نتنياهو يلتقي بعائلات الرهائن وسط شائعات عن صفقة تبادل جديدة
أثار لقاء رئيس الوزراء بمجموعة مختارة من الأقارب غضب البعض؛ إسرائيل تسعى إلى صفقة "إنسانية" تشمل 30-40 رهينة من النساء، المرضى أو المسنين؛ مسؤول يقول إن الاتفاق بعيد المنال وسيكون مكلفا
التقى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو مساء الثلاثاء مع عدد من عائلات الإسرائيليين المحتجزين في غزة، في الوقت الذي تواصل فيه العائلات الضغط من أجل التوصل إلى اتفاق جديد لإطلاق سراح الرهائن وسط تقارير عن إحراز بعض التقدم في المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل وحماس حول اتفاق جديد.
واختلفت التقارير حول ما إذا كانت 15 أو 19 عائلة التقت برئيس الوزراء. تم اختيار العائلات المشاركة في الاجتماع بتل أبيب من قبل مبعوث نتنياهو للرهائن غال هيرش، مما أثار الجدل، حيث أعربت بعض العائلات عن غضبها من استبعادهم، وسط تكهنات بأن نتنياهو اختار استبعاد عائلات معينة.
وكان لقاء سابق بين عائلات الرهائن ونتنياهو، إلى جانب أعضاء آخرين في حكومة الحرب رفيعة المستوى، متوترا وشهد توجيه بعضهم الاتهامات لرئيس الوزراء. وشملت التسجيلات للقاء مطالبة بعض الحضور نتنياهو بالاستقالة.
وادعى مكتب نتنياهو يوم الثلاثاء أن اللقاء مع عدد محدود من العائلات مجدي أكثر، وأنه سيعقد عدة اجتماعات أصغر من هذا القبيل.
وقال نتنياهو خلال اجتماع يوم الثلاثاء في مقر الجيش الإسرائيلي إنه “ملتزم شخصيا بالإفراج عن جميع الرهائن”.
وقال إن “استعادتهم هو الهدف الأول. لقد أرسلت للتو رئيس الموساد إلى أوروبا مرتين لدفع عملية إطلاق سراح المختطفين. ولن أدخر أي جهد في هذا الشأن”.
وانتقد داني إلغارات، الذي تحتجز حماس شقيقه يتسحاق، قرار ضم عدد قليل فقط من العائلات للاجتماع.
وقال إلغارات للقناة 12 “إنه يتحدث إلى 15 عائلة في الغرفة، مع 115 عائلة تحتج في الخارج… إلى من يستمع؟ لم يكن هناك نقاش معنا حول من سيذهب ومن لن يذهب. لقد نشروا ببشاطة قائمة بالأسماء”.
واتهم إلغارات نتنياهو بـ”تقليد أساليب [زعيم حماس في غزة] يحيى السنوار: إنه يجتمع بنا على دفعات. اليوم هناك دفعة ومن يعلم متى ستكون الدفعة التالية. الجميع ينتظرون معرفة ما إذا كانوا في الدفعة التالية أم لا”.
“إنه يريد فقط التقاط صور [تُظهر] عقد اجتماع جيد لأن الاجتماع الأخير كان عاصفا”، قال إلغارات.
وكانت هناك ضغوط شديدة لعقد اجتماع في الأيام الأخيرة، خاصة في أعقاب مقتل ثلاثة رهائن تمكنوا من الفرار من الأسر برصاص الجيش الإسرائيلي يوم الجمعة.
ورغم تأكيد القادة الإسرائيليون على أن الضغط العسكري القوي على حماس وحده سيجلبها إلى طاولة المفاوضات، إلا أن الأسر أعربت عن شكوك متزايدة في هذا النهج، مع تزايد الدعوات لإسرائيل لوقف القتال والتفاوض على إطلاق سراح أكثر من 100 رهينة يعتقد أنهم ما زالوا محتجزين لدى حماس وفصائل أخرى في القطاع.
وقد أثار قتل الرهائن العرضي، إلى جانب ارتفاع عدد الرهائن الذين تأكد مقتلهم في الأسر، قلقا شديدا بين العائلات في إسرائيل، حيث يخشى بعض الأقارب أن يكون أحبائهم هم التاليين.
وقالت نوعام بيري، ابنة الرهينة حاييم بيري، في تجمع حاشد في تل أبيب يوم السبت نظمه منتدى عائلات الرهائن والمفقودين، “نحن نستقبل الجثث فقط. نريد أن توقفوا القتال وتبدأوا المفاوضات”.
وزعم نتنياهو يوم الثلاثاء مرة أخرى أن التقدم في الهجوم العسكري هو المفتاح لتحقيق صفقة تبادل أسرى جديدة، وقال إن الجهود تبذل على جبهات متعددة.
تقارير عن إحراز تقدم
كان قادة حماس قد أعلنوا إنهم لن يطلقوا سراح رهائن إلا مقابل وقف دائم لإطلاق النار، لكن أشارت التقارير في الأيام الأخيرة إلى أن المحادثات حول هدنة أخرى لإطلاق سراح المزيد من الرهائن تحرز تقدما.
وصرح مصدر مقرب من حماس لوكالة فرانس برس ان زعيم حماس اسماعيل هنية سيزور مصر الاربعاء لاجراء محادثات حول وقف اطلاق النار واتفاق حول الرهائن.
وقال المصدر إن هنية المقيم في قطر سيتوجه برفقة “وفد قيادي” من الحركة إلى مصر حيث يعقد عدداً من اللقاءات أبرزها مع مدير المخابرات المصرية عباس كامل للبحث في “وقف العدوان والحرب تمهيدا لصفقة تبادل بين الأسرى وإنهاء الحصار على قطاع غزة”.
وكانت الحركة، التي تسيطر على قطاع غزة، أرسلت آلاف المسلحين إلى إسرائيل في 7 أكتوبر، حيث قتلوا حوالي 1200 شخص واحتجزوا حوالي 240 رهينة، معظمهم من المدنيين.
ويعتقد أن 128 رهينة ما زالوا في غزة – وليسوا جميعهم على قيد الحياة – بعد إطلاق سراح 105 مدنيين من أسر حماس خلال هدنة استمرت أسبوعا في أواخر نوفمبر. وتم إطلاق سراح أربعة رهائن قبل ذلك، وأنقذت القوات رهينة واحدة. كما تم استعادة رفات ثمانية رهائن، بالإضافة إلى جثث الرهائن الثلاثة الذين قتلهم الجيش عن طريق الخطأ. وأكد الجيش الإسرائيلي مقتل 21 من الرهائن الذين ما زالوا محتجزين لدى حماس، مشيرا إلى معلومات استخباراتية جديدة ومعلومات كشفتها القوات العاملة في غزة.
ويوم الثلاثاء، أصدرت جميع شبكات التلفزيون العبرية الثلاث الكبرى تقارير عن نهج إسرائيل في المفاوضات، بعد ما بدا أنه تسريب منسق من قبل مسؤولين حكوميين.
وبحسب الشبكات، فإن إسرائيل تريد صفقة “إنسانية” تشمل النساء والمسنين. كما تريد إطلاق سراح الأشخاص من جميع الأعمار المصابين بأمراض جسدية أو عقلية في هذه المجموعة، التي تعتقد أنها يمكن أن تصل إلى 30-40 رهينة.
وذكر تقرير لموقع “أكسيوس” في وقت متأخر من يوم الثلاثاء أن إسرائيل ستكون مستعدة للموافقة على هدنة تستمر لمدة أسبوع ضمن صفقة لإطلاق سراح أربعين رهينة.
وذكرت التقارير أن إسرائيل مستعدة للتفاوض بشأن عدد الأيام التي ستوافق فيها على وقف إطلاق النار، وكذلك عدد وهوية الأسرى الفلسطينيين الذين ستطلق سراحهم مقابل إطلاق سراح الرهائن. كما أنها مستعدة لتوسيع المناطق الإنسانية وكذلك حجم المساعدات التي ستسمح بدخولها إلى غزة.
وقالت القناة 12 إن الصفقة ستشمل أيضا تنازلات معينة على الجبهة العسكرية، مضيفة أن الرقابة العسكرية منعتها من تقديم المزيد من التفاصيل.
“إسرائيل مستعدة لفعل الكثير لإعادة الرهائن. الصفقة، إذا تمت، ستكون صعبة وثمنها باهظ. لا يزال الطريق طويلاً وليس من المؤكد أنها ستنجح. على أية حال، الكرة الآن في ملعب الوسطاء”، قال مسؤول إسرائيلي رفيع بحسب التقرير.
وشهدت ليلة الاثنين قيام حماس بنشر شريط فيديو جديد يظهر ثلاثة رهائن إسرائيليين. ويعرف أحد الرجال الذين يتحدثون في الفيديو عن نفسه بأنه حاييم بيري البالغ من العمر 79 عاما، والذي اختطفته حماس من منزله في كيبوتس “نير عوز”. الرهينتان الأخريان هما عميرام كوبر (84 عاما) ويورام ميتسغر (80 عاما)، أيضا من سكان “نير عوز”.
بيري وحده يتحدث في الفيديو ولا توجد معلومات تشير إلى متى تم تصويره، رغم أن مظهر الرجال يشير إلى تصويره بعد فترة من الأسر.
وسرعان ما وصف المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانييل هغاري الفيديو الأخير بأنه “إرهاب فظيع”.
وقال هغاري في مؤتمر صحفي إن “ذلك يظهر قسوة حماس ضد المدنيين المسنين والأبرياء الذين يحتاجون إلى رعاية طبية. يجب على العالم أن يعمل على السماح بالمساعدات الطبية والتحقق من حالتهم”.
كما نشرت حركة الجهاد الإسلامي مقطع فيديو يظهر رهينتين أخريين مساء الأربعاء، وهما غادي موزيس (79 عاما)، وإلعاد كاتسير (47 عاما)، وكلاهما من كيبوتس “نير عوز”.