نتنياهو يقول إن الهجوم في رفح هو المفتاح للنصر، وحماس تهدد بنسف المحادثات بشأن الرهائن
رئيس الوزراء يقول إن المطلب لوقف الهجوم يشبه بمطالبة إسرائيل أن "تخسر الحرب وإبقاء حماس هناك"؛ دبلوماسيون أمريكيون وأوروبيون كبار يعربون عن قلقهم بشأن العملية الوشيكة
انتقد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يوم الأحد الدعوات لإسرائيل بتجنب تنفيذ هجوم عسكري داخل رفح، في الوقت الذي بدا فيه أن الجيش في صدد تحويل انتباهه إلى المدينة في أقصى جنوب قطاع غزة، وهي هدف حاسم في الحرب حيث أنها تُعتبر ملاذا آمنا للتهريب للفصائل الفلسطينية.
على الرغم من القلق الدولي بشأن كارثة محتملة في المدينة المكتظة بأكثر من مليون نازح فلسطيني، قال رئيس الوزراء نتنياهو لبرنامح “هذا الأسبوع مع جورج ستيفانابوليس” على شبكة “ABC نيوز”، إن الهجوم هو المفتاح لسحق حماس، المنظمة التي تحكم القطاع منذ أكثر من 16 عاما.
وأضاف: “أولئك الذين يقولون أنه لا ينبغي لنا أن ندخل رفح يقولون لنا في الأساس اخسروا الحرب وابقوا حماس هناك”.
اندلعت الحرب عندما اقتحم مسلحون بقيادة حماس جنوب إسرائيل في 7 أكتوبر وقتلوا أكثر من 1200 شخص، واحتجزوا 253 آخرين كرهائن من كافة الأعمار.
وأصبحت رفح موطنا للعديد من النازحين الفلسطينيين في القطاع الذين تم دفعهم جنوبا بسبب الحرب المستمرة منذ أشهر.
وأكد نتنياهو أن إسرائيل ستوفر “ممرا آمنا للسكان المدنيين” قبل الهجوم المتوقع، ورفض المخاوف بشأن وقوع “كارثة”.
وأضاف: “نحن نعمل على وضع خطة مفصلة للقيام بذلك”، مضيفا “لسنا غير مكترثين بشأن هذا الأمر”.
وتابع نتنياهو قائلا إن “النصر في متناول اليد. سنصل إلى ما تبقى من كتائب حماس الإرهابية وإلى رفح، وهي المعقل الأخير، ولكننا سنفعل ذلك”.
ومع ذلك، فإن توسيع الهجوم إلى رفح قد يضر بفرص المحادثات الجارية للتوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح الرهائن مقابل وقف مؤقت لإطلاق النار.
#Watch: Netanyahu's statement to ABC regarding the Rafah operation:
“Victory is within reach, we will
do it while providing safe passage…” pic.twitter.com/ZBj3T5yzKt— Open Source Intel (@Osint613) February 11, 2024
نقلت قناة “الأقصى” التابعة لحركة حماس عن قيادي كبير في الحركة قوله يوم الأحد إن أي هجوم بري إسرائيلي على رفح على حدود غزة سوف “ينسف” مفاوضات تبادل الرهائن.
ويُعتقد أن 132 من الرهائن الذين اختطفتهم حماس في 7 أكتوبر لا يزالون في غزة – وليسوا جميعهم على قيد الحياة – بعد إطلاق سراح 105 مدنيين من أسر حماس خلال هدنة استمرت أسبوعا في أواخر نوفمبر. وتم إطلاق سراح أربع رهائن قبل ذلك، وأعادت القوات واحدة منهم. كما تم انتشال جثث ثماني رهائن وقتل الجيش ثلاث رهائن عن طريق الخطأ. وتم إدراج شخص آخر في عداد المفقودين منذ 7 أكتوبر، ولا يزال مصيره مجهولا.
كما تحتجز حماس رفات الجنديين الإسرائيليين أورون شارون وهدار غولدين منذ عام 2014، وكذلك تحتجز مواطنيّن إسرائيلييّن، هما أفيرا منغيستو وهشام السيد، اللذين يُعتقد أنهما على قيد الحياة بعد دخولهما قطاع غزة بمحض إرادتهما في 2014 و 2015.
وقال مسؤول كبير في إدارة بايدن لشبكة “NBC نيوز” يوم الأحد إن “هناك انقسام متزايد بين الولايات المتحدة وإسرائيل”، خاصة بشأن العملية المحتملة في رفح.
وقال البيت الأبيض ووزارة الخارجية الأمريكية في الأسبوع الماضي إنهما لن يدعما عملية للجيش الإسرائيلي في المدينة قبل إجراء تخطيط واسع النطاق لحماية المدنيين.
كما أعرب دبلوماسيون أوروبيون رفيعو المستوى يوم السبت عن قلقهم إزاء وقوع كارثة إنسانية محتملة في رفح إذا تم المضي قدما في الهجوم. وبحسب ما ورد يعتقد نتنياهو أنه في ظل الضغوط الدولية، لم يتبق أمام إسرائيل سوى شهر واحد لإكمال العملية، على وجه التحديد، قبل شهر رمضان، الذي من المتوقع أن تكون بدايته في 10 مارس والذي عادة ما يكون فترة تشهد توترات المتزايدة في المنطقة.
وقال وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيف بوريل يوم السبت إن الهجوم على رفح سيكون بمثابة “كارثة إنسانية لا توصف” وحذر من أنه قد يثير “توترات خطيرة مع مصر”.
وكتب على منصة “إكس”، “استئناف المفاوضات لتحرير الرهائن وتعليق الأعمال العدائية هما السبيل الوحيد لتجنب إراقة الدماء”.
وأعرب وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون عن “قلق عميق” إزاء احتمال قيام إسرائيل بعملية عسكرية في رفح.
في بيان على “اكس”، قال كاميرون إنه ينبغي أن يتوقف القتال على الفور حتى يكون بالإمكان ادخال المساعدات وتحرير الرهائن، يليه “التقدم نحو وقف دائم ومستدام لإطلاق النار”.
وقالت وزيرة الخارجية الهولندية هانكي بروينز سلوت في تغريدتين إن الوضع في المدينة “مقلق للغاية”.
وكتبت “من الصعب أن نرى كيف أن العمليات العسكرية واسعة النطاق في مثل هذه المنطقة المكتظة بالسكان لن تؤدي إلى سقوط العديد من الضحايا المدنيين وكارثة إنسانية أكبر”، وأضافت أن هناك حاجة إلى هدنة يتبعها وقف طويل لإطلاق النار، ودعت إلى إطلاق سراح الرهائن.
ومما يزيد من تعقيد العملية المخاوف المصرية، وسط قلق من أن يحاول الفلسطينيون الفارون من رفح العبور إلى سيناء. وذكرت صحيفة “وول ستريت جورنال” يوم الجمعة أن مسؤولين مصريين حذروا من إمكانية تعليق معاهدة السلام المستمرة منذ عقود بين مصر وإسرائيل في مثل هذه الحالة.
وبينما ينتظر الجيش الإسرائيلي الأوامر ببدء العمل على الأرض في رفح، استمرت قوات الفرقة 98 في الجيش الإسرائيلي قتال حماس في خان يونس جنوب غزة، في حين نفذت الفرقة 162 عمليات أصغر في وسط وشمال غزة.
في الوقت نفسه، نفذ سلاحا الجو والبحر الإسرائيليين غارات على أهداف مختلفة تابعة لحماس في جميع أنحاء القطاع، حسبما قال الجيش في بيان.
وفي تحديث بشأن العملية البرية، قال الجيش الإسرائيلي إن لواء “ناحل” رصد وقتل عنصرا من حماس كان يراقب القوات وأطلق صاروخا مضادا للدبابات عليهم في وسط غزة.
وبعد لحظات، تم إطلاق المزيد من الصواريخ باتجاه الجنود. وقال الجيش الإسرائيلي إن قوات ناحل رصدت مقاتلين يخرجان من المبنى الذي أطلقت منه صواريخ ووجهت طائرة لضربهما وقتلهما.
وأضاف أن لواء ناحل قام أيضا بتوجيه عدة غارات جوية أخرى على مواقع حماس في وسط غزة، بما في ذلك مستودع أسلحة.
وفي الوقت نفسه، في غرب خان يونس، قال الجيش إن لواء المظليين ووحدة كوماندوز “إيغوز” داهما عدة مواقع تابعة لحماس، مما أسفر عن مقتل عدد من المسلحين وضبط أسلحة.
في منطقة أخرى في خان يونس، ، قتل اللواء المدرع السابع عددا آخر من مسلحي حماس وعثر لواء المظليين الاحتياطي 646 على أسلحة.
في خان يونس أيضا، تم شن غارات جوية ضد ثلاثة مستودعات أسلحة وخلية تابعة لحماس التي أطلقت النار على القوات، بحسب الجيش الإسرائيلي.
كما قال الجيش إن لواء “غفعاتي” “عمق” الأضرار التي لحقت بكتيبة خان يونس التابعة لحماس، وعزز “سيطرته العملياتية” في المنطقة الواقعة جنوب غزة.
وقال الجيش أنه خلال الأسبوعين الماضيين، قتلت قوات غفعاتي حوالي 100 من مسلحي حماس في قتال من مسافات قريبة، وقصف بالدبابات، ونيران قناصة، ومن خلال استدعاء غارات جوية.
وتُظهر لقطات نشرها الجيش الإسرائيلي إحدى الغارات الجوية ضد ثلاثة من مسلحي حماس رصدتهم قوات غفعاتي وهم يحملون عبوة ناسفة كبيرة على دراجة نارية.
وقالت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة إن عدد القتلى الفلسطينيين في القطاع منذ بدء الحرب وصل إلى 28,176 شخصا، وأصيب 67,784 آخرين. لا يمكن التحقق من هذه الأعداد بشكل مستقل، ويُعتقد أنها تشمل مدنيين وأعضاء في حماس قُتلوا في غزة، بما في ذلك نتيجة خطأ في إطلاق الصواريخ من قبل الجماعات المسلحة. ويقول الجيش الإسرائيلي إنه قتل أكثر من 10 آلاف مقاتل في غزة، بالإضافة إلى حوالي 1000 مسلح داخل إسرائيل في 7 أكتوبر.