إسرائيل في حالة حرب - اليوم 566

بحث

نتنياهو يتعهد بالمضي قدما في توجيه الضربات إلى غزة ويقول أن محادثات الرهائن ستجري ”تحت النار“ فقط

رئيس الوزراء يقول إن حماس رفضت جميع مقترحات الإفراج عن المزيد من الرهائن، وينتقد منتقديه الذين أشاروا إلى أنه استأنف القتال من أجل مصالحه السياسية؛ هجوم بري مطروح على الطاولة بحسب تقرير

في هذه الصورة المأخوذة من شريط فيديو صادر عن المكتب الصحفي للحكومة الإسرائيلية، يدلي رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بتصريح يوم الثلاثاء، 18 مارس، 2025، في تل أبيب، إسرائيل. (Government Press Office via AP)
في هذه الصورة المأخوذة من شريط فيديو صادر عن المكتب الصحفي للحكومة الإسرائيلية، يدلي رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بتصريح يوم الثلاثاء، 18 مارس، 2025، في تل أبيب، إسرائيل. (Government Press Office via AP)

تعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يوم الثلاثاء بمواصلة الضربات المكثفة على غزة التي استؤنفت قبل ساعات، قائلا إن أي مفاوضات مستقبلية مع حماس ستجري ”تحت النار“، وذلك بعد أسابيع من وقف إطلاق النار الهش في قطاع غزة الذي لم يؤت ثماره.

وانهار وقف إطلاق النار الهش الذي استمر شهرين في القطاع بشكل مفاجئ في الساعات الأولى من يوم الثلاثاء عندما شنت إسرائيل هجومًا جويًا صادمًا على غزة، قائلة إن أسابيع من المفاوضات لتمديد الهدنة لم تؤت ثمارها.

وفي خطاب متلفز مساء الثلاثاء، قال نتنياهو إن الحملة العسكرية شنت بناء على توصية من أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية والجيش الإسرائيلي، وأنها كانت الملاذ الأخير بعد أسابيع من الجهود الفاشلة لحمل حماس على إطلاق سراح المزيد من الرهائن.

وأكد رئيس الوزراء أنه بعد انتهاء المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن متعدد المراحل، رفضت حماس جميع المقترحات اللاحقة لإطلاق سراح المزيد من الرهائن الـ 59 الذين لا يزالون محتجزين في غزة، والذين يُعتقد أن 24 منهم على قيد الحياة.

وقال نتنياهو: ”من الآن فصاعدًا، ستجري المفاوضات تحت النار فقط“.

وحذر حماس من أن ”هذه ليست سوى البداية“.

وفي حين أن إسرائيل تشن حاليًا هجومًا جويًا فقط، نقلت القناة 12 عن مصادر إسرائيلية لم تسمها أن المسؤولين يتركون خيار تجدد الهجوم البري على الطاولة أيضًا.

وقال مسؤولون كبار للقناة إنه ما لم تبدأ حماس في إبداء مرونة في المفاوضات خلال الأيام القليلة المقبلة، فإن العملية ستتوسع وتتكثف تدريجيًا.

مناورة للدبابات الإسرائيلية على الحدود مع شمال قطاع غزة كما تُرى من جنوب إسرائيل، الثلاثاء، 18 مارس، 2025. (AP/Ohad Zwigenberg)

وقال نتنياهو إن إسرائيل قبلت اقتراحا أميركيا بإطلاق سراح الرهائن وتمديد وقف إطلاق النار مؤقتا، لكن ”حماس رفضت كل اقتراح، مرة تلو الأخرى“.

وكان المبعوث الأمريكي الخاص ستيف ويتكوف قد قدم الأسبوع الماضي اقتراحًا يقضي بتمديد المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار لعدة أسابيع، مقابل إطلاق سراح خمسة رهائن أحياء، لكن إسرائيل قالت إن حماس رفضت العرض.

وقال نتنياهو إن إسرائيل ”مددت وقف إطلاق النار لأسابيع لم نستلم خلالها مختطفين“ من أجل استنفاد كل الفرص أمام حماس لإنهاء تعنتها، مشيرا إلى أنه تم إرسال فرق تفاوض إلى الدوحة والقاهرة دون جدوى.

عاد فريق التفاوض الإسرائيلي بشأن الرهائن من زيارة قصيرة إلى القاهرة يوم الاثنين، ولم تتمكن حماس بعد من إرسال وفد من جانبها إلى العاصمة المصرية قبل أن تشن إسرائيل هجومها المتجدد.

وقال المتحدث باسم حماس عبد اللطيف القانوع لوكالة “رويترز” يوم الثلاثاء إن الحركة لا تزال على اتصال مع الوسطاء رغم تجدد الهجوم، وأنها معنية باستكمال تنفيذ الاتفاق الأصلي.

كما زعم القانوع في بيان له أن حماس لم ترفض اقتراح ويتكوف بتمديد مؤقت لوقف إطلاق النار، وفي الواقع ”نظرت إليه بإيجابية“.

متظاهرون مؤيدون لصفقة الرهائن ومناهضون للحكومة عند بوابة بيغن في تل أبيب، 15 فبراير، 2025. (Eitan Slonim/Pro-Democracy Protest Movement)

وقال: ”مصلحة حماس هي في استمرار الاتفاق، وحماس ستستمر في إبداء المرونة والإيجابية مع الوسطاء من أجل لجم العدوان على شعبنا وإلزام إسرائيل بالاتفاق“.

وكان ويتكوف قد وصف الأسبوع الماضي عرض حماس المضاد بأنه ”غير وارد“.

وقد أصرت حماس على أنها لن تقبل أي اقتراح يحيد عن الشروط الأصلية لاتفاق وقف إطلاق النار الإطاري، الذي كان من المفترض أن يكون قد دخل مرحلته الثانية في وقت سابق من هذا الشهر.

أما المرحلة الثانية فتنص على انسحاب إسرائيل الكامل من غزة والموافقة على إنهاء الحرب بشكل دائم مقابل إطلاق سراح الرهائن الأحياء المتبقين.

وعلى الرغم من توقيع إسرائيل على الصفقة، إلا أن نتنياهو يصر منذ فترة طويلة على أن إسرائيل لن تنهي الحرب قبل تدمير قدرات حماس الحاكمة والعسكرية.

وبناءً على ذلك، رفضت إسرائيل حتى إجراء محادثات بشأن شروط المرحلة الثانية التي كان من المفترض أن تبدأ في 3 فبراير.

ومع ذلك، ظل وقف إطلاق النار ساريا لمدة أسبوعين ونصف تقريبًا بعد انتهاء المرحلة الأولى، حيث عمل الوسطاء على التوسط في شروط جديدة لتمديد الهدنة.

امرأة تبكي وهي تتعرف على جثة في المستشفى الأهلي في أعقاب الغارات الجوية الإسرائيلية الليلية على قطاع غزة، في مدينة غزة، 18 مارس، 2025. (AP Photo/Jehad Alshrafi)

وأكد نتنياهو في خطابه على أنه لطالما وعد بالعودة إلى القتال في حال استمرت حماس في عنادها.

وقال: ”لقد عدنا إلى القتال بقوة“، واعداً بتصعيد الضغط على حماس.

وانتقد العديد من عائلات الرهائن علنا العودة إلى القتال يوم الثلاثاء، معربين عن مخاوفهم من أن يؤدي ذلك إلى تدهور أوضاع أحبائهم ويجعل تحريرهم أكثر صعوبة.

وقال الرهينة المفرج عنه ياردن بيباس، الذي قُتلت زوجته وابناه الصغيران في الأسر، على فيسبوك إن عودة إسرائيل للقتال أعادته إلى غزة، حيث كان يخشى على حياته، وأضاف ”الضغط العسكري يعرض المختطفين للخطر، والاتفاق يعيدهم“.

وقال: ”قلبي، وقلوبنا جميعاً، مع الرهائن وعائلاتهم“، مؤكداً على أنه لا يزال ملتزماً بالعمل بلا كلل لتحرير جميع الرهائن الأحياء منهم والأموات. ”إنهم يعيشون كابوساً غير إنساني كل يوم وكل دقيقة“.

أقارب الرهائن الذين تحتجزهم حركة حماس في قطاع غزة يحاولون الاقتراب من حدود غزة، بمرافقة جنود إسرائيليين، يوم الثلاثاء، 18 مارس، 2025. (AP/Ohad Zwigenberg)

وأصر نتنياهو على أن إسرائيل ”ستواصل القتال“ حتى تحقيق جميع أهدافها الحربية – إعادة الرهائن وتدمير حماس وضمان أن غزة لن تشكل تهديدًا لإسرائيل مرة أخرى.

ونفى نتنياهو أن تكون هناك أي اعتبارات سياسية وراء استئناف العملية العسكرية في غزة، منتقدًا ما قال إنها ”أكاذيب“ إعلامية.

وكان منتقدو رئيس الوزراء، بمن فيهم نواب المعارضة وعائلات الرهائن، قد اتهموا نتنياهو بالتخلي عن المفاوضات لصالح العمل العسكري من أجل مصالحه السياسية الخاصة. وبعد ساعات من بدء الهجوم، عاد حزب ”عوتسما يهوديت“ اليميني المتطرف إلى الحكومة التي استقال منها قبل شهرين احتجاجًا على اتفاق وقف إطلاق النار.

من اليسار إلى اليمين: الرهائن المفرج عنهم أفيفا سيغل، كيث سيغل، ياردن بيباس، يائير هورن، يوخيفيد ليفشيتس وساشا تروفانوف يحضرون مسيرة في ساحة المختطفين في تل أبيب، 18 مارس، 2025. (Avshalom Sassoni/Flash90)

وهاجم نتنياهو منتقديه في وسائل الإعلام قائلاً: ”إنهم لا يخجلون وليس لديهم خطوط حمراء“.

وقالت إسرائيل إن غارات يوم الثلاثاء استهدفت البنية التحتية العسكرية لحركتي لحماس والجهاد الإسلامي، مما أسفر عن مقتل عدد من كبار المسؤولين في الحركتين. وقالت السلطات الصحية في القطاع الذي تسيطر عليه حماس إن 408 أشخاص قُتلوا في واحدة من أكبر الحصائل في يوم واحد منذ اندلاع الحرب.

وقالت ربيعة جمال، وهي سيدة تبلغ من العمر 65 عاما وأم لخمسة أبناء من مدينة غزة، “لقد كانت ليلة من الجحيم. شعرت وكأنها الأيام الأولى للحرب”.

خلال زيارته للقوات في رفح جنوب غزة يوم الثلاثاء، تعهد رئيس أركان الجيش الإسرائيلي اللفتنانت جنرال إيال زمير بأن الهجوم الإسرائيلي المتجدد سيجري جنبًا إلى جنب مع الجهود المبذولة لتحرير الرهائن.

رئيس أركان الجيش الإسرائيلي اللفتنانت جنرال إيال زامير (في الوسط) وقائد فرقة غزة في الجيش الإسرائيلي العميد باراك حيرام (يسار) يجتمعان مع القوات في رفح جنوب غزة، 18 مارس، 2025. (Israel Defense Forces)

وقال للقوات: ”مهمتكم هي حماية البلدات هنا“، مضيفا ”نحن في عملية مستمرة ضد حماس، إلى جانب الالتزام الكامل بإعادة المختطفين“.

الوسطاء يبذلون جهودا متضافرة للتهدئة

قال مسؤول مصري سابق لصحيفة ”واشنطن بوست“ الأمريكية يوم الثلاثاء إن مصر وقطر تعملان معًا من أجل الدفع باتجاه وقف إطلاق النار مجددًا.

وقال المسؤول الذي أطلع على الخطة: ”تخطط مصر وقطر لإجراء اتصالات سريعة مع الجانب الإسرائيلي لوقف إطلاق النار بشكل عاجل والبدء في ترتيب لقاءات سريعة في القاهرة للدخول في المرحلة المقبلة وتبادل الرهائن والأسرى من أجل تحقيق السلام“.

وأضاف المسؤول السابق إن مصر ”تحاول الاتصال بالجانب الأمريكي للضغط على [إسرائيل] لقبول وقف إطلاق النار“.

مساء الثلاثاء، دعت حماس ”دولاً صديقة“ أخرى للانضمام إلى مصر وقطر في الضغط على إسرائيل والولايات المتحدة.

إلى جانب الهجوم المتجدد في غزة، ذكرت القناة 12 الإسرائيلية يوم الثلاثاء أن إسرائيل تدرس أيضًا التهديد بضم جزء من قطاع غزة مقابل كل رهينة يتضرر في الأسر.

ووفقًا للتقرير الذي لم يتم تحديد مصدره، فإن إسرائيل تعتقد أن حماس قلقة من خسارة أراض أكثر من قلقها من ارتفاع عدد القتلى والتأثير المدمر للحرب على سكان القطاع البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة.

امرأة تبكي أثناء جلوسها على أنقاض منزلها الذي دمرته غارة إسرائيلية في مخيم النصيرات للاجئين وسط قطاع غزة في 18 مارس، 2025. (Eyad Baba/AFP)

تحتجز الفصائل المسلحة في قطاع غزة 59 رهينة، من ضمنهم 58 رهينة تم احتجازهم خلال الاجتياح والهجوم الذي قادته حماس في جنوب إسرائيل في 7 أكتوبر 2023. ومن بينهم جثث ما لا يقل عن 35 شخصا أكد الجيش الإسرائيلي مقتلهم.

وأفرجت حماس عن 30 رهينة – 20 مدنيا إسرائيليا وخمس مجندات وخمسة مواطنين تايلانديين – وجثث ثمانية رهائن إسرائيليين قتلى خلال وقف إطلاق النار الذي بدأ في يناير. وأطلقت الحركة سراح 105 مدنيين خلال هدنة استمرت أسبوعًا في أواخر نوفمبر 2023، كما أفرجت عن أربع رهائن قبل ذلك في الأسابيع الأولى من الحرب. وفي المقابل، أفرجت إسرائيل عن حوالي 2000 أسير فلسطيني والأسرى الأمنيين والمشتبه بهم من سكان غزة الذين اعتُقلوا خلال الحرب.

وقد أنقذت القوات الإسرائيلية ثمانية رهائن أحياء من الأسر، كما تم استعادة جثث 41 رهينة، من بينهم ثلاثة قُتلوا عن طريق الخطأ على يد الجيش الإسرائيلي أثناء محاولتهم الفرار من خاطفيهم، ورفات جندي قُتل في عام 2014.

ولا يزال رفات جندي آخر قُتل في عام 2014، وهو الملازم هدار غولدن، محتجزا لدى حماس، وهو من بين الرهائن الـ 59.

ساهمت وكالات في هذا التقرير

اقرأ المزيد عن