إسرائيل في حالة حرب - اليوم 566

بحث

نتنياهو يقول إن قطر ليست دولة عدوة، وينفي اطلاع مساعده على معلومات سرية

يوناتان أوريخ وإيلي فيلدشتاين يدليان بشهادتين متناقضتين، مما دفع الشرطة إلى إجراء تحقيق مشترك؛ إطلاق سراح محرر "جيروزاليم بوست" ووضعه قيد الإقامة الجبرية، واستجواب رجل أعمال

رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في بيان مصور في 2 أبريل 2025. (Screen capture)
رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في بيان مصور في 2 أبريل 2025. (Screen capture)

اتهم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يوم الأربعاء المعارضة بالنفاق بسبب تنديدها بعمل مساعديه المزعوم في مجال العلاقات العامة لصالح قطر، التي تُدان على نطاق واسع في إسرائيل بسبب دعمها لحركة حماس.

ومع مواصلة الشرطة استجواب مساعدي رئيس الوزراء في ما يُعرف بتحقيق “قطر غيت”، شدد نتنياهو على أن الدولة الخليجية لا تُعتبر دولة عدوة.

وقال نتنياهو: “قطر دولة معقدة وليست دولة بسيطة”، وذلك بعد يوم من نشر مقطع فيديو سابق اتهم فيه الشرطة باحتجاز مساعديه “رهائن”.

وتابع رئيس الوزراء: “إنها ليست دولة عدوة، والكثيرون يمدحونها”.

وقال نتنياهو، مشيرا إلى مساعده والمشتبه به الرئيسي في القضية: “يوناتان (أوريخ) موظف مخلص. هو مستشاري السياسي في الليكود. ليس لديه إمكانية الوصول إلى أي مادة استخباراتية سرية، لكنهم يقولون إنه مدح قطر”.

وسأل نتنياهو: “هل تعرفون من الذي مدح قطر فعليًا؟”

يوناتان أوريخ خارج مكتب رئيس الوزراء في القدس، 16 أبريل 2019. (Yonatan Sindel/Flash90)

وأشار إلى زعيم المعارضة يائير لبيد، الذي مدح الدوحة على دورها في محادثات الرهائن بعد لقائه بـ”مسؤول قطري كبير” في باريس في يناير.

وقال نتنياهو إن رئيس حزب “الوحدة الوطنية” بيني غانتس مدح قطر عدة مرات أيضًا، مضيفًا أنه سافر إلى قطر في محاولة لبيع برمجية تجسس من شركة “فِفث ديمينشن”.

وأضاف أن رئيس الشاباك رونين بار، الذي يعمل نتنياهو على إقالته، زار قطر عدة مرات كجزء من مفاوضات الرهائن، ومدحها. وادّعى نتنياهو أيضًا أن بار كان ضيفًا لقطر خلال كأس العالم 2022، وهو ما نفاه الشاباك.

وفي بيان له، أوضح جهاز الأمن العام أن وجود بار في الملعب الذي أُقيمت فيه المباريات كان جزءًا من استعدادات أمنية مهنية بحتة لضمان سلامة الإسرائيليين الحاضرين مباريات كأس العالم، وأن رحلته تمت الموافقة عليها مسبقًا.

وقال البيان: “لم يكن ذلك حضورًا لمباراة، بل جولة وسلسلة لقاءات عمل، عُقد بعضها في الملعب خلال مباريات كأس العالم”.

وأضاف الشاباك أنه قبيل الحدث، تم إنشاء مركز قيادة دولي من قِبل أجهزة الأمن الإسرائيلية، ما تطلّب من رؤساء الموساد والشاباك وشعبة الاستخبارات العسكرية القيام برحلة عمل لمتابعة عمليات أجهزتهم وحماية الإسرائيليين في الملعب.

وأشار البيان إلى أن بعض اللقاءات المهنية مع خبراء ومسؤولين ذوي صلة عُقدت “بناءً على طلب المضيفين” داخل الاستاد الذي أُقيمت فيه المباريات.

رونين بار، رئيس جهاز الشاباك، يشارك في مراسم في 5 مايو 2024. (Chaim Goldberg/Flash90)

وفي بيانه المصوّر، ادّعى نتنياهو أيضًا أن التحقيق مع أوريخ يهدف إلى إجباره على تقديم شهادة تضر برئيس الوزراء.

وقال: “أنتم تعلمون لماذا يفعلون ذلك. أولًا، لمنع إقالة رئيس الشاباك رونين بار، الذي قررت الحكومة بالإجماع إقالته”.

“وكالعادة، لإسقاط حكومة يمينية”، أضاف.

وقال: “نحن نراكم. أنتم لا تخدعون أحدًا”.

مجموعة دردشة خاصة

في غضون ذلك، أفادت قناة 12 أن مساعدَين آخرين لنتنياهو كانا ضمن مجموعة دردشة خاصة على تطبيق واتساب مع خبير علاقات عامة أمريكي عمل لصالح الحكومة القطرية، حيث تمت مناقشة أعمال تهدف إلى تحسين صورة الدولة الخليجية.

وفقًا للقناة، تضمنت مجموعة الدردشة خبير العلاقات العامة جاي فوتليك، إلى جانب الناطق باسم نتنياهو إيلي فيلدشتاين، ومستشار الحملة يسرائيل أينهورن، والذي لديه شركة علاقات عامة مع أوريخ.

ويبدو أن وجود هذه المجموعة يتناقض مع ادعاء فيلدشتاين بأن صلته الوحيدة بالوكلاء الأجانب العاملين لصالح قطر كانت عبر عمله في مكتب رئيس الوزراء.

كما تثير هذه المعلومة تساؤلات بشأن الادعاءات أن فوتليك لم يكن يعلم بأن فيلدشتاين وأوريخ وأينهورن يعملون في مكتب رئيس الوزراء، عندما تم اختيار الثلاثة — من بين جميع وكلاء العلاقات العامة المحتملين — لهذه المهمة لتعزيز صورة قطر.

وأفادت تقارير في نوفمبر الماضي أن أوريخ وأينهورن قدما خدمات علاقات عامة لقطر قبل مباريات كأس العالم عام 2022 في إطار شركة العلاقات العامة التابعة للأخير، “بيرسيبشن”، وهو ما يتوافق مع تاريخ بدء الإطار الزمني للتحقيق.

متظاهرون يسخرون من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الذي تم استجوابه في ذلك اليوم في التحقيق في علاقات مساعديه مع قطر، ويشيرون إلى سياسته في تسهيل المدفوعات القطرية إلى غزة التي تديرها حماس لسنوات؛ القدس، 31 مارس 2025. (Yonatan Sindel/Flash90)

وقد سعت الشرطة لاستجواب آينهورن، الذي يقيم الآن في صربيا كمستشار لرئيس البلاد ألكسندر فوتشيتش، لكنها واجهت صعوبات بسبب إقامته في الخارج.

استجواب رجل أعمال وصحفي تحت التحذير

استجوبت الشرطة يوم الأربعاء كلاً من فيلدشتاين وأوريخ — المشتبه بهما الرئيسيين في القضية في الوقت الحالي — إلى جانب رجل الأعمال غيل بيرغر ومحرر صحيفة “جيروزاليم بوست” تسفيكا كلاين.

وأفادت قناة 12 أن أوريخ وفيلدشتاين خضعا أولًا لتحقيقات منفصلة، ثم تم استجوابهما معًا بعد أن لاحظت الشرطة تناقضًا في شهاداتهما.

وظل الاثنان في الحجز طوال الليل، ومن المتوقع أن تطلب الشرطة تمديد توقيفهما خلال جلسة استماع في محكمة الصلح في ريشون لتسيون صباح الخميس.

كما تم استجواب رجل الأعمال غيل بيرغر تحت التحذير يوم الأربعاء، بعد أن تم بث تسجيلات له الشهر الماضي يشرح فيها كيف نقل أموالًا من فوتليك إلى فيلدشتاين.

وفي التسجيلات، قال بيرغر إنه فوتليك تواصل معه لتسهيل التحويلات، لأسباب ضريبية. وبعد بث التسجيلات، أصر فيلدشتاين على أن الأموال كانت مقابل عمله في مكتب رئيس الوزراء.

غيل بيرغر (via Facebook)

وقالت قناة 12 يوم الأربعاء أنه لم يتضح مدى كثافة الاتصال بين فوتليك ومساعدي نتنياهو.

وأوردت قناة “كان” العامة أن الشرطة كانت على اتصال مع فوتليك يوم الأربعاء بخصوص استجوابه في الولايات المتحدة في إطار تحقيق “قطر غيت”.

وأضافت “كان” أن فوتليك وافق على الاستجواب، والذي من المتوقع أن يتم قريبًا.

إطلاق سراح محرر “جيروزاليم بوست” إلى الإقامة الجبرية لمدة 5 أيام

تم إطلاق سراح كلاين، رئيس تحرير “جيروزاليم بوست”، إلى إقامة جبرية منزلية لمدة خمسة أيام بعد استجوابه. ويُشتبه في وجود علاقات غير قانونية بينه وبين وكيل أجنبي.

وفقًا لقناة 12، قال كلاين للمحققين إن علاقاته بالمسؤولين القطريين نشأت من خلال عمله في “جيروزاليم بوست”. وقد استضافت الصحيفة مؤتمرًا دُعي إليه دبلوماسي قطري. وقد سافر كلاين لاحقًا إلى قطر لإجراء مقابلات مع مسؤولين قطريين كجزء من عمله الصحفي، حسبما قال للمحققين.

تسفيكا كلاين، رئيس تحرير صحيفة “جيروزاليم بوست” (via X)

وطالب عضو الكنيست عن الليكود عميت هليفي بعقد جلسة برلمانية “عاجلة” لمناقشة “اعتقال رئيس تحرير صحيفة كبيرة في إسرائيل”، في إشارة إلى كلاين.

وفي رسالة إلى رئيس لجنة الدستور والقانون والعدل في الكنيست سيمحا روتمان (الصهيونية الدينية)، قال هليفي إن الاعتقال “ليس أمرا صغيرًا”، وقال إنه من الضروري أن تتحقق أجهزة إنفاذ القانون “بدقة من أن الاعتقال ناتج عن مخالفات جنائية لا تشملها حرية الصحافة”.

وأضاف هليفي، معترفًا بعدم إلمامه بجميع تفاصيل القضية، أنه يبدو أن هاتف كلاين “صودر دون أمر قضائي”، وهو أمر خطير اشتكى هليفي من أنه لم يثر الغضب في أوساط الإعلام الإسرائيلي.

وأكد هليفي على أنه من واجب المشرعين “مراقبة وضمان عمل أجهزة الإنفاذ ضمن القانون” عند التحقيق مع الصحفيين.

ونشر وزير المالية بتسلئيل سموتريتش بيانًا على منصة “إكس” أدان فيه اعتقال كلاين، واصفًا إياه بأنه “زلزال في ديمقراطية”.

وقال مصدر في الشرطة لصحيفة “هآرتس” إن أجهزة إنفاذ القانون حصلت على التصريح اللازم من مكتب المدعي العام لاستجواب كلاين، كما هو مطلوب عند التحقيق مع الصحفيين.

كما قالت شيريت أفيتان كوهين من صحيفة “يسرائيل هايوم” يوم الأربعاء إنها تلقت استدعاءً من وحدة “لاهاف 433” للجرائم الخطيرة لاستجوابها يوم الخميس.

وكتبت على “إكس”: “هل لا تزال هناك حصانة صحفية في إسرائيل عام 2025؟ سنعرف قريبًا”.

نقابة المحامين تضغط على محامي رئيس الوزراء ومساعديه بشأن تضارب المصالح

أرسلت لجنة الأخلاقيات في نقابة المحامين الإسرائيلية يوم الأربعاء رسالة إلى المحامي البارز عميت حداد، تطالبه بتبرير قراره بتمثيل نتنياهو وأوريخ وأينهورن في الوقت نفسه.

وطلبت اللجنة من حداد توضيح عدم وجود تضارب مصالح في تمثيل الأشخاص الثلاثة، بالنظر إلى أنهم جميعًا متورطون في تحقيق “قطر غيت”.

من اليسار: مستشار رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يوناتان أوريخ (Avshalom Sassoni)؛ محامي نتنياهو عميت حداد (Chaim Goldberg/Flash90)؛ المساعد السابق لنتنياهو يسرائيل أينهورن (KAN screenshot)

أوريخ وحده من بين الثلاثة يُعتبر مشتبهًا به حاليًا.

وتحظر اللوائح الداخلية لنقابة المحامين على المحامي تمثيل موكّل “إذا كان هناك احتمال ألا يستطيع أداء واجبه المهني له” أو بسبب “التزام أو واجب ولاء تجاه آخر”.

كما تمنع اللوائح المحامي من تمثيل “أطراف ذات مصالح متضاربة في نفس القضية”.

خلال محاكمة نتنياهو في قضية فساد منفصلة صباح الإثنين، غادر حداد قاعة المحكمة في تل أبيب لمساعدة أوريخ بعد اعتقاله في قضية “قطر غيت”.

وطلب من المحكمة إلغاء شهادة نتنياهو التي كانت مقررة ليوم الثلاثاء، ليتمكن من تمثيل أوريخ — وهو طلب وافقت عليه المحكمة.

اقرأ المزيد عن