إسرائيل في حالة حرب - اليوم 625

بحث

نتنياهو يأمر بتجديد المساعدات الإنسانية لغزة على الفور، تحت ضغط أمريكي شديد

رئيس يعلن عن الخطوة للوزراء دون تصويت، وسط مخاوف دولية متزايدة بعد مرور شهرين ونصف دون دخول الغذاء إلى القطاع، وفيما يشن الجيش الإسرائيلي هجوما بريا موسعا

إمدادات إنسانية مخصصة لغزة مخزنة في مستودعات الهلال الأحمر المصري في مدينة العريش الحدودية المصرية أثناء الحصار الإسرائيلي على تسليم المساعدات إلى غزة، 8 أبريل 2025.(Benoit Tessier /POOL/AFP)
إمدادات إنسانية مخصصة لغزة مخزنة في مستودعات الهلال الأحمر المصري في مدينة العريش الحدودية المصرية أثناء الحصار الإسرائيلي على تسليم المساعدات إلى غزة، 8 أبريل 2025.(Benoit Tessier /POOL/AFP)

أمر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو باستئناف المساعدات الإنسانية ”الأساسية“ إلى قطاع غزة مساء الأحد، في قرار لا يحظى بشعبية في أوساط اليمين، وسط ضغوط أمريكية متزايدة لإنهاء الحصار المستمر منذ أشهر.

وتمت الموافقة على هذه الخطوة خلال اجتماع للمجلس الوزاري الأمني المصغر (الكابينت) بناء على توصية من مسؤولين عسكريين حذروا من أن الإمدادات الغذائية التابعة للأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة قد نفدت تماما، مما أدى إلى أزمة إنسانية حادة.

ولم يتم إجراء تصويت بين الوزراء، الذين عارض بعضهم هذه الخطوة بصوت عال، والتي تتعارض مع التعهدات المتكررة التي قطعها كبار المسؤولين في الأشهر الأخيرة بعدم استئناف المساعدات قبل وضع آلية جديدة لمنع حماس من الاستيلاء على الإمدادات. من المقرر تجديد المساعدات عبر الآليات المستخدمة سابقا.

في بيان يؤكد هذا القرار، قال مكتب رئيس الوزراء إن تدفق المساعدات سيتم استئنافه ”بناء على توصية من جيش الدفاع وبسبب الحاجة العملياتية لتمكين توسيع نطاق القتال المكثف لهزيمة حماس“.

وقال مكتب رئيس الوزراء إن إسرائيل ”ستسمح بدخول كمية أساسية من المواد الغذائية للسكان من أجل منع تطور أزمة جوع في قطاع غزة“، لأن مثل هذه الأزمة ”من شأنها أن تعرض للخطر استمرار العملية الرامية إلى هزيمة حماس“.

وخلص المكتب إلى أن ”إسرائيل ستتخذ إجراءات لمنع حماس من السيطرة على توزيع المساعدات الإنسانية لضمان عدم وصولها إلى إرهابيي حماس“.

وبحسب ما ورد، اتخذ رئيس الوزراء قراره دون تصويت بين الوزراء – كما هو متوقع عموما، على الرغم من أنه ليس ملزما قانونا بذلك – لأن معظم أعضاء مجلس الوزراء عارضوا هذه الخطوة. وطالب وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير بإجراء تصويت، لكن طلبه قوبل بالرفض. وواصل الكابينت مناقشة ما إذا كانت هناك مجاعة في غزة أم لا.

وقال بن غفير في بيان: ”رئيس الوزراء يرتكب خطأ فادحا بهذه الخطوة، التي لا تحظى حتى بأغلبية. يجب أن نسحق حماس وألا نمنحها الأكسجين في الوقت نفسه“، بينما انضم سياسيون صقوريون وجماعات متشددة أخرى إلى انتقاد هذه الخطوة.

مدينة خيام للنازحين الفلسطينيين في خان يونس، جنوب قطاع غزة، 18 مايو 2025. (Ali Hassan/Flash90)

بعد وقت قصير من الإعلان الرسمي لمكتب رئيس الوزراء، تم إرسال بيان آخر إلى الصحفيين باسم ”مسؤول رفيع المستوى“، قال فيه إن استئناف المساعدات هو ”إجراء مؤقت“ لن يستمر سوى أسبوع واحد تقريبا، حتى يتم إنشاء مراكز توزيع المساعدات الجديدة في غزة وتشغيلها.

وقال المسؤول الذي لم يذكر اسمه إن معظم هذه المراكز ستقع في جنوب قطاع غزة تحت سيطرة الجيش الإسرائيلي وستديرها شركات أمريكية خاصة.

وأكد إيري كانيكو، المتحدث باسم توم فليتشر، رئيس مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، أن السلطات الإسرائيلية اتصلت بالوكالة ”لاستئناف تقديم مساعدات محدودة“، مضيفا أن المناقشات جارية حول الجوانب اللوجستية ”نظرا للظروف على الأرض“.

جاء قرار استئناف المساعدات في أعقاب ضغوط متزايدة من الولايات المتحدة على إسرائيل لإنهاء حصارها المفروض على قطاع غزة منذ أشهر وتجنب أزمة إنسانية تقول المنظمات الإنسانية إنها مستمرة منذ أسابيع.

ورفضت إسرائيل حتى الآن تجديد المساعدات، قائلة إن حماس تسرق المساعدات لصالح أعضائها.

فلسطينيون فروا من بيت لاهيا وسط العمليات العسكرية الإسرائيلية المستمرة في قطاع غزة يصلون إلى جباليا، شمال غزة، 18 مايو 2025. (AP Photo/Jehad Alshrafi)

ومع ذلك، وفقا لموقع “واللا” الإخباري، سيتم تسهيل استئناف نقل المساعدات من خلال عدة منظمات دولية، بما في ذلك برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة والمطبخ العالمي المركزي، حتى يبدأ تشغيل آلية جديدة مدعومة من الولايات المتحدة وإسرائيل، تُعرف باسم مؤسسة غزة الإنسانية (GHF)، في وقت لاحق من هذا الشهر.

في الإمارات العربية المتحدة يوم الجمعة، قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب: ”نحن نراقب غزة. وسوف نتولى الأمر. هناك الكثير من الناس يتضورون جوعا“.

ويوم الأحد، قال ستيف ويتكوف، المبعوث الخاص لترامب إلى الشرق الأوسط، إن إسرائيل ”أشارت“ إلى أنها ستبدأ في السماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى غزة بعد منعها لمدة تزيد على شهرين ونصف.

وقال ويتكوف لبرنامج ”هذا الأسبوع“ على قناة ABC إن ”الجميع قلقون بشأن الأوضاع الإنسانية في غزة“ وأكّد مرة أخرى أنه ”لا يوجد أي خلاف“ بين ترامب ونتنياهو بشأن هذه القضية.

وأكد ويتكوف: ”لا نريد أن نشهد أزمة إنسانية، ولن نسمح بحدوثها في عهد الرئيس ترامب“.

المبعوث الأمريكي الخاص إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف يصل إلى مراسم توقيع في القصر الملكي في الدوحة في 14 مايو 2025. (Karim Jaafar/AFP)

وقالت مؤسسة غزة الإنسانية، التي أنشئت بالتنسيق الوثيق مع إسرائيل لإدارة توزيع المساعدات بطريقة تمنع تحويلها من قبل حماس، إنها تخطط لبدء العمل في غزة بحلول نهاية الشهر، لكن إسرائيل لم تؤكد ذلك بعد.

من خلال مؤسسة غزة الإنسانية، سيتم توزيع المساعدات فقط من عدد قليل من المواقع في جنوب غزة التي يؤمنها مقاولون أمريكيون.

وقد عارضت منظمات الإغاثة العاملة حاليا في غزة بشدة خطة المؤسسة، بحجة أنها تنتهك المبادئ الإنسانية، وتفرض تهجيرا جماعيا للفلسطينيين الذين لا يعيشون حاليا بالقرب من المنطقة الإنسانية، وتتجاهل الفئات الضعيفة من السكان، ولا تعالج الأزمة الإنسانية بشكل كاف.

ورحب المدير التنفيذي لـ GHF جيك وود بإعلان استئناف المساعدات باعتباره ”خطوة مؤقتة مهمة“، مضيفا أن ذلك ”يتماشى مع الالتزام الذي قُطع لنا بأن نكون آلية تجسير حتى تبدأ مؤسسة غزة الإنسانية العمل بشكل كامل“.

وأضاف ”من خلال GHF، نحن نبني نظاما آمنا وشفافا لتقديم المساعدات بشكل مباشر وفعال — دون تحويل أو تأخير وبالتقيد الصارم للمبادئ الإنسانية المتمثلة في الإنسانية والحياد والنزاهة والاستقلالية“.

تصاعد الدخان عقب غارة جوية إسرائيلية على قطاع غزة، كما شوهد من جنوب إسرائيل، 18 مايو 2025. (AP Photo/Ariel Schalit)

لم تدخل المساعدات إلى غزة منذ 1 مارس، حيث تقول إسرائيل إن مساعدات إنسانية كافية دخلت القطاع خلال وقف إطلاق النار الذي استمر ستة أسابيع، وإن حماس سرقت معظم تلك المساعدات. لكن في الأسابيع الأخيرة، بدأ بعض المسؤولين في الجيش الإسرائيلي يحذرون القيادة السياسية من أن القطاع على شفا المجاعة.

وبدأت إسرائيل عمليات برية ”واسعة“ في عدة مناطق من قطاع غزة يوم الأحد، كجزء من المرحلة الأولى من هجوم كبير جديد، مما زاد الأمور تعقيدا. وأفاد مسؤولون فلسطينيون أن أكثر من 100 شخص قُتلوا خلال الـ 24 ساعة الماضية في غارات إسرائيلية.

في غضون ذلك، قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، البريغادير جنرال إيفي ديفرين، في بيان صحفي مساء الأحد من حدود غزة إن خمس فرق عسكرية تعمل الآن داخل القطاع.

وأضاف ”نحن ندخل مرحلة جديدة من القتال. خلال العملية، سنزيد ونوسع سيطرتنا العملياتية في غزة، مع تقسيم القطاع إلى نصفين ونقل السكان إلى أماكن آمنة في جميع المناطق التي نعمل فيها“.

جنود إسرائيليون يحركون دباباتهم حول منطقة التجمع بالقرب من الحدود مع قطاع غزة، 18 مايو 2025. (AP Photo/Ariel Schalit)

وقال ديفرين إن الجيش الإسرائيلي طبق الدروس المستفادة من القتال في غزة حتى الآن.

وأضاف: ”على عكس ما كان عليه الحال في السابق، نركز الآن على الهجوم في قطاع غزة… حتى هزيمة [حماس] في المناطق التي نعمل فيها“.

وأضاف ديفرين أن الجيش الإسرائيلي يبذل ”كل ما في وسعه“ لمنع إلحاق أي أذى بالرهائن الذين تحتجزهم حماس في غزة. ولا يزال 58 رهينة محتجزين، أعلنت إسرائيل وفاة 35 منهم.

وقال: ”تجري العمليات القتالية بالتنسيق الكامل مع [وحدة] مقر الرهائن والمفقودين [التابعة للجيش]. نحن نبذل كل ما في وسعنا لمنع إيذاء المختطفين. إنهم دائما في طليعة اهتماماتنا“.

وقال ديفرين: ”نحن نمضي قدما، والشيء الوحيد الذي يمكن أن يوقفنا هو عودة مختطفينا“.

كما برر التصريحات العامة المبهمة للجيش الإسرائيلي بشأن عملياته في غزة، قائلا: ”الغموض أداة. لن نشارك خططنا مع حماس. سيرون الأفعال على الأرض“.

ساهم طاقم تايمز أوف إسرائيل في هذا التقرير.

اقرأ المزيد عن