إسرائيل في حالة حرب - اليوم 374

بحث

نتنياهو يثير غضبا بعد اتهامه المتظاهرين المناهضين للإصلاح القضائي بالتعاون مع إيران ومنظمة التحرير الفلسطينية

زعماء المعارضة يقولون إن رئيس الوزراء تسبب في "أضرار جسيمة" ودمر صورة إسرائيل في الساحة الدولية

متظاهرون ضد الإصلاح القضائي لحكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ودعمًا للمحكمة العليا في القدس، 11 سبتمبر، 2023. (AP Photo/Ohad Zwigenberg)
متظاهرون ضد الإصلاح القضائي لحكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ودعمًا للمحكمة العليا في القدس، 11 سبتمبر، 2023. (AP Photo/Ohad Zwigenberg)

تصاعدت الاحتجاجات يوم الاثنين بعد أن اتهم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو المتظاهرين ضد الإصلاح القضائي بـ”التعاون مع منظمة التحرير الفلسطينية وإيران” في أنشطتهم، والتي وصفها بأنها مناهضة لإسرائيل وليس لتصرفات حكومته المتشددة.

وأدلى نتنياهو بهذه التصريحات المثيرة للجدل أثناء مغادرته في رحلته التي طال انتظارها إلى الولايات المتحدة. وتعهد المتظاهرون ضد محاولات الإئتلاف للحد من صلاحيات الرقابة للسلطة القضائية بملاحقة نتنياهو خلال رحلاته وخلال اجتماعاته المقررة.

وانتقد زعيم المعارضة يائير لبيد تصريحات نتنياهو، قائلا إن تصرفات الحكومة هي التي تساعد أعداء البلاد.

وقال زعيم حزب “يش عتيد”: “لا يوجد شخص دمر صورتنا في العالم أكثر من نتنياهو في الأشهر الأخيرة. لا شيء يساعد الإيرانيين أكثر من انقلاب حكومته. اتهاماته ضد الوطنيين في الاحتجاج هي دليل آخر على الخلل الخطير في حكمه وفهمه للواقع”.

وقال زعيم حزب “الوحدة الوطنية” بيني غانتس إن سلوك نتنياهو يسبب “ضررا هائلا” للبلاد، وأن الخطابات في الأمم المتحدة لن تتمكن من إصلاحه.

إن “هجوم نتنياهو، الذي اتهم فيه المتظاهرين في الولايات المتحدة بالتواطؤ مع أعدائنا، خطير ويستحق كل الإدانة”.

وأضاف: “حتى لو اختلفنا على مسار العمل، فإننا نتحدث عن وطنيين، محبين للوطن. وحتى ألف خطاب ناري في الأمم المتحدة لن يصلح الضرر الهائل الذي يلحقه نتنياهو بالمجتمع الإسرائيلي من خلال سلوكه. لقد حان الوقت لوقف الانقلاب وإعادة النظام إلى الحكومة، بدلاً من إلقاء اللوم على المتظاهرين”.

رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وزوجته سارة، يستعدان للصعود على متن طائرة متجهة إلى الولايات المتحدة فجر الاثنين، 18 سبتمبر، 2023. (Avi Ohayon/GPO)

وهاجم رئيس حزب “يسرائيل بيتنو” أفيغدور ليبرمان رئيس الوزراء بسبب “الأكاذيب الصارخة”.

وقال ليبرمان: “أنت هو صديق إيران ومنظمة التحرير الفلسطينية، السيد بنيامين نتنياهو. أنت من يقوم بتفكيك المجتمع الإسرائيلي من الداخل، أنت من تثبت لنا جميعا كل يوم أنك تتصرف فقط وفقا لمصالحك الشخصية، حتى لو كان ذلك يعني احتراق البلاد”.

وربطت زعيمة حزب العمل ميراف ميخائيلي بين تعليقات نتنياهو والاتهامات السابقة بأنه عزز التحريض الذي أدى إلى اغتيال رئيس الوزراء السابق يتسحاق رابين، أو على الأقل ساهم في المناخ السياسي العنيف في الفترة التي سبقت الاغتيال. وقد رفض نتنياهو مثل هذه الادعاءات.

وقالت ميخائيلي: “لقد أسس نتنياهو حياته السياسية بأكملها على التحريض وسفك الدماء – لقد فعل ذلك مع رابين والآن يفعل ذلك مع المتظاهرين في كابلان”، في إشارة إلى الشارع الذي تقام فيه الاحتجاجات الأسبوعية المناهضة للإصلاح في تل أبيب. “حان الوقت للتوقف عن الشعور بالصدمة من الأكاذيب والسم التي يزرعها هذا الرجل، والتظاهر بكل قوتنا لإعادته إلى بيته”.

وقال عضو الكنيست عن حزب “الوحدة الوطنية” غادي آيزنكوت إن تصريحات رئيس الوزراء “خرجت عن المسار”.

وقال آيزنكوت لإذاعة الجيش: “آمل أن يتراجع ويعود إلى رشده”.

متظاهرون مناهضون للإصلاح القضائي يحتجون ضد حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بينما يتوجه رئيس الوزراء إلى الولايات المتحدة، في مطار بن غوريون، 17 سبتمبر، 2023 (Avshalom Sassoni/Flash90)

وأدلى نتنياهو بتصريحاته المثيرة للجدل بشأن المتظاهرين قبل صعوده على متن الطائرة.

وقوبلت مغادرة رئيس الوزراء باحتجاج لعدة مئات من الأشخاص في مطار بن غوريون الدولي.

وقال نتنياهو“من ينظم الاحتجاجات يفعل ذلك مع أموال كثيرة ومظاهرات مدعومة مالياً. لقد جعلوا من إغلاق الطرق أمرا طبيعيا، ورفض [الخدمة في الجيش وفي الاحتياط] أمر طبيعي، وهم يشوهون سمعة إسرائيل أمام العالم. يبدو الأمر طبيعيا بالنسبة لهم. كنت رئيس المعارضة ولم أشوه سمعة إسرائيل في العالم”.

وأضاف “إننا نرى أشخاصا يتعاونون مع منظمة التحرير الفلسطينية، ومع إيران، ومع آخرين. لم يعد هناك شيء يفاجئني”.

وفي بيان لاحق، ادعى مكتب رئيس الوزراء أن نتنياهو كان يشير إلى أن المتظاهرين المناهضين للإصلاح سيتظاهرون في نفس الوقت الذي يتظاهر فيه الناشطون المؤيدون لمنظمة التحرير الفلسطينية وحركة المقاطعة. ولم يتطرق البيان إلى ربط نتنياهو المتظاهرين أيضا بإيران.

ومن المتوقع أيضا أن يواجه نتنياهو حشود من المتظاهرين خلال رحلته إلى الولايات المتحدة هذا الأسبوع، التي تبدأ في سان خوسيه بكاليفورنيا وثم نيويورك.

مساء الأحد، عرض متظاهرون من مجموعة الناشطين “Unxeptable” عبارات “أهلا بك في الكاترازلا يا بيبي” و”نتنياهو ديكتاتور هارب” على جانب السجن الشهير في كاليفورنيا قبل وصول رئيس الوزراء إلى الساحل الغربي.

كما تم عرض شعار “أنقذوا وطن الشركات الناشئة” على عدد من المباني الرئيسية في سان فرانسيسكو.

وادعى وزير المالية بتسلئيل سموتريتش أن المتظاهرين في الخارج ضد الإصلاح القضائي هم “نشطاء حركة المقاطعة (BDS) الذين يضرون بإسرائيل”، وأنه من خلال دعمهما للمتظاهرين، فإن لبيد وغانتس “تجاوزا جميع الخطوط الحمراء”.

وهذه لم تكن المرة الأولى التي يعرض فيها النشطاء عبارات على مباني – تم في وقت سابق من هذا الأسبوع عرض عبارة عملاقة على مبنى مقر الأمم المتحدة في نيويورك تفيد: “ “لا تصدقوا وزير الجريمة (’كرايم مينستر’ باللغة الانجليزية بدلا من ’برايم مينستر’ أي رئيس الوزراء)  نتنياهو. دافعوا عن الديمقراطية الإسرائيلية”. وقال الناشطون إن الرسالة عُرضت على المبنى لمدة 30 دقيقة تقريبًا.

وقد شارك مئات الآلاف من الأشخاص في الاحتجاجات المناهضة للإصلاح لمدة 37 أسبوعًا متتاليًا، من جميع قطاعات المجتمع الإسرائيلي بما في ذلك الأكاديميين وقادة الأعمال والمهنيين القانونيين والخبراء العسكريين والأمنيين وجنود الاحتياط وأعضاء المؤسسة الأمنية ووعمال قطاع التكنولوجيا، وغيرهم.

وفي الخارج، أصبح الناشطون المغتربون أيضاً شوكة دائمة في خاصرة وزراء الحكومة وأعضاء الكنيست خلال الزيارات الأخيرة إلى نيويورك ومدن أخرى في الولايات المتحدة، مستخدمين شبكة من المتعاطفين لملاحقة المشرعين أينما ظهروا، والتأكد من أنهم ولا يجدون ملاذاً آمناً في الخارج من الخلافات السياسية في البلاد.

ومن المقرر أن يلتقي نتنياهو مع مجموعة من قادة العالم خلال رحلته التي تستغرق ستة أيام إلى الولايات المتحدة، والتي ستشهد أيضًا لقاء مع الملياردير إيلون ماسك، الذي يواجه اتهامات بتعزيز معاداة السامية على منصة التواصل الاجتماعي X الخاصة به، والذي يخوض نزاع مع منظمة “رابطة مكافحة التشهير”.

وسيكون الاجتماع الأبرز هو اللقاء الذي طال انتظاره مع الرئيس الأمريكي جو بايدن، الذي من المؤكد أن يخيب آمال رئيس الوزراء، الذي يسعى لزيارة البيت الأبيض منذ عودته إلى منصبه كرئيس لائتلاف من اليمين، اليمين المتطرف والحريديم في أواخر ديسمبر. وسيلتقي بايدن بنتنياهو على هامش الجمعية العامة بدلا من البيت الأبيض. ومن المقرر أن يلقي رئيس الوزراء كلمة أمام تجمع زعماء العالم صباح الجمعة بالتوقيت المحلي.

وامتنعت إدارة بايدن عن دعوة نتنياهو لزيارة البيت الأبيض وسط الاحتجاجات الحاشدة والمعارضة الشرسة لمحاولة حكومة نتنياهو لإصلاح النظام القضائي، والتي حذرت واشنطن منها مرارا وتكرارا.

وسيلتقي نتنياهو أيضًا بالرئيس الكوري الجنوبي يون سوك يول، والمستشار الألماني أولاف شولتز، والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وآخرين.

اقرأ المزيد عن