نتنياهو ينفي سفره إلى القاهرة مع تعزيز الآمال وسط تقارير عن إحراز تقدم في مفاوضات غزة
أفادت تقارير أن مصر ستدعو الفلسطينيين إلى محادثات رفيعة المستوى في حين تشير المصادر إلى أنه من الممكن التوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح الرهائن وإنهاء أكثر من 14 شهراً من القتال في غضون أيام
نفى متحدث باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تقريرا يفيد بأن الزعيم الإسرائيلي سيتوجه إلى القاهرة يوم الثلاثاء لإجراء محادثات بشأن وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن في غزة، بعد أن رفع هذا الادعاء لفترة وجيزة الآمال بأن نهاية أزمة الرهائن والحرب المستمرة منذ 438 يوما قد تكون قريبة.
وتداولت وسائل الإعلام التقارير في الأيام الأخيرة، حيث أشارت مصادر تبدو متفائلة بشكل متزايد في إسرائيل والعالم العربي إلى أن القدس وحماس على وشك توقيع اتفاق لوقف القتال والبدء في تحرير 100 شخص اختطفوا من إسرائيل واحتُجزوا في القطاع منذ 7 أكتوبر 2023.
ونقلت وكالة رويترز للأنباء الثلاثاء عن مصادر مطلعة على المحادثات المكثفة التي ورد إنها تجري في مصر قولها أن نتنياهو في طريقه إلى القاهرة.
ولكن قال المتحدث باسم نتنياهو عومر دوستري لصحيفة تايمز أوف إسرائيل إن نتنياهو لم يكن في القاهرة ولا في طريقه إلى هناك.
وقال مصدران أمنيان مصريان إن نتنياهو ليس موجودا في القاهرة في الوقت الحالي لكن هناك اجتماعا يجري لبحث النقاط المتبقية وأهمها طلب حماس ضمانات بأن أي اتفاق الآن سيؤدي إلى اتفاق شامل لاحقا.
وأضاف المصدران أن المحادثات تشهد تقدما وعبرا عن اعتقادهما بأن هذه الليلة قد تكون حاسمة في تحديد الخطوات التالية.
كما عززت التقارير الصحفية العبرية التفاؤل، حيث أشارت إلى أن مصر أرسلت دعوة رسمية لقيادة حماس للسفر إلى القاهرة.
وأفادت صحيفة العربي الجديد القطرية الثلاثاء بأنه من المتوقع وصول وفد من حماس إلى القاهرة بحلول الخميس لتقديم معلومات عن “مصير عدد من الرهائن” والأدلة على أنهم ما زالوا على قيد الحياة.
وذكرت تقارير عربية أخرى أن القيادي في حركة حماس خليل الحية سيترأس الوفد.
وذكرت قناة الميادين اللبنانية المؤيدة لحزب الله أن مصر وجهت أيضا دعوة لرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس “لزيارة عاجلة”.
وبذلت الإدارة الأمريكية، التي انضم إليها وسطاء من مصر وقطر، جهودا مكثفة في الأيام القليلة الماضية لدفع المحادثات قبل مغادرة الرئيس جو بايدن منصبه الشهر المقبل.
وقالت مصادر مطلعة يوم الثلاثاء إن المفاوضات تتقدم ويمكن توقيع اتفاق خلال أيام. وقال مسؤول فلسطيني قريب من جهود الوساطة إن المفاوضات جادة وإن المناقشات جارية حول كل كلمة.
لكن سعى مسؤولون في إسرائيل والولايات المتحدة أيضا للتخفيف من هذه التوقعات، محذرين من أن الجانبين اقتربا من التوصل إلى اتفاق في السابق، وأن هناك الكثير من العمل الذي يتعين القيام به.
وقال جون كيربي المتحدث باسم البيت الأبيض في مقابلة مع قناة فوكس نيوز “نعتقد أننا نقترب، وقد قال الإسرائيليون ذلك، ولا شك في الأمر. نعتقد ذلك لكننا أيضا حذرون في تفاؤلنا”.
وأضاف “كنا في هذا الموقف من قبل حيث لم نتمكن من الوصول إلى خط النهاية”.
وقال مسؤول إسرائيلي لم يكشف عن اسمه إن الجانبين يعملان بشكل مكثف، لكن لا تزال هناك قضايا جدية.
ونقل عن المصدر قوله “حماس لديها الإرادة للتوصل إلى اتفاق. هناك تغيير نحو الأفضل، ولكن لم يتم التوصل إلى اتفاق نهائي. لا تزال هناك فجوات كبيرة. وسوف يستغرق الأمر بعض الوقت”.
وتوقع البعض في إسرائيل إحراز تقدم نحو الصفقة يوم الثلاثاء بعد السماح لنتنياهو تأجيل الإدلاء بشهادته في محاكمته الجنائية. وعزت المحكمة القرار إلى “ظروف خاصة”، عقب اجتماع مغلق بين فريق الدفاع عن نتنياهو والقضاة.
وفي أعقاب التقرير الذي أفاد بأن نتنياهو في طريقه إلى القاهرة، قال مكتبه في بيان أن رئيس الوزراء كان يوم الثلاثاء على الجانب السوري من مرتفعات الجولان، حيث قام بجولة في قمة جبل الشيخ، الذي احتله الجنود قبل أيام بعد سقوط نظام بشار الأسد.
وأصدرت حماس الثلاثاء بيانا قالت فيه إن التوصل إلى اتفاق ممكن إذا توقفت إسرائيل عن “وضع شروط جديدة”.
وتطالب حماس بإنهاء دائم للقتال إلى جانب انسحاب الجيش الإسرائيلي من غزة، في حين تسعى إسرائيل إلى التوصل إلى وقفة مؤقتة يتم خلالها إطلاق سراح بعض الرهائن ثم استئناف القتال من أجل الانتهاء من تفكيك قدرات حماس العسكرية والحكمية.
وتسعى إسرائيل إلى إطلاق سراح ما لا يقل عن 33 رهينة خلال هذه المرحلة، في حين أكدت حماس أنها لا تحتجز هذا العدد من الرهائن الأحياء الذين يندرجون ضمن الفئات “الإنسانية”، أي النساء وكبار السن والمرضى، بحسب مسؤول إسرائيلي.
وفي تل أبيب، عارض أقارب الرهائن وغيرهم الموافقة على اتفاق على مراحل، والذي قد ينهار قبل إطلاق سراح جميع الرهائن.
“الاتفاق الجزئي لا يعني انتصاراً جزئياً ـ بل هو هزيمة أخلاقية تامة من شأنها أن تترك المجتمع الإسرائيلي بجرح نازف يبتلعه من الداخل”، قالت الرهينة السابقة ميراف تال. ولا يزال جثمان شريكها يائير يعقوب محتجزاً في غزة.
وبحسب صحيفة الشرق الأوسط اللندنية، فقد تتم الصفقة على ثلاث مراحل، حيث يتم إطلاق سراح الرهائن الأضعف والمرضى أولاً مقابل مئات الأسرى الفلسطينيين. وفي المرحلة الثانية يتم إطلاق سراح الإسرائيليين المتبقين، ومعظمهم من الجنود، مقابل إطلاق سراح ما بين 100 و150 فلسطينيين يقضون أحكاماً طويلة في السجون الإسرائيلية، ثم الانسحاب الكامل للجيش الإسرائيلي من القطاع. ومن المقرر أن تنتهي الحرب رسمياً مع المرحلة الثالثة.
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس أمام أعضاء الكنيست في اجتماع مغلق يوم الإثنين إن إسرائيل “أقرب من أي وقت مضى إلى صفقة رهائن أخرى”.
وفي مؤتمر صحفي عقده في فلوريدا الإثنين، كرر ترامب تهديده بأنه إذا لم تطلق حماس سراح الرهائن بحلول 20 يناير، وهو اليوم الذي يتولى فيه منصبه، “فانتظروا الجحيم”. وفي وقت لاحق، قال ترامب إنه إذا لم يتسن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بحلول الوقت الذي يتولى فيه منصبه، “فلن يكون الأمر جيدا”. ولم يذكر تفاصيل.
والرهائن من بين 251 شخصا تم أسرهم خلال هجوم حماس في 7 أكتوبر 2023 على جنوب إسرائيل، والذي أسفر أيضا عن مقتل نحو 1200 شخصا آخرين.
ويعتقد أن 96 من أصل 251 رهينة اختطفتهم حماس في السابع من أكتوبر ما زالوا في غزة، بما في ذلك جثث ما لا يقل عن 34 شخصاً أكد الجيش الإسرائيلي مقتلهم.
وأطلقت حماس سراح 105 مدنيين خلال هدنة استمرت أسبوعًا في أواخر نوفمبر 2023، كما أطلقت سراح أربعة رهائن قبل ذلك. وأنقذت القوات ثمانية رهائن أحياء، كما تم العثور على جثث 38 رهينة، بما في ذلك ثلاثة قُتلوا عن طريق الخطأ على يد الجيش أثناء محاولتهم الهروب من محتجزيهم.
وتحتجز حماس أيضا إسرائيليين اثنين دخلا القطاع في عامي 2014 و2015، بالإضافة إلى جثتي جنديين إسرائيليين قتلا في عام 2014.
ساهم جيكوب ماغيد وجانلوكا باكياني في إعداد هذا التقرير.