نتنياهو يواصل تعزيز حركة حماس في غزة

كل من يجلس في حكومة نتنياهو في الوقت الحالي - بما في ذلك غانتس وآيزنكوت وسموتريتش وبن غفير - مسؤولين عن تعزيز حماس؛ هم أيضا يتحملون المسؤولية المشتركة في تأخير دخول الجيش الإسرائيلي إلى رفح وعودة دخول عناصر حماس إلى خانس يونس؛ حتى في امريكا يدركون أن نتنياهو يواصل بذل كل ما في وسعه لتعزيز الحركة

رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في الكنيست، 19 فبراير، 2024. (Jonathan Zindel/Flash90)
رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في الكنيست، 19 فبراير، 2024. (Jonathan Zindel/Flash90)

إن سلوك رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وكل من يجلس معه في الحكومة ويقدم لها الدعم الفعلي، يعزز قوة حركة حماس. وبعد مرور نصف عام على الحرب، فشلت مهمة القضاء على حماس.

اليعض من قيادة الحركة تجلس تحت الأرض، على ما يبدو مع المختطفين الإسرائيليين، وحتى لو تم تدمير كتائب حماس الأربع المتبقية في رفح فإن قيادة المنظمة ستواصل على ما يبدو ترسيخ نفسها في الأنفاق وتشغيل عناصرها في جميع أنحاء غزة.

وفي السابع من فبراير صرح نتنياهو بأنه أصدر تعليماته للجيش الإسرائيلي بإعداد خطط عسكرية لدخول رفح. وبعد نحو شهرين من ذلك الإعلان، مُنح المسلحون ـ وكتائب حماس الأربع في رفح ـ الوقت الكافي للتحضير والتنظيم ونقل أجهزة الحواسيب و/أو وسائل الاتصال إلى موقع آخر.

بمجرد أن تبدأ مرحلة إخلاء مواطني غزة من رفح، ستعلم كتائب حماس أن أمامها نحو ثلاثة أسابيع قبل العملية الفعلية. أي كتائب ستكون في انتظار الجيش الإسرائيلي ليدمرها عندما يدخل في نهاية المطاف مع الدبابات والمروحيات الحربية؟

كُتب الكثير بالفعل عن هذه الخطوة المحرجة وأطول لعبة تمهيدية في تاريخ الحروب. ولكن في واقع الأمر، من الناحية العسكرية، ما الذي بقي للقضاء عليه هناك؟ كتيبة حماس ليست مبنى يفر منه المسلحون و/أو يهربون إليه. صورة الجنود في المقر العسكري لقائد الكتيبة، لا تعني أنه تم القضاء على الكتيبة، بل تعني فقط أنه انتقل إلى مكان آخر.

وكما ذكرنا أعلاه، فإن جميع وزراء الحكومة – بمن فيهم بيني غانتس، وغادي آيزنكوت، ورون ديرمر، وبتسلئيل سموتريش، وإيتمار بن غفير – يتحملون مسؤولية مشتركة عن قرارات نتنياهو. سموتريتش وبن غفير يبديان صباحا ومساء تحفظاتهما الواضحة بشأن انسحاب الفرقة 98 من غزة والوضع الجديد الذي نشأ في القطاع والذي يبدو وكأنه نهاية الحرب.

سوق في رفح، 9 أبريل، 2024. MOHAMMED) ABED / AFP)

كما أنهم يتحملون المسؤولية المشتركة عن تأخر دخول الجيش الإسرائيلي إلى رفح و/أو أي قرار آخر يتخذه نتنياهو شخصيا طالما استمروا في الجلوس في حكومته.

بالمناسبة، فإن حجم القوات في هذا الوقت هو أيضا قضية مثيرة للجدل. نفى الوزير دافيد أمسالم، الذي تمت دعوته لمشاركة في اجتماعات المجلس الوزاري الأمني المصغر (الكابينت) بصفة مراقب، صباح الأربعاء في مقابلة مع إذاعة الجيش حقيقة أن الجيش الإسرائيلي خرج من قطاع غزة بالكامل باستثناء محور نتساريم.

وقال أمسالم:”أنا أقول لك، وفقا لتقرير من رئيس الأركان، هناك قوات تقاتل بشكل يومي وهناك استعدادات لدخول رفح”. وعندما سئل عن إعلان المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، والذي بموجبه خرجت الفرقة 98 في خان يونس أجاب أمسالم: “أنا عادة لا أتابع ما يقوله المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، وأنا أعرف ما يقوله رئيس الأركان – هناك قوات ذات حجم كبير في غزة”.

يعكس هذا الوضع المربك تكتيك نتنياهو المتمثل في التمهل والانتظار حتى اللحظة الأخيرة وعدم اتخاذ القرارات. ومع ذلك، قبل كل شيء، تكمن استراتيجية نتنياهو المعلنة – المتمثلة في عدم السماح بأي حال من الأحوال بدخول قوات فلسطينية أخرى، باستثناء حماس، إلى القطاع. لا حركة فتح ولا القوات المدعومة من المملكة العربية السعودية و/أو الإمارات العربية المتحدة.

دبابة تابعة للجيش الإسرائيلي بالقرب من الحدود بين إسرائيل وقطاع غزة، 9 أبريل، 2024 (AP Photo / Leo Correa)

وبهذا يعمل نتنياهو – مرة أخرى – على تعزيز وترسيخ حركة حماس التي تتواجد في وضع ضعيف. وبحسب تقارير متزايدة، منذ خروج الفرقة 98 (يوم الأحد)، عادت حماس للسيطرة على خان يونس.

يتواجد عناصر حماس بالفعل في المكان وتم رصدهم وهم يحملون أسلحة خفيفة و/أو هراوات. إنهم في الواقع يعيدون إدارة النظام المدني ويستولون على المساعدات. وقريبا، عندما يكون الجيش الإسرائيلي مشغولا على ما يبدو برفح، ستستعيد الحركة  السيطرة على خان يونس.

يكرر سموتريتش وبن غفير الادعاء بأنهما لن يتركا تضحيات جنود الجيش الإسرائيلي تذهب سدى. في الواقع، هذا هو بالضبط ما يفعلانه. من خلال افتقار نتنياهو إلى اتخاذ القرار، تسمح الحكومة بأكملها بأن تذهب كل هذه الخسائر الفادحة سدى، بينما تظل حماس هي القوة المسيطرة في غزة.

في هذه الأثناء، في الولايات المتحدة، هناك غضب متزايد من سلوك رئيس الوزراء. بالأمس، نُشر مقالان في صحيفة “نيويورك تايمز” يطالبان نتنياهو بالاستقالة. وفي أحدهما، اقر المحلل المحافظ بريت ستيفنز بأنه فقد الأمل بالفعل في سلوك نتنياهو.

فلسطينيون في خان يونس، بعد إعلان إسرائيل انسحاب قواتها من المدينة، 8 أبريل، 2024. (AP Photo/Fatima Shbair)

ويشير ستيفنز حتى إلى المقابلة المحرجة التي أدلى بها الوزير نير بركات لشبكة MSNBC، والتي يزعم أنها توضح افتقار نتنياهو إلى الأيديولوجية والسياسة. المقال الثاني كان للمحلل المقرب من البيت الأبيض توم فريدمان، الذي دعا للمرة الألف إلى جعل نتنياهو شيئا من الماضي.

لكن الأمر لا يقتصر على كتاب الأعمدة الصحفية. في مقابلة مع MSNBC يوم الثلاثاء تطرقت رئيسة مجلس النواب الأمريكي السابقة ناسي بيلوسي إلى الرسالة التي وقّع عليها 40 عضوا آخر في الكونغرس تطالب بتقليص المساعدات الأمنية لإسرائيل.

بحسب بيلوسي، فإن الأمر لا يتعلق بوقف المساعدات العسكرية بشكل محكم، بل يتعلق فقط بالالتزام بالقاعدة الأمريكية، التي بموجبها يجب على الدولة التي تتلقى المساعدات أن تسمح بدخول المساعدات الإنسانية بحرية . وقالت بيلوسي”السابع من أكتوبر كان عملا وحشيا وهجميا وحماس منظمة فظيعة. يجب الإفراج فورا عن جميع المختطفين. ومن ناحية أخرى، قُتل 33 ألف شخص (في غزة)، والناس جياع، وليس لديهم ماء للشرب. يجب أن يكون هناك طريقة أخرى للقيام بذلك”.

وسألت المقدمة ميكا برزينسكي بيلوسي عن رأيها فيما يتعلق بنهج بايدن: “نرى جميعا أن نتنياهو يتمسك بمواقفه. هل تعتقدين أن المساعدات (العسكرية) لإسرائيل يجب أن تكون محدودة بشكل أكبر؟” بيلوسي أجابت دون تردد: “كل ما يهم نتنياهو هو مستقبله السياسي الخاص. إن نتنياهو مأساة”.

وأضافت: “جميعنا نحب إسرائيل. ولكننا جميعا نريد أيضا أن تستمر إسرائيل في الوجود كدولة محترمة ذات مكانة، وكان تشاك شومر محقا في ما قاله بشأن أنه سيكون من المفضل أن يتوجهوا إلى الانتخابات هناك”.

وينضم تصريح بيلوسي إلى ما قاله هذا الأسبوع السيناتور الديمقراطي عن ولاية فرجينيا تيم كين (المرشح السابق لمنصب نائب الرئيس في سباق هيلاري كلينتون الرئاسي) والأجواء العامة في الحزب الديمقراطي.

رئيسة مجلس النواب الأمريكي السابقة نانسي بيلوسي، 17 نوفمبر، 2022. (Carolyn Kaster, AP)

وفي الوقت نفسه، لا يدخر الحزب الجمهوري في انتقاداته لإسرائيل، حيث يواصل المرشح دونالد ترامب مهاجمة الجمهور اليهودي الديمقراطي واستهجانه للطريقة التي يقود بها نتنياهو الحرب. في أمريكا أيضا يتسرب الإدراك بأن تصرفات نتنياهو – أو إخفاقاته – تؤدي ببساطة إلى تعزيز قوة حماس.

اقرأ المزيد عن