خلال خطابه أمام الكونغرس، نتنياهو يقول إنه واثق من إمكانية نجاح صفقة رهائن؛ وانسحاب عدد من أفراد عائلات الرهائن من القاعة
رئيس الوزراء يشكر الرئيس الأمريكي جو بايدن على "جهوده الدؤوبة" نيابة عن الرهائن وعائلاتهم
تم استقبال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بحفاوة بالغة أثناء مصافحته للمشرعين من كلا الحزبين عند وصوله لإلقاء كلمة في جلسة مشتركة للكونغرس.
وبقي ثلاثة من الديمقراطيين، من بينهم رشيدة طليب، في مقاعدهم ولم يصفقوا.
واستمر التصفيق والهتافات لأكثر من دقيقة.
وارتفعت الهتافات مع اعتلاء نتنياهو المنصة، حيث أبدى الجمهوريون بشكل ملحوظ حماسة أكبر.
في خطابه، قال رئيس الوزراء إنه واثق من إمكانية نجاح اتفاق لإطلاق سراح الرهائن ووقف إطلاق النار.
وقدم نتنياهو عددا من أفراد عائلات الرهائن الذين رافقوه إلى واشنطن.
ووصف اختطاف نوعاه أرغماني وتحدث عن الوقت الذي التقى فيه بوالدتها ليئورا وهي تحتضر بسبب إصابتها بمرض السرطان، والتي قالت له، كما قال، إن أمنيتها الأخيرة هي رؤية نوعاه مرة أخرى قبل أن تموت.
ووصف نتنياهو “عملية أرنون”، العملية التي أنقذ خلالها نوعاه وثلاثة رهائن آخرين.
وقال وسط تصفيق حار “نوعاه، نحن سعداء للغاية لوجودك معنا. شكرا لك”.
كما أشار رئيس الوزراء أيضا إلى عائلات الرهائن الأخرى، بما في ذلك إلياهو بيباس، جد الصبيين بيباس المحتجزين مع والديهما كرهائن في غزة.
وقال نتنياهو وسط تصفيق الحضور “لدينا أيضا عائلات الرهائن الأمريكيين. إن الألم الذي تحملته هذه العائلات يفوق الكلمات”.
وأضاف “لن أرتاح حتى يعود جميع أحبائهم إلى منازلهم”.
خلال خطابه، انسحب عدد من أقارب الرهائن المحتجزين في غزة من خطاب نتنياهو.
وقال نتنياهو إنه واثق من أن الجهود المبذولة للتوصل إلى اتفاق يمكن أن تنجح.
وشكر نتنياهو الرئيس جو بايدن على “جهوده الدؤوبة” نيابة عن الرهائن وعائلاتهم.
وشكر الرئيس على دعمه بعد 7 أكتوبر، وعلى وصفه حماس بـ “الشر المطلق”، وعلى إرساله حاملتي طائرات إلى المنطقة، وعلى زيارته “التي لن تُنسى أبدا”، وأشار إلى أن بايدن يطلق على نفسه اسم “صهيوني أيرلندي-أمريكي فخور”.
وتعهد نتنياهو بألا يرتاح له بال حتى عودة الرهائن إلى ديارهم، مما أثار تصفيق جميع من في القاعة باستثناء نحو 12 من أفراد عائلات الرهائن الذين بقوا في القاعة ولم يتأثروا بكلمات نتنياهو.
وأصدرت عائلات الرهائن الأمريكيين الثمانية بيانات تحث نتنياهو على عدم التحدث اليوم إلا إذا كان للإعلان عن صفقة، وأدركوا أنه لن يفعل ذلك بعد لقائهم به هذا الأسبوع.
وقدم نتنياهو جنودا إسرائيليين قاتلوا في غزة. ووقف الجمهور لتحية ضابط إثيوبي إسرائيلي ركض مسافة نحو 13 كيلومترا إلى الجبهة للقتال في 7 أكتوبر.
وقال نتنياهو “جميعنا نحترم بطولتك الرائعة”.
ثم قدم أشرف بحيري، وهو جندي بدوي في الجيش الإسرائيلي، الذي قتل مسلحين في 7 أكتوبر في كيبوتس بئيري. وأشار نتنياهو إلى أن الجنود اليهود والمسلمين والمسيحيين والدروز “قاتلوا معا بشجاعة هائلة”.
وقدم جنديين آخرين أصيبا في 7 أكتوبر. رفع أحدهما عكازه وسط هتافات عالية.
وقال “هؤلاء هم جنود إسرائيل”.
وشدد نتنياهو على أن جنود الجيش الإسرائيلي يأتون من كل عرق ودين وعرق وتوجه سياسي.
وقال نتنياهو إن إيران تقف وراء كل الاضطرابات في المنطقة وخارجها.
وأضاف أن أمريكا “حامية الحضارة الغربية” تقف في وجه خطة إيران لفرض الإسلام المتطرف على العالم.
وقال إن إيران تعتبر أمريكا أكبر عدو لها.
وتابع حديثه مقتبسا وزير الخارجية الإيراني “إسرائيل مجرد أداة والحرب الرئيسية، الحرب الحقيقية، هي مع أمريكا”.
وعرض نتنياهو الهجمات الإيرانية ضد الجنود والدبلوماسيين الأمريكيين في لبنان وإفريقيا والعراق والولايات المتحدة.
وقال إن “إيران ترى أنه لكي تتحدى أمريكا حقا، يجب عليها أولا أن تغزو الشرق الأوسط”.
لكن إسرائيل “الديمقراطية الفخورة والمؤيدة لأمريكا” تقف في الطريق، على حد قوله.
وأردف قائلا “بالنسبة لإيران، إسرائيل هي الأولى، وأمريكا هي التالية. عندما تحارب إسرائيل حماس، فإننا نحارب إيران. عندما تحارب إسرائيل حزب الله، فإننا نحارب إيران. عندما نحارب الحوثيين، فإننا نحارب إيران”.
وقال إنه عندما تعمل إسرائيل على منع إيران من الحصول على سلاح نووي، فإن ذلك لا يحمي إسرائيل فحسب، بل “نحن نحميكم”.
وقال إن أعداء إسرائيل هم أعداء أمريكا “ونصرنا سيكون نصركم”.
وسلط نتنياهو الضوء على معركة إسرائيل ضد وكلاء إيران.
وقال إن النصر على حماس قريب.
وبالانتقال إلى حزب الله في لبنان، قال نتنياهو إن “إسرائيل ستفعل كل ما يجب عليها فعله” لإعادة الأمن إلى الحدود الشمالية ومواطنيها إلى منازلهم.
ووصف هجوم الحوثيين اليمنيين بمسيّرة الأسبوع الماضي والضربة الإسرائيلية ردا على ذلك، وأضاف “أولئك الذين يهاجمون إسرائيل سيدفعون ثمنا باهظا للغاية”.
وقال “أعلم أن أمريكا تدعمنا”.
وشكر الولايات المتحدة على “المساعدة العسكرية السخية”، وأشار إلى “المعلومات الاستخباراتية المهمة” التي ساعدت في حماية البلدين، وقال “نحن نساعد في إبقاء القوات الأمريكية بعيدة عن الأرض”.
وقال “إنني أقدر بشدة دعم أمريكا”، مضيفا أن المساعدات الأمريكية السريعة يمكن أن تضع نهاية سريعة للحرب.
واقتبس مقولة ونستون تشرشل: “أعطونا الأدوات وسننهي المهمة”.
وقال وسط تصفيق الجمهوريين “أعطونا الأدوات بشكل أسرع، وسننهي المهمة بشكل أسرع”.
وعرض رئيس الوزراء رؤيته لتحالف إقليمي مناهض لإيران، قائلا إن هناك “لمحة” عن هذا التحالف في 14 أبريل عندما شنت إيران هجومها بالصواريخ والمسيّرات ضد إسرائيل.
وقال “شكرا للرئيس بايدن على جمع هذا التحالف معا”.
وأضاف “أعتقد أننا يجب أن نسميه تحالف أبراهام”.
وشكر الرئيس الأمريكي السابق ترامب على التوسط في “اتفاقات أبراهام”، وسط تصفيق نواب الحزب الجمهوري.
ووصف محاولة اغتيال ترامب بأنها “هجوم غادر” وقال إنه لا يوجد مكان للعنف السياسي في الديمقراطيات.
وشكر ترامب على اعترافه بالسيطرة الإسرائيلية على مرتفعات الجولان وعلى نقل السفارة إلى القدس، مضيفا أن القدس هي “عاصمة إسرائيل الأبدية، التي لا يمكن تقسيمها أبدا”.
وقال نتنياهو إنه “متفائل” بشأن مستقبل إسرائيل، مشيدا بالديمقراطية “القوية والحيوية” التي بناها اليهود، وقال أيضا إنه متفائل بشأن أمريكا – “منارة الحرية التي تصورها مؤسسوها في عام 1776″.
وأضاف قائلا “أعدكم بهذا – مهما طال الزمن فإن إسرائيل لن تتوانى. إسرائيل لن تنحني”
ومضى قائلا “سنقاتل”، مضيفا أن إسرائيل ستحقق “نصر الحرية على الطغيان”.
وقال إنه من خلال العمل مع الشركاء العرب، يمكن تحويل الشرق الأوسط.
وأضاف أن إسرائيل ستظل دائما صديقة أمريكا في المنطقة. “معا سنضمن مستقبلا باهرا لبلدينا”.
واختتم خطابه بالقول “فليبارك الله أمريكا وليبارك إسرائيل”، وسط تصفيق حار فيما خرج نواب ديمقراطيون مسرعين من القاعة، بينما وقف الجمهوريون ونحو نصف الديمقراطيين للتصفيق له.