إسرائيل في حالة حرب - اليوم 493

بحث

نتنياهو يقول إن إسرائيل “تتفق مع أهداف” اقتراح الهدنة الأمريكي بعد أن رفضه

دبلوماسيون غربيون يقولون إن رئيس الوزراء ومساعديه ساعدوا في صياغة مبادرة وقف إطلاق النار الأمريكية-الفرنسية، قبل أن يتخذوا قرار بالتراجع وسط ردود الفعل المحلية الرافضة؛ وزير الخارجية اللبناني يدعو إلى هدنة خلال خطاب في الأمم المتحدة

رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يدلي ببيان مصور في 22 سبتمبر، 2024. (Screen grab/GPO)
رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يدلي ببيان مصور في 22 سبتمبر، 2024. (Screen grab/GPO)

قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في وقت متأخر من يوم الخميس إن إسرائيل “تتفق مع أهداف” المبادرة التي تقودها الولايات المتحدة لوقف إطلاق النار المؤقت مع حزب الله بعد تعرضه لانتقادات شديدة داخل ائتلافه بسبب موافقته على الخطة سرا ثم رفضها لاحقا.

وأصدر مكتب رئيس الوزراء “توضيحا” بعد تصريحات من كل من الولايات المتحدة وفرنسا بأن إسرائيل أشارت إلى أنها ستدعم الهدنة التي تستمر 21 يوما والتي اقترحتها واشنطن وباريس يوم الأربعاء.

وقال مكتب رئيس الوزراء إن الفريقين الإسرائيلي والأمريكي اجتمعا في وقت متأخر من يوم الخميس لمناقشة المبادرة الأمريكية، و”كيف يمكننا المضي قدما في الهدف المشترك المتمثل في إعادة الناس بأمان إلى منازلهم”. وأضاف أن هذه المناقشات ستستمر في الأيام المقبلة.

وجاء الاقتراح بعد أسبوع من الضربات الإسرائيلية شبه المتواصلة التي دمرت القيادة العليا للجماعة اللبنانية، في أعقاب موجة من تفجيرات أجهزة الاتصالات التابعة لعناصر حزب الله، والتي ألقي باللوم فيها على إسرائيل على نطاق واسع.

وتهدف المبادرة أيضا إلى توفير الوقت لإطلاق سراح الرهائن ووقف إطلاق النار في غزة، حيث تقاتل إسرائيل حركة حماس، والتوسط في اتفاق بين إسرائيل وحزب الله تسحب من خلاله الجماعة المدعومة من إيران قواتها بعيدا عن الحدود الشمالية لإسرائيل بما يتماشى مع قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.

وقال مكتب رئيس الوزراء “بسبب الكثير من التقارير الخاطئة حول مبادرة وقف إطلاق النار بقيادة الولايات المتحدة، من المهم توضيح بعض النقاط. في وقت سابق من الأسبوع، أطلعت الولايات المتحدة إسرائيل على نيتها طرح اقتراح لوقف إطلاق النار في لبنان، بالتعاون مع شركاء دوليين وإقليميين آخرين”.

وأضاف “تتفق إسرائيل مع أهداف المبادرة التي تقودها الولايات المتحدة لتمكين الناس على طول حدودنا الشمالية من العودة بأمان إلى ديارهم”، مكررا هدف الحرب الذي استشهد به وسط الهجوم المتجدد ضد حزب الله في لبنان.

رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يتحدث إلى الصحافة من مدرج المطار بعد هبوط طائرته في نيويورك، 26 سبتمبر، 2024. (Lazar Berman/Times of Israel)

لقد أوضحت كل من الولايات المتحدة وفرنسا في تصريحات يوم الخميس أن نتنياهو وافق سرا على خطة وقف إطلاق النار، ثم تراجع عنها وسط ردود فعل عنيفة رافضة في الداخل. وقد أعربت الدولتان عن دهشتهما وخيبة أملهما إزاء رفض إسرائيل للخطة.

وفي طريقه إلى نيويورك لحضور اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم الخميس، نفى نتنياهو أنه استجاب لمقترح وقف إطلاق النار أو وافق عليه، رغم أن دبلوماسيا غربيا كبيرا قال ل”تايمز أوف إسرائيل” إن رئيس الوزراء ومساعديه شاركوا عن كثب في صياغة البيان الأمريكي الفرنسي المشترك الذي أعلن عن المبادرة.

وقال رئيس الوزراء لدى وصوله إلى نيويورك “نحن مستمرون في ضرب حزب الله بكل ما أوتينا من قوة. ولن نتوقف حتى نحقق جميع أهدافنا، وأهمها عودة سكان الشمال إلى منازلهم بأمان”.

وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر يصل إلى اجتماع مجلس الوزراء في مكتب رئيس الوزراء في القدس في 29 يناير، 2023. (Yonatan Sindel/Flash90)

والتقى وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر، أحد كبار مستشاري نتنياهو، بالمبعوث الأمريكي الخاص عاموس هوكستين وبريت ماكغورك، منسق البيت الأبيض للشرق الأوسط، يوم الخميس وسط الجدل. كما التقى بوزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن في ذلك المساء.

في اجتماعهما، كرر بلينكن لديرمر اعتقاد إدارة بايدن بأن التصعيد الإسرائيلي ضد حزب الله لن يؤدي إلا إلى زيادة صعوبة تحقيق الهدف المتمثل بإعادة الإسرائيليين الذين تم إجلاؤهم من منازلهم على طول الحدود الشمالية.

وقال بلينكن لديرمر، بحسب بيان أمريكي، إن “تسوية دبلوماسية ستسمح للمدنيين على جانبي الحدود بالعودة إلى منازلهم… المزيد من التصعيد في الصراع لن يؤدي إلا إلى جعل هذا الهدف أكثر صعوبة”.

وقالت وزارة الخارجية الأمريكية إن بلينكن ناقش أيضا جهود وقف إطلاق النار الجارية في غزة، والتي توقفت منذ أكثر من شهر، وناقش الخطوات التي يتعين على إسرائيل اتخاذها لتحسين توصيل المساعدات الإنسانية إلى غزة مع التأكيد على التزام الولايات المتحدة بأمن إسرائيل.

في غضون ذلك، في الأمم المتحدة، دعا وزير الخارجية اللبناني عبد الله بو حبيب في وقت متأخر الخميس إلى وقف فوري لإطلاق النار “على جميع الجبهات”، محذرا من أن استمرار العنف على حدود بلاده سوف “يتحول إلى ثقب أسود يلتهم السلام والأمن الدولي والإقليمي”.

وزير الخارجية اللبناني عبد الله بو حبيب يلقي كلمة أمام الدورة التاسعة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة، 26 سبتمبر، 2024. (AP/Pamela Smith)

منذ 8 أكتوبر، هاجمت قوات بقيادة حزب الله البلدات والمواقع العسكرية الإسرائيلية على طول الحدود بشكل شبه يومي، حيث قالت المنظمة اللبنانية إنها تفعل ذلك دعما لغزة وسط الحرب الدائرة هناك.

حتى الآن، أسفرت المناوشات عن مقتل 26 مدنيا على الجانب الإسرائيلي ومقتل 22 جنديا إسرائيليا. كما وقعت عدة هجمات من سوريا دون وقوع إصابات.

قبل اندلاع الاشتباكات هذا الأسبوع، أعلن حزب الله عن مقتل 513 من عناصره على يد إسرائيل خلال المناوشات الجارية، معظمهم في لبنان ولكن بعضهم أيضا في سوريا. كما قُتل 88 عنصرا آخرين من جماعات مسلحة أخرى وجندي لبناني وعشرات المدنيين.

منذ أن صعدت إسرائيل غاراتها الجوية على جماعة حزب الله يوم الاثنين، قُتل أكثر من 630 شخصا في لبنان، وفقا لوزارة الصحة في البلاد.

وفقا لمسؤولي الصحة اللبنانيين، فإن ربع القتلى منذ يوم الاثنين كانوا من النساء والأطفال. وأصيب أكثر من 2000 شخص. وقالت إسرائيل إن العديد من عناصر حزب الله من بين القتلى. وفي خضم التصعيد، توقف حزب الله إلى حد كبير عن إعلان أسماء القتلى من عناصره.

رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يلتقي الرئيس الصربي ألكسندر فوتشيتش على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، 26 سبتمبر 2024. (Avi Ohayon/GPO)

كما التقى نتنياهو يوم الخميس بالرئيس الصربي ألكسندر فوتشيتش، الذي قال إنه يود أن يرى إطلق سراح الرهائن في غزة “في أقرب وقت ممكن”.

ولا يزال المواطن الصربي ألون أوهيل محتجزا لدى حماس في غزة.

تعد صربيا شريكا أمنيا هاما، وإن كان هادئا، لإسرائيل. قام رئيس الدولة يتسحاق هرتسوغ بزيارة بلغراد هذا الشهر، بعد أسبوعين من زيارة قام بها مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية بيل بيرنز إلى البلاد.

ويُعتقد أن 97 من أصل 251 رهينة اختطفتهم حماس في السابع من أكتوبر لا يزالون في غزة، بما في ذلك جثث 33 شخصا على الأقل أكد الجيش الإسرائيلي مقتلهم، فضلا عن إسرائيليَين اثنَين دخلا القطاع قبل سنوات من الحرب، ورفات جنديين قُتلا في عام 2014.

اقرأ المزيد عن