نتنياهو يزور الصين الشهر المقبل في زيارة قد تزعج بايدن
قال مصدر إسرائيلي إن الزيارة تظهر أن أمام رئيس الوزراء خيارات دبلوماسية أخرى، بعد أن أوضح بايدن أنه لن يدعو رئيس الوزراء الإسرائيلي في المستقبل القريب
أفادت مصادر إسرائيلية يوم الإثنين أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو سيزور الصين الشهر المقبل، في إشارة إلى نفاد الصبر المتزايد من واشنطن، بينما تلقي بكين بثقلها بشكل متزايد في المنطقة.
أثناء وجوده في الصين، من المقرر أن يلتقي رئيس الوزراء مع الرئيس شي جينبينغ وقادة صينيين آخرين. وقالت المصادر انه تم اجراء اتصالات متقدمة في الايام الاخيرة بين مكتبي الزعيمين لترتيب الزيارة.
ولم يتم تحديد مواعيد للرحلة ولم تعلن القدس أو بكين عن أي خطط للزيارة. وقال مكتب رئيس الوزراء أنه “لا يوجد تعليق في الوقت الحالي”. ولم ترد السفارة الصينية في تل أبيب على الفور على طلب للتأكيد.
وتهدف الزيارة، من بين أمور أخرى، إلى الإشارة إلى واشنطن بأن نتنياهو لديه فرص دبلوماسية أخرى، حسبما قالت مصادر دبلوماسية إسرائيلية لموقع “زمان يسرائيل” العبري الشقيق لتايمز أوف إسرائيل يوم الإثنين.
ولا يزال الرئيس الأمريكي جو بايدن يتجنب دعوة نتنياهو حتى الآن. وفي مارس، قال إنه لن تتم دعوة نتنياهو على المدى القريب، في سياق الاحتجاجات في إسرائيل ضد خطط الحكومة لإعادة تشكيل النظام القضائي.
“نتنياهو لن يقف وينتظر دعوة لن تكون وشيكة لزيارة البيت الأبيض. إنه يعمل أيضا في قنوات موازية”، قال مصدر دبلوماسي.
وأضاف المصدر أن “الصين كثفت تدخلها في الشرق الأوسط في الآونة الأخيرة، وعلى رئيس الوزراء أن يكون هناك من أجل تمثيل مصالح إسرائيل”.
وتوسطت الصين في استئناف العلاقات الدبلوماسية بين إيران والسعودية في مارس.
ويُعتقد أن نتنياهو سيحاول تعزيز العلاقات مع السعودية بمساعدة الصين، وهي خطوة من المرجح أن تثير استياء واشنطن، التي تعمل من أجل التطبيع.
وفي الأسابيع الأخيرة، أشار مسؤولون أمريكيون إلى تصرفات حكومة نتنياهو، مثل الموافقات على البناء في المستوطنات، كأسباب لإبتعاد الرياض.
كما كثفت الصين تعاملاتها مع السلطة الفلسطينية. واستضافت رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس في بكين الأسبوع الماضي في زيارة رسمية، وقدمت لعباس خطة صينية جديدة للسلام الإسرائيلي الفلسطيني.
ووصفت مصادر رفيعة المستوى زيارة نتنياهو الوشيكة بأنها “تكسر الإطار”. ولطالما كان للولايات المتحدة نفوذ كبير في الشرق الأوسط، حيث تعتبر إسرائيل أحد أهم حلفائها في المنطقة.
ويمكن للتحول إلى الصين أن يغير هذه العلاقة، لكنه قد يقدم أيضا دفعة كبيرة لنفوذ بكين في الشرق الأوسط. ومن خلال استضافة نتنياهو، يبدو أن شي سيبث جدية الصين بشأن الانخراط في المنطقة واهتمامها بعلاقة جديدة مع إسرائيل.
وتأثرت العلاقات بين اسرائيل وواشنطن في ظل الحكومة الحالية. إدارة بايدن صريحة بشكل متزايد في انتقادها لسياسات إسرائيل في الضفة الغربية وكذلك الإصلاح القضائي الذي يقول النقاد إنه سيضعف الديمقراطية.
وعلى الرغم من الانتقادات، لم تتخذ الولايات المتحدة إجراءات تذكر ضد إسرائيل، على الرغم من اعتبار عدم دعوة نتنياهو على أنه علامة على استيائها.
وأشارت المصادر إلى أن الرئيس إسحاق هرتسوغ من المقرر أن يزور البيت الأبيض في غضون ثلاثة أسابيع، مما قد يوازن الصورة إلى حد ما فيما يتعلق بالعلاقات مع الولايات المتحدة. وعلى الرغم من كونه رئيسًا صوريًا، فقد لعب دورًا أكثر نشاطًا في شؤون السياسة الخارجية مقارنة بالعديد من أسلافه.
وكانت آخر مرة زار فيها نتنياهو الصين، على رأس وفد تجاري كبير، في مارس 2017. وزار عباس البلاد بعد أربعة أشهر.