إسرائيل في حالة حرب - اليوم 588

بحث

نتنياهو يهدد الحوثيين وإيران، مع انعقاد مجلس الوزراء بعد سقوط صاروخ على المطار

رئيس الوزراء يؤيد منشورا نشره ترامب توعد فيه بمحاسبة إيران على "كل طلقة تطلقها" الجماعة اليمنية، وتحقيق سلاح الجو الإسرائيلي يخلص إلى إن "خللا تقنيا" هو على الأرجح السبب في فشل الدفاعات الجوية

قوات الأمن في موقع سقوط صاروخ أطلق من اليمن منطقة مطار بن غوريون بالقرب من تل أبيب، 4 مايو 2025. (Chaim Goldberg/Flash90)
قوات الأمن في موقع سقوط صاروخ أطلق من اليمن منطقة مطار بن غوريون بالقرب من تل أبيب، 4 مايو 2025. (Chaim Goldberg/Flash90)

توعد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يوم الأحد بالرد على الحوثيين في اليمن واتخاذ إجراءات ضد ”راعيتهم“ إيران، بعد ساعات من ضرب الجماعة المتمردة مطار بن غوريون بصاروخ باليستي.

وقال نتنياهو للرئيس القبرصي نيكوس كريستودوليدس، الذي يزور إسرائيل في زيارة رسمية، وفقا لبيان صادر عن مكتبه: ”نحن، إلى جانب العالم بأسره، نتعرض لتهديد من الحوثيين. لن نتسامح مع ذلك وسنتخذ إجراءات انتقامية شديدة ضدهم”، حسبما جاء في بيان صادر عن مكتبه.

وأضاف رئيس الوزراء: “سنظل نتذكر دائما أنهم تصرفوا بناءً على أوامر ودعم من راعيتهم إيران. سنفعل ما يلزم لتوجيه تحذير واضح لإيران بأننا لن نتسامح مع مثل هذه الأعمال”.

كما أيد نتنياهو يوم الأحد رسالة نشرها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، توعد فيها الزعيم الأمريكي بمحاسبة إيران على أفعال الحوثيين.

الدخان يتصاعد في منطقة مطار بن غوريون بعد إطلاق صاروخ باليستي على إسرائيل من اليمن في 4 مايو 2025 (Screen grab from social media used in accordance with Clause 27a of the Copyright Law)

وكتب الرئيس الأمريكي في منشور على منصته “تروث سوشال”: ”كل طلقة يطلقها الحوثيون ستُعتبر، من الآن فصاعدا، طلقة أطلقت من أسلحة وقيادة إيران، وستتحمل إيران المسؤولية والعواقب، وستكون تلك العواقب وخيمة!“

وكتب نتنياهو على منصة X: ”الرئيس ترامب محق تماما! هجمات الحوثيين تنطلق من إيران. إسرائيل سترد على هجوم الحوثيين ضد مطارنا الرئيسي، وفي الوقت والمكان الذي نختاره، على أسيادهم الإرهابيين الإيرانيين“.

تظهر هذه الصورة التي نشرها مكتب الصحافة والإعلام القبرصي (PIO) الرئيس القبرصي نيكوس كريستودوليدس (على يسار الصورة) خلال لقائه مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال زيارة رسمية إلى القدس في 4 مايو 2025.(Stavros IOANNIDES / PIO / AFP)

وفي منشوره، أكد ترامب أيضا أن ”إيران تلعب دور ’الضحية البريئة‘ للإرهابيين المارقين الذين فقدت السيطرة عليهم، لكنها لم تفقد السيطرة”.

وكتب الرئيس الأمريكي “إنهم يملون عليها كل خطوة، ويزودونهم بالأسلحة، ويمدونهم بالمال والمعدات العسكرية المتطورة للغاية، وحتى ما يسمى بـ’المعلومات الاستخباراتية’“،

في وقت لاحق من يوم الأحد، قال وزير الدفاع الإيراني عزيز نصير زاده إن طهران سترد إذا هاجمتها الولايات المتحدة أو إسرائيل.

وقال نصير زاده للتلفزيون الحكومي الإيراني: ”إذا بدأت هذه الحرب من قبل الولايات المتحدة أو النظام الصهيوني، فإن إيران ستستهدف مصالحهم وقواعدهم وقواتهم – أينما كانوا ومتى كان ذلك ضروريا“.

في غضون ذلك، أعلن الحوثيون فرض ”حصار جوي“ كامل على إسرائيل من خلال مواصلة إطلاق الصواريخ على مطار بن غوريون.

كما دعا المتحدث العسكري للحوثيين في اليمن، يحيى سريع، شركات الطيران إلى إلغاء رحلاتها إلى إسرائيل، كما فعلت العديد منها.

ومن المستبعد جدا أن ينجح هذا الحصار، حيث من المتوقع أن تتمكن أنظمة الدفاع الإسرائيلية من التصدي لمعظم الصواريخ القادمة.

والتقى نتنياهو مع وزرائه يوم الأحد الساعة 7 مساء لمناقشة توسيع الحملة العسكرية في غزة، والقتال في سوريا، وهجوم الحوثيين، وغيرها من القضايا.

وفي مقطع فيديو نُشر على مواقع التواصل الاجتماعي ركز بشكل أساسي على القتال ضد حركة حماس في القطاع، تتطرق نتنياهو للحوثيين أيضا.

وقال: ”لقد قمنا بعمليات ضدهم في الماضي وسنقوم بها في المستقبل“، مضيفا ”الأمر ليس ’ضربة واحدة وهذا كل شيء‘، بل ستكون هناك ضربات“.

يمنيون يرفعون لافتات خلال مظاهرة لحركة الحوثيين المدعومة من إيران، في صنعاء الخاضعة لسيطرة الحوثيين في 2 مايو 2025. بعض اللافتات تحمل شعار الحركة: ”الله أكبر، الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل، اللعنة على اليهود، النصر للإسلام“. (Photo by Mohammed HUWAIS / AFP)

أطلق الحوثيون صاروخا باليستيا سقط على مطار بن غوريون صباح الأحد، مما أسفر عن إصابة ستة أشخاص، لم يصب أي منهم بجروح خطيرة.

وقع الانفجار في بستان أشجار على طول طريق فرعي قريب من مبنى المسافرين 3 الرئيسي بالمطار، على بعد عدة مئات من الأمتار من برج المراقبة بالمطار.

تحقيق سلاح الجو الإسرائيلي يلقي باللوم على ”خلل فني دقيق“

توصل تحقيق أجراه سلاح الجو الإسرائيلي حول فشل اعتراض الصاروخ إلى احتمال وجود خلل فني في الصاروخ الاعتراضي نفسه.

وقال الجيش: ”تشير النتائج الأولية إلى عدم وجود أي خلل في عملية التعرف على الصاروخ أو في تشغيل أنظمة الاعتراض أو في نظام الإنذار للجبهة الداخلية“.

ووفقا للتحقيق الأولي الذي قاده قائد سلاح الجو الإسرائيلي اللواء تومر بار، من المرجح أن يكون هناك ”خلل فني دقيق“ في صاروخ ”السهم” (آرو) الذي أُطلق على الصاروخ الحوثي من اليمن.

كما حاول نظام THAAD الأمريكي المنتشر في إسرائيل اعتراض صاروخ الحوثيين، لكن صاروخه الاعتراضي أخطأ الهدف.

وقال الجيش إنه منذ بدء الحرب، أسقط عشرات الصواريخ التي أُطلقت من اليمن، بنسبة نجاح تجاوزت 95٪.

توضيحي: جنود إسرائيليون يشرحون كيفية تشغيل منصة إطلاق صواريخ مضادة للصواريخ من طراز ”سهم“ في قاعدة بلماحيم في وسط إسرائيل. (AP Photo/Eitan Hess-Ashkenazi)

على الرغم من عودة المطار إلى العمل بعد وقت قصير من الحادث، إلا أن الهجوم أدى إلى موجة من إلغاء الرحلات الجوية من قبل شركات الطيران الأجنبية، حيث تم إلغاء أكثر من 20 رحلة يوم الأحد وفي الأيام التالية، من شركات طيران منها “بريتش إيرويز”، و”إير إنديا”، ومجموعة “لوفتهانزا”، و”يونايتد”.

وقالت شركة الطيران الإسرائيلية ”إل عال“ إنها تعرض أسعارا خاصة لمساعدة الإسرائيليين العالقين في قبرص واليونان ووجهات أخرى قريبة على العودة إلى ديارهم بعد إلغاء الرحلات.

منذ 18 مارس، حين استأنف الجيش الإسرائيلي هجومه ضد حماس في قطاع غزة، أطلق الحوثيون في اليمن نحو 27 صاروخا باليستيا وعددا من الطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل. ولم يُطلق سوى نحو نصفها صفارات إنذار داخل البلاد وتم اعتراضها، بينما لم تنجح البقية في الوصول.

دفعت صفارات الإنذار مئات الآلاف من الإسرائيليين إلى التوجه إلى الملاجئ في ساعات الليل والنهار، مما تسبب في إصابة عدد من الأشخاص أثناء الجري. وتعد صفارات الإنذار إجراء احترازيا تحسبا لسقوط شظايا من الصواريخ الاعتراضية، والتي تسببت في بعض الأحيان في وقوع إصابات ووفيات وأضرار.

وقد بدأ الحوثيون — الذين يتبنون شعار “الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل، اللعنة على اليهود” — بشن هجمات على إسرائيل وحركة الملاحة البحرية في نوفمبر 2023، بعد شهر من هجوم حماس في 7 أكتوبر.

في الأسابيع الأخيرة، شنت الولايات المتحدة غارات جوية مكثفة في اليمن ضد الحوثيين، مستهدفة قيادتهم وبنيتهم التحتية.

ساهمت شارون فروبل ووكالات في هذا التقرير.

اقرأ المزيد عن