إسرائيل في حالة حرب - اليوم 566

بحث

نتنياهو يصل إلى واشنطن لإجراء محادثات تم ترتيبها على عجل حول رسوم ترامب الجمركية وحرب غزة

رئيس الوزراء يتوجه من المطار للاجتماع مع وزير التجارة الأمريكي هاورد لوتنيك؛ الرحلة تأخذ مسارًا معقدًا لتجنب المجال الجوي للدول التي يمكن أن تنفذ مذكرة اللاعتقال التي أصدرتها المحكمة الجنائية الدولية

رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو (إلى اليمين) وزوجته سارة نتنياهو ينزلان من "جناح صهيون" عند وصولهما إلى العاصمة الأمريكية واشنطن في 6 أبريل، 2025. (Avi Ohayon/GPO)
رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو (إلى اليمين) وزوجته سارة نتنياهو ينزلان من "جناح صهيون" عند وصولهما إلى العاصمة الأمريكية واشنطن في 6 أبريل، 2025. (Avi Ohayon/GPO)

وصل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إلى العاصمة الأمريكية واشنطن ليلة الأحد قبل سلسلة من الاجتماعات التي تم ترتيبها على عجل مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وكبار المسؤولين الأمريكيين على مدى اليومين المقبلين.

وستركز الاجتماعات إلى حد كبير على الحرب المستمرة في قطاع غزة والرهائن الذين لا يزال 59 منهم في الأسر، بالإضافة إلى سياسة التعرفة الجمركية الجديدة التي أعلنها ترامب، والتي بموجبها تواجه البضائع الإسرائيلية تعرفة جمركية أمريكية بنسبة 17٪. كما قال مكتب نتنياهو إن ”العلاقات الإسرائيلية-التركية، والتهديد الإيراني ومواجهة المحكمة الجنائية الدولية“ ستكون على جدول الأعمال.

غادر نتنياهو إلى واشنطن من بودابست يوم الأحد، بعد أقل من 24 ساعة من الإعلان عن الرحلة.

وورد أن الزيارة، التي من المتوقع أن تستمر حتى يوم الثلاثاء ولكن قد يتم تمديدها حسبما ذكرت القناة 12، تم التخطيط لها بعد محادثة ثلاثية الأسبوع الماضي بين نتنياهو وترامب ورئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان.

ولدى وصوله إلى واشنطن مع زوجته سارة نتنياهو، توجه رئيس الوزراء من المطار إلى بلير هاوس في موكب، حيث التقى بوزير التجارة الأمريكي هاورد لوتنيك والممثل التجاري جيميسون غرير.

وقال مكتب نتنياهو إن الاجتماع كان ”حميمًا ومثمرًا“.

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (إلى اليسار) ووزير التجارة الأمريكي هاورد لوتنيك في بلير هاوس في واشنطن، 6 أبريل، 2025. (Avi Ohayon/GPO)

اتخذت طائرة “جناح صهيون” الرئاسية مسارا جويا زاد من مسافة الرحلة من بودابست إلى واشنطن بحوالي 400 كيلومتر من أجل تجنب التحليق فوق دول يُنظر إليها على أنها من المحتمل أن تنفذ مذكرة الاعتقال الصادرة بحق نتنياهو من قبل المحكمة الجنائية الدولية في حال اضطرت الطائرة للهبوط اضطراريًا.

وبما أن إسرائيل تعتقد أن أيرلندا وأيسلندا وهولندا ستنفذ جميعها مذكرة الاعتقال الصادرة عن المحكمة الجنائية الدولية، والتي صدرت بسبب جرائم حرب مزعومة في غزة، فقد حلّقت جناح صهيون بدلا من ذلك فوق كرواتيا وإيطاليا وفرنسا.

لم تكن هذه هي المرة الأولى التي تسلك فيها رحلات رئيس الوزراء مسارات ملتوية لتجنب خطر اعتقال نتنياهو.

استقبال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو (إلى اليمين) من قبل سفير إسرائيل لدى الولايات المتحدة يحيئيل لايتر لدى وصوله إلى العاصمة الأمريكية واشنطن في 6 أبريل، 2025. (Avi Ohatyon / GPO)

في فبراير، عندما سافر رئيس الوزراء إلى واشنطن للقاء ترامب بعد أسابيع من خضوعه لعملية جراحية، اتخذت رحلته مسارًا أطول لضمان تحليقها فوق قواعد الجيش الأمريكي في حال احتاجت للهبوط لأسباب طبية.

وسيلتقي نتنياهو مع ترامب في البيت الأبيض في الساعة الواحدة بعد الظهر بالتوقيت المحلي – الثامنة مساءً في إسرائيل، في الوقت الذي تُبث فيها نشرات الأخبار المسائية الرئيسية – وسيدلي الاثنان بتصريحات مشتركة في المكتب البيضاوي.

وبعد التصريحات، من المتوقع عقد اجتماع موسع، يُتوقع أن يشارك فيه وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر والمبعوث الأمريكي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف، من بين مساعدين آخرين للزعيمين.

وقاد ويتكوف الجهود للتوصل إلى اتفاق جديد لوقف إطلاق النار في غزة، بعد انهيار الاتفاق السابق – الذي كان ينص على عودة جميع الرهائن، ولكنه كان يتطلب أيضًا انسحاب إسرائيل بالكامل من غزة وإنهاء الحرب – وما تلا ذلك من عودة القتال في القطاع.

ويقود ديرمر فريق التفاوض الإسرائيلي في هذا الجهد منذ منتصف شهر فبراير، أي قبل انهيار الاتفاق بفترة وجيزة. عيّن نتنياهو وزير الشؤون الاستراتيجية في هذا المنصب بعد أن قام باستبعاد رئيس الموساد دافيد برنياع ورئيس الشاباك رونين بار – الذي يحاول نتنياهو الآن إقالته – والرجل المكلف بملف الرهائن في الجيش الإسرائيلي نيتسان ألون.

وبعد الاجتماع الموسع، سيعقد نتنياهو وترامب مؤتمرًا صحفيًا مشتركًا في الجناح الشرقي من البيت الأبيض.

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب (يمين) يلتقي رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في المكتب البيضاوي بالبيت الأبيض، 4 فبراير 2025، في واشنطن.(Andrew Caballero-Reynolds / AFP)

الجهود لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن

من المتوقع أن يركز الاجتماع الموسع يوم الاثنين على تجدد القتال في قطاع غزة، وكذلك على محنة الرهائن الـ 59 الذين ما زالوا محتجزين هناك، ويُعتقد أن 24 منهم على قيد الحياة.

وبحسب صحيفة “هآرتس” فإن نتنياهو سيضغط خلال الاجتماع على ويتكوف لزيادة الضغط على البلدين الوسيطين قطر ومصر من أجل إقناع حماس بفكرة وقف إطلاق نار جزئي ومؤقت مقابل إطلاق سراح عدد من الرهائن الأحياء، وليس إنهاء الحرب بشكل دائم كما تطالب الحركة الفلسطينية.

وذكرت هآرتس، نقلا عن مصدر لم تذكر اسمه في الوفد المرافق لنتنياهو، أن إسرائيل تعتقد أن الرهائن الـ 59 المتبقين محتجزون جميعًا في أنفاق تحت غزة.

وأضاف المصدر أن إسرائيل راضية عن الاتجاه الذي يسير فيه الهجوم المتجدد، وأن القوات الإسرائيلية تسيطر على نحو 40٪ من مساحة قطاع غزة البالغة 363 كم مربع.

وقال المصدر إنه من غير المرجح أن يضغط ترامب على نتنياهو لإنهاء الحرب.

المحادثات بشأن التعريفات الجمركية

إلى جانب حرب غزة، على رأس جدول أعمال زيارة نتنياهو إلى واشنطن أيضًا سياسة التعرفة الجمركية الأمريكية الجديدة.

وبموجب هذه السياسة الجديدة، تواجه البضائع الإسرائيلية تعريفة جمركية أمريكية بنسبة 17%، مما أثار مخاوف في اسرائيل لأن الولايات المتحدة هي أقرب حليف لإسرائيل وأكبر شريك تجاري منفرد لها.

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يدلي بتصريحات حول التعريفات الجمركية المتبادلة خلال حدث في حديقة الورود بعنوان ”اجعلوا أمريكا غنية مرة أخرى“ في البيت الأبيض في واشنطن، في 2 أبريل، 2025. (Brendan Smialowski/AFP)

وقبيل مغادرة نتنياهو، قدم له اتحاد المصنعين في إسرائيل تحليلاً يحذر من الضربة الهائلة المحتملة للاقتصاد من الرسوم الجمركية الجديدة التي فرضها الرئيس الأمريكي.

ووفقا للوثيقة، ستتلقى الصادرات الإسرائيلية إلى الولايات المتحدة ضربة بقيمة 2.3 مليار دولار من التعريفات الجمركية، ومن المرجح أن يفقد ما بين 18-26 ألف إسرائيلي وظائفهم.

ويحذر اتحاد المصنعين من أنه إذا تم فرض تعريفات إضافية على صناعات الأدوية والرقائق، التي تم استبعادها حتى الآن من مرسوم ترامب الكاسح، فإن الضرر الذي سيلحق بالصادرات الإسرائيلية قد يصل إلى 3 مليارات دولار.

ويقول التقرير إن المجالات التي من المتوقع أن تكون الأكثر تضررا هي التكنولوجيا المتقدمة، بما في ذلك التكنولوجيا الحيوية، والبلاستيك والمعادن والمواد الكيميائية والوقود والروبوتات والمكونات الإلكترونية.

وفي حديثه إلى الصحفيين على متن طائرة الرئاسة الأمريكية، أكد ترامب في وقت متأخر من يوم الأحد أنه سيتحدث مع نتنياهو حول التعريفات الجمركية، لكنه ظل مبهما بشأن البنود الأخرى المدرجة على جدول الأعمال.

وقال: ”سنتحدث عن التجارة، وسنتحدث عن الموضوع الواضح، تعرفون ما هو الموضوع الواضح”، مضيفا ”هناك الكثير من الأمور التي تحدث في الشرق الأوسط في الوقت الحالي والتي يجب إسكاتها“.

اقرأ المزيد عن