نتنياهو: المستشارة القضائية “تسيء استخدام” سلطتها بمعارضتها إقالة رئيس الشاباك
رئيس الوزراء ينفي أن الإقالة تهدف إلى إحباط التحقيق في صلات مساعديه بقطر؛ التصويت على عزل بار غير محسوم وقد يتم تأجيله لأسابيع بعد الخطط الأولية لإجرائه يوم الثلاثاء

اتهم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يوم الاثنين المستشارة القضائية غالي بهاراف-ميارا بإساءة استخدام سلطتها بعد أن أخبرته أنه لا يمكنه المضي قدما في إقالة رئيس الشاباك رونين بار ما لم يتم إثبات “أساس واقعي وقانوني” للقيام بذلك.
وليس من الواضح متى ستجري الحكومة تصويتًا على إقالة بار، حيث أراد نتنياهو تقديم موعد اجتماع مجلس الوزراء من الأربعاء إلى الثلاثاء، لكن وسائل الإعلام العبرية ذكرت أنه حتى وقت متأخر من ليلة الاثنين، لم يتلق الوزراء بعد توجيهات لعقد المجلس بشأن هذه المسألة.
وفي الوقت نفسه، ذكرت صحيفة “هآرتس” أن مكتبي رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو والمستشارة القضائية غالي بهاراف-ميارا يفحصان ما إذا كانت الحكومة بحاجة إلى موافقة لجنة تفحص المرشحين لبعض مناصب الخدمة المدنية الرئيسية في البلاد قبل إقالة بار، في خطوة قد تؤخر هذه الخطوة لأسابيع.
وينص قرار مجلس الوزراء الصادر في عام 2016 على أن اللجنة الاستشارية للتعيينات العليا يجب أن توافق على إقالة أي شخص سبق أن وافقت عليه. ومع ذلك، فإن قانون إنشاء جهاز الشاباك – الذي سبق ذلك القرار – يمنح الحكومة صلاحية إنهاء ولاية رئيس الجهاز قبل انتهاء مدتها. وقد ورد إن مكتبي نتنياهو وباهاراف-ميارا يبحثان في أيهما له الأسبقية.
ونقلت صحيفة “هآرتس” عن مصادر قانونية لم تسمها أنه من غير الواضح ما إذا كانت الحكومة ستتمكن من دفع قرار الإقالة إذا صوتت اللجنة ضده، مضيفة أن مثل هذا التصويت سيعزز فرص إلغاء محكمة العدل العليا للقرار.
في رسالة إلى بهاراف-ميارا نشرها نتنياهو على موقع “إكس” مساء الاثنين، أكد رئيس الوزراء أن إقالة رئيس الشاباك هي من “سلطته الحصرية”، مضيفاً أن الادعاء بغير ذلك يعني أن بهاراف-ميارا تنخرط في “هرطقة خطيرة”.
وقال أن تحذير بهاراف-ميارا يوم الأحد من أن عملية إقالة بار قد تكون “مشوبة بعدم الشرعية وتضارب المصالح” هي “انقلاب تام للعدالة”.
وادعى نتنياهو أيضا أن قرار المستشارة القضائية بفتح تحقيق الشهر الماضي في العلاقات غير المشروعة المزعومة بين مساعديه وقطر كان بدوافع سياسية.
“تعليماتك بفتح سلسلة من التحقيقات ضد موظفي رئيس الوزراء… هي إساءة استخدام لسلطتك وممارسة غير لائقة أصبحت بالفعل أسلوبًا هدفه كله هو حرمان المستوى السياسي من السلطة”، اتهم رئيس الوزراء.

وكتب نتنياهو أنه “حتى الشرطة الإسرائيلية لا تفهم” سبب التحقيق مع كبار أعضاء مكتبه في العلاقات المزعومة مع قطر، من بين أمور أخرى.
وقال نتنياهو إن “قرار إنهاء ولاية رئيس الشاباك لم يُتخذ على خلفية التحقيق. بل على العكس، وُلد ‘التحقيق’ بعد ظهور احتمال إقالته وتسريبه إلى وسائل الإعلام”.
تحقيق الشاباك في 7 أكتوبر تضمن ملحقا يلقي باللوم على رئيس الوزراء
ذكرت القناة 12 يوم الاثنين أن ملحقًا للتحقيق الداخلي للشاباك في إخفاقات 7 أكتوبر، والذي لم يتم نشره ولكن تم تسليمه لنتنياهو، ربط رئيس الوزراء وسياساته بشكل مباشر بالكارثة.
وأشار التقرير التلفزيوني إلى أن الملحق، الذي قال إنه يرقى إلى “لائحة اتهام مذهلة” لنتنياهو وسياسته في “شراء الهدوء” في غزة من خلال تسهيل وصول الدفعات القطرية للقطاع الذي تديره حماس، يشكل “سببًا إضافيًا محتملًا” لسعي رئيس الوزراء لإقالة بار.
ورد مكتب رئيس الوزراء على التقرير، واصفًا الادعاء بمسؤولية نتنياهو عن الكارثة بأنه “كذبة أخرى من قبل رئيس الشاباك المنتهية ولايته، الذي يحاول صرف الأنظار عن إخفاقاته في 7 أكتوبر”.
وقال مكتب رئيس الوزراء: “في المناقشات الأمنية التي جرت في عام 2023، قدرت جميع [الأجهزة] الأمنية أن حماس تم ردعها، وأوصت بسياسة الحوافز الاقتصادية”.
وأضاف البيان: “حذر رئيس الوزراء من الجهود التي تبذلها الجماعات في المنطقة من أجل التصعيد، وأمر بالتحضير لضربات موجهة ضد قادة حماس”.

نقل الاحتجاجات إلى يوم الثلاثاء
قال المنظمون ليلة الاثنين، بعد الأنباء الأولية عن تقديم موعد التصويت على إقالة بار من منصبه، إنهم أعادوا ترتيب خططهم أيضًا.
فبدلاً من الاحتجاجات التي كانت مقررة في القدس طوال يوم الأربعاء، سينطلق المتظاهرون في مسيرة من مفترق هارئيل خارج القدس في الساعة الواحدة بعد ظهر يوم الثلاثاء.
وسيصل المتظاهرون إلى مكتب رئيس الوزراء في الساعة 6:30 مساءً وسيبقون هناك طوال الليل وطوال يوم الأربعاء.
كما ستنظم مظاهرة كبيرة في ميدان هبيماه في تل أبيب، بمشاركة رئيس الشاباك السابق يورام كوهين، ونائب رئيس الشاباك السابق روني ألشيخ، ورئيس الموساد السابق تامير باردو.
ومن غير الواضح ما إذا كان سيتم اغيير هذه الخطط إذا تم تأجيل التصويت على إقالة بار.

يوم الاثنين، أعلنت هيئة التدريس في جامعة تل أبيب عن إضرابًا لمدة ساعتين يوم الأربعاء، من الساعة 12 ظهرًا حتى الساعة الثانية بعد الظهر.
وجاء إعلان جامعة تل أبيب بعد أن أخبر زئيف دغاني، مدير مدرسة “جمنازيا هرتسليا العبرية” في تل أبيب، أولياء الأمور أنه سيلغي الدروس يوم الأربعاء ويشجع الطلاب على التوجه إلى القدس للمشاركة في الاحتجاج.
بعد عدة ساعات من إعلان المدير، استدعى المدير العام لوزارة التربية والتعليم مئير شمعوني دغاني إلى اجتماع في مكتب الوزارة في تل أبيب في الساعة الثانية بعد ظهر يوم الأربعاء، وهو نفس توقيت الاحتجاج، حسبما ذكر موقع “واينت”.
في غضون ذلك، قدمت الحركة من أجل جودة الحكم في إسرائيل التماسا إلى محكمة العدل العليا ضد إقالة بار، حسبما ذكرت القناة 13 يوم الاثنين.
وطلبت المنظمة أن تصدر المحكمة أمرًا مؤقتًا يمنع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو من عقد مجلس الوزراء للتصويت على إقالة بار.
هذا الالتماس هو الأول من بين عدة التماسات من المتوقع أن يتم تقديمها إلى المحكمة العليا في الأيام المقبلة.
وفي وقت سابق من يوم الاثنين، قال زعيم المعارضة يائير لبيد إن أحزاب المعارضة ستقدم التماسًا للمحكمة أيضًا بشأن إقالة بار وستعمل معًا “لوقف هذا العمل المتهور”.

قائد الشرطة السابق: قرار رئيس الوزراء “ملوث” بالسياسة
في مقابلة مع القناة 12 يوم الاثنين، عارض روني ألشيخ، الذي من المقرر أن يتحدث في مظاهرة في تل أبيب يوم الثلاثاء، أيضا خطوة نتنياهو بإقالة بار، على الرغم من أنه قال إن رئيس الوزراء لديه الحق القانوني في القيام بذلك.
“نحن في بلد ديمقراطي”، قال الشيخ للقناة 12. “لا يمكن أن يكون الأمر مشوبًا أو يتم لأسباب شخصية. يجب أن يستند فقط إلى اعتبارات ذات صلة”.
وقال إنه لا يعتقد أن دور الشاباك في الإخفاقات التي أحاطت بالهجوم الذي شنته حماس في 7 أكتوبر 2023 هو السبب وراء قرار نتنياهو بإقالة بار، حيث أن رئيس جهاز الأمن العام كان قد قرر بالفعل الاستقالة في الوقت المناسب.
وبدلا من ذلك، أشار الشيخ إلى توقيت إعلان نتنياهو، مشيراً إلى أن الأمر يتعلق بما يسمى “تحقيق قطر” أكثر من أي شيء آخر.
وقال ألشيخ: “لا يمكن التصرف بهذه الطريقة في بلد ديمقراطي”.
شغل ألشيخ منصب قائد الشرطة الإسرائيلية من عام 2015 حتى عام 2018. وقبل ذلك، كان نائبًا لرئيس الشاباك، حيث أشرف على تحقيقات الشرطة مع نتنياهو التي انتهت بتوجيه لائحة اتهام ضد رئيس الوزراء بتهم الرشوة والاحتيال وخيانة الأمانة.