إسرائيل في حالة حرب - اليوم 365

بحث

نتنياهو يجتمع مع قادة الأجهزة الأمنية بعد أن تعهد بـ“مواصلة ضرب حزب الله”

تم إطلاق حوالي 300 صاروخ على شمال إسرائيل، مع وصول طائرات مسيّرة إلى أهداف هي الأعمق حتى الآن؛ غالانت يقول إن بجعبة الجيش الإسرائيلي "ضربات إضافية تم إعدادها بالفعل" للمنظمة اللبنانية

رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو (على يمين الصورة) يلتقي برئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هليفي في مقر وزارة الدفاع في تل أبيب، 24 سبتمبر، 2024. (Amos Ben Gershom/GPO)
رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو (على يمين الصورة) يلتقي برئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هليفي في مقر وزارة الدفاع في تل أبيب، 24 سبتمبر، 2024. (Amos Ben Gershom/GPO)

في الوقت الذي نفذت فيه إسرائيل موجات كبيرة من الغارات الجوية ضد أهداف لحزب الله في جميع أنحاء لبنان وبينما استهدف إطلاق صواريخ حزب الله بلدات في عمق شمال إسرائيل، اجتمع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو مع قادة الأجهزة الأمنية مساء الثلاثاء لمناقشة المراحل التالية من القتال.

والتقى نتنياهو مع رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هليفي، وسكرتيره العسكري رومان غوفمان، وكبير موظفيه تساحي برافرمان، بحسب مكتبه. وأفادت تقارير أنه كان من المقرر أن يلتقي في وقت لاحق من المساء مع وزراء كبار ومسؤولين أمنيين آخرين، من بينهم وزير الدفاع يوآف غالات، ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش، ووزير الشؤون الإستراتيجية رون ديرمر، ووزير الخارجية يسرائيل كاتس، ورئيس حزب “شاس” أرييه درعي.

وفي وقت سابق من اليوم، حث رئيس الوزراء الشعب اللبناني على رفض حزب الله، في حين حذر غالانت من أن المنظمة لم تر بعد القدرات الكاملة للجيش الإسرائيلي.

وقال نتنياهو خلال زيارة إلى قاعدة للمخابرات العسكرية إن إسرائيل سوف “تواصل ضرب حزب الله”.

موجها حديثه للبنانيين، أكد نتنياهو على أن “حربنا ليست معكم، إن حربنا مع حزب الله”.

وقال إن [زعيم حزب الله حسن] نصر الله يقودكم إلى حافة الهاوية. طلبت منكم في الأمس إخلاء المنازل حيث وضع صاروخا في غرفة المعيشة وقذيفة في المرآب. أولئك الذين لديهم صاروخ في غرفة معيشتهم وقذيفة في مرآبهم لن يكون لديهم منزل”.

رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يتحدث خلال زيارة إلى قاعدة استخباراتية تابعة للجيش الإسرائيلي في 24 سبتمبر، 2024. (Screenshot/GPO)

وأضاف نتنياهو أن نصر الله يعرض لبنان للخطر: “حرروا أنفسكم من قبضة حزب الله؛ حرروا أنفسكم من قبضة نصر الله، من أجل مصلحتكم”.

وقال الجيش الإسرائيلي في المساء أنه تم إطلاق نحو 300 صاروخ على شمال إسرائيل خلال اليوم، مما أدى إلى إطلاق صفارات الإنذار بشكل متكرر في حيفا وصفد وفي العديد من البلدات والمدن في الجليل ومرج ابن عامر. وتم اعتراض العديد من الصواريخ أو سقوطها في مناطق مفتوحة. ومع ذلك، ألحق سقوط جزء منها أضرارا بالمنازل والممتلكات، كما أصيب شخصان على الأقل بشظايا.

وتعرض منزل في بلدة روش بينا في الجليل الأعلى لإصابة مباشرة من صاروخ أطلقه حزب الله، لكن العائلة التي تضم أربعة أفراد لم تصب بعد أن لجأت إلى الغرفة الآمنة. كما أطلق حزب الله طائرات مسيّرة على منطقة جبل الكرمل وعلى قاعدة “نافيه عتليت” الإسرائيلية، في أعمق هجوم له بالطائرات المسيّرة حتى الآن منذ اندلاع الحرب.

الأضرار التي لحقت بمنزل في روش بينا تعرض لإصابة مباشرة بصاروخ حزب الله في 24 سبتمبر، 2024. (Israel Police)

وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي الأميرال دانيئل هغاري إن حزب الله خطط لإطلاق عدد أكبر من الصواريخ باتجاه إسرائيل يوم الثلاثاء، لكن غارات الجيش الإسرائيلي على بنيته التحتية أحبطت محاولاته.

وقال هغاري: “لن أخوض في التفاصيل حول المعطيات المتعلقة بقدرات حزب الله [التي دمرها الجيش الإسرائيلي]. لدينا [هذه المعطيات] ونحن نتعلمها. لن أخوض في التفاصيل حتى لا أعرض معلوماتنا الاستخباراتية للخطر وحتى لا أقدم توضيحات للعدو”.

وأضاف أنه على الرغم من انجازات إسرائيل فإن “حزب الله لا يزال يتمتع بقدرات أكبرمن مختلف الأنواع. مهمتنا هي الاعتناء بكل واحد منها، ولكن أولا وقبل كل شيء، نحن نركز على قدراته الاستراتيجية التي تشكل خطرا أكبر على الجبهة الداخلية الإسرائيلية”.

نفذت إسرائيل عدة موجات من الغارات الجوية المكثفة في جميع أنحاء لبنان يوم الثلاثاء، بما في ذلك ضربة مستهدفة في بيروت أسفرت عن مقتل رئيس منظومة الصواريخ في حزب الله إبراهيم الكبيسي والعديد من قادة حزب الله الآخرين.

صحفيون يتجمعون في موقع مبنى تعرض لقصف جوي إسرائيلي استهدف قائدة منظومة الصواريخ في حزب الله في الضاحية الجنوبية لبيروت،  24 سبتمبر، 2024. (AP/Hassan Ammar)

وقال الجيش انه ضرب أكثر من 1500 هدف لحزب الله في حوالي 200 منطقة مختلفة في لبنان منذ صباح الاثنين، استهدف معظمها المنازل التي خزن فيها حزب الله ذخائره. وقال مسؤولون لبنانيون إن 569 شخصا على الأقل قُتلوا يوم الاثنين، وستة آخرين على الأقل يوم الثلاثاء، وهذا العدد لا يفرق بين المدنيين والمقاتلين.

متحدثا للقوات في تدريب يحاكي هجوما بريا في لبنان، قال غالانت الثلاثاء إن في جعبة الجيش الإسرائيلي  “ضربات إضافية معدة بالفعل” لحزب الله.

وقال لجنود من اللواء المدرع السابع وكتيبة المظليين 202 إن “حزب الله اليوم ليس هو نفسه حزب الله الذي كان قبل أسبوع. إن سلسلة الضربات التي واجهها في قيادته وسيطرته وعناصره وأسلحته، كل هذه الأمور هي ضربات شديدة للغاية”.

وقال غالانت للجنود، الذين حاربوا في السابق ضد حماس في غزة، “في جعبتنا ضربات إضافية معدة بالفعل، ونحن نعرف ما يجب القيام به. أي قوة من حزب الله تواجهكم سيتم تدميرها، إنهم قلقون من الخبرة التي اكتسبتموها في القتال”.

وكانت تدريبات يوم الثلاثاء هي الأحدث في سلسلة من التدريبات التي قام بها الجيش الإسرائيلي لهجوم بري محتمل ضد حزب الله في لبنان.

وزير الدفاع يوآف غالانت يتحدث إلى القوات خلال تدريب في شمال إسرائيل، 24 سبتمبر، 2024. (Ariel Hermoni/Defense Ministry)

وأفادت تقارير أن مسؤولي دفاع كبار قالوا لوزراء المجلس الوزاري الأمني المصغر (الكابينت) إن الجيش الإسرائيلي لن يتردد في استخدام كل الوسائل المتاحة لتحقيق هدف الحكومة المتمثل في تمكين العودة الآمنة لآلاف السكان النازحين في شمال البلاد إلى منازلهم.

ويبدو أن التعليقات، التي وردت في تقرير لأخبار القناة 12 يوم الثلاثاء، تؤكد التقييم بأن إسرائيل تريد تجنب حرب واسعة النطاق مع حزب الله، لكنها لم تستبعد ذلك إذا لم تكن هناك وسائل أخرى لاستعادة الهدوء على الحدود.

بحسب التقرير التلفزيوني، قال قادة أجهزة الأمن للوزراء في اجتماعهم يوم الإثنين إن “الاستراتيجية [التي يتبعها الجيش الإسرائيلي في لبنان هي] تغيير ميزان القوى في الشمال. إن الهدف ذو شقين: تعزيز الردع ضد حزب الله وعودة سكان الشمال إلى منازلهم آمنين، مع ردع المحور الإيراني بالكامل وقبل كل شيء إيران نفسها”.

وبحسب ما ورد، قال قادة الأمن “إننا نواصل الإستراتيجية التدريجية. في كل مرة، نتقدم مرحلة تلو الأخرى، ومع مرور الأيام، سوف يستوعب حزب الله بشكل متزايد قوة جيش الدفاع”.

وتتبادل إسرائيل وحزب الله إطلاق النار بشكل شبه يومي عبر الحدود منذ بدء الحرب في غزة في أكتوبر، لكنهما تجنبا إلى حد كبير التصعيد إلى حرب شاملة، على الرغم من مقتل أكثر من 40 شخصا في إسرائيل ومقتل المئات من عناصر حزب الله والعشرات من المدنيين في لبنان.

الانفجارات المنسقة الأسبوع الماضي لمئات أجهزة الاتصالات التابعة لحزب الله – وهي عملية نُسبت على نطاق واسع إلى إسرائيل – والتي أسفرت عن مقتل 39 شخصا وإصابة الآلاف كانت بمثابة تصعيد كبير في القتال، حيث قتل الجيش الإسرائيلي يوم الجمعة أيضا قائد قوة النخبة “الرضوان” في الحزب، إبراهيم عقيل. في غارة جوية على بيروت.

اقرأ المزيد عن