نتنياهو يطلب من المسؤولين التعاون في محاولة السعودية لتخصيب اليورانيوم – تقرير
صحيفة "وول ستريت جورنال" تقول إن مسؤولين من الولايات المتحدة وإسرائيل يعملون معا على خطة يمكن أن تؤدي إلى إنشاء منشأة تديرها الولايات المتحدة على أرض سعودية؛ مسؤولون إسرائيليون لم تذكر أسماءهم يقولون إنه سيكون هناك “الكثير” من الضمانات

طلب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو من كبار الخبراء النوويين والأمنيين في إسرائيل التعاون مع المفاوضين الأمريكيين بشأن اقتراح لـ “عملية تخصيب يورانيوم تديرها الولايات المتحدة” في السعودية، كجزء من اتفاق تطبيع محتمل بين القدس والرياض، حسبما قال مسؤولون إسرائيليون وأمريكيون لم تذكر أسمهاؤهم لصحيفة “وول ستريت جورنال”.
مقابل تطبيع العلاقات مع إسرائيل، تطالب السعودية الولايات المتحدة بإبرام اتفاق دفاع مشترك كبير، وصفقات أسلحة كبيرة، والتعاون في إنشاء برنامج نووي مدني على الأراضي السعودية، فضلا عن تنازلات إسرائيلية للفلسطينيين.
وبحسب تقرير الخميس، يعمل مسؤولون من إسرائيل والولايات المتحدة معا على خطة من شأنها أن تشهد قيام المملكة الخليجية بتخصيب اليورانيوم بشكل علني.
وقال مسؤول إسرائيلي كبير لم يذكر اسمه للصحيفة حول وجهة نظر واشنطن واسرائيل بشأن المفاوضات مع الرياض: “فيما يتعلق بالمسألة النووية، فقد اتفقنا بشكل كامل منذ البداية حول ما لا يمكننا القيام به وما الذي قد نكون قادرين على القيام به”.
وأضاف المسؤول أنه سيكون هناك “الكثير” من الضمانات بشأن أي برنامج محتمل لتخصيب اليورانيوم في السعودية.
وقال خبراء للصحيفة أنه على الرغم من وجود آليات محتملة للإغلاق عن بعد يمكن وضعها في منشأة نووية، أو أنظمة يمكنها تسريع أجهزة الطرد المركزي حتى تتعطل، إلا أنه لا توجد ضمانات بأن مثل هذه الترتيبات ستكون آمنة من الفشل.

وقال التقرير إن الرئيس الأميركي جو بايدن لم يوافق بعد على اقتراح يقضي بتخصيب اليورانيوم في السعودية، وأشار إلى أن المسؤولين في واشنطن ما زالوا يبحثون عن بدائل أخرى.
وقال مسؤول كبير في الإدارة الأمريكية، تحدث مع الصحفيين بعد اجتماع يوم الأربعاء بين بايدن ونتنياهو على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، عن الطلب السعودي للمساعدة الأمريكية في إنشاء برنامج نووي مدني: “مهما تم القيام به فيما يتعلق بالتعاون النووي المدني مع السعودية أو أي طرف آخر، فسوف يلبي ذلك المعايير الأمريكية الصارمة لمنع الانتشار النووي”.
هناك بعض المعارضة في واشنطن للسماح للرياض بتخصيب اليورانيوم – وكذلك في إسرائيل، حيث قال زعيم المعارضة يائير لبيد في أغسطس إن “الاتفاق في الوقت الحالي يعرض أمن إسرائيل والمنطقة للخطر. يجب ألا نمنح السعودية أي مستوى من تخصيب اليورانيوم”.
يوم الأربعاء، قال ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان إن “كل يوم نقترب” من قيام السعودية بتطبيع العلاقات مع إسرائيل، موضحا أن القضية الفلسطينية لا تزال عنصرا “مهما للغاية” في العملية، كما صرح بأت السعودية سيتعين عليها الحصول على سلاح نووي إذا فعلت إيران ذلك.
وقال لشبكة “فوكس نيوز”: “إذا حصلوا على سلاح نووي فلا بد لنا من الحصول عليه”.
Crown Prince #MBS on normalization with Israel and Palestine pic.twitter.com/bjdhL8xUDf
— Ali Shihabi علي الشهابي (@aliShihabi) September 20, 2023
وقال بن سلمان إن السعودية “تشعر بالقلق” إزاء امتلاك أي دولة لسلاح نووي.
ومع ذلك، فقد أشار إلى أنه لن يستخدم أحد السلاح النووي لأن هذا يعني بدء “حرب مع بقية العالم”.
وأضاف: “لا يمكن للعالم أن يرى هيروشيما أخرى”، في إشارة إلى المدينة اليابانية التي دمرتها قنبلة نووية أمريكية خلال الحرب العالمية الثانية.

وقال بن سلمان: “بالنسبة لنا فإن القضية الفلسطينية مهمة للغاية. نحن بحاجة إلى حل هذا الجزء… ولدينا استراتيجية مفاوضات جيدة حتى الآن”.
تمثل أقواله تصريحات علنية نادرة باللغة الإنجليزية لبن سلمان بشأن جهود التطبيع، مما يوفر درجة إضافية من التفاؤل بشأن فرصها، بعد ساعات من مناقشة الرئيس الأمريكي جو بايدن ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو للقضية.
وقال مسؤول كبير في إدارة بايدن تحدث مع الصحفيين بعد اجتماع بايدن ونتنياهو يوم الأربعاء إن رئيس الوزراء الإسرائيلي يدرك أيضا أهمية القضية الفلسطينية في محادثات التطبيع.
هذا من شأنه أن يمثل تحولا في تفكير نتنياهو لأنه سعى في الماضي إلى التقليل علنا من أهمية المحور الفلسطيني في محادثات التطبيع السعودية. ولطالما شعر نتنياهو باستياء من تقديم تنازلات للفلسطينيين، وهو الآن مقيد بائتلاف متشدد يعارض بأغلبية ساحقة حل الدولتين.
لكن إدارة بايدن تؤكد منذ فترة طويلة أن التحركات الرامية إلى تحقيق تقدم كبير في حل الدولتين ضرورية لنجاح الاتفاق لأن التنازلات ستكون ضرورية لتهدئة الانتقادات الموجهة للسعودية في العالم الإسلامي والعربي، ومن أجل إقناع ما يكفي من الديمقراطيين التقدميين في مجلس الشيوخ بالتنازل عن تحفظاتهم بشأن سجل الرياض في مجال حقوق الإنسان من أجل دعم الاتفاق.

وفي أقرب نقطة حتى الآن من اتفاق نتنياهو مع الموقف الأمريكي والسعودي، قال مسؤول إسرائيلي كبير للصحفيين بشرط عدم الكشف عن هويته بعد اجتماع بايدن ونتنياهو إن رئيس الوزراء أخبر الرئيس الأمريكي أن “الفلسطينيين يجب أن يكونوا جزءا من العملية ولكن لا ينبغي أن يكون لهم حق النقض على العملية.”
مقيدا من قبل شركاءه اليمينيين المتطرفين في الإئتلاف الذين يعارضون الخطوات نحو إقامة دولة فلسطينية، يسعى نتنياهو لجعل الحديث عن التنازلات يقتصر على مشاريع اقتصادية لتعزيز سبل عيش الفلسطينيين وتقديم المساعدات للسلطة الفلسطينية التي تعاني من ضائقة مالية، حسبما قال مسؤول مطلع على الأمر لـ”تايمز أوف إسرائيل” يوم الثلاثاء.
أثارت السلطة الفلسطينية، في محادثات مع مسؤولين سعوديين وأميركيين، رغبتها في الحصول على دعم الولايات المتحدة للاعتراف بالدولة الفلسطينية في الأمم المتحدة، وإعادة فتح الولايات المتحدة قنصليتها في القدس التي خدمت الفلسطينيين تاريخيا، وإلغاء تشريع في الكونغرس يعتبر منظمة التحرير الفلسطينية منظمة إرهابية، وقيام إسرائيل بتحويل أراضي في الضفة الغربية إلى السيطرة الفلسطينية، وإزالة البؤر الاستيطانية غير القانونية في الضفة الغربية، وفقا لمسؤولين مطلعين على الأمر.
ساهم في هذا التقرير جيكوب ماغيد ولازار بيرمان