نتنياهو يتعهد مرة أخرى ببناء سياج حدودي طال الحديث عنه على طول الحدود مع الأردن
وعد رئيس الوزراء بإقامة مثل هذا الجدار الأمني مرارا وتكرارا على مدى العقد الماضي، وهو جهد من المتوقع أن يكلف المليارات
طرح رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يوم الأحد مرة أخرى فكرة بناء سياج على طول الحدود بأكملها مع الأردن لمنع التسلل إلى البلاد – وهي مهمة مكلفة لم تحقق تقدما يذكر في الماضي.
وكتب نتنياهو على منصة التواصل الاجتماعي X (تويتر سابقا) “أقمنا سياجا على حدودنا الجنوبية (مع مصر) ومنعنا التسلل من هناك إلى إسرائيل. وبذلك أوقفنا أكثر من مليون متسلل من إفريقيا، الذين كانوا سيدمرون بلدنا”.
وأضاف: “الآن سنقيم سياجا على حدودنا الشرقية (مع الأردن) وسنضمن عدم التسلل من هناك أيضا. سنحمي حدودنا وسنحمي بلادنا!”
وأدلى رئيس الوزراء بتصريحاته بعد يوم من اندلاع اشتباكات غير مسبوقة بين مجموعتين من المهاجرين الإريتريين في جنوب تل أبيب. وتم نقل العشرات من مثيري الشغب إلى المستشفى بعد أن ردت الشرطة على الاشتباكات بالذخيرة الحية، كما أصيب العديد من أفراد الشرطة في المواجهات.
ووصل معظم المهاجرين الأفارقة إلى إسرائيل عبر مصر في الفترة 2007-2012، قبل أن تبني إسرائيل جدارا على طول الحدود الصحراوية. ولم يصل سوى عدد قليل من المهاجرين منذ ذلك الوقت.
وقد أعلن نتنياهو عن إنشاء مثل هذا السياج على طول حدود إسرائيل مع الأردن عدة مرات خلال العقد الماضي: في عام 2012 أمر مسؤولي الجيش الإسرائيلي ووزارة الدفاع بالبدء في التخطيط، وروج لبدء بناء سياج مجهز بأجهزة استشعار في الحدود الجنوبية مع الأردن في عام 2015، وأعلن في عام 2016 أنه يعتزم “إحاطة دولة إسرائيل بأكملها بسياج”.
وفي وقت سابق من هذا الصيف، اقترح وزير الدفاع يوآف غالانت أيضا أن تقوم إسرائيل ببناء جدار أمني جديد على طول الحدود مع الأردن.
وقال غالانت خلال اجتماع للجنة الشؤون الخارجية والدفاع بالكنيست في شهر يوليو إن “المنظمات الإرهابية حددت [الضفة الغربية] كنقطة ضعف، ووجهت العديد من الموارد هناك لغرض الهجمات. وبالنظر إلى المستقبل، نعتزم إقامة جدار على الحدود مع الأردن أيضا”.
وهناك سياج قديم على طول الحدود التي يبلغ طولها 309 كيلومترات والتي يتقاسمها الأردن مع إسرائيل والضفة الغربية، على الرغم من أن مسؤولي الجيش والشرطة يقولون إنه يكفي لمنع معظم محاولات تهريب الأسلحة.
تمت تجديد جزء يبلغ طوله 30 كيلومترا من الحدود مع الأردن، بالقرب من مدينة إيلات في أقصى الجنوب ومطار رامون الدولي الجديد، بطريقة مماثلة للجدارين الحدوديين الإسرائيليين مع مصر وقطاع غزة.
وخصصت إسرائيل 300 مليون شيكل (88 مليون دولار) لجزء صغير من الحدود بالقرب من إيلات، مما يعني أن المشروع الذي يغطي الحدود الأردنية بأكملها من المرجح أن يكلف مليارات الشواكل.
وتعتبر الحدود الإسرائيلية-الأردنية معقلا لمحاولات تهريب الأسلحة والمخدرات. وبحسب بيانات الشرطة، ضبطت السلطات الأمنية ما لا يقل عن 506 مسدسات و24 بندقية هجومية وثماني عبوات ناسفة، في 26 محاولة تهريب منفصلة على الحدود الأردنية منذ بداية العام الجاري.
ويقول المسؤولون إن الأسلحة التي عبرت الحدود – على الأرجح عشرات الآلاف خلال العقد الماضي – غذت تصاعد أعمال العنف في المجتمع العربي، واستخدمها مسلحون فلسطينيون في هجمات إطلاق نار على جنود ومواطنين إسرائيليين في الضفة الغربية.
في الأسبوع الماضي، أعلن الجيش الإسرائيلي عن إحباطه لمحاولة تهريب متفجرات إيرانية الصنع إلى إسرائيل من الأردن قبل شهر.
ساهم في هذا التقرير إيمانويل فابيان