نتنياهو يقيل وزير الدفاع يوآف غالانت بعد دعوته إلى تجميد مشروع تعديل النظام القضائي
بعد إعلان الإقالة، توجه آلاف المتظاهرين إلى الشوارع في تل أبيب وحيفا والقدس وبئر السبع مرددين شعارات "بيبي ارحل!"
أ ف ب – أقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الأحد وزير الدفاع بعدما طالب مساء السبت بتجميد لمدة شهر لآلية تعديل النظام القضائي الذي تسعى إليه الحكومة.
بعد إعلان الإقالة، توجه آلاف المتظاهرين، حسب الشرطة، إلى شارع كابلان وسط مدينة تل أبيب، مركز الاحتجاجات التي تحدث كل أسبوع منذ أن قدمت الحكومة في شهر يناير مشروع قانون الإصلاح الذي يُقسم البلاد.
وعبرت الولايات المتحدة يوم الأحد عن “قلقها الشديد” حيال الوضع في إسرائيل، داعية إلى إيجاد “تسوية”.
وقالت المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض أدريان واتسون في بيان: “نشعر بقلق عميق إزاء أحداث اليوم في إسرائيل والتي تؤكد مجددا الحاجة الملحة للتوصل إلى تسوية… القيم الديمقراطية كانت دائما، ويجب أن تظل، سمة للعلاقات بين الولايات المتحدة وإسرائيل”.
وأضافت: “المجتمعات الديمقراطية تتعزز من خلال ضوابط وتوازنات”، مشددة على أن “التغييرات الأساسية لنظام ديمقراطي يجب أن تتم على أساس أوسع قاعدة ممكنة من الدعم الشعبي”.
يرى معارضو المشروع الذي يهدف إلى تعزيز سلطة المسؤولين المنتخبين على حساب القضاء، أنه يهدد الديمقراطية في الدولة العبرية، ويُثير انتقادات من خارج إسرائيل، ولا سيما من الولايات المتحدة.
The moment protesters break through barricades in front of Prime Minister's residence. One newscaster calls this by its name, a popular uprising. Tomorrow a nationwide strike is on horizon, joined by universities. The military is more fragile than ever. pic.twitter.com/GegHPKo6UK
— Louis Fishman لوي فيشمان לואי פישמן (@Istanbultelaviv) March 26, 2023
في المقابل، يعتبر نتنياهو وحلفاؤه من اليمين المتطرف والمتشددين أن المشروع ضروري لإعادة توازن القوى بين المسؤولين المنتخبين والمحكمة العليا التي يقولون إنها مسيسة.
وقال مكتب رئيس الوزراء في بيان مقتضب إن “نتنياهو قرر إقالة وزير الدفاع يوآف غالانت من منصبه”.
وفي خطاب مساء السبت، قال غالانت المنتمي إلى حزب “الليكود” اليميني الذي يتزعمه نتنياهو، أنه يخشى أن يؤدي استمرار الانقسام في صفوف الشعب حول هذا الملف إلى “تهديد حقيقي لأمن إسرائيل”.
ويوم الأحد رد على قرار إقالته بتغريدة جاء فيها “أمن إسرائيل لطالما كان وسيبقى مهمتي في الحياة”.
بعد ساعات من إعلان الإقالة، استقال القنصل العام الإسرائيلي في نيويورك. وقال أساف زمير الذي يشغل المنصب منذ 18 شهرا، في تغريدة عبر تويتر، إن “الوضع السياسي في إسرائيل بلغ نقطة حرجة وأشعر بإحساس عميق بالمسؤولية وبالتزام أخلاقي بالدفاع عن الصواب والكفاح من أجل القيم الديمقراطية التي أعتز بها”.
ووصف قرار إقالة الوزير بأنه “خطير” وقد أقنعه بأنه “لم يعد قادرا على الاستمرار في تمثيل هذه الحكومة”.
وقالت الشرطة في بيان إن محتجين أشعلوا إطارات ليل الأحد في تل أبيب.
????"Have no fear at all…"????
Right now in Tel Aviv… pic.twitter.com/hesJhyq4p2— Jeremy Sharon (@jeremysharon) March 26, 2023
من جهتها، أفادت صحافية في وكالة فرانس برس بأن متظاهرين أحرقوا أريكة، وأشعلوا حطبا في أماكن أخرى.
وأشارت إلى أن حشدا كبيرا نزل إلى شوارع تل أبيب، لافتة إلى أن المتظاهرين أغلقوا طريق أيالون السريع.
وحمل المتظاهرون الأعلام، مرددين شعارات بينها “بيبي ارحل!”، مستخدمين لقب نتنياهو.
كما سُجلت تجمعات عفوية أخرى أمام مقر إقامة رئيس الوزراء في القدس وفي مدن أخرى مثل حيفا وبئر السبع، حسب وسائل إعلام محلية.
كان غالانت قد دعا يوم السبت إلى “وقف الآلية التشريعية” لمدة شهر، عشية أسبوع مفصلي من المقرر أن تُستكمل فيه التدابير التشريعية، وسط دعوات جديدة إلى التظاهر.
وقال غالانت السبت: “أنا ملتزم بقيم الليكود… لكن التغييرات الرئيسية على المستوى الوطني يجب أن تتم عبر التشاور والحوار”.
بالتزامن مع دعوته إلى تجميد الآلية التشريعية، دعا غالانت إلى وقف التظاهرات، في حين كان نحو مئتي ألف متظاهر محتشدين السبت في تل أبيب ضد تعديل النظام القضائي، وفق تقديرات وسائل إعلام إسرائيلية.
وتتواصل التظاهرات كل أسبوع منذ أن طرحت حكومة نتنياهو، الأكثر يمينية في تاريخ إسرائيل، في يناير مشروع إصلاح النظام القضائي الذي يثير انقساما في البلاد. ويدعو منظّمو الحركة الاحتجاجية إلى “شل” البلاد.
“مخاوف”
علق زعيم المعارضة الوسطي يائير لبيد على القرار في تغريدة جاء فيها “يمكن لنتنياهو طرد غالانت، لكن لا يمكنه طرد الحقيقة ولا يمكنه طرد شعب إسرائيل المعارض لجنون الائتلاف” الحاكم.
وتابع: “رئيس وزراء إسرائيل هو (في ذاته) تهديد لأمن إسرائيل”.
من جهة أخرى، أعرب نائبان عن حزب “الليكود” على تويتر السبت تأييدهما غالانت، ما يطرح تساؤلات حول ما إذا كانت الحكومة قادرة على ضمان الغالبية للمشروع في حال المضي قدما في التصويت عليه في البرلمان.
ويعرب حلفاء أساسيون لإسرائيل بما في ذلك واشنطن عن هواجس تجاه مشاريع ترمي إلى تعزيز سلطة السياسيين وتقويض دور المحكمة العليا.
השוטרים מנסים לפנות את המפגינים מאיילון באמצעות פרשים ומכת"זיות, במקום עימותים בין הצדדים@lielkyzer pic.twitter.com/G6WTDrzhjW
— כאן חדשות (@kann_news) March 27, 2023
وكان الرئيس الأميركي جو بايدن قد أعرب عن “مخاوف” إزاء مشروع تعديل النظام القضائي في إسرائيل، وفق ما أعلنت المتحدثة باسمه كارين جان-بيار.
في لندن حيث التقى يوم الجمعة نظيره الإسرائيلي، أكد رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك “أهمية احترام القيم الديمقراطية التي تقوم عليها العلاقة (بين البلدين) بما يشمل مشروع الإصلاح القضائي في إسرائيل”، وفق متحدث باسمه.
“ازدراء”
من المقرر أن يُصوت المشرعون الإسرائيليون على بنود أساسية في مشروع تعديل النظام القضائي الأسبوع المقبل، لا سيما آلية تعيين القضاة.
يوم الخميس، أعلن نتنياهو الذي كان حتى حينه منكفئا عن الملف، أنه “دخل الساحة”، مبديا تصميمه على المضي قدما في التعديل، ومؤكدا في المقابل أنه سيبذل كل الجهود من أجل “وضع حد للانقسام في صفوف الشعب”.
ويوم الجمعة ايضا حذر القضاء نتنياهو من أن تدخله في مشروع تعديل النظام القضائي “غير قانوني” في ظل استمرار محاكمته بتهمة الفساد.
وأمهلت المحكمة العليا في إسرائيل يوم الأحد نتنياهو أسبوعا للرد على التماس قدّمته منظمة غير حكومية تطالب بإدانته بـ”ازدراء المحكمة”.
وبحسب الالتماس الذي قدمته “الحركة من أجل جودة الحكم في إسرائيل” واطلعت عليه وكالة فرانس برس، انتهك نتنياهو الذي سبق أن وُجه إليه الاتهام في عدد من قضايا الفساد، اتفاقا أبرم مع القضاء ينص على أن رئيس حكومة متهما لا يمكنه اتخاذ تدابير في مجال يمكن أن يجعله في وضعية تضارب للمصالح، وذلك وفقا لقرار صادر عن المحكمة العليا عام 2020.