إسرائيل في حالة حرب - اليوم 641

بحث

نتنياهو يعلن ”انتصارا تاريخيا“ ويقول ”لقد أجهضنا برنامج إيران النووي“

بعد التوبيخ الأمريكي على ضربات إسرائيلية، رئيس الوزراء يقول ”إسرائيل يسبق وأن كان لها صديق مثل الرئيس ترامب“، ويتعهد ”بالتصرف بنفس العزم“ إذا حاولت طهران استئناف برنامجها النووي

رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يتحدث في خطاب مسجل بالفيديو في 24 يونيو 2025.  (Screen capture/GPO)
رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يتحدث في خطاب مسجل بالفيديو في 24 يونيو 2025. (Screen capture/GPO)

في بيان مصور نشره يوم الثلاثاء يلخص الحرب ضد إيران، أعلن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أن إسرائيل ”حققت انتصارا تاريخيا“ سيبقى ”لأجيال“ بعد وقف إطلاق النار الذي توسطت فيه الولايات المتحدة لإنهاء الصراع الذي استمر 12 يوما.

وقال إن إسرائيل أزالت ”تهديدين وجوديين – تهديد التدمير بالأسلحة النووية وتهديد التدمير بـ 20 ألف صاروخ باليستي“ كانت إيران تعمل على صنعها. وأضاف أن إسرائيل كانت ستواجه التدمير في المستقبل القريب ”لو لم نتحرك الآن“.

وقال رئيس الوزراء إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تصرف ”بطريقة غير مسبوقة“، وشكره على ”دوره في الدفاع عن إسرائيل وإزالة التهديد النووي الإيراني“.

وأضاف نتنياهو إن هذا التطور التاريخي – وهو ضربة أمريكية على إيران دعما لإسرائيل – هو ”ثمرة حملة دبلوماسية قدتها مع وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر“، وأشاد بالجيش الأمريكي الذي ”دمر“ موقع التخصيب تحت الأرض في فوردو.

وتابع: ”لم يسبق وأن كان لإسرائيل صديق مثل الرئيس ترامب في البيت الأبيض، وأنا أشكره بشدة على عملنا المشترك“، بعد ساعات من انتقاد ترامب الشديد لإسرائيل لضربها إيران بعد الإعلان عن وقف إطلاق النار الوشيك ولردها على الهجمات الصاروخية الإيرانية بعد دخول الهدنة حيز التنفيذ.

ومع ذلك، أشاد نتنياهو في بيانه المصور بالهجوم الإسرائيلي على إيران فجر الثلاثاء قبل دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ — وهو نفس الهجوم الضخم الذي انتقده ترامب أمام الكاميرات.

وقال أيضا إن إسرائيل دمرت برنامج إيران لإنتاج الصواريخ الباليستية ووجهت ”أقسى ضربة في تاريخ [النظام]“.

تُظهر هذه الصورة الفضائية التي قدمتها شركة Maxar Technologies والتقطت في 22 يونيو 2025، حفرة ناتجة عن الضربات الأمريكية على منشأة تخصيب اليورانيوم الإيرانية في نطنز بوسط إيران. (Satellite image ©2025 Maxar Technologies / AFP)

وقال نتنياهو: ”لقد أجهضنا برنامج إيران النووي. وإذا حاول أحد في إيران إحياء هذا البرنامج، فسنتصرف بنفس العزم والقوة لوقف أي محاولة من هذا القبيل“.

وأكد مجددا أن ”إيران لن تمتلك سلاحا نوويا“، مضيفا أن إسرائيل ستفتح ”محورا للازدهار والسلام لدول المنطقة“ وما وراءها، في ظل انهيار محور إيران.

وأشار بإيجاز إلى الحرب المستمرة التي تشنها إسرائيل على غزة، قائلا: ”يجب أن نهزم حماس وأن نعيد المختطفين“.

ترامب ينتقد الضربات الإسرائيلية ويحذر نتنياهو

قبل ساعات فقط من إشادة رئيس الوزراء علنا بترامب على دعمه، أعرب الرئيس الأمريكي بوضوح تام يوم الثلاثاء عن غضبه الشديد، في موقف نادر إن لم يكن غير مسبوق من قبل زعيم أمريكي تجاه إسرائيل.

وقال ترامب للصحفيين يوم الثلاثاء، بينما كانت الطائرات الإسرائيلية ترد على الضربات الصاروخية الإيرانية في وقت سابق من اليوم، “لست راضيا عن خروج إسرائيل الآن”.

وأضاف: ”أعتقد أن هناك صاروخا واحدا أطلقته [إيران]. كان ذلك بعد انتهاء الحد الزمني، وأخطأ هدفه. والآن إسرائيل تخرج. عليهم أن يهدأوا. هذا سخيف…“

خلال مكالمة هاتفية عقب تصريحاته الغاضبة، حذر ترامب نتنياهو بعبارات ”حازمة للغاية“ من الرد على انتهاك إيران لوقف إطلاق النار الذي توسطت فيه الولايات المتحدة، حسبما أفاد مصدر في البيت الأبيض لموقع “أكسيوس”.

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يتحدث إلى الصحافة قبل صعوده إلى طائرة “مارين وان” من الحديقة الجنوبية للبيت الأبيض في واشنطن العاصمة في 24 يونيو 2025، لحضور قمة رؤساء دول وحكومات حلف شمال الأطلسي في لاهاي. (Mandel NGAN / AFP)

ثم أعلن مكتب رئيس الوزراء الجدول الزمني للهجمات الصاروخية الإيرانية ورده عليها في وقت سابق من يوم الثلاثاء، مشددا على أن وقف إطلاق النار كان مقررا في الساعة 7 صباحا، وأنه قبل أربع ساعات من ذلك، ”شنّت إسرائيل هجوما عنيفا في قلب طهران، مستهدفة أهدافا للنظام وقتلت المئات من أفراد الباسيج وقوات الأمن الإيرانية“.

وأضاف البيان ”قبل وقت قصير من دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، أطلقت إيران وابلا من الصواريخ، أسفر أحدها عن مقتل أربعة من مواطنينا في بئر السبع“.

وتابع مكتب رئيس الوزراء في بيانه ”في الساعة 7:06 صباحا، أطلقت إيران صاروخا واحدا على الأراضي الإسرائيلية، وفي الساعة 10:25 صباحا، أطلقت صاروخين آخرين. تم اعتراض الصواريخ أو سقطت في مناطق مفتوحة دون وقوع إصابات أو أضرار. ردا على انتهاكات إيران، دمر سلاح الجو شبكة رادار بالقرب من طهران“.

ولم يذكر ترامب المدنيين الإسرائيليين القتلى في خطابه الناري، الذي جاء قبل مغادرته البيت الأبيض لحضور قمة حلف شمال الأطلسي (الناتو) في هولندا.

رئيس الأركان الإسرائيلي: تنتظرنا تحديات

قال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، اللفتنانت جنرال إيال زمير، يوم الثلاثاء: ”على الرغم من الإنجاز الهائل، يجب أن نبقى على أرض الواقع. هناك العديد من التحديات التي تنتظرنا. يجب أن نبقى مركزين؛ لا وقت للراحة على أمجادنا“.

وقال زمير خلال تقييم للأوضاع، وفقا لتصريحات نقلها الجيش الإسرائيلي: ”لقد اختتمنا فصلا مهما، لكن الحملة ضد إيران لم تنته بعد. نحن ندخل مرحلة جديدة، مرحلة تبني على إنجازات العملية الحالية. لقد أرجعنا مشروع إيران النووي سنوات إلى الوراء، وينطبق الأمر نفسه على برنامجها الصاروخي“.

وأضاف: ”الآن، يعود التركيز إلى غزة، لإعادة المختطفين إلى الوطن والإطاحة بحكم حماس“.

من اليسار إلى اليمين: رئيس مديرية الاستخبارات اللواء شلومي بيندر، نائب رئيس الأركان اللواء تامير ياداي، مساعد رئيس الأركان العقيد ألون لانيادو، رئيس أركان الجيش الإسرائيلي اللفتنانت جنرال إيال زامير، ورئيس شعبة العمليات اللواء عوديد باسيوك، خلال تقييم في مركز القيادة تحت الأرض التابع للجيش الإسرائيلي، 24 يونيو 2025. (Israel Defense Forces)

دخلت إسرائيل وإيران في صراع مفتوح في 13 يونيو عندما شنت إسرائيل غارات جوية استهدفت كبار القادة العسكريين الإيرانيين والعلماء النوويين ومواقع تخصيب اليورانيوم وبرنامج الصواريخ الباليستية. وقالت إسرائيل إن الحملة كانت ضرورية لمنع الجمهورية الإسلامية من تحقيق خطتها المعلنة لتدمير إسرائيل.

وردت إيران على هجمات إسرائيل بإطلاق أكثر من 550 صاروخا باليستيا وحوالي 1000 طائرة مسيرة على إسرائيل. أسفرت الهجمات الصاروخية الإيرانية عن مقتل 28 شخصا وإصابة الآلاف في إسرائيل، وفقا لمسؤولي الصحة والمستشفيات. وأصابت الصواريخ مبان سكنية وجامعة ومستشفى، مما تسبب في أضرار جسيمة.

وقصف الجيش الأمريكي ثلاثة مواقع نووية مهمة في إيران يوم الأحد، منهيا أكثر من أسبوع من التكهنات حول ما إذا كان سيشارك في الحملة. وردت إيران مساء الاثنين بهجوم صاروخي على قاعدة جوية أمريكية رئيسية في قطر لم يسفر عن سقوط أي ضحايا، وبعد ساعات أعلن ترامب وقف إطلاق النار، الذي دخل حيز التنفيذ يوم الثلاثاء.

ساهم إيمانويل فابيان في هذا التقرير

اقرأ المزيد عن