نتنياهو يتوجه إلى واشنطن وسط جدل السباق الانتخابي في أمريكا
رئيس الوزراء يقول إنه سيشكر بايدن على دعمه لإسرائيل على مدى 40 عاما؛ من المتوقع أن يركز خطابه أمام الكونجرس على تنسيق الردين الإسرائيلي والأمريكي على الوضع المضطرب في الشرق الأوسط
يزور رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو واشنطن هذا الأسبوع تحت ضغط لإنهاء حرب غزة من كل من الإسرائيليين الذين يطالبون بإعادة الرهائن الإسرائيليين ومن الإدارة الأمريكية التي تركز بشكل متزايد على الانتخابات الرئاسية.
الزيارة هي الأولى التي يقوم بها نتنياهو لأهم حليف دولي له منذ توليه ولاية سادسة كرئيس للوزراء في نهاية عام 2022، وهو أمر لم يحدث من قبل. لكن زيارته يطغى عليها قرار الرئيس جو بايدن عدم الترشح لإعادة انتخابه.
قبل صعوده على متن طائرة “جناح صهيون” الجاهزة حديثا في مطار بن غوريون، تطرق نتنياهو إلى قرار الرئيس الأمريكي البالغ من العمر 81 عاما بالانسحاب من السباق الرئاسي، وقال إنه يعتزم مقابلته وشكره على أكثر من 40 عاما من الصداقة.
وقال نتنياهو: “ستكون هذه فرصة لأشكره على الأشياء التي قام بها لصالح دولة إسرائيل، سواء خلال الحرب أو خلال سنوات توليه منصب سيناتور ونائب رئيس ورئيس”.
وأضاف بلهجة متوافقة مع الحزبين الجمهوري والديمقراطي، إنه يعتزم التأكيد مجددا للولايات المتحدة أنه “بغض النظر عن الشخصية التي سيتم انتخابها لقيادة الشعب الأمريكي بعد الانتخابات الرئاسية فإن إسرائيل هي أهم حليف للولايات المتحدة في الشرق الأوسط”.
وأكد نتنياهو، واضعا كما يبدو الخلافات بينه وبين بايدن جانبا، على الأقل في الوقت الحالي، على أهمية تقديم جبهة موحدة، بعد أكثر من تسعة أشهر من هجوم 7 أكتوبر في جنوب إسرائيل ووسط الحرب في غزة، حيث تسعى إسرائيل إلى تفكيك حماس وإعادة الرهائن الذين تحتجزهم الحركة.
وقال رئيس الوزراء أن الزيارة إلى واشنطن ستكون “أيضا فرصة للبحث معه في قضايا هامة بالنسبة لدولتينا خلال الأشهر المقبلة، وللتعاون في سبيل تحرير جميع مخطوفينا، وللتعاون في تحقيق النصر على حماس، وللتعاون في التصدي للإرهاب والعدوان اللذين يمارسهما محور الشر الإيراني، وكذلك لضمان عودة جميع مواطنينا من سكان المنطقتين الشمالية والجنوبية إلى ديارهم بأمان”.
مضيفا: “أعتقد أنه في هذا الزمن من الحرب وعدم اليقين، توجد هناك أهمية بالغة للغاية في أن يعرف أعداؤنا أن الولايات المتحدة وإسرائيل تقفان معا – اليوم، وغدا ودائما”.
ومن المقرر مبدئيا أن يعقد نتنياهو اجتماعا مع بايدن غدا الثلاثاء إذا تعافى الرئيس من كوفيد-19، ومن المقرر أن يلقي كلمة أمام الكونجرس يوم الأربعاء.
وبعد أشهر شهدت فتور العلاقات مع واشنطن بشأن طريقة إدارة الحرب الإسرائيلية على غزة، توفر الزيارة لنتنياهو منصة لمحاولة إعادة ضبط العلاقات مع الولايات المتحدة.
ومن المتوقع أن يركز خطابه أمام الكونجرس على تنسيق الردين الإسرائيلي والأمريكي على الوضع المضطرب في الشرق الأوسط حيث يتزايد خطر امتداد نطاق حرب غزة لتتحول إلى صراع إقليمي أوسع.
ومن المرجح أن يكون الخطاب بنبرة أقل حدة من الخطاب الذي ألقاه نتنياهو أمام الكونجرس في عام 2015، عندما انتقد حملة الرئيس آنذاك باراك أوباما للتوصل إلى اتفاق نووي مع إيران.
وسلطت الضغوط الأمريكية على إسرائيل لاستئناف المحادثات بشأن التوصل إلى اتفاق سياسي مع الفلسطينيين وتهديد الولايات المتحدة بوقف إرسال أسلحة الضوء على التصورات في إسرائيل بأن العلاقات مع واشنطن ضعفت في عهد نتنياهو الذي يواجه كذلك احتجاجات في إسرائيل للمطالبة بوقف إطلاق النار في غزة.
وقال يوناتان فريمان المتخصص في العلاقات الدولية في الجامعة العبرية في القدس “جزء من الهدف هو محاولة إظهار أنه مع كل ما يقال ومع كل الاحتجاجات، لا يزال نتنياهو هو الزعيم ولا يزال يحظى بالدعم ولا تزال لديه علاقات قوية مع الولايات المتحدة”.
جاءت دعوة نتنياهو لإلقاء كلمة أمام جلسة مشتركة لمجلسي الكونجرس – وهو شرف نادر يحظى به بشكل عام أقرب حلفاء الولايات المتحدة – بتنسيق من الجمهوريين في مجلس النواب بعدما اتهموا بايدن بعدم إظهار الدعم الكافي لإسرائيل.
ولم يتضح بعد ما إذا كان نتنياهو سيلتقي بالمرشح الجمهوري للرئاسة دونالد ترامب. وشكل الاثنان علاقة وثيقة خلال رئاسة ترامب، لكنه انتقد أيضا نتنياهو وقال إن حرب غزة يجب أن تنتهي بسرعة.
عزلة
رغم الترحيب الحميم المتوقع بشكل عام به في الكونجرس فإن الاحتجاجات التي تجتاح الجامعات الأمريكية تشير إلى أن الاستقبال الذي سيلقاه نتنياهو خارج الدوائر الرسمية في واشنطن قد يكون عدائيا.
ويعتزم النشطاء المناهضون للهجوم الإسرائيلي على غزة ولدعم واشنطن لإسرائيل تنظيم احتجاجات في مبنى الكابيتول يوم الأربعاء. وتتوقع الشرطة مشاركة “عدد كبير من المتظاهرين” وتتخذ تدابير أمنية إضافية لكنها قالت إنه لا توجد تهديدات معلومة.
وتشهد إسرائيل عزلة دولية بسبب حملتها في غزة التي تقول السلطات الصحية في القطاع إنها أسفرت عن مقتل نحو 39 ألف فلسطيني، والتوسع في بناء المستوطنات بالضفة الغربية، وهجمات المستوطنين اليهود على الفلسطينيين.
وانتقدت واشنطن الرأي الذي أصدرته محكمة العدل الدولية يوم الجمعة الذي اعتبر أن احتلال إسرائيل للأراضي الفلسطينية غير قانوني، لكنه جاء في أعقاب تطورات مماثلة منها قرار المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية بطلب إصدار مذكرة اعتقال بحق نتنياهو.
وفي إسرائيل، يواجه نتنياهو دعوات متزايدة للتوصل إلى اتفاق يوقف القتال في غزة ويسمح بعودة 120 رهينة – أحياء أو أمواتا – ما زالوا محتجزين في القطاع الذي تديره حركة حماس.
وقاوم نتنياهو الضغوط لإجراء تحقيق في الإخفاقات الأمنية قبل هجوم السابع من أكتوبر على إسرائيل والذي تشير الإحصاءات الإسرائيلية إلى تسببه في مقتل 1200 شخص وخطف أكثر من 250 آخرين.
وتظهر استطلاعات الرأي أن معظم الإسرائيليين يحملونه المسؤولية وسيصوتون لإقصائه إذا أجريت انتخابات.
وسيرافق نتنياهو نوعا أرغماني، الرهينة التي أنقذتها قوات كوماندوز إسرائيلية الشهر الماضي. وتعرض وجودها لانتقادات من قبل عائلات الرهائن الآخرين إذ تقول إن نتنياهو لم يبذل ما يكفي لضمان إطلاق سراح أحبائهم.