نتنياهو يجتمع مع قادة الأمن لمناقشة التوترات مع حزب الله
من المتوقع أن يقول ضباط كبار في الجيش الإسرائيلي لرئيس الوزراء إن المنظمة اللبنانية غير معنية بصراع مفتوح مع إسرائيل وإنما فقط بإثارة استفزازات صغيرة
سيعقد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو اجتماعا مع قادة الأمن يوم الأحد لمناقشة التصعيد الأخير في التوترات على الحدود اللبنانية مع منظمة “حزب الله” اللبنانية.
وسيحضر الاجتماع وزير الدفاع يوآف غالانت وأعضاء كبار في الجيش الإسرائيلي وسيعرضون على نتنياهو نظرة عامة على المعلومات الاستخبارية وتقييمات للوضع وسيناريوهات محتملة، حسبما أفادت القناة 13 يوم السبت.
تصاعدت التوترات على حدود إسرائيل مع لبنان مؤخرا بعد أن نصب حزب الله خيمتين في الأراضي الإسرائيلية ووسط سلسلة من الحوادث الحدودية الأخرى.
ومن المتوقع أن يقول قادة الجيش لنتنياهو أنه على الرغم من قيام الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، بقرع طبول الحرب إلا أن تقديراتهم تشير إلى أنه غير معني بصراع كبير مع إسرائيل، وأن الخيمتين هما مجرد استفزاز، وأنه لا يوجد تهديد أمني على البلاد، حسبما أفاد التقرير.
ومع ذلك، فإن الجيش الإسرائيلي يعزز قواته في شمال البلاد ولا تزال هناك مخاوف من أن يرى نصر الله في الاضطرابات السياسية التي تهز إسرائيل – والتي أثارتها خطة الحكومة المثيرة للانقسام لإصلاح القضاء – فرصة لشن هجوم.
وقالت الشبكة التلفزيونية إنه كان من المفترض عقد الاجتماع الأمني يوم الأحد الماضي لكن تم تأجيله بسبب تواجد نتنياهو في المستشفى للتعافي من عملية أجريت له لزراعة جهاز لضبط نبضات القلب.
سعت إسرائيل منذ أوائل يونيو إلى إزالة الخيمتين، اللتين وضعهما حزب الله في منطقة جبل دوف المتنازع عليها، والتي تُعرف أيضا باسم مزارع شبعا. ولقد أزيلت إحدى الخيمتين بعد أن بعثت إسرائيل بحسب تقارير رسالة إلى حزب الله تهدده فيها بمواجهة مسلحة إذا لم يقم بتفكيكها.
لكن في وقت سابق من هذا الشهر، قال نصر الله إن الخيمة الأخرى ستبقى في مكانها، وهدد بمهاجمة إسرائيل إذا حاولت إزالتها.
يوم السبت، حذر نصر الله مرة أخرى من أن حزب الله سيرد على أي “عمل غبي” تقوم به إسرائيل.
بالإضافة إلى ذلك، في الأسبوع الماضي، صورت القوات الإسرائيلية عناصر من حزب الله يرتدون الزي العسكري ويسيرون بمحاذاة الحدود بالقرب من بلدة دوفيف الإسرائيلية بشمال البلاد. ولم تشتبك القوات مع عناصر دورية حزب الله. في حوادث أخرى وقعت في الأشهر الأخيرة، دخل جنود لبنانيون الأراضي الإسرائيلية – دون تجاوز السياج الحدودي – وتم إطلاق صاروخ مضاد للدبابات من لبنان على إسرائيل، دون التسبب بوقوع إصابات أو أضرار. في شهر أبريل، تم إطلاق عشرات الصواريخ من لبنان تجاه إسرائيل، مما أسفر عن إصابة ثلاثة أشخاص وإلحاق أضرار بمبان. على الرغم من أن إسرائيل حمّلت حركة “حماس” الفلسطينية مسؤولية إطلاق الصواريخ، فقد اعتُبر أن حزب الله أعطى موافقته الضمنية على الهجوم الصاروخي.
لا توجد حدود رسمية بين إسرائيل ولبنان بسبب خلافات على الأراضي. ومع ذلك، فهما ملتزمان بشكل أساسي بالخط الأزرق الذي تعترف به الأمم المتحدة بين البلدين. الخط الأزرق محدد ببراميل زرقاء على طول الحدود ويقع في بعض المناطق على بعد عدة أمتار من السياج الإسرائيلي، المبني بالكامل داخل الأراضي الإسرائيلية.
وكان غالانت، وزير الدفاع، قد صادق مؤخرا على عدد من مسارات العمل الممكنة لقائد القيادة الشمالية في الجيش الإسرائيلي، الميجر جنرال أوري غوردين، لإزالة الخيمة الثانية، بما في ذلك رد عسكري إذا تدهور الوضع إلى صراع مفتوح، حسبما أفاد موقع “واللا” الإخباري يوم السبت. كما أمر غالانت بزيادة الجاهزية لسيناريوهات مختلفة على طول الحدود.
وقال مصدر أمني رفيع لـ”واللا” إن “نصر الله يفكر في المخاطرة على الحدود منذ بعض الوقت لأنه يقدّر بشكل خاطئ درجة الجهوزية العملياتية لجيش الدفاع لجميع أنواع السيناريوهات”.
وأضاف المصدر إن المظاهرات المستمرة في البلاد ضد الإصلاح القضائي أصبحت جزءا من التقييم العام في حزب الله للوضع مع إسرائيل، وبالتالي فقد زادت المنظمة مؤخرا من حوارها مع حماس، الحركة الفلسطينية الحاكمة لقطاع غزة.
وتابع المصدر “لهذا السبب نقوم بإجراء عمليات مراقبة وتقييمات مشتركة للوضع لجيش الدفاع والشاباك والموساد”، محذرا من أنه سيكون من “الخطا” إذا حاولت الحركتان اللبنانية والفلسطينية الشروع في أي تحرك.
بحسب التقرير، أجرى غوردين مؤخرا تمرينا لمعرفة مدى سرعة تحويل كتيبة “شمشون” من شمال الضفة الغربية لمواجهة اختراق محتمل لقوات حزب الله داخل الأراضي الإسرائيلية قد يشمل الاستيلاء على بلدات حدودية إسرائيلية أو مواقع عسكرية أو خطف جنود يحرسون الحدود. سيكون جنود المشاة قي شمشون بمثابة رد أول حتى نشر القوات البرية والجوية الأخرى.