نتنياهو يزعم أنه المسؤول عن بدء العملية “التاريخية” التي أدت إلى سقوط نظام الأسد
الجيش الإسرائيلي يسيطر على المنطقة العازلة على طول الحدود، بما في ذلك الجانب السوري من جبل الشيخ، ويقال إنه يقصف منشآت أبحاث صواريخ ومخازن أسلحة كيميائية حول دمشق
ادعى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الأحد أنه هو المسؤول عن بدء سلسلة الأحداث التي أدت إلى سقوط نظام بشار الأسد المفاجئ في سوريا، والذي وصفه بأنه “يوم تاريخي”، بينما استولى الجيش الإسرائيلي على المنطقة العازلة على حدود البلدين.
وقال نتنياهو خلال زيارة لجبل الغرام (بنطل) على الحدود الإسرائيلية مع سوريا: “إنه يوم تاريخي في تاريخ الشرق الأوسط، حيث يشكل نظام الأسد حلقة مركزية في محور الشر الإيراني – وقد سقط هذا النظام”.
وأضاف أن هذا “يُعتبر نتيجة مباشرة للضربات التي سددناها لإيران وحزب الله وهما أكبر الداعمات لنظام الأسد”، في إشارة إلى 14 شهرا من القتال ضد إيران وحماس وحزب الله ووكلاء إيران الآخرين منذ السابع من أكتوبر من العام الماضي.
وأن هذا “أدى إلى تفاعل متسلسل تردد صداه عبر أنحاء الشرق الأوسط لكل الذين يرغبون في التحرر من هذا النظام القمعي والطغياني”.
وأشار نتنياهو إلى “سياسة حسن الجوار” التي اتبتها إسرائيل في ذروة الحرب الأهلية السورية، عندما قدمت البلاد العلاج الطبي لآلاف السوريين، وأرسلت آلاف الأطنان من المساعدات الإنسانية إلى البلاد. وأضاف أن “ناك المئات من الأطفال السوريين الذين وُلدوا هنا في إسرائيل”.
كما قال أن إسرائيل ستواصل في المستقبل سياسة مماثلة تتمثل في تقديم المساعدات الإنسانية للمدنيين السوريين مع تجنب التدخل في الصراعات الداخلية.
Prime Minister Benjamin Netanyahu:
"This is a historic day for the Middle East. The collapse of the Assad regime, the tyranny in Damascus, offers great opportunity but also is fraught with significant dangers. pic.twitter.com/wVKyO3vKMb
— Prime Minister of Israel (@IsraeliPM) December 8, 2024
وأكد رئيس الوزراء أيضا أن إسرائيل تمد يد السلام للدروز والأكراد والمسيحيين والمسلمين في سوريا.
وحذر نتنياهو الأحد من أنه رغم الفرص الجديدة، فسقوط الأسد يحمل أيضا مخاطر جديدة.
وقال: “نعمل في الدرجة الأولى على حماية حدودنا. هذه المنطقة كانت تحكمها على مدار قرابة 50 عاما منطقة عازلة اتفِق عليها عام 1974 بموجب اتفاقية فك الارتباط. وقد انهارت هذه الاتفاقية بترك الجنود السوريين لمواقعهم”.
وأضاف أنه أوعز مع وزير الدفاع يسرائيل كاتس الجيش بالاستيلاء على المنطقة العازلة، “حيث لن نسمح لأي قوة معادية بالتموضع على حدودنا”.
الجيش ينتشر في المنطقة العازلة ويسيطر على الجانب السوري من جبل الشيخ
قال الجيش الإسرائيلي الأحد إنه نشر قواته في المنطقة العازلة، لكنه لم يعلق على مواقع محددة.
وسيطرت قوات من وحدة “شالداج” النخبة التابعة لسلاح الجو الإسرائيلي على الجانب السوري من جبل الشيخ يوم الأحد، ولم تواجه أي مقاومة خلال العملية، بحسب الجيش.
وأكد الجيش أن انتشاره في المنطقة العازلة بين إسرائيل وسوريا كان إجراء دفاعيا ومؤقتا في ظل الفوضى التي تشهدها البلاد بعد سقوط نظام الأسد.
وأفاد الجيش بأن قواته انتشرت في مواقع استراتيجية محددة في المنطقة العازلة لمنع تواجد مسلحين مجهولين في المنطقة.
وخلال عطلة نهاية الأسبوع، شوهد مسلحون في المنطقة العازلة، بما في ذلك خلال حادث تعرض فيه موقع للأمم المتحدة للهجوم.
ويخشى الجيش من أن تقوم قوات معادية بمهاجمة إسرائيل في أعقاب سقوط النظام، ومع وجود وفرة الأسلحة في المنطقة.
وقال الجيش إن التحرك للسيطرة على المنطقة العازلة يهدف فقط إلى حماية إسرائيل من الهجمات، وسيبقى هناك حتى يتضح الوضع.
وهذه هي المرة الأولى منذ توقيع اتفاق فك الارتباط عام 1974 التي تنتشر فيها القوات الإسرائيلية في مواقع داخل المنطقة العازلة بين إسرائيل وسوريا. وكانت قوات الجيش الإسرائيلي قد دخلت المنطقة لفترة وجيزة في عدة مناسبات في الماضي.
اتفاقية فك الارتباط بين إسرائيل وسوريا أنهت حرب يوم الغفران.
كما أصدر الجيش “تحذيرًا عاجلاً” لسكان العديد من القرى السورية الجنوبية القريبة من الحدود الإسرائيلية.
وقال العقيد أفيخاي أدرعي المتحدث باسم الجيش باللغة العربية على موقع إكس “القتال داخل منطقتكم يجبر جيش الدفاع على التحرك ولا ننوي المساس بكم. من أجل سلامتكم عليكم البقاء في منازلكم وعدم الخروج حتى إشعار آخر”.
ووجه التحذير إلى سكان أوفانيا والقنيطرة والحميدية والصمدانية الغربية والقحطانية، وكلها قريبة من الحدود الإسرائيلية.
وفي غضون ذلك، وفي خضم الفوضى، نفذ سلاح الجو الإسرائيلي عدة غارات جوية في سوريا يوم الأحد، ودمر أسلحة تخشى إسرائيل من أن تقع في أيدي قوات معادية.
إسرائيل تشن غارات على أهداف عسكرية سورية عديدة
بحسب التقارير الواردة من سوريا، استهدفت الغارات في وقت سابق الأحد مستودعات ذخيرة وأسلحة في قاعدة خلخلة الجوية في السويداء، وعدة مواقع في محافظة درعا، وقاعدة المزة الجوية في دمشق.
وفي وقت لاحق، وردت أنباء عن غارات إضافية استهدفت مطار المزة الجوي، ومجمع أمني كبير في كفر سوسة في ضواحي العاصمة، وفرع لمركز الدراسات والبحوث العلمية في دمشق، وساحة مركزية في العاصمة تضم مقرات للمخابرات والجمارك.
وقالت إسرائيل في وقت سابق إن علماء إيرانيين كانوا يطورون صواريخ في مجمع كفر سوسة.
وقالت مصادر في الجيش السوري لرويترز إن إسرائيل قصفت أيضا السبت قافلة لحزب الله أثناء انسحابها من مدينة القصير السورية على الحدود مع لبنان قبل وقت قصير من سيطرة قوات المعارضة عليها.