نتنياهو يقبل الدعوة لإلقاء كلمة أمام جلسة مشتركة للكونغرس
"أنا متحمس لشرف" عرض قضية إسرائيل على الشعب الأمريكي والعالم، يقول رئيس الوزراء بعد أن بعثت قيادة الكونغرس من كلا الحزبين بدعوة رسمية
قبل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يوم السبت دعوة لإلقاء كلمة أمام جلسة مشتركة للكونغرس.
وقال إنه “متحمس لشرف عرض حقيقة حربنا العادلة ضد أولئك الذين يرغبون في قتلنا أمام ممثلي الشعب الأمريكي والعالم أجمع”.
وتفاخر البيان الصادر عن مكتب رئيس الوزراء بأنه سيكون أول زعيم عالمي يلقي كلمة أمام جلسة مشتركة للكونغرس للمرة الرابعة. وهو الآن متعادل مع رئيس وزراء بريطانيا في زمن الحرب، ونستون تشرشل، بثلاث خطابات.
ولم يتم تحديد موعد، ولكن من المتوقع أن يتم إلقاء الخطاب “في الأسابيع الثمانية المقبلة أو بعد عطلة أغسطس بقليل”، حسبما قال مصدر مطلع على الأمر لصحيفة “ذا هيل”.
يوم الجمعة، أرسل زعماء الكونغرس الأمريكي من كلا الحزبين لنتنياهو الدعوة، في إظهار للدعم في زمن الحرب للحليفة القديمة إسرائيل على الرغم من الانقسامات السياسية المتزايدة بشأن الحرب ضد حماس في غزة.
وقال زعماء الكونغرس في الرسالة إن الدعوة موجهة “لتسليط الضوء على تضامن أمريكا مع إسرائيل”.
وقّع الرسالة رئيس مجلس النواب مايك جونسون، وهو جمهوري، وزعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ تشاك شومر، وهو ديمقراطي، وزعيم الأقلية في مجلس النواب حكيم جيفريز، وهو ديمقراطي، وزعيم الأقلية في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل، وهو جمهوري.
وكتبوا الأربعة “ندعوك لمشاركة رؤية الحكومة الإسرائيلية في الدفاع عن الديمقراطية ومكافحة الإرهاب وإحلال سلام عادل ودائم في المنطقة”.
وأكد مسؤول إسرائيلي للصحفيين تلقي نتنياهو الدعوة.
وقالت صحيفة “ذا هيل” إن الدعوة – التي اقترحها جونسون لأول مرة – صدرت بعد أسابيع من التأخير بسبب شومر، الذي ألقى خطابا في قاعة مجلس الشيوخ في مارس دعا فيه إلى إجراء انتخابات مبكرة في إسرائيل لاستبدال نتنياهو. ووافق شومر في نهاية المطاف، قائلا إنه مستعد للتعاون في مسألة خطاب نتنياهو طالما أن ذلك يتم بطريقة مشتركة بين الحزبين.
وجاء في الرسالة “إن الهجمات المروعة التي وقعت في السابع من أكتوبر صدمت العالم وأجبرت أمتكم على النضال من أجل وجودها ذاته. إننا ننضم إلى دولة إسرائيل في كفاحكم ضد الإرهاب، خاصة وأن حماس مستمرة في احتجاز مواطنين أمريكيين وإسرائيليين، وأن قادتها يعرّضون الاستقرار الإقليمي للخطر. لهذا السبب، وبالنيابة عن قيادة الحزبين في مجلس النواب الأمريكي ومجلس الشيوخ الأمريكي، نود أن ندعوكم لإلقاء كلمة أمام جلسة مشتركة للكونغرس”.
وقال مسؤول مطلع على الأمر ل”تايمز أوف إسرائيل” إن نتنياهو تحدث في الأسابيع الأخيرة مع قادة جمهوريين في الكونغرس حول خطاب محتمل في جلسة مشتركة، واعتبره فرصة لعرض قضية إسرائيل على الساحة العالمية وهو أقل قلقا بشأن بعض التداعيات السياسية داخل الولايات المتحدة.
وكان الجمهوريون، بما في ذلك المرشح الرئاسي الجمهوري دونالد ترامب، حريصين على إظهار دعمهم لنتنياهو وكشف الانقسامات الديمقراطية بشأن إسرائيل.
وقاطع ما يقرب من 60 ديمقراطيا خطاب نتنياهو الأخير في الجلسة المشتركة في عام 2015، والذي نظمه قادة الكونغرس الجمهوريون من خلف ظهر الرئيس الأمريكي آنذاك باراك أوباما من أجل أن يتمكن رئيس الوزراء الإسرائيلي من الضغط ضد الاتفاق النووي الذي وقّعت واشنطن عليه مع إيران في نهاية المطاف في وقت لاحق من العام نفسه.
ومن المرجح أن يقاطع عدد أكبر بكثير من الديمقراطيين خطاب نتنياهو، حيث أصبحت الحرب في غزة لا تحظى بشعبية متزايدة بين التقدميين.
وأدت الحرب التي أشعلتها هجمات حماس في 7 أكتوبر أيضا إلى حدوث شرخ في علاقة نتنياهو بالرئيس الأمريكي جو بايدن، الذي هدد في مايو للمرة الأولى بحجب الأسلحة عن إسرائيل إذا شنت هجوما واسع النطاق على المناطق المدنية في رفح.
وفي حين ضمن نتنياهو الدعوة من الكونغرس، فإنه لم يتلق بعد دعوة من البيت الأبيض، والقيام بالرحلة إلى واشنطن دون حصوله على هذه الدعوة لن يؤدي إلا إلى تسليط الضوء على الانقسامات.
حتى قبل 7 أكتوبر، لم يتلق نتنياهو دعوة لزيارة البيت الأبيض منذ عودته إلى منصبه في أواخر عام 2022، حيث أنه سرعان ما أثار غضب بايدن بسبب جهوده لإصلاح القضاء الإسرائيلي بشكل جذري والإجراءات التي يُنظر إليها على أنها تضر بمحاولة الإدارة الأمريكية للحفاظ على الآفاق المستقبلية من أجل حل الدولتين. زار بايدن إسرائيل بعد وقت قصير من الهجوم الذي قادته حماس، في أول رحلة يقوم بها رئيس أمريكي إلى الدولة اليهودية وسط الحرب.
وجاءت دعوة الجمعة بعد دقائق من إلقاء بايدن خطابا عرض فيه ما قال إنه أحدث اقتراح إسرائيلي لصفقة رهائن ووقف لإطلاق النار لإنهاء الحرب، ودعا حماس إلى قبول العرض.
وقال مساعد في الكونغرس لـ”تايمز أوف إسرائيل” إن مكتب شومر نسق المسألة مع البيت الأبيض.
ساهم في هذا التقرير جيكوب ماغيد ووكالات