نتنياهو يتجاهل بن غفير: الدخول إلى الحرم القدسي في رمضان سيكون مثل الأعوام السابقة
رافضا فرض القيود على العرب الإسرائيليين، رئيس الوزراء يقول إنه سيتم الحفاظ على حرية العبادة، مع مراجعة أسبوعية للأوضاع، وسط المخاوف من إثارة حماس وإيران للعنف؛ الوزير اليميني المتطرف غاضب
لن تقلص إسرائيل عدد المصلين المسموح لهم بالصلاة في الحرم القدسي في الأسبوع الأول من شهر رمضان مقارنة بالسنوات السابقة، حسبما أعلن مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يوم الثلاثاء، وسط مخاوف جدية من جهود حماس وحليفتها إيران لإثارة العنف في الموقع الحساس وفي القدس عمومًا خلال الشهر الفضيل.
وقال مكتب رئيس الوزراء إنه سيتم إجراء “تقييم لوضع الأمن والسلامة” كل أسبوع و”سيتم اتخاذ القرار وفقًا لذلك”.
وقال مكتب نتنياهو أن “رمضان مقدس بالنسبة للمسلمين، وسيتم الحفاظ على قدسية العيد هذا العام، كما هو الحال في كل عام”، رافضًا فعليًا القيود التي طالب بها وزير الأمن القومي اليميني المتطرف إيتامار بن غفير، بما في ذلك فرض القيود على وصول العرب الإسرائيليين إلى المسجد الأقصى.
ويأتي شهر رمضان هذا العام وسط توترات شديدة على خلفية الحرب مع حماس في قطاع غزة، والتي اندلعت في أعقاب هجوم الحركة في 7 أكتوبر، عندما اجتاح آلاف المسلحين جنوب إسرائيل، وقتلوا نحو 1200 شخص واحتجزوا 253 رهينة.
وتصاعدت التوترات الداخلية حول هذه القضية مع انقسام المؤسسة الأمنية حول ترتيبات الوصول إلى الحرم القدسي، حيث من المتوقع أن يصل مئات الآلاف من المصلين خلال شهر رمضان، الذي سيبدأ في 10 أو 11 مارس.
ويتوجه مئات الآلاف من المسلمين إلى الموقع لأداء الصلاة خلال شهر رمضان. وبينما فرضت إسرائيل قيودا على وصول الفلسطينيين خلال فترات التوتر الأمني، فقد امتنعت عن فرض تلك القواعد على الأقلية المسلمة في البلاد.
وقد أعرب المسؤولون عن مخاوفهم من أن تؤدي هذه الفترة الحساسة إلى تفاقم التوترات الناجمة عن الحرب في غزة، والتي أشعلت غضب المسلمين في جميع أنحاء العالم تجاه إسرائيل.
وفي جلسة ترأسها نتنياهو حول الاستعدادات للشهر الفضيل قبل الإعلان، قال رئيس الوزراء إن “سياسة إسرائيل كانت وتبقى الحفاظ على حرية العبادة لجميع الأديان. لقد تصرفنا دائمًا بهذه الطريقة خلال شهر رمضان وسنتصرف على هذا النحو الآن”.
وحضر الجلسة وزير الدفاع يوآف غالانت ووزير الخارجية يسرائيل كاتس ووزير جابينت الحرب غادي آيزنكوت، بالإضافة إلى بن غفير.
وحضر الجلسة أيضًا رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي، وكذلك رؤساء مجلس الأمن القومي والشاباك والشرطة الإسرائيلية وغيرهم من كبار المسؤولين الأمنيين والسياسيين.
وقال نتنياهو “سنبذل قصارى جهدنا للحفاظ على حرية العبادة في جبل الهيكل (الحرم القدسي)، مع الحفاظ على احتياجات الأمن والسلامة، وسنسمح للجمهور المسلم بالاحتفال بالعيد”.
وبعد الإعلان، اتهم بن غفير نتنياهو بـ”تعريض الإسرائيليين للخطر”.
وقال “قرار السماح بالصعود إلى الحرم القدسي في شهر رمضان كما تمت في السنوات السابقة يظهر أن نتنياهو وكابينت [الحرب] المحدود يعتقدون أنه لم يحدث شيء في 7 أكتوبر”. وأضاف أن “القرار يعرض مواطني إسرائيل للخطر وقد يعطي صورة انتصار لحماس”.
كما انتقد بن غفير القرار على موقع إكس، تويتر سابقا، وكتب أن “احتفالات حماس في الحرم القدسي” ليست “النصر الكامل” الذي وعدت إسرائيل بتحقيقه على الحركة في غزة.
وشكر عضو الكنيست منصور عباس، زعيم القائمة العربية الموحدة الإسلامية، نتنياهو على “القرار المسؤول” ودعا “الجمهور العربي إلى ممارسة حقه في الصلاة خلال الشهر الفضيل، مع الحفاظ على القانون والنظام العام”.
وسافر عباس إلى الأردن يوم الثلاثاء بدعوة من الملك عبد الله الثاني “لمناقشة قضايا الحرب والوضع الراهن في المسجد الأقصى استعدادا لشهر رمضان المبارك”، حسبما قال لموقع “واينت” يوم الاثنين، عندما أجرى ثلاثة مشرعين عرب من أحزاب أخرى مناقشات مع الملك عبد الله حول هذا الموضوع في عمان.
وجاء قرار نتنياهو بعد يومين فقط من إعلان القناة 12 عن خلافات حول هذه المسألة بين قادة الأمن.
وبحسب التقرير، قال غالانت وهليفي وبار في اجتماع يوم الأحد حول الترتيبات الأمنية لشهر رضمان إن على إسرائيل تجنب خلق بيئة تحفز الهجمات الفردية، في ظل معلومات استخباراتية تشير إلى بذل إيران “جهود كبيرة” لتصعيد الاضطرابات.
وقالوا أنه يجب السماح لأقصى عدد ممكن من المصلين بالوصول إلى الحرم القدسي، بما يتماشى مع قدرته الاستيعابية، وعدم فرض أي قيود على المواطنين العرب.
ويتسع الحرم القدسي وباحاته لحوالي 400 ألف شخص، رغم أن الحضور اليومي عادة ما يكون أقل بكثير.
ومع ذلك، يريد مفوض الشرطة الإسرائيلية كوبي شبتاي قصر الحضور على 50 ألف إلى 60 ألف شخص، ويريد السماح فقط للعرب الإسرائيليين الذين تزيد أعمارهم عن 40 عاما بالدخول “في المرحلة الأولى” من شهر رمضان، حسبما ذكر التقرير. وقال شبتاي خلال الاجتماع إن الشباب العرب، سواء كانوا مواطنين إسرائيليين أو من القدس الشرقية، هم “المحرضون” الرئيسيون وبالتالي يجب منعهم من الدخول.
ومن جانبه، يريد وزير الأمن القومي اليميني المتطرف إيتمار بن غفير، الذي يشرف على الشرطة، بالسماح بزيارة بضعة آلاف فقط في أي وقت، مع فرض قيود شديدة على المواطنين العرب، بحسب التقرير. ويقول بن غفير منذ الشهر الماضي أنه يجب منع الفلسطينيين من الدخول تماما.
في شهر فبراير، قال مسؤول أمريكي ومسؤول إسرائيلي لـ”تايمز أوف إسرائيل” إن إدارة بايدن قلقة للغاية من أن بن غفير، من خلال سياساته وأفعاله، يمكن أن يثير اضطرابات في الحرم القدسي خلال شهر رمضان.