نتنياهو يعلن وقف مؤقت لبناء توربينات الرياح في مرتفعات الجولان
رئيس الوزراء يعلن تعليق المشروع إلى ما بعد عطلة عيد الأضحى يوم الأربعاء؛ الإعلان يأتي بعد تحذير زعيم درزي من رد فعل مجتمعي "لم تشهده البلاد من قبل"
أعلن مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يوم السبت عن وقفة وجيزة ومؤقتة لمشروع بناء توربينات الرياح في مرتفعات الجولان الذي أثار احتجاجات كبيرة من قبل أفراد المجتمع الدرزي هذا الأسبوع.
وقال بيان من مكتب رئيس الوزراء إن نتنياهو تحدث مع الشيخ موفق طريف، زعيم الطائفة الدرزية في إسرائيل، وأبلغه أن البناء سيتوقف إلى ما بعد عطلة عيد الأضحى يوم الأربعاء.
وجاء هذا الإعلان بعد يوم من تحذير طريف للحكومة بوقف العمل على توربينات الرياح بالقرب من بلدة مجدل شمس، أو مواجهة “رد فعل لم تشهده البلاد من قبل” ودعا رئيس الوزراء لوجود ترتيب يكون مقبولاً على السكان الدروز.
وتحدث طريف في اجتماع طارئ في كفر ياسيف مع حوالي 2000 شخص حول أحداث الأسبوع الماضي، بحسب صحيفة “هآرتس”. كما حث قادة إسرائيل على إلغاء القوانين التي تميز ضد الدروز، والتي قال إنها تشمل قانون الدولة القومية المثير للجدل لعام 2018، والذي يعرّف إسرائيل على أنها وطن الشعب اليهودي؛ وما يسمى بقانون كامينيتس لعام 2017، الذي فرض عقوبات شديدة على البناء غير القانوني والذي تقول الأقليات إنه يتم استخدامه لاستهدافهم بشكل غير متناسب.
ونادى مكتب نتنياهو في البيان إلى إيجاد حلول لقضايا الإسكان للطائفة الدرزية، وخاصة أولئك الذين خدموا في الجيش.
وفي لقاء كان مقررا مسبقا مع قادة الدروز يوم الجمعة، قال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي إن الجيش يريد “المساواة والشراكة”، مشيرا إلى أن المجتمع الدرزي “قدم مساهمة استثنائية للأمن القومي من خلال الخدمة في الجيش الإسرائيلي”.
“حتى في الأوقات الصعبة، علينا العمل وفقًا للقانون وأن نسعى إلى حلول جيدة”.
وقال وزير الأمن الوطني إيتمار بن غفير الخميس إن العمل على مشروع مزرعة توربينات الرياح سيتوقف خلال عطلة عيد الأضحى الأسبوع المقبل، بعد الاحتجاجات الجماهيرية، لكنه سيستأنف بعد ذلك مباشرة.
وكان بن غفير قد اتخذ في السابق نهجًا متشددًا تجاه احتجاجات الدروز ضد توربينات الرياح.
وقال بن غفير على تويتر بعد اجتماعه مع طريف ومجلس الطائفة الدرزية: “سيستمر المشروع كالمعتاد. الحكم مهم لنا جميعًا. دولة إسرائيل لن تخضع لمن يلقون الزجاجات الحارقة”.
وفي فيديو آخر نشره بن غفير، قال طريف إن “الطائفة الدرزية تعارض العنف، نحن ندين العنف”.
وقال طريف “نتفق جميعًا على هذا”، مضيفًا أن المجتمع يخطط لإجراء محادثات إضافية حول المشروع مع المسؤولين الحكوميين.
وقال: “آمل حقًا أن نتوصل إلى اتفاقات خلال أيام العيد”.
وتحولت الاحتجاجات الجماهيرية ضد مزارع توربينات الرياح إلى أعمال شغب يومي الثلاثاء والأربعاء، حيث أحرق المتظاهرون الدروز الإطارات وألقوا الحجارة والألعاب النارية والزجاجات الحارقة على قوات الشرطة المكثفة التي حرست المنطقة. وأصيب 12 شرطيا في المواجهات، واصيب ثمانية متظاهرين بجروح – أربعة منهم في حالة خطرة، بينهم واحد جراء تعرضه لاطلاق النار.
وقالت الشرطة إن المظاهرات تصاعدت إلى قيام المتظاهرين بإغلاق الطرق ومحاولة اقتحام موقع للشرطة في بلدة مسعدة، واستخدام بعضهم للذخيرة الحية.
ووقعت الاحتجاجات في عدة مواقع.
وفي وقت سابق يوم الخميس، ورد أن بن غفير ألغى قرار مفوض الشرطة الإسرائيلية كوبي شبتاي، الذي أراد وقف المشروع. واستمرت أعمال البناء يوم الخميس رغم الاضطرابات في اليوم السابق.
وبحسب عدد من التقارير، أمرت الشرطة في البداية بوقف العمل على توربينات الرياح في أعقاب الاحتجاجات، قبل أن تتراجع عن قرارها وتسمح باستمرار العمل. وأصدرت الشرطة الإسرائيلية بيانا نفت فيه التقارير، وقالت إن مثل هذا القرار يعود إلى المؤسسة السياسية وحدها.
وجاء في بيان نتنياهو أن قرار تجميد البناء مؤقتا جاء بناء على توصية شبتاي ورئيس الشاباك رونين بار.
وجعلت إسرائيل من تحويل انتاجها من الطاقة نحو وسائل نظيفة هدفا لها، حيث تشكل طاقة الرياح عنصرا هامة من بين هذه الخطط. وقالت وزارة الطاقة إن مرتفعات الجولان، بارتفاعها الشاهق ووديانها التي تعصف بها الرياح، هي موقع مثالي لتوربينات الرياح.
يقول مالكو الأراضي الذين وقعوا اتفاقيات الإيجار مع “إنرجيكس” (Energix)، الشركة التي تقف وراء المشروع، إنهم لم يكونوا على دراية بالآثار المحتملة لوجود توربينات على أرضهم، وأنه تم إغواؤهم بالمبالغ الضخمة للتوقيع على ما يصفونه بعقود إيجار شديدة القسوة، إلى جانب المقاطعة للشركة التي فرضها زعماء دينيون مؤثرون، مما دفع الكثيرين إلى الانسحاب.
استولت إسرائيل على الجولان من سوريا في حرب “الأيام الستة” في عام 1967 وقامت بضهما إليها في عام 1981 – في خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي حتى قامت إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بذلك في عام 2019.
ويتحدث سكان الجولان الدروز، الذي يبلغ عددهم نحو 26 ألف نسمة، اللغة العبرية ويحملون إقامة إسرائيلية التي تسمح لهم بالسفر والعمل بحرية. المنطقة تضم أيضا 22 ألف إسرائيلي، وهي وجهة شعبية للسياح الإسرائيليين.
ولكن معظم السكان الدروز اختاروا عدم الحصول على الجنسية الإسرائيلية – مما يعني أنهم لا يدلون بأصواتهم في الانتخابات العامة وبالتالي لا يوجد لديهم ممثلين منتخبين في الكنيست – ولا يزال الكثيرون منهم يشعرون بارتباط وثيق بسوريا، على الرغم من حدوث تغيير بطيء في هذا التوجه مع قيام المزيد والمزيد منهم بتقديم طلبات للحصول على الجنسية بهدوء.
ويشارك الدروز من أجزاء أخرى من إسرائيل بشكل كامل في الحياة المدنية، ويشتهرون بمساهماتهم في الجيش وقوات الأمن في البلاد.
ساهمت وكالة أسوشيتد برس في إعداد هذا التقرير.