نتنياهو يتعهد بالحفاظ على الوضع الراهن في الحرم القدسي خلال لقائه مع العاهل الأردني
حضر الزيارة التي استمرت لساعات أيضا رئيس الشاباك ونظيره الأردني لمناقشة الاضطرابات المحتملة في الموقع قبل رمضان في مارس
وعد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني بالحفاظ على الوضع الراهن في الحرم القدسي خلال اجتماع لم يعلن عنه من قبل بين الاثنين يوم الثلاثاء.
وفقًا لأخبار القناة 12، قدم نتنياهو الوعد أكثر من مرة خلال الزيارة التي استمرت لساعات، كما قدم تأكيدات بأن إسرائيل ستحمي سلطة الوقف الإسلامي – وهو مجلس يعينه الأردن لإدارة الحرم القدسي.
بموجب الترتيب السائد منذ عقود تحت وصاية الأردن، يُسمح لليهود وغيرهم من غير المسلمين بزيارة الحرم القدسي خلال ساعات معينة ولكن لا يجوز لهم الصلاة هناك. وفي السنوات الأخيرة، قام القوميون الدينيون اليهود، بمن فيهم أعضاء في الائتلاف الحاكم الجديد، بزيارة الموقع بشكل متزايد وطالبوا بحقوق صلاة متساوية لليهود هناك، مما أثار حفيظة الفلسطينيين والمسلمين في جميع أنحاء العالم.
في الأسبوع الماضي، اندلع خلاف دبلوماسي قصير بين القدس وعمان عندما أوقفت الشرطة السفير الأردني في إسرائيل لفترة وجيزة عند مدخل الموقع خلال زيارة. واستدعت وزارة الخارجية الأردنية المبعوث الإسرائيلي إيتان سوركيس بعد أن زعمت أن السفير الأردني غسان المجالي “مُنع من الدخول” إلى الحرم القدسي وسلمته رسالة إدانة. وقالت الشرطة إنه بدلا من منعه من الدخول، قام عناصر الشرطة بتوقيفه لفترة وجيزة لأنه لم ينسق الزيارة معهم. وزار السفير الموقع دون عوائق في وقت لاحق.
يوم الثلاثاء، توجه نتنياهو إلى الأردن للقاء العاهل الأردني في أول لقاء لهما منذ أكثر من أربع سنوات، قال مكتب رئيس الوزراء بعد اختتام الزيارة.
وقال مصدر دبلوماسي للقناة 12 إن المحادثات سارت بشكل جيد، على الرغم من أنها جاءت في أعقاب الخلاف الدبلوماسي، والعلاقات الباردة بين نتنياهو وعبد الله.
“لقد كان اجتماعاً جيداً أكد على سنوات المعرفة بين القادة”.
وبحسب بيان لمكتب رئيس الوزراء، فقد بحث نتنياهو وعبد الله “التعاون الاستراتيجي، والأمني والاقتصادي” وأهمية التحالف بين البلدين.
وركز الأردنيون في بيانهم حول الاجتماع على “ضرورة احترام الوضع التاريخي والقانوني القائم في المسجد الأقصى المبارك/الحرم القدسي الشريف وعدم المساس به”.
وجاء هذا التحذير بعد أسابيع من زيارة وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير الأولى للحرم القدسي بعد توليه منصبه، مما أدى إلى إدانات غاضبة من العالم العربي. زاستدعى الأردن السفير الإسرائيلي لتوبيخه.
وقبل جولة بن غفير، كانت عمان قد أشارت إلى أن زيارة الوزير أو التحركات التي تنتهك الوضع الراهن ستكون لها عواقب بعيدة المدى، بما في ذلك احتمال خفض مستوى العلاقات الدبلوماسية.
وناقش نتنياهو وعبد الله في اجتماعهما الثلاثاء المخاوف من احتمال اندلاع أعمال العنف في القدس والضفة الغربية خلال شهر رمضان في مارس، الذي يتزامن مع عيد الفصح اليهودي هذا العام، والحاجة إلى الهدوء، حسبما ذكرت صحيفة “هآرتس”.
وكان من بين الحاضرين في الاجتماع وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر ورئيس مجلس الأمن القومي تساحي هنغبي ورئيس الشاباك رونين بار.
وذكرت القناة 12 أن مشاركة بار في الاجتماع تشير إلى العلاقات الممتازة بين رئيس الشاباك ونظيره الأردني، والأجهزة الأمنية تحت قيادتهما، وهي عنصر مهم في قدرة البلدين على الحفاظ على الاستقرار الإقليمي.
وقال مصدر دبلوماسي مطلع على التفاصيل للقناة إن دعم الأردن ضروري “للسماح للوضع [في الحرم القدسي ومحيطه] بالبقاء تحت السيطرة قبل رمضان”.
وأكد عبد الله خلال اللقاء دعمه لحل الدولتين الذي يضمن قيام دولة فلسطينية في حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
وانضم إلى عبد الله في الاجتماع وزير خارجيته أيمن الصفدي ومدير مكتب العاهل الأردني جعفر حسن ورئيس المخابرات أحمد حسني.
قال ديرمر إن الاجتماع سار بشكل جيد للغاية. وقال، بحسب موقع “والا” الإخباري، “لقد حضرت العديد من الاجتماعات بين نتنياهو والملك وكان هذا أحد أفضل لقاءاتهما”.
وكانت هذه أول زيارة معروفة لنتنياهو لعمان منذ رحلة سرية قام بها عام 2018، وسط محاولة إدارة دونالد ترامب للتوسط في اتفاق سلام بين إسرائيل والفلسطينيين.
وتشير الزيارة، التي تأتي فورا بعد الخلافات الدبلوماسية، على ما يبدو إلى إهتمام كلا الجانبين بتجنب الخلافات العامة التي ميزت العلاقة بين إسرائيل والأردن في ولاية نتنياهو الأخيرة في الحكم.
وخلال ولاية نتنياهو الأخيرة كرئيس للوزراء من 2009 إلى 2021، تدهورت العلاقات بين القدس وعمان بشكل ملحوظ، حيث قال عبد الله في عام 2019 إن العلاقات كانت “في أدنى مستوياتها على الإطلاق” بعد سلسلة من الأحداث التي دفعت الأردن لاستدعاء سفيرها لدى إسرائيل.
ووقع الجيران، اللذان خاضا حروب كبرى متعددة مع الحفاظ على اتصالات سرية، معاهدة سلام فى عام 1994.
وتوقع المراقبون تدهور العلاقات الإسرائيلية الأردنية، بعد تحسنها خلال ولاية نفتالي بينيت يائير لبيد.
وأي تدهور كبير سيؤدي إلى تعقيد علاقة نتنياهو مع إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، التي أعطت الأولوية لعلاقاتها مع الأردن، ومن شأنه أن يجعل توسيع اتفاقيات إبراهيم أكثر صعوبة، ويمكن أن يكون مصدر قلق حقيقي في القدس.