نتنياهو يؤكد على ما يبدو سعيه للحصول عقد سيارات “تسلا: في ظل الانتقادات الشديدة التي يتعرض لها ماسك
مستشار ترامب الملياردير يشكر نتنياهو بعد منشورات رئيس الوزراء حول الصفقة، لكن تقرير يقول إنه لا توجد مناقصة من هذا القبيل في الواقع
أعاد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يوم الخميس نشر مقال يقول إن الحكومة دعت شركة “تسلا” للمشاركة في مناقصة لتزويد كبار المسؤولين الحكوميين الإسرائيليين بالسيارات، مستقطبة بذلك شكر الملياردير والرئيس التنفيذي لشركة صناعة السيارات إيلون ماسك الذي يتعرض لانتقادات شديدة.
ولكن ذكرت صحيفة إسرائيلية رائدة في مجال الأعمال يوم الجمعة أنه لا توجد مثل هذه المناقصة في الوقت الحالي، مما أدى إلى تكهنات بأن هذه الخطوة كانت حيلة علاقات عامة للحصول على موافقة ماسك، الذي أصبح الذراع الأيمن للرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
ونقل التقرير الذي نشرته صحيفة “جويش نيوز سينديكيت” يوم الخميس عن “مصدر حكومي إسرائيلي رفيع المستوى” قوله إن إسرائيل دعت شركة “تسلا” لتقديم عطاء على مناقصة لتوفير سيارات كهربائية لكبار المسؤولين الإسرائيليين.
وقال المصدر: “لن ننحني أمام النزعات اليقظية (woke). السيارة هي سيارة هي سيارة هي سيارة. والسيارة الرائعة هي سيارة رائعة هي سيارة رائعة هي سيارة رائعة. وسيارات “تسلا” هي سيارات رائعة ونحن نتطلع إلى دراسة عرضهم”.
ونشر نتنياهو على موقع إكس، الذي يملكه ماسك، رابطًا للتقرير، مما يشير إلى أن المصدر جاء من مكتبه. أما ماسك، الذي دافع عنه نتنياهو وسط اتهامات بمعاداة السامية، فقد نشر ردًا على ذلك: “أقدر ذلك كثيرًا”.
ومع ذلك، ووفقًا لصحيفة “ذا ماركر”، فإن المناقصة المذكورة لا تظهر على المواقع الحكومية المعنية. ونقلت الصحيفة عن مصدر مطلع قوله إنه لا توجد مثل هذه المناقصة.
وقالت “ذا ماركر” إن تقرير “جويش نيوز سينديكيت” كان “على ما يبدو ملفقًا، ويهدف إلى تمكين الحكومة الإسرائيلية من الانضمام إلى العروض العامة لدعم إيلون ماسك وتسلا”. كما أصافت الصحيفة أن “تسلا” لم تحتاج إلى دعوة خاصة لتقديم عرض.
— Benjamin Netanyahu – בנימין נתניהו (@netanyahu) March 13, 2025
كما ذكرت “ذا ماركر” أن شركة “تسلا” لم تقدم عروضًا للمناقصات التي أُجريت في يناير وفي عام 2023. وبحسب الصحيفة، فإن أسعار الشركة لم تكن تنافسية وخدماتها في إسرائيل محدودة مقارنةً بالشركات الأخرى.
وقد أعرب كل من ماسك ونتنياهو عن دعم كل منهما للآخر في الماضي.
حضر ماسك خطاب نتنياهو أمام الكونغرس الأمريكي في يوليو. وفي نوفمبر 2023، قام الملياردير بجولة مع نتنياهو في كيبوتس كفار عزة الذي دمره هجوم حماس في 7 أكتوبر من ذلك العام. وجاءت هذه الجولة بعد أيام من قيام ماسك بتأييد منشور يقول إن اليهود يؤججون العنف ضد البيض، مما أدى إلى انسحاب المستثمرين من شركة إكس.
وفي فبراير، ردّ ماسك على منشور يربطه بفيديو ينتقد محاكمات الفساد الجارية لنتنياهو بقوله أن “الدولة العميقة في كل مكان”.
ووصف نتنياهو في يناير ماسك بأنه “صديق عظيم لإسرائيل” بعد أن تعرض الملياردير للانتقاد بسبب قيامه بما بدا أنه تحية نازية بعد تنصيب ترامب. وفي اليوم التالي، نشر ماسك سلسلة من النكات عن الهولوكوست.
وفي يوم نشر تقرير “جويش نيوز سينديكيت” عن احتمال شراء إسرائيل سيارات من ماسك، قام الملياردير، الذي يقود تقليصات ضخمة في برامج الحكومة الأمريكية، بإعادة نشر تعليقًا يقول أن “ستالين وماو وهتلر لم يقتلوا ملايين الأشخاص. بل قتلهم موظفو القطاع العام في أنظمتهم”.
وجاء التقرير بعد أن انخفض سعر سهم “تسلا” يوم الاثنين إلى أدنى معدل له منذ انتخاب ترامب في نوفمبر، بعد دعم ماسك الثابت للحملة بالتمويل وعلى وسائل التواصل الاجتماعي.
وكان السهم قد وصل إلى أعلى مستوياته في ديسمبر، بعد شهر من انتخاب ترامب، ولكنه انخفض يوم الاثنين بنسبة 15% – وهو أكبر انخفاض في سعر سهم الشركة منذ عام 2020.
وفي الوقت نفسه، خفض محللو وول ستريت توقعاتهم للنمو بالنسبة لشركة “تسلا” بسبب انخفاض مبيعاتها. كما تزايدت حالات التخريب والاحتجاجات والهجمات ضد الشركة. ففي يوم الخميس، تم إطلاق النار على وكالة “تسلا” في ولاية أوريغون للمرة الثانية خلال أسبوع.
وقد أثار ماسك حفيظة العديد من المستهلكين في الولايات المتحدة وأوروبا لقيادته أو دعمه للإقالات الجماعية التي قام بها البيت الأبيض للموظفين الفيدراليين الأمريكيين، ودعمه للأحزاب اليمينية المتطرفة الأوروبية، ومطالبته بتنازلات من كييف لإنهاء الحرب الأوكرانية الروسية، التي بدأتها موسكو في عام 2022.
وفي يوم الثلاثاء، بعد يوم واحد من انخفاض أسهم شركة “تسلا”، عرض ترامب، وإلى جانبه ماسك، سيارات “تسلا” في حديقة البيت الأبيض. وقد تم تصوير الرئيس الأمريكي، الذي قال إنه سيشتري سيارة، وهو يحمل ورقة مكتوبة بخط اليد تحمل أسعار السيارات.
ماسك، أغنى رجل في العالم، لديه عقود بمليارات الدولارات مع الحكومة الأمريكية. وفي اليوم الذي أقيم فيه عرض “تسلا” في البيت الأبيض، ذكرت صحيفة نيويورك تايمز أن ماسك أشار إلى مستشاري ترامب بأنه سيحول 100 مليون دولار إلى مجموعات خاضعة لسيطرة العملية السياسية للرئيس الأمريكي.