نتنياهو يشبّه مخيمات “الغوغاء المعادين للسامية” في الجامعات الأمريكية بـ”ألمانيا النازية في الثلاثينيات”
رئيس الوزراء يزعم أن المتظاهرين المناهضين لإسرائيل يهتفون أيضا "الموت لأمريكا"؛ المواجهة في جامعة كولومبيا مستمرة وسط مزاعم متضاربة حول محادثات مع الإدارة بشأن إزالة الخيام
انتقد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو “تصاعد معاداة السامية” في الولايات المتحدة في رسالة فيديو باللغة الإنجليزية الأربعاء، وسط احتجاجات واسعة النطاق مناهضة لإسرائيل ومناصرة للفلسطينيين في الجامعات في جميع أنحاء الولايات المتحدة.
انخرط النشطاء الغاضبون من الحرب الإسرائيلية على حركة حماس في غزة في مواجهة متصاعدة مع إدارات الجامعات التي تسعى إلى تفكيك مخيمات الاعتصام، حيث قال الطلاب وأعضاء هيئة التدريس اليهود إن المظاهرات تشمل مضايقات معادية للسامية ودعوات للعنف ضد اليهود، بالإضافة إلى دعم هجوم حماس في 7 أكتوبر.
وقال نتنياهو في بيانه، الذي شبه فيه المشاهد في الجامعات الأمريكية بتلك التي سبقت الهولوكوست في المحرقة النازية، “لقد استولى الغوغاء المعادون للسامية على الجامعات الرائدة. إنهم يدعون إلى إبادة إسرائيل، ويهاجمون الطلاب اليهود، ويهاجمون أعضاء هيئة التدريس اليهود”.
“هذا يذكرنا بما حدث في الجامعات الألمانية في الثلاثينيات. هذا أمر غير معقول ولا بد من وقفه وإدانته بشكل لا لبس فيه”.
وتابع قائلا: “لكن ليس هذا ما حدث. عندما تستمع إليهم، فإنهم لا يقولون فقط ’الموت لإسرائيل’ و’الموت لليهود’، بل يقولون أيضا ’الموت لأمريكا’”.
وانتقد نتنياهو “تصاعد السامية” في الولايات المتحدة “بينما تحاول إسرائيل الدفاع عن نفسها ضد إرهابيين يسعون لإبادة جماعية ويختبئون وراء مدنيين”.
Anti-Semitism on campuses in the United States is reminiscent of what happened in German universities in the 1930s.
The world cannot stand idly by. pic.twitter.com/oHlwig1vCl
— Benjamin Netanyahu – בנימין נתניהו (@netanyahu) April 24, 2024
وقال: “لقد رأينا في التاريخ أن الهجمات المعادية للسامية كان دائما يسبقها التشهير والإفتراء… علينا أن نوقف معاداة السامية لأن معاداة السامية هي طائر الكناري في منجم الفحم. إنها دائما تسبق حرائق أكبر تجتاح العالم بأسره”.
في غضون ذلك، قالت جامعة كولومبيا يوم الأربعاء إن الطلاب وافقوا على إزالة “عدد كبير” من عشرات الخيام التي قاموا بنصبها في حرم الجامعة بمدينة نيويورك كجزء من مخيم الاعتصام المناهض لإسرائيل.
وقالت إدارة الجامعة إنها مددت المهلة التي منحتها للمحتجين وكان من المفترض أن تنتهي في منتصف الليل بـ 48 ساعة للتوصل إلى اتفاق مع القادة الطلابيين للاحتجاج، مشيرة إلى إحراز “تقدم كبير” في المحادثات.
وبينما يعمل الجانبان على إنهاء المواجهة، انتشرت احتجاجات مماثلة في جامعات أخرى في أنحاء الولايات المتحدة، بما في ذلك مخيم اعتصام تم إنشاؤه في حرم جامعة جنوب كاليفورنيا في لوس أنجلوس.
وقال ممثلون من التحالف الطلابي “جامعة كولومبيا لنزع الفصل العنصري”، وهو ائتلاف من مجموعات طلابية مؤيدة للفلسطينيين صباح الأربعاء إن جامعة كولومبيا وافقت على تمديد المحادثات حتى الساعة الرابعة من فجر يوم الجمعة على الأقل.
ولم يذكر بيانهم شيئا عن اتفاق لتفكيك الخيام. وقال ممثلو التحالف الطلابي إن المحادثات تعثرت في وقت متأخر من ليلة الثلاثاء بعد أن هددت جامعة كولومبيا “بتمشيط وشيك” للمخيم من قبل شرطة نيويورك أو الحرس الوطني، لكن الجامعة قدمت منذ ذلك الحين تعهدا كتابيا بسحب التهديد.
وردا على سؤال حول ادعاء الطلاب بشأن التهديد بعملية أمنية لسلطات تطبيق القانون، قال بن تشانغ المتحدث باسم كولومبيا لرويترز في رسالة بالبريد الإلكتروني: “لا يوجد أي أساس على الإطلاق لطرح هذا الادعاء فيما يتعلق بالحرس الوطني”.
تجمع الطلاب في عدد متزايد من الجامعات الأمريكية في خيام اعتصام مع مطلب موحد من جامعاتهم: وقف تعاملاتها مع إسرائيل – أو أي شركة تعمل على تمكين حربها المستمرة في غزة، والانضمام إلى حملة مستمرة منذ عقود ضد إسرائيل وسياساتها تجاه الفلسطينيين، وهو ما تقول الجماعات المؤيدة لإسرائيل إنه بمثابة دعوات لتدمير الدولة اليهودية.
في زيارة قام بها إلى جامعة كولومبيا يوم الأربعاء، دعا رئيس مجلس النواب الأمريكي مايك جونسون رئيسة الجامعة نعمت (مينوش) شفيق إلى تقديم استقالتها “إذا لم يكن بمقدورها إحلال النظام في هذه الفوضى”، في حين شجب “فيروس معاداة السامية”.
وقال جونسون: “إذا لم يتم احتواء ذلك بسرعة وإذا لم يتم إيقاف هذه التهديدات والتخويف، فهناك وقت مناسب للحرس الوطني”.
بعد لقائه مع طلاب يهود، تحدث جونسون في مؤتمر صحفي في الحرم الجامعي، قاطعه متظاهرون خلاله بصيحات تضمنت هتافات “مايك أنت فاشل”.
بإلهام من الاحتجاجات المستمرة والغضب من اعتقال أكثر من 100 طالب في جامعة كولومبيا الأسبوع الماضي، تجمع الطلاب من ماساتشوستس إلى كاليفورنيا في المئات من الجامعات، ونصبوا خيام اعتصام وتعهدوا بعدم التزحزح من أماكنهم حتى يتم تلبية مطالبهم.
وكثف منتقدو الاحتجاجات، بما في ذلك أعضاء جمهوريون بارزون في الكونغرس الأمريكي، الاتهامات بمعاداة السامية والمضايقات لدى بعض المتظاهرين على الأقل. وأثار المدافعون عن الحقوق المدنية، بما في ذلك الاتحاد الأمريكي للحريات المدنية (ACLU)، مخاوف تتعلق بحرية التعبير بشأن الاعتقالات.
اندلعت الحرب بين إسرائيل وحماس عندما اقتحم 3000 مسلح إسرائيل عبر الحدود في 7 أكتوبر في هجمات غير مسبوقة قادتها حماس وأسفرت عن مقتل 1200 شخص، في حين تم اختطاف 253 آخرين إلى غزة.
وأدى الهجوم الإسرائيلي الذي أعقب ذلك إلى مقتل أكثر من 34 ألف فلسطيني، وفقا لوزارة الصحة التي تديرها حماس في غزة. ولا يمكن التحقق من هذا العدد بشكل مستقل، وهو يشمل أكثر من 13 مقاتل تقول إسرائيل إنها قتلتهم منذ بداية الحرب. ويقول الجيش الإسرائيلي إن 261 من جنودها قُتلوا في القتال.
ويريد المتظاهرون أن تسحب الأوقاف الجامعية استثماراتها من المصالح الإسرائيلية، وأن تنهي الولايات المتحدة المساعدات العسكرية لإسرائيل أو على الأقل أن تجعلها مشروطة بتحسين وضع الفلسطينيين.
يوم الأربعاء، بقيت حوالي 60 خيمة في مخيم الاعتصام بجامعة كولومبيا، الذي بدا هادئا، مع دخول الطلاب وخروجهم – حيث حملت فتاة فرشاة أسنان، وتحدثت امرأة عبر مكبر الصوت عن أسباب الاحتجاج. وظلت الإجراءات الأمنية مشددة حول الحرم الجامعي، حيث طُلب من الوافدين إظهار بطاقة الهوية، وقامت الشرطة بوضع حواجز معدنية.
واستدعت جامعة كولومبيا يوم الخميس الماضي الشرطة التي اعتقلت أكثر من 100 طالب في المخيم بتهمة التعدي على ممتلكات الغير، وهي خطوة غير مألوفة أثارت غضب بعض أعضاء هيئة التدريس. وتم إبعاد الطلاب عن العمل وتفكيك الخيام، لكن الطلاب نصبوا منذ ذلك الحين أكثر من 100 خيمة على إحدى المناطق العشبية.
وقالت شفيق في وقت متاخر من يوم الثلاثاء إن “المخيم يثير مخاوف خطيرة تتعلق بالسلامة، ويعطل الحياة في الحرم الجامعي، ويخلق بيئة متوترة ومعادية في بعض الأحيان للعديد من أعضاء مجتمعنا. من الضروري أن نمضي قدما في خطة لتفكيكه”.
وقالت جامعة كولومبيا إنها اتفقت مع ممثلي الاحتجاج على أن الطلاب فقط هم الذين سيبقون في المخيم، وأنهم سيجعلونه أكثر ترحيبا وسيقومون بحظر اللغة التمييزية أو المضايقات فيه.
واستمرت المواجهات في جامعات أخرى في جميع أنحاء البلاد، بما في ذلك في جامعة ولاية كاليفورنيا للفنون التطبيقية في مقاطعة هومبولت، حيث استخدم المحتجون هذا الأسبوع الأثاث والخيام والسلاسل والأربطة البلاستيكية لإغلاق مدخل المبنى وتحصنوا داخله. واستمرت مخيمات الاعتصام في الظهور، بما في ذلك في جامعة براون في رود آيلاند وجامعة هارفارد في ماساتشوستس.
وفي مكان آخر، في جامعة مينيسوتا، شاركت النائبة الديمقراطية الأمريكية إلهان عمر في احتجاج في وقت متأخر من يوم الثلاثاء، بعد ساعات من اعتقال تسعة متظاهرين في الحرم الجامعي عندما قامت الشرطة بإزالة مخيم أمام المكتبة. واحتشد المئات بعد الظهر للمطالبة بالإفراج عن المعتقلين.
ابنة عمر كانت من بين المتظاهرين الذين تم اعتقالهم في جامعة كولومبيا في الأسبوع الماضي.
ليلة الثلاثاء أيضا، ألقت الشرطة القبض على أكثر من 200 متظاهر أغلقوا حركة المرور في بروكلين، بالقرب من منزل السيناتور تشاك شومر، خلال مظاهرة لا تتعلق بالاحتجاجات الجامعية تطالب بوقف دائم لإطلاق النار في غزة. ونظمت الاحتجاج منظمة “الصوت اليهودي من أجل السلام” في الليلة الثانية من عيد الفصح اليهودي.
في بعض الاحتجاجات أخفى الطلاب هوياتهم. وفي مخيم يضم حوالي 40 خيمة في قلب حرم جامعة ميشيغان في آن أربور، ارتدى كل الطلاب تقريبا أقنعة تم تسليمها لهم عند دخولهم.
ورفض الطلاب المتظاهرون التعريف عن أنفسهم للصحفيين، قائلين إنهم يخشون انتقام الجامعة. وقال منظمو الاحتجاج إن بعض الطلاب الذين شاركوا في الاحتجاجات السابقة في ميشيغن كانوا عرضة لاستقاء معلوماتهم الشخصية والعقاب. لكن بعض المارة من الطلاب صرخوا على المتظاهرين مطالبين إياهم بإزالة الأقنعه وإظهار وجوههم.
وقد أدى تصاعد التظاهرات إلى جعل الجامعات تجد صعوبة في تحقيق التوازن بين سلامة الحرم الجامعي وحقوق حرية التعبير. لقد تسامحت الكثير من الجامعات مع الاحتجاجات لفترة طويلة، لكنها الآن تحاول فرض الانضباط بشكل صارم بسبب ما تقول إنها مخاوف تتعلق بالسلامة.
وفي جامعة نيويورك، قالت الشرطة هذا الأسبوع إن 133 متظاهرا تم احتجازهم وتم إطلاق سراحهم جميعا بموجب أوامر استدعاء للمثول أمام المحكمة بتهم السلوك غير المنضبط.
وتم القبض على أكثر من 40 متظاهرا يوم الاثنين في مخيم اعتصام بجامعة ييل.
وفرضت جامعة هارفارد هذا الأسبوع قيودا على الوصول إلى ساحة هارفارد الشهيرة حيث اقتصر الدخول على أولئك الذين يحملون بطاقة هوية جامعية. وقال المتظاهرون إنهم أقاموا مخيما في الساحة يضم 14 خيمة ونحو 30 شخصا يوم الأربعاء، بعد مظاهرة احتجاج على تعليق الجامعة عضوية “لجنة التضامن مع فلسطين بجامعة هارفارد”.
وقال كريستيان ديليون، طالب دكتوراه في الأدب، إنه يتفهم السبب وراء محاولة إدارة جامعة هارفارد تجنب الاحتجاجات، لكنه قال إنه لا يزال يتعين أن يكون هناك مكان للطلاب للتعبير عن أفكارهم.
مضيفا: “يجب أن نكون جميعا قادرين على استخدام هذه الأنواع من المساحات للاحتجاج، ولإسماع أصواتنا”.
وقال بن ويزنر، وهو محام لدى الاتحاد الأمريكي للحريات المدنية، إن قادة الجامعات يواجهون قرارات صعبة للغاية لأنهم يتحملون مسؤولية ضمان قدرة الناس على التعبير عن آرائهم، حتى عندما يجدها الآخرون مسيئة، بينما عليهم حماية الطلاب من التهديدات والترهيب.