إسرائيل في حالة حرب - اليوم 559

بحث

نتنياهو يبلغ عائلة أحد الرهائن أن إسرائيل تعمل على صفقة مع حماس للإفراج عن 10 رهائن

منتدى الرهائن ومنتدى "تكفا" يطالبان بالإفراج عن جميع الرهائن دفعة واحدة؛ مصدر مصري يقول إن حماس طلبت مزيدا من الوقت للرد على الاقتراح الأخير

تسفيكا مور في صورة غير مؤرخة مع ابنه إيتان، المحتجز لدى حماس في غزة. (Courtesy)
تسفيكا مور في صورة غير مؤرخة مع ابنه إيتان، المحتجز لدى حماس في غزة. (Courtesy)

أبلغ رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو والدي الرهينة إيتان مور أن الحكومة تعمل على صفقة قد تؤدي إلى إطلاق سراح 10 من الرهائن المتبقين لدى الفصائل المسلحة في غزة، وفق ما أفاد به منتدى “تكفا”، يوم الإثنين.

كان مور (23 عاما) يعمل حارسا أمنيا في مهرجان نوفا الموسيقي عندما تم أسره. ووالده تسفيكا هو أحد مؤسسي منتدى “تكفا”، وهو بديل يميني للمنتدى الرئيسي المعني بالرهائن.

واتصل نتنياهو بوالدي مور مساء الأحد لإطلاعهما على الجهود المبذولة للتوصل إلى صفقة للإفراج عن الرهائن.

وقال المنتدى في بيانه، “أكد تسفيكا وإفرات مور لرئيس الوزراء موقف منتدى تكفا بضرورة إطلاق سراح جميع الرهائن دفعة واحدة في الحافلة ذاتها، من دون إجراء عملية ’تفرقة‘ بينهم”، مستخدما مصطلحا من حقبة الهولوكوست يشير إلى ممارسة النازيين في تصنيف اليهود بين القادرين على العمل القسري وأولئك الذين يُرسلون إلى الموت فورًا.

وكانت المحادثات قد وصلت إلى طريق مسدود بسبب مطالبة إسرائيل بأن تفرج الحركة عن 11 رهينة على قيد الحياة مقابل وقف إطلاق نار موسّع، بينما عرضت حماس إطلاق سراح خمسة فقط.

وأشار بيان منتدى “تكفا” إلى أن إسرائيل تطالب الآن بالإفراج عن 10 رهائن. ونقلت قناة الميادين اللبنانية عن مسؤول في حماس قوله إن الحركة تنظر في اقتراح إسرائيلي لوقف إطلاق نار مدته 45 يوما مقابل الإفراج عن 10 رهائن.

مظاهرة تطالب بالإفراج الفوري عن الرهائن المحتجزين لدى حماس في قطاع غزة، خلال عطلة عيد الفصح اليهودي، في تل أبيب، 12 أبريل 2025. (AP Photo/Leo Correa)

وفقا لتقارير نُشرت في نهاية الأسبوع، أبدت إسرائيل في اقتراحها الأخير استعدادا لتقليص عدد الرهائن المطلوب الإفراج عنهم. وأفاد موقع “واينت” الأحد أن إسرائيل تنتظر ردا من حركة حماس على اقتراح بالإفراج عن تسعة أو عشرة رهائن أحياء — من ضمنهم الجندي الأمريكي الإسرائيلي عيدان ألكسندر، الذي ظهر للمرة الثانية في شريط فيديو لحماس نُشر السبت.

وردا على تصريحات نتنياهو لعائلة مور، دعا منتدى عائلات الرهائن والمفقودين، الذي يمثل غالبية عائلات المحتجزين، رئيس الوزراء إلى التوصل إلى اتفاق يضمن إطلاق سراح جميع الرهائن المتبقين على الفور.

وجاء في بيان المنتدى أنه “في حين تنتظر العائلات بأمل وسترحب بإطلاق سراح أي رهينة من قبضة حماس، فإننا نواصل المطالبة باتفاق شامل يعيد جميع الرهائن فورا”.

وأضاف البيان “كل يوم إضافي في الأسر يعرّض حياة الرهائن المتبقين للخطر، حيث يواجهون ظروفا مروعة على يد إرهابيي حماس، تشمل التجويع والتعذيب الجسدي والاحتجاز في الظلام. ندعو إلى الحل الواضح والممكن والمناسب: إنهاء الحرب وإعادة جميع الرهائن، أحياءً وأمواتًا، على الفور”.

عائلات الرهائن المحتجزين في غزة ومؤيدوهم يتظاهرون للمطالبة بإطلاق سراحهم خلال مسيرة إلى منزل وزير الشؤون الإستراتيجية رون ديرمر، رئيس فريق التفاوض حول الرهائن، في القدس، 13 أبريل 2025. (Chaim Goldberg/Flash90)

وقال مصدر مصري لم يُكشف عن اسمه لوكالة “رويترز” إن حماس طلبت مزيدا من الوقت للرد على الاقتراح الأخير .

بحسب المصادر، فقد رفض وفد بقيادة رئيس حماس في غزة خليل الحية محاولة استعادة اتفاق الهدنة السابق، مشددًا على أن أي اتفاق يجب أن يؤدي إلى إنهاء الحرب في غزة.

وأظهرت حماس بعض المرونة في ما يتعلق بعدد الرهائن الذين يمكن الإفراج عنهم مقابل أسرى فلسطينيين في السجون الإسرائيلية إذا تم تمديد الهدنة، لكنها طلبت وقتا إضافيا لدراسة العرض.

وقال المصدر المصري: “حماس ليست لديها مشكلة، لكنها تريد ضمانات بأن إسرائيل ستوافق على بدء محادثات المرحلة الثانية من اتفاق الهدنة، والتي تؤدي إلى إنهاء الحرب”.

وقال المستشار الإعلامي لرئيس المكتب السياسي لحماس، طاهر النونو لوكالة فرانس برس “نحن جاهزون لإطلاق سراح كافة الأسرى الإسرائيليين مقابل صفقة تبادل جادة ووقف الحرب والانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة وإدخال المساعدات”.

امرأة تمرّ أمام ملصق يصوّر رهائن محتجزين في غزة، في تل أبيب، 6 أبريل 2025. (Miriam Alster/Flash90)

واتهم النونو إسرائيل بتعطيل الاتفاق، وقال إن “المشكلة ليست في أعداد الأسرى، لكن المشكلة أن الاحتلال يتنصل من التزاماته ويعطل تنفيذ اتفاق وقف النار ويواصل الحرب”.

وشدد النونو على أن حماس “أكدت للوسطاء على ضرورة توفر ضمانات لإلزام الاحتلال تنفيذ الاتفاق”.

وكان نتنياهو قد أصر مرارا على أنه لن يوافق على وقف دائم لإطلاق النار ولا على انسحاب كامل للقوات الإسرائيلية من غزة حتى يتم تفكيك القدرات الحاكمة والعسكرية لحماس بالكامل.

اندلعت الحرب بعد الهجوم الذي قادته حماس في 7 أكتوبر 2023، والذي أسفر عن مقتل نحو 1200 شخص وأسر 251 رهينة. وتواصل الفصائل المسلحة في غزة احتجاز 59 رهينة، يُعتقد أن 24 فقط منهم ما زالوا على قيد الحياة.

فلسطينيون يتجمعون حول حفرة كبيرة بعد غارة إسرائيلية في حي الزيتون بمدينة غزة، 13 أبريل 2025. (Omar AL-QATTAA / AFP)

أفادت قناة “العربية” السعودية مساء الأحد أن حركة حماس مستعدة للإفراج عن عدد أكبر من الرهائن بموجب اقتراح هدنة جديد كانت قد وافقت عليه في وقت سابق، فيما أفادت بأن الولايات المتحدة أبلغت الحركة بأنها ستضغط على إسرائيل للدخول في محادثات تهدف إلى إنهاء الحرب.

ووفق تقارير نُشرت في نهاية الأسبوع، أبدت إسرائيل استعدادًا لتقليص عدد الرهائن الذين تطالب بالإفراج عنهم.

وتطابقت تقارير الإعلام العبري مع ما نشرته “تايمز أوف إسرائيل” يوم الجمعة عن مسؤولَين مطّلعَين على المحادثات قالا إن إسرائيل خفّضت مطلبها السابق بالإفراج عن 11 رهينة من أجل استئناف اتفاق الهدنة. ووافق نتنياهو على تخفيف مطالبه بعد لقائه مع ترامب الأسبوع الماضي في واشنطن، وفق ما قاله المسؤولان.

وأفاد تقرير “العربية” الذي استند إلى مصادر لم يُسمِّها، إن صياغة الاتفاق الجديد باتت في مراحلها النهائية، وأن حماس أعطت موافقة مبدئية على زيادة عدد الرهائن الذين سيتم إطلاق سراحهم. ولم يُحدد التقرير عدد الرهائن المحتمل الإفراج عنهم.

وإذا تم التوصل إلى اتفاق بموجب الصيغة المقترحة، فسيتم إطلاق سراح الرهائن على مرحلتين، إلى جانب التوصل إلى اتفاقيات تتعلق بإدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع.

وأضاف التقرير أن الولايات المتحدة أبلغت حماس أنها ستضغط على إسرائيل للانخراط في محادثات لإنهاء القتال، لكن المناقشات حول ما إذا كان سيتم السماح لقادة الجماعة بالبقاء في غزة قد أُرجئت إلى وقت لاحق.

كما أشار التقرير إلى أنه، بموجب الاتفاق المحتمل، ستقدّم الجماعة تقارير طبية حول أوضاع الرهائن المتبقين.

متظاهرون يحتجون للمطالبة بالإفراج عن الرهائن المحتجزين في قطاع غزة، في تل أبيب، 5 أبريل 2025. (Tomer Neuberg/Flash90)

ورغم أن إسرائيل وقّعت على الإطار المرحلي الذي دخل حيّز التنفيذ في يناير، فقد رفض نتنياهو إلى حد كبير الدخول في مفاوضات بشأن شروط المرحلة الثانية، التي نصّ الاتفاق على أن تبدأ في 3 فبراير.

وبدلا من ذلك، فقد سعى إلى تمديد المرحلة الأولى من الصفقة من خلال مقترحات من شأنها أن تشهد إطلاق سراح رهائن إضافيين مع السماح لإسرائيل باستئناف القتال ضد حماس.

ويحظى رئيس الوزراء بدعم العديد من شركائه المتشددين في الائتلاف الحكومي الذين هددوا بإسقاط حكومته إذا وافق على إنهاء الحرب.

ومع ذلك، تشير استطلاعات الرأي المتتالية إلى أن غالبية الإسرائيليين لا تتفق مع الحكومة وتؤيد إنهاء الحرب مقابل إطلاق سراح جميع الرهائن الـ 59 المتبقين.

ساهم جيكوب ماغيد في إعداد هذا التقرير

اقرأ المزيد عن