نتنياهو يقول إن الجيش الإسرائيلي سيسيطر على غزة بعد الحرب، ويرفض فكرة القوة الدولية
رئيس الوزراء تحدث مع رؤساء السلطات المحلية في منطقة غلاف غزة حول خطط إعادة البناء بعد الفظائع التي ارتكبتها حماس؛ يأتي الاجتماع بعد أن واجه رئيس الوزراء انتقادات لفشله في مقابلة القادة المحليين منذ مذبحة 7 أكتوبر

قال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يوم الجمعة إن الجيش الإسرائيلي سيبقى مسيطرا على قطاع غزة بعد انتهاء الحرب الحالية، ولن يعتمد على القوات الدولية للإشراف على الأمن على طول الحدود.
أدلى نتنياهو بهذه التصريحات خلال اجتماع مع رؤساء السلطات المحلية في غلاف غزة في مقر الجيش الإسرائيلي في تل أبيب. ويشرف القادة المحليون على العديد من البلدات التي تم الاعتداء عليها وقُتل سكانها واختطفوا في المجازر التي ارتكبتها حماس في 7 أكتوبر في جنوب البلاد. ويواجه آخرون وابلا يوميا من الصواريخ من غزة خلال الشهر الأخير، وتم إخلاء العديد من البلدات مع مضي إسرائيل قدما في حملتها العسكرية، مما أدى إلى نزوح عشرات الآلاف داخليا.
وقال نتنياهو، بحسب بيان صدر عن المتحدث باسمه، إن “قوات جيش الدفاع ستبقى هي المسيطرة على القطاع، ولن نسلمه للقوات الدولية”، دون أن يوضح ما إذا كان الجيش سيفعل ذلك على المدى القصير أو البعيد.
وكان نتنياهو وحكومته غامضين بشأن تصورهما لغزة بعد الحرب. قبل ساعات فقط من إدلائه بهذه التصريحات، قال رئيس الوزراء لشبكة “فوكس نيوز” إن إسرائيل لا تريد إعادة احتلال القطاع أو حكمه. في وقت سابق من الأسبوع، قال نتنياهو لشبكة “ABC نيوز” إن إسرائيل ستتحمل “المسؤولية الأمنية الشاملة” في قطاع غزة “لفترة غير محددة” بعد انتهاء الحرب ضد حماس.
وأثار المسؤولون الأمريكيون في الأسابيع الأخيرة احتمال قيام قوة دولية، ربما تضم قوات من الحلفاء العرب المجاورين، بإدارة الأمن في القطاع لفترة مؤقتة حتى يمكن إعادتها إلى حكومة فلسطينية فاعلة، والتي تأمل واشنطن أن تكون السلطة الفلسطينية.
يوم الأربعاء، دعا وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إسرائيل إلى عدم إعادة احتلال القطاع مع انتهاء الحرب مع حماس.
يوم الجمعة، أعاد رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس التأكيد على أن السلطة الفلسطينية على استعداد لاستعادة السيطرة على غزة، لكنه قال إن ذلك لن يحدث إلا إذا كانت هذه الخطوة جزءا من حل سياسي شامل يشمل إقامة دولة فلسطينية على طول حدود عام 1967. وقدم رئيس السلطة الفلسطينية نفس التعهد يوم الأحد خلال لقاء في رام الله مع بلينكن.

كما كرر ادعاءاته بأن إسرائيل تنفذ “إبادة جماعية” في غزة بينما تقاتل حماس هناك، ودعا إلى عقد مؤتمر دولي للسلام لتقديم “ضمانات دولية” وجدول زمني لإنهاء السيطرة الإسرائيلية على الأراضي الفلسطينية.
اللقاء الجماعي بين نتنياهو والقادة المحليين كان الأول له منذ هجمات 7 أكتوبر الذي نفذه مسلحو حماس، وقتلوا خلاله 1400 شخص، معظمهم من المدنيين، وقاموا باختطاف أكثر من 240 شخصا إلى غزة.
وتعرض رئيس الوزراء لانتقادات حادة بسبب انتظاره أكثر من شهر للاجتماع مع القادة المحليين، وهي انتقادات ازدادت هذا الأسبوع بعد أن التقى مع رؤساء المستوطنات قبل الاجتماع مع رؤساء السلطات المحلية في المنطقة التي هاجمتها حماس.
وقال رؤساء السلطات المحلية لنتنياهو إنهم يريدون واقعا أمنيا مختلفا بعد انتهاء الحرب وحثوه على عدم الموافقة على وقف لإطلاق النار حتى يتم القضاء على جميع المسلحين في غزة، بحسب بيان المتحدث باسم رئيس الوزراء. كما دعوا إلى برنامج دعم حكومي قوي لدعم مجتمعاتهم مع استمرار القتال.
وقال نتنياهو في بيان: “هناك تصميم كبير من قبل [السكان] والحكومة على إعادة الأمور إلى حالة أفضل من ذي قبل، ولإعادة التأهيل والبناء والنمو. وقبل كل شيء، إعادة الأمن، لضمان عدم وجود حماس وعدم عودة حماس، ولكن أيضًا لضمان وجود حياة قوية [في بلدات غلاف غزة] بعد ذلك”.

وقال رئيس بلدية سديروت ألون دافيدي لإذاعة الجيش قبل الاجتماع يوم الجمعة: “دولة إسرائيل هي التي جلبت علينا عدونا العظيم… القيادة هي التي أوصلتنا إلى هذا المكان”.
ومن بين القادة المحليين في الجنوب عدد من الشخصيات المؤثرة في حزب “الليكود” الذي يتزعمه نتنياهو، حيث يواجه رئيس الوزراء انتقادات متزايدة بسبب إخفاقات الحكومة التي أدت إلى هجمات 7 أكتوبر وكذلك تلك التي تلتها – في الوتيرة البطيئة للمساعدات المالية وغيرها للبلدات المتضررة.
نتنياهو هو المسؤول الإسرائيلي الكبير الوحيد الذي رفض الاعتراف الكامل بالمسؤولية عن أهوال هجمات حماس، ومن المرجح أن يواجه دعوات متزايدة له لترك منصبه بمجرد انتهاء الحرب أو انحسارها.