نتنياهو يشكر ترامب على ”دعمه الهائل“ بعد أن طالب الرئيس الأمريكي بوقف محاكمته
زعيم المعارضة لابيد يقول أن ترامب ”لا ينبغي أن يتدخل في إجراءات قانونية في دولة مستقلة“، لكن وزراء الحكومة يؤيدون بحماس دعوة الرئيس الأمريكي
شكر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يوم الخميس دونالد ترامب على ”دعمه الهائل لإسرائيل والشعب اليهودي“، بعد أن طالب الرئيس الأمريكي بإلغاء المحاكمة الجنائية الجارية ضد رئيس الوزراء في منشور نشره خلال الليل على منصة “تروث سوشيال” (Truth Social) الخاصة به.
وكتب نتنياهو على منصة X باللغة الانجليزية، مع ترجمة باللغة العبرية، “سنواصل العمل معا لهزيمة أعدائنا المشتركين، وتحرير مختطفينا، وتوسيع دائرة السلام بسرعة“، وفي وقت لاحق أعاد نشر منشور ترامب باللغة الإنجليزية.
في منشوره، أعرب ترامب عن صدمته من أن إسرائيل ”تواصل مطاردة الساحرات السخيفة ضد رئيس وزرائها العظيم في زمن الحرب“، مجادلا بأن محاكمته ”يجب أن تلغى على الفور، أو أن يُمنح عفوا عاما لهذا البطل العظيم الذي قدم الكثير للدولة“.
يحاكم نتنياهو في ثلاث قضايا فساد، ويواجه تهم الرشوة والاحتيال وخيانة الأمانة. وهو ينفي ارتكاب أي مخالفات ويقول إن جميع التهم ملفقة في إطار انقلاب سياسي قادته الشرطة والنيابة العامة.
Thank you @realDonaldTrump. I was deeply moved by your heartfelt support for me and your incredible support for Israel and the Jewish people.
I look forward to continue working with you to defeat our common enemies, liberate our hostages and quickly expand the circle of peace. https://t.co/zRd6LYfMbY pic.twitter.com/YCGN1dIu0d
— Benjamin Netanyahu – בנימין נתניהו (@netanyahu) June 26, 2025
في وقت لاحق من يوم الخميس، طلب نتنياهو تأجيل شهادته في المحاكمة لمدة أسبوعين، حيث صرح محامي الدفاع عميت حداد أن رئيس الوزراء يجب أن يكرس وقته لـ ”قضايا دبلوماسية ووطنية وأمنية ذات أولوية قصوى“، في أعقاب الحرب الأخيرة مع إيران، التي انتهت يوم الثلاثاء.
وتشمل هذه القضايا ”إدارة الحرب في غزة والتعامل مع قضية المختطفين“، حسبما كتب حداد إلى المحكمة المركزية في القدس، حيث يحاكم نتنياهو.
وقال حداد إن فريق الدفاع سوف “يبذل جهدا” لكي يشهد شهود الدفاع الآخرون مرتين في الأسبوع إذا تمت الموافقة على الطلب.
وأمرت المحكمة النيابة العامة بالرد على الطلب بحلول الساعة 10 صباح يوم الجمعة، وبعد ذلك ستتخذ قرارها.
بينما دعا زعيم المعارضة يائير لابيد ترامب إلى احترام السيادة الإسرائيلية وعدم التدخل في ”عملية قانونية“ داخلية، رحب أعضاء حكومة نتنياهو بحماس بمطلب ترامب، ورفضوا التهم الموجهة إلى رئيس الوزراء باعتبارها اضطهادا سياسيا لزعيم يقولون إنه أنقذ البلاد من الدمار.
وكتب وزير الثقافة ميكي زوهر على منصة X: ”الرئيس ترامب محق، حان الوقت لإلغاء المحاكمة“، مجادلا بأن القضايا المرفوعة ضد رئيس الوزراء ”تنهار على أي حال“.
הנשיא טראמפ צודק – הגיע הזמן לבטל את המשפט!
נשיא המעצמה הגדולה בעולם, וחבר אמת של העם היהודי, דונלד טראמפ, מבטא בקול את מה שרבים מאזרחי ישראל חשים בליבם – דווקא ובמיוחד בעיצומם של ימים היסטוריים בתולדות המדינה.
מורשתו של ראש הממשלה בנימין נתניהו תיחקק בדברי הימים כמי שהציל את… pic.twitter.com/VlNn3qiHHv
— Miki Zohar מיקי זוהר (@zoharm7) June 26, 2025
وفقا لزوهر، الذي نشر صورة تم إنشاؤها بواسطة الذكاء الاصطناعي لترامب ونتنياهو يقفان جنبا إلى جنب مع أسد يزأر خلفهما، “إن رئيس أعظم قوة عظمى في العالم، والصديق الحقيقي للشعب اليهودي، دونالد ترامب، يعبر عما يشعر به العديد من المواطنين الإسرائيليين في قلوبهم”.
وأضاف ”خاصة في هذه الأيام، حيث نحتاج جميعا إلى التركيز على عودة المختطفين وهزيمة أعدائنا، حان الوقت لوضع حد للظلم الذي لا يمكن تصوره والاضطهاد الشخصي ضده – وإلغاء المحاكمة التي لا أساس لها على الفور“.
واتفق وزير الاقتصاد نير بركات مع زوهر، حيث نشر على منصة X ”بينما يقود رئيس الوزراء حربا على سبع جبهات، ويعيد تشكيل الشرق الأوسط، ويستعيد قوة الردع الإسرائيلية، يجب أن تتوقف المحاكمة ضده على الفور“.
وقال وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير إن ”إسرائيل هي بالفعل دولة مستقلة وذات سيادة، لكن الرئيس ترامب محق تماما – لقد حان الوقت لإلغاء المحاكمة السخيفة التي دبرتها الدولة العميقة في محاولة لانقلاب على الديمقراطية. إن إصلاح النظام القضائي أمر ملحّ“.
وقال وزير الاتصالات شلومو قرعي: ”على الرغم من أنني أود أن أرى نتنياهو يواصل سحق الملاحقة السياسية في المحاكمة، فإن هذا العرض كلفنا منذ فترة طويلة أمن الدولة“.
“يتعارض مع المفهوم الأساسي للعدالة”
كما أيد وزير الخارجية غدعون ساعر دعوة ترامب إلى إلغاء محاكمة نتنياهو، واصفا الإجراءات القانونية بأنها مهزلة.
وكتب ساعر في منشور مطول على منصة X: ”بينما كانت النيابة العامة تعمل جاهدة على إعداد استجواب رئيس الوزراء، كان نتنياهو يركز على المناقشات والاستعدادات للحملة التاريخية التي شنتها إسرائيل ضد إيران“، وشكا من أن نتنياهو اضطر إلى تقسيم انتباهه بين التخطيط العسكري وضرورة ”الظهور يوميا للإدلاء بشهادته في ’محاكمة‘ فقدت منذ زمن طويل أي قيمة“.
وأشار ساعر إلى أن القضاة في محاكمة نتنياهو أبلغوا النيابة العامة في القضية أن تهمة الرشوة الموجهة إلى رئيس الوزراء صعبة الإثبات ويجب إعادة تقييمها، وشكا من أن التهم المتبقية بالاحتيال وخيانة الأمانة ”كان ينبغي شطبها من كتب القانون منذ زمن طويل“.
وتساءل: ”ما الفائدة من الاستمرار في محاكمة نتنياهو؟ كم سنة أخرى ستستغرق حتى تنتهي؟“، مذكرا أنه عندما كان في المعارضة، دعا إلى إنهاء المحاكمة عن طريق صفقة تفاوضية – رغم أنه يقول إن الأمور تغيرت منذ 7 أكتوبر.
وأكد ساعر ”رئيس الوزراء، الذي يدير هذه الحملة التاريخية على مدار الساعة بتفان، مجبر على مواصلة محاكمته بالتوازي، ومؤخرا، شهادته أيضا. الجميع يدرك أن هذا اختلال غير معقول يتعارض مع المفهوم الأساسي للعدالة“.
وتابع ”لدى النيابة العامة ورئيسها العديد من الخيارات القانونية لإنهاء هذه المهزلة. على سبيل المثال، كان بإمكانهم منذ فترة طويلة استخدام الصلاحيات التي يمنحها لهم القانون لوقف الإجراءات. لكن ذلك لم يحدث أيضا“.
بصفته وزير العدل في عام 2022، أوصى ساعر بتعيين النائبة العامة الحالية غالي بهاراف-ميارا، التي تعارض التوصل إلى اتفاق في قضية نتنياهو. وتضمنت قائمته الأولية للمرشحين نائب النائبة العامة آنذاك راز نيزري، الذي أيد التوصل إلى اتفاق في قضية نتنياهو. لكن ساعر لم يدعم ترشيحه في نهاية المطاف.
وتساءل ساعر ”نظرا لرفض النيابة العامة النظر في أي من الخيارات المتاحة لها لإنهاء هذه القضية، فليس من المستغرب أن تكتسب الدعوة إلى العفو زخما. لذا، عندما يدعو رئيس الولايات المتحدة إلى إلغاء المحاكمة أو العفو، فهل هناك من يستطيع أن يقول إنه مخطئ؟“
معاقبة النائبة العامة
وناشدت النائبة المثيرة للجدل من حزب “الليكود”، طالي غوتليف، ترامب فرض عقوبات على بهاراف-ميارا ورئيس المحكمة العليا يتسحاق عميت، بحجة أنهما ”يتصرفان بدوافع خبيثة وسياسية… لإضعاف قوة رئيس الوزراء نتنياهو“.
واتهمت المسؤولين القانونيين بأنهما ”يقوضان بشدة قدرة الحكومة التي يقودها نتنياهو على الحكم وقيادة إسرائيل إلى هزيمة أعدائها“.
تدخل غير لائق
واتخذ رئيس لجنة الدستور والقانون والقضاء في الكنيست، سيمحا روتمان (الصهيونية المتدينة)، موقفا مختلفا بعض الشيء، حيث أصر على أن دعوة ترامب لإنهاء محاكمة نتنياهو غير لائقة حتى لو كان على حق.
وقال “النظام القضائي الإسرائيلي يعاني من عيوب كثيرة، ومحاكمة نتنياهو ربما تكون مثالا على تراكم العديد من هذه العيوب… وفي جوهر الأمر، من الواضح أن ترامب محق”، لكن “ليس من دور رئيس الولايات المتحدة التدخل في الإجراءات القانونية في دولة إسرائيل”، مضيفا أن “استقلال دولة إسرائيل واستقلال نظامها القضائي قيمتان مهمتان لنا جميعا، بما في ذلك لبنيامين نتنياهو”.
وبدلا من ذلك، قال روتمان إن على الرئيس يتسحاق هرتسوغ، الذي يتمتع بسلطة العفو، أن يتدخل لـ ”وقف هذه الملحمة السخيفة“.
“وإذا لم يفعل ذلك، فإن الكنيست يمكنها وينبغي عليها أن تفعل ذلك”، كما قال روتمان، مناشدا هرتسوغ “أن ينصف هذا البلد”.
وفي حين أن الكنيست لا تملك سلطة إلغاء محاكمة رئيس الوزراء، هدد نواب مؤيدون لنتنياهو بسن قانون لإلغاء جريمتي الاحتيال وخيانة الأمانة من القانون الجنائي. وفي حالة حدوث ذلك، وهو أمر مستبعد للغاية، وبافتراض أن مثل هذا التشريع سيطبق بأثر رجعي على القضايا الجارية، لن يتبقى على نتنياهو سوى تهمة الرشوة في القضية 4000.
”تعويض“ ترامب لنتنياهو
في حديثه مع موقع “واينت” الإخباري، أكد زعيم المعارضة يائير لابيد أن الإسرائيليين يقدّرون الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، لكن لا ينبغي له أن يتدخل في الشؤون القضائية الداخلية الإسرائيلية.
وقال لابيد: ”نحن ممتنون للرئيس ترامب، لكن كما قال [النائب] سيمحا روتمان، لا ينبغي للرئيس أن يتدخل في إجراءات قانونية في دولة مستقلة“. وأضاف أنه يفترض أن التدخل في المشاكل القانونية لنتنياهو هو شكل من أشكال ’التعويض‘ من ترامب لنتنياهو، ”لأنه سيضغط على [نتنياهو] في قضية غزة لإنهاء الحرب“.
وردا على ذلك، دعا روتمان لابيد إلى الانضمام إليه في توقيع رسالة إلى هرتسوغ ”تطالب بوقف محاكمة نتنياهو“، مشيرا إلى أنه إذا لم يتدخل هرتسوغ، ”فلنقدم مشروع قانون بهذا الشأن“.
ولم يعلق رئيس وحدة “الوحدة الوطنية” بيني غانتس، ولا زعيم حزب “الديمقراطيون” يائير غولان، ولا زعيم حزب “يسرائيل بيتنو” أفيغدور ليبرمان على دعوة ترامب لإنهاء محاكمة نتنياهو.