إسرائيل في حالة حرب - اليوم 374

بحث

نتنياهو يمنع اليهود من دخول الحرم القدسي في الأيام العشرة الأخيرة من رمضان

مكتب رئيس الوزراء يقول إن هناك دعم بالإجماع بين قادة الأمن للقرار؛ وزير الشرطة بن غفير ينتقد الخطوة باعتبارها "خطأ فادح" يهدد بتأجيج التوترات

زوار يهود يسيرون تحت حماية قوات الأمن الإسرائيلية في الحرم القدسي، 9 أبريل، 2023. (Ahmad Gharabli / AFP)
زوار يهود يسيرون تحت حماية قوات الأمن الإسرائيلية في الحرم القدسي، 9 أبريل، 2023. (Ahmad Gharabli / AFP)

أعلن مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يوم الثلاثاء إنه سيتم منع اليهود من دخول الحرم القدسي اعتبارا من يوم الأربعاء وحتى نهاية رمضان في الأيام العشرة الأخيرة من الشهر المبارك، بعد سلسلة من المشاورات الأمنية حول هذه القضية وسط أعمال عنف واسعة النطاق مرتبطة بالتوترات في الموقع المقدس.

في حين أن القرار يتماشى مع سياسة تتبعها إسرائيل منذ فترة طويلة تهدف إلى الحد من الاحتكاك خلال فترة الأعياد، كانت هناك تكهنات بأن الحكومة المتشددة الجديدة ستغير هذا المسار، حيث ضغط وزير الأمن القومي اليميني المتطرف إيتمار بن غفير للسماح لليهود بمواصلة زيارة الموقع حتى نهاية شهر رمضان، خاصة يوم الأربعاء، آخر أيام عيد الفصح اليهودي.

جاء في البيان الصادر عن مكتب نتنياهو يوم الثلاثاء أن قرار إغلاق الحرم القدسي أمام اليهود تمت التوصية به بالإجماع من قبل وزير الدفاع يوآف غالانت، ورئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هليفي، ورئيس جهاز الأمن العام “الشاباك” رونين بار، والمفوض العام للشرطة كوبي شبتاي بعد استشارة في وقت سابق من اليوم.

وقد غاب بشكل ملحوظ عن تلك المجموعة بن غفير، الذي انتقد القرار ووصفه بأنه “خطأ فادح لن يجلب السلام، بل يهدد بتصعيد الوضع الأمني أكثر”.

وادعى أن عدم وجود زوار يهود في الموقع المضطرب سيعني انخفاض أفراد الشرطة الإسرائيليين المتمركزين هناك، “الأمر الذي سيخلق أرضا خصبة لمظاهرات حاشدة للتحريض على قتل اليهود وحتى سيناريو يتم فيه إلقاء الحجارة على المصلين اليهود عند الحائط الغربي”.

وقال بن غفير: “عندما يضربنا الإرهاب، يجب أن نرد بقوة هائلة وليس أن نستسلم”.

وأكد غالانت، الذي قال نتنياهو يوم الإثنين إن سيظل في منصبه بعد أن أعلن عن إقالته في الشهر الماضي، أنه كان هناك اتفاق بالإجماع بين قادة الأمن بشأن قرار الثلاثاء، في بيان صدر عن مكتبه.

كما أصدر نتنياهو تعليمات للأجهزة الأمنية بنشر جميع القوات اللازمة لتأمين الحائط الغربي أسفل الحرم القدسي لمواصلة السماح بالعبادة اليهودية، بحسب مكتبه.

تم الإعلان عن قرار يوم الثلاثاء بعد أن أصدرت حركة “حماس” بيانا دعت فيه الفلسطينيين إلى التدفق على المسجد الأقصى بأعداد كبيرة خلال الأيام العشرة الأخيرة من رمضان وعدم مغادرة الموقع. كما حذرت الحركة إسرائيل من السماح بدخول اليهود، كما كان الحال في معظم شهر رمضان.

ولقد منعت غالبية من الحاخامات الأرثوذكس منذ فترة طويلة اليهود من دخول الموقع بسبب طبيعته المقدسة باعتباره موقع الهيكلين التوراتيين، لكن الآراء الدينية حول هذه المسألة قد تغيرت في السنوات الأخيرة، والتي شهدت دخول عدد قياسي ليهود من التيار القومي المتدين بمعظمهم إلى الموقع، الذي يحكمه الوضع الراهن الذي يسمح للمسلمين بموجبه بالصلاة في الحرم القدسي بينما يمكن لغير المسلمين زيارته فقط.

ومع ذلك، لم تغير جميع الشخصيات الدينية موقفها من الزيارات اليهودية، كما يتضح من إشادة الحاخام الأكبر الشرقي لإسرائيل يتسحاق يوسف بقرار الثلاثاء. وجاء في بيان صادر عن مكتب يوسف “إلى جانب الحظر الديني الصارم (على دخول اليهود إلى الحرم القدسي)، علينا أن نتحرك لمنع التحريضات والاستفزازات غير الضرورية. الحاخامية الكبرى حكمت لأجيال أنه وفقا للقانون اليهودي، فإن صعود اليهود إلى جبل الهيكل محظور تماما”.

أدى الارتفاع في عدد الزوار اليهود إلى تكثيف مزاعم قديمة للفلسطينيين وللدول العربية بأن إسرائيل تنتهك الوضع الراهن في الحرم القدسي – وهو اتهام تنفيه إسرائيل بشدة. ومع ذلك، إلى جانب ارتفاع عدد الزوار اليهود، كان هناك تحول هادئ في سياسة الشرطة بحيث بدات تسمح لليهود بالصلاة بصمت في الموقع ولقد تم توثيق ذلك على مر السنين.

وأثارت القضية إدانة أخرى يوم الأحد من الأردن، الذي قال إن إسرائيل ستكون مسؤولة عن أي تصعيد ناتج عن قرار السماح لليهود بزيارة الحرم القدسي. وبينما كانت الشرطة تستعد لاندلاع اشتباكات مع المصلين المسلمين في الأقصى في وقت سابق من ذلك اليوم، قررت عدم مداهمة المسجد بعد تلقي معلومات تفيد بأن الفلسطينيين في الداخل لا يخزنون الأسلحة، وفقا للسلطات الإسرائيلية.

وقالت إن هذا لم يكن الحال الأسبوع الماضي عندما تحصن مئات الفلسطينيين داخل المسجد مع عبوات الناسفة وحجارة وألعاب النارية لاستهداف أفراد الشرطة والمدنيين الإسرائيليين. وقالت الشرطة إنه لم يكن أمامها خيار سوى دخول المسجد ليل الثلاثاء الأربعاء، مما أدى بعد ذلك إلى اشتباكات عنيفة مع الفلسطينيين بداخله.

تمكنت الشرطة من السيطرة على المتحصنين، لكن العديد من الأشخاص في الداخل صوروا الشرطيين وهم يضربون الفلسطينيين بعنف ويعتقلونهم، وانتشرت تسجيلات الفيديو على وسائل التواصل الاجتماعي وأثارت ضجة كبيرة في جميع أنحاء العالم. ورد ناشطو حماس أيضا بإطلاق وابل من الصواريخ على إسرائيل من كل من لبنان وغزة، ردت عليها إسرائيل بشن ضربات جوية.

وبينما دافع عن قرار إرسال قوات إلى المسجد الأسبوع الماضي، بدا أن شبتاي أقر في وقت سابق من هذا الأسبوع بأنه ما كان ينبغي على الشرطيين استخدام مثل هذه القوة، وأقر مسؤول كبير آخر بأن اللقطات تسببت في “أضرار فادحة” للدولة.

قُبض على ما يقرب من 350 فلسطينيا في اشتباك الأقصى الأسبوع الماضي، مع إطلاق سراح الغالبية العظمى بعد ساعات. ومع ذلك، تم توجيه تهم يوم الثلاثاء إلى 17 منهم دخلوا إسرائيل بشكل غير قانوني من الضفة الغربية لمشاركتهم في الاشتباكات العنيفة، وورد أنه سيتم توجيه لائحة اتهام إلى 15 آخرين في الأيام المقبلة.

اقرأ المزيد عن