نتنياهو يرحب بتراجع سموتريتش عن دعوته “غير اللائقة” لمحي حوارة
انتقد رئيس الوزراء والوزير اليميني المتطرف المبعوث الأمريكي نايدز، الذي ورد أنه دعا إلى إلقاء سموتريتش من طائرة إذا توجه إلى الولايات المتحدة؛ نايدز ينفي الإدلاء بمثل هذه التصريحات

رحب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في ساعة مبكرة من صباح الأحد بتراجع وزير المالية بتسلئيل سموتريتش عن التصريح “غير اللائق” بأن إسرائيل يجب أن “تمحو” بلدة حوارة الفلسطينية، موضحًا أن سياسة القدس هي تجنب العقاب الجماعي.
وأثار تعليق سموتريتش، الذي أدلى به يوم الأربعاء وتراجع عنه يوم السبت واصفا إياه بـ”زلة لسان” في “عاصفة من العواطف”، ضجة دولية وأثار تساؤلات حول رحلة الوزير المرتقبة إلى الولايات المتحدة الأسبوع المقبل.
وجاءت هذه التطورات بعد أن اقتحم مستوطنون متطرفون بلدة حوارة في بداية الأسبوع وأضرموا النار في المنازل والسيارات، مما أسفر عن مقتل فلسطيني بالرصاص وإصابة عدد آخر بجروح بالغة، ردا على قتل الشقيقين الإسرائيليين هاليل وياغيل يانيف في هجوم إطلاق نار فلسطيني قبل ذلك بساعات في بلدة نابلس.
“من المهم أن وزير المالية سموتريتش أوضح أنه لم ينوي [الإشارة إلى] إيذاء الأبرياء أو العقاب الجماعي”، غرد نتنياهو بالعبرية. “أعرف آرائه وتوضيحه عكسها”.
“لا أحد منا خالي من الأخطاء، بما في ذلك الدبلوماسيون الأجانب”، أضاف، في انتقاد مبطّن لسفير الولايات المتحدة لدى إسرائيل توم نايدز، في إعقاب تقرير نشرته القناة 12 – والذي نفاه المتحدث باسمه بشدة لتايمز أوف إسرائيل – أفاد أن نايدز دعا إلى “إلقاء سموتريش من طائرة” عندما يتوجه إلى الولايات المتحدة لحضور مؤتمر “إسرائيل بوندز”.
وأضاف نتنياهو أن “سياسة إسرائيل واضحة: محاربة الإرهابيين وأنصار الإرهاب مع تجنب إيذاء الأبرياء والعقاب الجماعي”.
وأشار إلى أن السلطة الفلسطينية لم تدين بعد العملية الدامية التي سبقت أحداث الشغب في حوارة.
وخلص رئيس الوزراء إلى أنه “من المؤسف أن يسارع البعض في المجتمع الدولي إلى إدانة إسرائيل لكنهم لم يطالبوا بعد بهذه الإدانة الضرورية من السلطة الفلسطينية”.
وأشار نتنياهو إلى نقاط مماثلة في سلسلة تغريدات تالية باللغة الإنجليزية – باستثناء الانتقادات لنايدز – لكنه وصف أيضًا ملاحظات سموتريتش الأصلية بأنها “غير لائقة” وقال إنه “من المهم لنا جميعًا العمل على تخفيف حدة الخطاب” و”خفض التصاعد”.
That is why I want to thank Minister Bezalel Smootrich for making clear that his choice of words regarding the vigilante attacks on Harrawa following the murder of the Yaniv brothers was inappropriate and that he is strongly opposed to intentionally harming innocent civilians
— Benjamin Netanyahu – בנימין נתניהו (@netanyahu) March 4, 2023
وفي مؤتمر يوم الأربعاء، قال سموتريتش، وهو رئيس حزب “الصهيونية الدينية” اليميني المتطرف، إنه يعتقد أن “قريةيعتقد أن “قرية حوارة يجب أن تُمحى، وأن دولة إسرائيل يجب أن تفعل ذلك” وأنه “لا سمح الله”، لا ينبغي أن يقوم المواطنون بهذه المهمة:” لا ينبغي أن ننجر إلى الفوضى التي يأخذ فيها المدنيون القانون بأيديهم”.
وأثارت تعليقاته إدانة شديدة داخل إسرائيل وحول العالم، حيث وصفت الولايات المتحدة التصريحات بأنها “بغيضة” و”مثيرة للاشمئزاز” وقالت الأمم المتحدة إنها “استفزازية ومثيرة للاشمئزاز وغير مقبولة”. ووردت إدانات مماثلة من الأردن والإمارات والسعودية ودول أخرى.
مساء السبت، قال سموتريتش للقناة 12 إن “اختيار كلماته كان خاطئًا، لكن النية كانت واضحة جدًا” – أن قوات الأمن الإسرائيلية يجب أن تكون في وضع هجوم في الحرب ضد الهجمات.
“لقد كانت زلة لسان خلال عاصفة من المشاعر”، قال، على الرغم من إدلائه بالتعليقات بعد ثلاثة أيام من هجوم المستوطنين على البلدة. وزعم سموتريتش أنه “من نافلة القول” أنه لم يكن ينوي الدعوة إلى العنف من أي نوع.
ورفض سموتريتش وصف تصرفات المستوطنين بأنها إرهاب.
وقال إن الهجوم الحاشد كان “جريمة قومية خطيرة للغاية، لكنها ليست إرهابًا”، واصفًا حوارة أيضًا بـ”قرية يتفشى فيها الإرهاب”.

في وقت لاحق من مساء يوم السبت، غرد سموتريتش ردًا على التقرير حول تعليق نايدز بشأنه: “أنا لست غاضبًا وأنا مقتنع بأنه لم يكن ينوي التحريض على قتلي بالقول إنه يجب إلقائي من الطائرة، تمامًا كما لم أقصد إيذاء الأبرياء عندما قلت إنه يجب محو حوارة. يستخدم الناس أحيانًا تعبيرات قوية لا تعنيها حرفيًا لإيصال رسالة فظة. هذا يحدث للجميع”.
ونفى مكتب نايدز إدلاء المبعوث بهذا التعليق على الإطلاق.

في غضون ذلك، قال مسؤولون إن البيت الأبيض أجرى مناقشات حول ما إذا كان سيمنح سموتريتش تأشيرة دخول لرحلته القادمة إلى الولايات المتحدة أم لا – لكنهم أشاروا إلى أنه من غير المرجح أن يعرقلوا زيارته.
وتصاعدت الدعوات من الكثيرين في المجتمع اليهودي لإلغاء دعوة سموتريتش بعد تصريحاته التحريضية.
وقال البيت الأبيض يوم الخميس إن مسؤولي الحكومة الأمريكية لن يجتمعوا مع سموتريتش خلال زيارته.
وقال مصدر مطلع على الأمر لتايمز أوف إسرائيل إنه من غير المرجح أن تمنع الولايات المتحدة دخول سموتريتش. وأشار المصدر إلى أنه من غير المرجح أن يكون البيت الأبيض قد أعلن يوم الخميس أن مسؤولي الحكومة الأمريكية لن يجتمعوا مع سموتريتش عندما يكون في المدينة إذا كانت الإدارة تعتزم اتخاذ خطوات لرفض منحه تأشيرة دخول.

وقالت القناة 12 إن الولايات المتحدة تدرس دخول سموتريتش في ضوء تصريحاته التي من المحتمل أن تشكل تحريضا على العنف وتشجيعا على ارتكاب جرائم حرب.
ونقلت القناة التليفزيونية عن مصدر أمريكي قوله إنه سيكون من الأفضل لسموتريتش أن يتجنب الإحراج وأن يعلن عن إلغاء رحلته المخططة من 12 إلى 14 مارس.
وندد المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية نيد برايس يوم الأربعاء بتصريحات سموتريتش. “كانت هذه التعليقات غير مسؤولة. كانت بغيضة. كانت مثيرة للاشمئزاز”، قال. “مثلما ندين التحريض الفلسطيني على العنف، فإننا ندين هذه التصريحات الاستفزازية التي ترقى أيضًا إلى مستوى التحريض على العنف”.
وعندما زار سموتريتش المملكة المتحدة العام الماضي، أصدرت مجموعة “مجلس النواب” اليهودية إدانة قاسية بشكل استثنئي لسياسي إسرائيلي، رافضة “آرائه البغيضة” وداعية “جميع أفراد الجالية اليهودية البريطانية لسد الباب أمامه. ارجع إلى الطائرة، بتسلئيل، وستبقى في الذاكرة عارًا إلى الأبد”.
ساهم طاقم تايمز أوف إسرائيل في إعداد هذا التقرير.
تعليقات على هذا المقال