نتنياهو يرفض الدعوات لوقف إطلاق النار ويعتبره بمثابة استسلام لحماس
متحدثا لوسائل إعلام أجنبية، رفض رئيس الوزراء فكرة الاستقالة، وتعهد بأن الحرب ستستمر حتى هزيمة حماس؛ قال أن الحضارة على المحك، مستذكرا حرب الحلفاء ضد النازيين
رفض رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو فكرة موافقة إسرائيل على وقف إطلاق نار مع حماس، وقال مساء الإثنين إن الدعوة إلى ذلك هي في الواقع دعوة إسرائيل إلى الاستسلام للإرهاب.
“أريد أن أوضح موقف إسرائيل فيما يتعلق بوقف إطلاق النار. مثلما لم توافق الولايات المتحدة على وقف إطلاق النار بعد قصف بيرل هاربور، أو بعد الهجوم الإرهابي في 11 سبتمبر، فإن إسرائيل لن توافق على وقف الأعمال العدائية مع حماس”، قال باللغة الانجليزية خلال مؤتمر صحفي مع وسائل الإعلام الأجنبية.
“بعد الهجمات المروعة التي وقعت في 7 أكتوبر، الدعوات لوقف إطلاق النار هي دعوات لإسرائيل للاستسلام لحماس، والاستسلام للإرهاب، والاستسلام للهمجية. ذلك لن يحدث”، قال.
ومقتبسا جملة من سفر الجامعة في التوراة، قال نتنياهو إن “هناك وقت للسلام ووقت للحرب”.
وتابع: “هذا وقت الحرب. حرب من أجل مستقبل مشترك. واليوم نرسم خطاً فاصلاً بين قوى الحضارة وقوى البربرية. لقد حان الوقت ليقرر الجميع أين يقفون”.
وبدا أن البيت الأبيض يردد هذه الدعوة، حيث قال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي جون كيربي للصحفيين يوم الاثنين: “لا نعتقد أن وقف إطلاق النار هو الحل الصحيح الآن… نحن لا نؤيد وقف إطلاق النار في هذا الوقت”.
لكن أوضح كيربي أن الولايات المتحدة تدعم “وقفات إنسانية” في القتال للسماح بإيصال المساعدات دون عوائق والسماح بالمرور الآمن للمدنيين الفلسطينيين في غزة والنقل الآمن للرهائن في حالة إطلاق سراحهم.
واصفا هجوم حماس بأنه “أسوأ وحشية شهدها شعبنا منذ المحرقة”، قال نتنياهو لممثلي الصحافة الأجنبية إن “حماس قتلت أطفالا أمام والديهم، وقتلت آباء وأمهات أمام أطفالهم. لقد أحرقوا الناس أحياء، واغتصبوا النساء، وقطعوا رؤوس الرجال، وعذبوا الناجين من المحرقة، وخطفوا الأطفال”.
وواجهت إسرائيل دعوات متزايدة لوقف إطلاق النار في حربها ضد حماس في غزة في الأيام الأخيرة، وفي يوم الجمعة، تم تبنى قرار للأمم المتحدة يدعو إلى وقف إطلاق النار دون ذكر حماس بأغلبية ساحقة.
وفي إشارة على ما يبدو إلى الدول التي تدفع إسرائيل إلى وقف إطلاق النار، قال نتنياهو: “إسرائيل ستقف في وجه قوى الهمجية حتى النصر. آمل أن تدعم الدول المتحضرة في كل مكان هذه المعركة”.
وتابع: “معركة إسرائيل هي معركتكم لأنه إذا انتصرت حماس ومحور الشر الإيراني، فستكونون هدفهم التالي. لهذا السبب فإن انتصار إسرائيل سيكون انتصاركم. لكن كونوا واثقين، بغض النظر عمن يقف إلى جانب إسرائيل، فإن إسرائيل ستقاتل حتى تنتصر هذه المعركة، وستنتصر إسرائيل”.
وعلقت وزيرة الخارجية الأميركية السابقة هيلاري كلينتون يوم الاثنين قائلة إن “الأشخاص الذين يطالبون بوقف إطلاق النار الآن لا يفهمون حماس. ذلك غير ممكن”.
Hillary Clinton:
“People who are calling for a ceasefire now do not understand Hamas. That is not possible.”#ceasefire #HamasislSIS pic.twitter.com/DHj8igEGJt
— Republicans against Trump (@RpsAgainstTrump) October 30, 2023
وقال نتنياهو إن النصر يبدأ بالوضوح الأخلاقي، تعليقا على عدد القتلى الفلسطينيين في غزة.
“يبدأ الأمر بمعرفة الفرق بين الخير والشر، بين الصواب والخطأ… ويعني التمييز الأخلاقي بين القتل المتعمد للأبرياء والإصابات غير المتعمدة في كل حرب مشروعة”.
وحذر من أنه “طالما أن استخدام حماس للدروع البشرية الفلسطينية يؤدي إلى إلقاء المجتمع الدولي اللوم على إسرائيل، فإن حماس ستستمر في استخدام [هذه الممارسة] كأداة للإرهاب. ستواصل حماس استخدام الأقبية في مستشفيات غزة كمراكز قيادة لشبكة أنفاقها الإرهابية الواسعة. وسوف تستمر في استخدام المساجد كمواقع عسكرية محصنة ومستودعات للأسلحة. وسوف تستمر في سرقة الوقود والمساعدات الإنسانية من منشآت الأمم المتحدة”.
وفي بداية اجتماع مجلس الوزراء الحربي في وقت سابق من مساء الاثنين، أشاد نتنياهو بالجيش الإسرائيلي لإحرازه “تقدما منظما” في حملته العسكرية ضد حماس في غزة.
وقال إن الجيش وسع “دخوله البري إلى عمق قطاع غزة”، مضيفا أنه يقوم بذلك بخطوات مدروسة وقوية للغاية من خلال التقدم المتسق الخطوة تلو الأخرى”.
وصعد الجيش حربه ضد حماس خلال نهاية الأسبوع، وقام بتوسيع نطاق أنشطته البرية بشكل كبير وقتل العشرات من مسلحي حماس داخل قطاع غزة.
واندلعت الحرب في 7 أكتوبر بعد أن تسلل 2500 من مسلحي حماس إلى إسرائيل عن طريق البر والجو والبحر، وهاجموا البلدات الجنوبية في البلاد، وقتلوا 1400 إسرائيليا واحتجزوا ما لا يقل عن 243 رهينة.
وردا على ذلك، تعهدت إسرائيل بالقضاء على الحركة التي تحكم قطاع غزة منذ عام 2007، وهي تستهدف جميع المناطق التي تعمل فيها الحركة، بينما تسعى أيضا إلى تقليل الخسائر في صفوف المدنيين.
وخلال المؤتمر الصحفي لوسائل الإعلام الأجنبية، سُئل نتنياهو عما إذا كان ارتفاع عدد القتلى في غزة يشير إلى أن إسرائيل تنفذ “عقابا جماعيا ضد الشعب الفلسطيني”.
فأجاب: “لا يجب أن يموت أي مدني. يتعين على حماس فقط السماح لهم بالذهاب إلى المنطقة الآمنة” في جنوب غرب غزة التي أنشأها الجيش الإسرائيلي بعد حث جميع سكان غزة على إخلاء الجزء الشمالي من القطاع الساحلي قبل أسبوعين.
وأضاف نتنياهو: “حماس تمنعهم من المغادرة، وتبقيهم في مناطق الصراع”.
وقالت وزارة الصحة في قطاع غزة أن أكثر من 8000 فلسطيني لقوا حتفهم نتيجة للغارات الجوية الإسرائيلية منذ 7 أكتوبر. لكن لا يمكن التحقق من الأرقام الصادرة عن الحركة بشكل مستقل، ويعتقد أنها تشمل المدنيين وأعضاء حركة حماس الذين قُتلوا في غزة وإسرائيل، بما في ذلك نتيجة لصواريخ طائشة أطلقتها الجماعات المسلحة في القطاع.
وشدد نتنياهو مرة أخرى على عزم إسرائيل على تقليل الخسائر في صفوف المدنيين، واستشهد بقصف سلاح الجو البريطاني لمقر الغستابو في كوبنهاغن.
وأضاف أن “الطيارين البريطانيين أخطأوا” في إصابة المقر وقصفوا مستشفى أطفال قريب، مما تسبب في مقتل 84 طفلا. (في الواقع، أصاب القصف الخاطئ في عام 1945 مدرسة).
“هذه ليست جريمة حرب. وهذا ليس شيئا لمتم فيه بريطانيا على فعله. لقد كان ذلك عملا حربيا مشروعا وكانت له عواقب مأساوية تصاحب مثل هذه الأعمال المشروعة. ولم تقولوا للحلفاء، لا تقضيوا على النازية بسبب هذه العواقب المأساوية… لقد كانوا يعلمون أن مستقبل حضارتنا كان على المحك. أنا أخبركم الآن أن مستقبل حضارتنا على المحك. علينا أن ننتصر في هذه الحرب. وسنفعل ذلك من خلال تقليل الخسائر في صفوف المدنيين. وأتمنى أن ننجح”.
كما طالب نتنياهو خلال المؤتمر الصحفي بالإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع الرهائن.
كما سُئل عما إذا كان قد فكر في الاستقالة في أعقاب هجمات 7 أكتوبر والانتقادات الموجهة لما يعتبره الكثير من الجمهور فشلا في حمايتهم.
ورافضا الفكرة، قال للمراسل الذي طرح السؤال: “الشيء الوحيد الذي أنوي أن يستقيل هو حماس. سوف نرميهم في مزبلة التاريخ. هذا هدفي. هذه مسؤوليتي. وهذا ما أقود البلاد للقيام به. هذه هي مسؤوليتي الآن”.
ساهمت إيمي سبيرو وجيكوب ماغيد في إعداد هذا التقرير