نتنياهو يعيّن نائب رئيس الشاباك رئيسا مؤقتا للجهاز رغم أن إقالة بار ما زالت معلقة
مكتب رئيس الوزراء يقول إنه يواصل مقابلة مرشحين للمنصب، ويؤكد أن الرئيس المقال سيغادر منصبه بحلول 10 أبريل

بعد نحو 48 ساعة من إعلانه تعيين نائب قائد البحرية السابق إيلي شرفيت رئيسًا جديدًا لجهاز الأمن العام (الشاباك)، ثم تراجعه عن القرار، أعلن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الأربعاء أن نائب رئيس الشاباك الحالي سيتولى رئاسة الجهاز بالوكالة بدلاً من الرئيس الحالي رونين بار.
وقال مكتب رئيس الوزراء في بيان إن “شين” (المُشار إليه بالحرف الأول من إسمه فقط) سيشغل منصب القائم بأعمال رئيس الشاباك إلى حين تعيين رئيس دائم للجهاز.
وشدد البيان على أن بار، الذي أقالته الحكومة رسميًا في وقت سابق من هذا الشهر، سيغادر منصبه بحلول 10 أبريل. ولكنه يبقى في منصبه في الوقت الحالي بعد أن أصدرت المحكمة العليا أمرًا مؤقتًا بتجميد الإقالة، في حين تنظر في التماسات ضد القرار.
وقال مكتب رئيس الوزراء أنه لن يكون بالإمكان تقديم اسم بديل لبار إلى لجنة فحص التعيينات العليا في الوقت المناسب.
وأشار المكتب إلى أن نتنياهو يواصل مقابلة مرشحين للمنصب، بمن فيهم من سبق له مقابلتهم. (سمحت المحكمة لنتنياهو بإجراء مقابلات لاختيار بديل لبار رغم تجميد إقالته).
وأفادت مصادر أن نتنياهو يركز على مرشحين من داخل الجهاز أو سبق لهم أن خدموا فيه، لكنه يجري مقابلات أيضًا مع شخصيات من خارجه.

وقال نتنياهو أنه فقد الثقة برئيس الشاباك بعد هجوم حماس في 7 أكتوبر 2023، عندما اقتحم آلاف المسلحين جنوب إسرائيل في هجوم أسفر عن مقتل نحو 1200 شخص واختطاف 251 رهينة، وأشعل الحرب في غزة.
وسعى نتنياهو إلى تحميل جهاز الأمن المسؤولية عن الإخفاق الأمني الجسيم، في الوقت الذي يرفض فيه تشكيل لجنة تحقيق لفحص الأحداث التي وقعت في ذلك اليوم وما قبله.
ويتهم منتقدو نتنياهو بأنه يسعى إلى إقالة بار بسبب تحقيق يجريه الشاباك حول علاقات مزعومة بين كبار مساعدي نتنياهو وقطر، التي تدعم حماس. ويشيرون إلى أن نتنياهو تعاون مع بار عن كثب لأكثر من عام بعد الهجوم، وأن بار كان جزءًا من فريق التفاوض الإسرائيلي بشأن وقف إطلاق النار وصفقة تبادل الرهائن.
وقد صرّح بار، وفق تقارير، أنه يعتزم البقاء في منصبه إلى حين عودة الرهائن الـ59 المتبقين في غزة، وتشكيل لجنة تحقيق رسمية.
وكان نتنياهو قد أعلن صباح الثلاثاء تراجعه عن قراره بتعيين إيلي شرفيت بعد يوم من الانتقادات الواسعة لترشيحه، سواء داخل إسرائيل أو خارجها.

وجاء في بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء: “شكر رئيس الوزراء نائب الأدميرال شرفيت على استعداده للخدمة”، لكنه أبلغه أنه “ينوي إجراء مقابلات مع مرشحين آخرين بعد مزيد من التفكير”.
وكان نتنياهو قد أعلن صباح الإثنين عن اختياره شرفيت ليحل محل بار، في خطوة أثارت تساؤلات بسبب مشاركة شرفيت المزعومة في احتجاجات مناهضة للحكومة، وكذلك في ظل الأسئلة القانونية — بما فيها التماسات إلى المحكمة — حول إقالة بار.
وفي الإعلان الأول يوم الإثنين، قال نتنياهو إنه اتخذ القرار بتعيين شرفيت بعد مقابلة “سبعة مرشحين جديرين”.
وقد تعرض نتنياهو لضغوط طوال يوم الإثنين من حلفائه السياسيين، ومن أفراد عائلته حسبما ورد، للتراجع عن ترشيح شرفيت، بسبب مشاركته في احتجاجات عام 2023 ضد خطة الحكومة لإصلاح القضاء. وبحلول ظهر الإثنين، بدأت ترد تقارير عن احتمال تراجع نتنياهو عن القرار.
كما دعم شرفيت أيضًا علنًا اتفاقية المياه الإقليمية مع لبنان لعام 2022، والتي عارضها نتنياهو – زعيم المعارضة آنذاك، وكتب شرفيت في وقت سابق من هذا العام مقال رأي ينتقد فيه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بسبب سياساته المناخية.

ويوم الإثنين، كتب السناتور الجمهوري الأمريكي ليندسي غراهام، الحليف البارز لإسرائيل، على منصة “إكس” أن اختيار شرفيت لرئاسة الشاباك “إشكالي للغاية” بسبب تصريحاته ضد ترامب.
وقال شرفيت في بيان نشره مكتب رئيس الوزراء صباح الثلاثاء: “لقد طلب مني رئيس الوزراء أن أتولى منصب رئيس الشاباك وأن أواصل خدمة إسرائيل في هذا الوقت العصيب – وهذا ما فعلته”. ولكنه أضاف إن “خدمة مصلحة الدولة وأمنها وسلامة مواطنيها ستكون دائمًا فوق كل اعتبار”.
وقد شكّل تعيين شرفيت مفاجأة يوم الإثنين، إذ لم يكن من بين المرشحين الأربعة الذين تم الإعلان عنهم سابقًا.