نتنياهو يتعرض لانتقادات شديدة بعد أن زعم ”مصدر رفيع المستوى” أن رؤساء الأجهزة الأمنية أفشلوا المفاوضات
بعدما عين رئيس الوزراء صديقه المقرب ديرمر على رأس فريق التفاوض وهمش برنياع وبار، "مصدر رفيع المستوى" يشيد به لتسريعه إطلاق سراح الرهائن، و"المفاوضات بدلاً من التنازلات"

أصدر “مصدر رفيع المستوى مطلع على التفاصيل” بيانا يوم الأربعاء زعم فيه أن تسليم جثث أربعة رهائن المخطط يوم الخميس وستة رهائن أحياء يوم السبت هو نتيجة مباشرة للتغييرات التي طرأت على فريق التفاوض الإسرائيلي.
ولقي هذا التصريح إدانة سريعة من مصادر في المؤسسة الأمنية ومن سياسيين منتخبين، وبعضهم نسب التصريح مباشرة إلى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو – المعروف بالإدلاء بتصريحات لوسائل الإعلام شريطة أن تُنسب بهذه الطريقة.
وتبين يوم الثلاثاء أن وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر، وهو من المقربين من نتنياهو منذ فترة طويلة، سوف يقود المحادثات بشأن المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار مع حماس، وليس رئيس الموساد دافيد برنياع، الذي قاد الجولات السابقة.
والمرحلة الثانية، وفقا للاتفاق الأصلي المكون من ثلاث مراحل، من شأنها أن تشهد قيام حماس بإعادة الرهائن الأحياء المتبقين مقابل إنهاء الحرب بشكل دائم.
وقد همش نتنياهو برنياع، وكذلك رئيس جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي رونين بار، ومسؤول ملف الرهائن في الجيش نيتسان ألون. ويشعر رؤساء الأجهزة الأمنية منذ فترة طويلة أنه كان من الممكن التوصل إلى اتفاق في وقت سابق، ولكن الاعتبارات السياسية في إسرائيل أعاقت هذه الجهود.
وقال “مصدر رفيع المستوى” الأربعاء إن “التوصل إلى اتفاق إطلاق سراح ستة من رهائننا الأحياء دفعة واحدة، إلى جانب عودة أربعة رهائن قتلى غداً، هو نتيجة قرار رئيس الوزراء بتغيير تشكيلة فريق التفاوض”.
وأضاف البيان أن “الفريق الجديد غيّر الديناميكية وقاد المفاوضات بدلا من التنازلات، كما أوقف ممارسة الإحاطات الدورية والمنحازة ضد رئيس الوزراء والقيادة السياسية، والتي لم تتسبب إلا في ترسيخ حماس لموقفها وإضافة مطالب”.
مسؤولون أمنيون: “إنه نفس الاتفاق”
انتقد بيان نقله موقع “واينت” ونسب إلى “مسؤولين كبار في المؤسسة الأمنية” البيان الصادر عن “المسؤول الرفيع”، قائلا: “الادعاء غير صحيح. إنه أمر مخز، لكنه ليس مفاجئًا”.
وقال المسؤولون الأمنيون إن “كل ما يجري في الصفقة تم وضعه من قبل فريق التفاوض الأصلي. وقد وضع الفريق مسبقًا إمكانية تقصير مدة الإفراج في النهاية”.
وأضافوا “هناك دفعتي إطلاق سراح أخرى، على أية حال: رهائن أحياء يوم السبت، وبعد ذلك جثث. إنه نفس الاتفاق. من أراد تقديم كل شيء هو حماس، التي تدرك أن نتنياهو لا يرغب بالمرحلة الثانية، وتريد الاستفادة من إنجازات المرحلة الأولى، بسرعة”.

لبيد: التصريحات الصادرة عن مكتب رئيس الوزراء “كذب محض”
هاجم زعيم المعارضة يائير لبيد “التصريح الجبان والكذب المطلق” من “المسؤول الرفيع”، وقال في بيان: “الإعلان الصادر عن مكتب رئيس الوزراء يثير المخاوف بشأن استقرار حكمه”.
وقال لبيد إن “هذا التصريح جبان وكذب تام. نتنياهو يواصل إلقاء اللوم على الآخرين في إخفاقاته، ويواصل إساءة معاملة عائلات الرهائن لأغراض سياسية”.
“كل من يعمل مع [نتنياهو] يجب أن يعلم أنه عاجلا أم آجلا سيتم التضحية به علنا من أجل نصف عنوان رئيسي”.
وأضاف: “إنها مسألة ضمير وهو يبحث عن الفضل. عليه أن يتوقف عن الاختباء وراء إفادات مجهولة وأن يضمن إعادة كل الرهائن إلى ديارهم”.

غانتس: رئيس الوزراء “يُفرّقنا من الداخل”
كتب زعيم حزب الوحدة الوطنية بيني غانتس على موقع إكس: “رئيس الشاباك رونين بار هو رجل أمن مستقيم وأخلاقي وقوي، ساهم كثيرًا في عودة الرهائن”.
“إنه يتحمل المسؤولية عن الكارثة التي وقعت في السابع من أكتوبر، وكذلك عن القتال والأنشطة التي تلتها، وأنا أدعمه وأؤيده، وكذلك كل رؤساء الأجهزة الأمنية الذين شاركوا في المفاوضات من أجل عودة رهائننا”.
“عندما يهاجم رئيس الوزراء رؤساء المؤسسة الأمنية مرارا وتكرارا، فهو يمزقنا من الداخل، ويضعفنا، وسط أيام مضطربة تتطلب منا أن نكون أقوياء ومتحدين قدر الإمكان في مواجهة أعدائنا”، قال.

منتدى عائلات الرهائن: “أوقفوا هذا السلوك فورا!”
أصدر منتدى عائلات الرهائن والمفقودين بيانا يوم الأربعاء وسط الخلاف، أعلن فيه: “بينما يصدر المسؤولون بيانات ضد مسؤولين آخرين، فإننا، عائلات الرهائن، نفقد عقولنا من القلق على أحبائنا”.
“مصير الرهائن، الأحياء منهم والقتلى، على المحك، وأولئك الذين من المفترض أن يقلبو العالم رأساً على عقب لتأمينه يتصادمون”.
“أوقفوا هذا السلوك فورا! لقد رأينا نفس الصور التي رأيتموها بالضبط. وسمعنا نفس الشهادات من العائدين التي سمعتموها بالضبط”، قال المنتدى.

وطالبت العائلات بأنه بحلول الوقت الذي تنسحب فيه القوات من الحدود بين غزة ومصر في اليوم الخمسين من الاتفاق، أن “يكون من الواضح أنه بحلول عيد الحرية [أي عيد الفصح، في 12 أبريل] سيتم إطلاق سراح جميع الرهائن من جحيم حماس في غزة”.
ولا يزال 70 من أصل 251 رهينة اختطفتهم حماس في هجوم السابع من أكتوبر في غزة، بما في ذلك جثث ما لا يقل عن 35 شخصا أكد الجيش الإسرائيلي مقتلهم.
وتحتجز حماس أيضا إسرائيليين اثنين دخلا القطاع في عامي 2014 و2015، بالإضافة إلى جثة جندي إسرائيلي قتل في عام 2014.
وقال مسؤولون إسرائيليون ومن حماس يوم الثلاثاء إن جميع الرهائن الستة الأحياء المقرر إطلاق سراحهم في المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار سيتم إطلاق سراحهم يوم السبت، ومن بينهم المدنيان الإسرائيليان اللذان دخلا القطاع في عام 2014.