نتنياهو يمنع الوزراء من دخول الحرم القدسي دون إذنه
رئيس الوزراء يصر على بقاء الوضع الراهن كما هو، رغم أن الزيارات العديدة التي قام بها المشرعون اليمينيون المتطرفون تظهر تساهلا جديدا بشأن الصلاة اليهودية في الموقع المقدس؛ قادة الأمن يحذرون من أن القضية قد تؤدي إلى تفاقم العنف المناهض لإسرائيل
قال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو للوزراء في بداية اجتماع المجلس الوزاري الأمني المصغر مساء الأحد أنه يجب عليهم تنسيق أي زيارة إلى الحرم القدسي معه مسبقا، بعد أن دخل نائب من اليمين المتطرف إلى الموقع المتوتر في وقت سابق من ذلك اليوم، وبعد أن حذر مسؤولون أمنيون من تصعيد كبير.
وورد في بيان صادر عن مكتب نتنياهو “كرر رئيس الوزراء إيعازه إلى وزراء الحكومة بتجنب الصعود إلى الحرم القدسي الشريف دون موافقته المسبقة من خلال سكرتيره العسكري”.
جاءت هذه الخطوة بعد ساعات من قيام عضو الكنيست يتسحاق كرويزر من حزب “عوتسما يهوديت” اليميني المتطرف بزيارة للموقع، وبعد أسابيع من بدء الشرطة في السماح بالصلاة اليهودية العلنية هناك، في تغيير لسياسة استمرت لعقود من الزمان في ظل الوضع الراهن غير المكتوب، والذي بموجبه يمكن لليهود الزيارة في أوقات محدودة ومع العديد من القيود، ولكن لا يجوز لهم الصلاة في المكان.
وقال مكتب رئيس الوزراء إن نتنياهو أبلغ المجلس الوزاري الأمني أيضا أنه لا يوجد تغيير في الوضع الراهن، على الرغم من أن رئيس الوزراء لم يفعل شيئا يذكر لمنع التغييرات الملحوظة بشأن الأمور المسموح بها الآن في الحرم القدسي.
למרות האזהרות של מערכת הביטחון, יו”ר סיעת עוצמה יהודית, ח”כ יצחק קרויזר עלה להתפלל בהר הבית, עם ראש מינהלת הר הבית הרב שמשון אלבוים ומפקד הר הבית רפ”ק גיא טל pic.twitter.com/hFCyDxkwRd
— חזקי ברוך (@HezkeiB) September 8, 2024
على مدى السنوات القليلة الماضية، ازداد عدد الزوار اليهود إلى الموقع وسمحت السلطات بهدوء بأداء الصلاة اليهودية فيه.
وفي أواخر الشهر الماضي، لاحظ مراسل “تايمز أوف إسرائيل” وجود صلاة يهودية وانبطاح في العلن في الحرم القدسي، وسمع من ناشطين في مجال حقوق الصلاة اليهودية في الموقع المقدس أن هذا أصبح الآن مسألة روتينية وأن الشرطة تسمح به على أساس يومي.
ولقد قام وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، رئيس حزب “عوتسما يهوديت”، بعدة زيارات إلى الحرم القدسي منذ تولى منصبه في ديسمبر 2022.
وقال مرارا في الأسابيع والأشهر الأخيرة إن سياسته هي السماح للصلاة اليهودية، ورفض إصرار نتنياهو المتكرر على بقاء الوضع الراهن المعمول به من عقود ساريا.
كما جاءت تصريحات نتنياهو للوزراء يوم الأحد بعد أن حذر قادة الأجهزة الأمنية القيادة السياسية من أن الغضب الفلسطيني بشأن قضية الحرم القدسي قد يؤدي إلى تصعيد كبير في العنف ضد إسرائيل في الضفة الغربية والقدس.
عندما شنت حماس هجومها في 7 أكتوبر على إسرائيل من العام الماضي، مما أدى إلى إشعال فتيل الحرب الجارية، أطلقت على المذبحة اسم “عملية طوفان الأقصى”.
وأفاد تقرير للقناة 12 في نهاية الأسبوع أن تحذير قادة الأجهزة الأمنية سلط الضوء على الفترة الخطيرة بشكل خاص في الأيام التي تسبق الأعياد اليهودية الكبرى عندما يزور العديد من اليهود الحرم القدسي، مشيرين إلى أن إيران ووكلائها يضغطون بالفعل بقوة لإشعال الضفة الغربية بالتمويل والأسلحة.
صباح الأحد، ، بعد ساعات من نشر التقرير وقبل أن يقتل سائق شاحنة أردني ثلاثة إسرائيليين في هجوم إطلاق نار وقع على معبر جسر اللنبي بين الضفة الغربية والأردن، قال زعيم المعارضة يائير لبيد إن التحذير هو “راية حمراء مرفوعة في جهاز الأمن”.
وكتب لبيد في منشور على منصة “اكس”: “إذا تجاهلتهم الحكومة مجددا فإن أي كارثة تحدث ستقع على رؤوسهم. هناك حاجة إلى تقديرات لعطلات شهر تشري [في التقويم العبري] ونحن بحاجة إلى حكومة لإدارة الحدث”.
لقد خصص الجيش الإسرائيلي بالفعل موارد كبيرة للضفة الغربية، ولكن هناك مخاوف من أن تدهور الوضع قد يتطلب تخصيص الموارد الأساسية لتلك الجبهة، مع ما يترتب على ذلك من عواقب ضارة على الحرب في غزة والشمال، والردع الإسرائيلي ضد إيران.
كما أكد رئيس الدولة يتسحاق هرتسوغ، في اجتماع مع السفير الأمريكي جاك لو يوم الأحد، على “التزام إسرائيل الواضح بالحفاظ على الوضع الراهن في الموقع المقدس”.
وأشار مسؤول في مقر إقامة الرئيس في بيان إلى “الاتفاقيات السياسية التي تم وضعها منذ عام 1967″ و”روح الأحكام التي أصدرها كبار الحاخامات والشخصيات الدينية على مدى السنوات المائة الماضية”.
لقد حظرت بعض السلطات اليهودية الأرثوذكسية منذ فترة طويلة أي زيارات يهودية إلى الحرم القدسي، بسبب المخاوف من المشي على أرض مقدسة وتدنيسها، وهو ما يتوافق مع ترتيب الوضع الراهن. وتحافظ المجتمعات الأرثوذكسية المتشددة على الحظر وندد كبار حاخاماتها بزيادة الزيارات والصلاة العلنية هناك.