نتنياهو يشكر بوتين على مساعدته في تأمين الإفراج عن الرهائن الروس الإسرائيليين
محادثة هاتفية بمناسبة الاحتفال السنوي بهزيمة النازية، والقائدان يؤكدان دور الاتحاد السوفيتي في الانتصار في الحرب العالمية الثانية

تحدث رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عبر الهاتف يوم الثلاثاء عشية “يوم النصر في أوروبا”، حسبما قال الزعيمان، في مكالمة هاتفية تناولت ”التطورات الإقليمية“ واحتفلت بدور الاتحاد السوفيتي في هزيمة ألمانيا النازية في الحرب العالمية الثانية.
كما شكر نتنياهو الزعيم الروسي على مساعدته في تأمين الإفراج عن ساشا تروفانوف من الأسر في غزة في فبراير، حسبما علم ”تايمز أوف إسرائيل“. كما قدم لبوتين لمحة عامة عن الجهود الإسرائيلية الجارية لإطلاق سراح الرهائن المتبقين.
وخلال المكالمة، ”تبادل الزعيمان تحيات حارة بمناسبة الذكرى الثمانين للانتصار على ألمانيا النازية في الحرب العالمية الثانية“، حسبما جاء في البيان الإسرائيلي عن المكالمة.
تحتفل إسرائيل، مثل روسيا وبعض الدول السوفيتية السابقة، بيوم النصر في 9 مايو، بينما تحتفل معظم الدول الأوروبية به قبل يوم واحد من ذلك.
وأضاف البيان أن ”رئيس الوزراء شدد على المساهمة الحاسمة للجيش الأحمر في الانتصار على النازيين، وأبرز أهمية العديد من القادة والمقاتلين اليهود في الحرب“.
من ناحية أخرى، أبرز البيان الروسي الصادر بشأن المكالمة إدانة بوتين لمحاولات ”تحريف“ تاريخ الحرب العالمية الثانية.
وقال الكرملين: ”أشير إلى أن البلدين مصممان على الدفاع عن الحقيقة بشأن أحداث الحرب العالمية الثانية، ومواجهة محاولات تحريف نتائجها وتزوير التاريخ“.

وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد أكد الأسبوع الماضي أن الولايات المتحدة كانت أكبر مساهم في انتصار الحلفاء في الحرب العالمية الثانية، وهو ما أثار غضب روسيا.
وقال الكرملين إن ”ذكرى أبطال الحرب، أولئك الذين ضحوا بأرواحهم من أجل النصر، مقدسة في كل من روسيا وإسرائيل، حيث يعتبر يوم 9 مايو عطلة رسمية“.
كما طلب بوتين من نتنياهو أن ينقل تحياته إلى قدامى المحاربين الإسرائيليين تكريما للذكرى الثمانين لهزيمة ألمانيا النازية، حسبما أفاد الكرملين.
وقال الكرملين إن الزعيمين ناقشا أيضا ”مختلف جوانب الوضع في الشرق الأوسط“، فضلا عن ”القضايا الراهنة في العلاقات الثنائية“.
تربط روسيا علاقات مع جميع الأطراف الفاعلة الرئيسية في الشرق الأوسط، بما في ذلك إسرائيل وإيران ولبنان، فضلا عن السلطة الفلسطينية وحركة حماس.
وقد استغلت علاقاتها مع حركة حماس في عدة مناسبات من أجل تأمين الإفراج عن الرهائن الذين يحملون الجنسية الروسية وتم اختطافهم في 7 أكتوبر 2023.
في نوفمبر 2023، أطلقت الحركة في غزة سراح الرهائن إيلينا تروفانوف وإيرينا تاتي وسابير كوهين كبادرة حسن نية تجاه بوتين، وفي فبراير 2025، أطلقت سراح ساشا، نجل تروفانوف.
وقد التقوا الشهر الماضي مع بوتين في الكرملين بموسكو، حيث نسب الرئيس الروسي الفضل إلى ”العلاقات المستقرة منذ فترة طويلة مع الشعب الفلسطيني“ في ضمان حريتهم.
كما شارك الكرملين في الجهود الرامية إلى تأمين الإفراج عن مكسيم هيركين، وهو رهينة إسرائيلي من منطقة دونباس في أوكرانيا وله أقارب روس.
جاءت هذه المكالمة قبل يوم النصر الذي يحل يوم الجمعة، حيث سيلقي بوتين كلمة في استعراض عسكري كبير في موسكو للاحتفال بما تسميه البلاد “يوم النصر على ألمانيا النازية”.
كان للحرب العالمية الثانية، التي تُذكر رسميا في روسيا باسم ”الحرب الوطنية العظمى“، تأثير مدمر على الاتحاد السوفيتي، حيث أسفرت عن مقتل أكثر من 20 مليون مدني وعسكري.
وقد أباد النازيون أكثر من ستة ملايين يهودي في الهولوكوست.

طوال فترة حكمه، استغل بوتين الصدمة الوطنية التي خلفتها الحرب، وجعل يوم 9 مايو أهم عطلة رسمية في روسيا، ورفع جيشه راية الدفاع عن البلاد ضد الفاشية.
كما زعم بوتين مرارا أن روسيا تحارب ”نظاما نازيا“ في أوكرانيا، واستخدم ذلك ذريعة لشن حربه المستمرة منذ ثلاث سنوات وأودت بحياة عشرات الآلاف.
توترت العلاقات بين إسرائيل وروسيا إلى حد ما في أعقاب الهجوم الذي قادته حركة حماس في 7 أكتوبر 2023، حيث انتقدت موسكو بانتظام الحرب في غزة.
ومع ذلك، واصلت إسرائيل تقديم دعم متواضع فقط لكييف وسط الغزو الروسي لأوكرانيا، وانضمت في فبراير إلى الولايات المتحدة في التصويت ضد قرار الأمم المتحدة الذي يدعو إلى إعادة تأكيد وحدة أراضي أوكرانيا.